عدلات

عدلات (https://adlat.net/index.php)
-   العقيدة الإسلامية (https://adlat.net/forumdisplay.php?f=194)
-   -   قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر (https://adlat.net/showthread.php?t=391901)

أم أمة الله 21-02-2022 06:59 AM

قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر
 

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...73c131bdf1.png
" قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر"
=======================================================
لا شكّ أن سلفنا الصالح رحمهم الله هم أهدى الناس قلوباً، يشهد بذلك كل من نظر في أحوالهم وتأمّل عباراتهم؛ وهذه الهداية جاءت عندما استقرّ الإيمان في قلوبهم، وعرفوا الله حق معرفته، وقدروه حقّ قدره، فجعل الله لهم فرقاناً يميّزون به بين الحق والباطل، وبصيرةً يُدركون بها بواطن الأمور مصداقاً لقوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11].
وأولئك الأخيار أدمنوا النظر والتأمّل في نصوص الوحيين، فتجلّت لهم حقائق المعاني، وتكشّفت لهم معالمُ خفيّة، ودقائق لطيفة من العلوم الشرعيّة، والحِكَم الربّانية.

https://adlat.net/icons/14.gifلِننظر سويّاً إلى إيمانهم بالقضاء والقدر كيف كان أثره على كلماتهم؟ وكيف عبّروا عنه بإشراقةِ لفظٍ، وجمال عبارةٍ، وعميق معنى، حتى صارت حِكَماً تدور على ألسنة الخلق، ويُهتدى بها إلى الحق

https://adlat.net/icons/14.gifيروي لنا زياد بن زاذان أن الإمام عمر بن عبد العزيز قال: "ما كنتُ على حال من حالات الدنيا فيسرنى أني على غيرها"،
https://adlat.net/icons/14.gifومما حُفظ عنه قوله: "أصبحت وما لي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر"
https://adlat.net/icons/14.gifواشتُهرت عنه دعواتٍ كان يُكثر من تردادها: "اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أُحب تعجيل شئ أخّرته، ولا تأخير شئ عجّلته".

https://adlat.net/icons/14.gifويقول خلف بن إسماعيل: "سمعتُ رجلاً مبتلى من هؤلاء الزمنى -أي من كان مرضهم مزمناً- يقول: وعزتك لو أمرت الهوام فقسمتني مُضَغاً ما ازددت لك بتوفيقك إلا صبراً، وعنك بمنّك ونعمتك إلا رضاً"، وكان الجُذام قد قطّع يديه ورجليه، وعامّة بدنه.

https://adlat.net/icons/14.gifويروي محمد بن أبى القاسم أن واعظاً أوذي في الله فقُطعت يداه ورجلاه؛ فكان يقول: "إلهي أصبحت في منزلة الرغائب، أنظرُ إلى العجائب، إلهي أنت تودّدُ بنعمتك إلى من يؤذيك، فكيف تودُّدك إلى من يؤذى فيك؟".

https://adlat.net/icons/14.gifوفي قوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]، يقول علقمة: "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم لها ويرضى"،

https://adlat.net/icons/14.gifوروى السري بن حسّان عن عبد الواحد بن زيد قوله: "الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

https://adlat.net/icons/14.gifورأى علي بن أبى طالب رضي الله عنه أحد المبتلين فقال له: "يا عدي إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله".

https://adlat.net/icons/14.gifوعن أبى مجلز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره".

https://adlat.net/icons/14.gifوروى أبو هارون المديني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه جعل الرَوح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط".

https://adlat.net/icons/14.gifوروى مكحول أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيتسخّط على ربه، ولا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له".

https://adlat.net/icons/14.gifوذكر يزيد بن مرثد الهمداني أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: "ذروة الإيمان أربع: الصبر للحُكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز و جل".

https://adlat.net/icons/14.gifواجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع فتذاكرا العيش فقال مالك: "ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة - أي أرضٌ أو زراعة - يعيش فيها"، فقال محمد: "طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، ووجد عشاءً ولم يجد غداءً، وهو عن الله عز و جل راض".

https://adlat.net/icons/14.gifوفي تفسير قوله تعالى: وَ {بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } [الحج: 35] جاء عن سفيان قوله: "المطمئنين الراضين بقضائه، المستسلمين له".

https://adlat.net/icons/14.gifوروى أحمد بن أبي الحواري أن أبا سليمان كان يقول:
"إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راضٍ".

https://adlat.net/icons/14.gifوروى حكيم بن جعفر أن أبا عبد الله البراثي قال: "لن يَرِدَ يوم القيامة أرفع درجاتٍ من الراضين عن الله عز وجل على كل حال"، وقال أيضاً: "من وهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات".

https://adlat.net/icons/14.gifوقال أحد العبّاد: "إن أنت رضيت بما أُعطيت؛ خفّ الحساب عليك فيما أوتيت"،

https://adlat.net/icons/14.gifوقريباً من هذا قول الحسن: "من رضى من الله بالرزق اليسير؛ رضى الله منه بالعمل القليل".

https://adlat.net/icons/14.gifوروي عن ابن أبى الحواري أن أبا عبد الله النباجي كان يقول: "إن أعطاك أغناك، وإن منعك أرضاك".

https://adlat.net/icons/14.gifوأُثر عن الإمام ابن عون قوله: "ارض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك أقل لهمّك، وأبلغ فيما تطلب من آخرتك، واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبؤس كرضاه عند الغناء والرخاء، كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك؟ ولعل ما هويت من ذلك لو وُفّق لك لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك؟ وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك ما أنصفت من نفسك، ولا أصبت باب الرضا".

https://adlat.net/icons/14.gifواستنصح بشر بن بشّار المجاشعي ثلاثةً من الصالحين فقال الأوّل: "ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك؛ فهو أحرى أن تُفرغ قلبك، ويقل همّك، وإياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به"، وقال الثاني: "التمس رضوانه في ترك مناهيه فهو أوصل لك إلى الزلفى لديه"، وقال الثالث: "لا تبتغِ في أمرك تدبيراً غير تدبيره؛ فتهلك فيمن هلك، وتضلّ فيمن ضلّ".

https://adlat.net/icons/14.gifوعن عامر بن عبد قيس قال: "ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله" يعني قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[هود: 6]، وقوله تعالى: {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} [فاطر: 2]، وقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنعام: 17].

https://adlat.net/icons/14.gifوحدّث الربيع بن صبيح أن الحسن كان يقول: "ارض عن الله يرضى الله عنك، وأعط الله الحق من نفسك، أما سمعت ما قال تبارك وتعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[التوبة: 100]، وجاء عنه قوله: "من رضي بما قسم الله له وسّعه، وبارك الله له فيه، ومن لم يرض لم يوسّعه، ولم يُبارك له فيه".

https://adlat.net/icons/14.gifوروى شداد بن سعيد الراسبي أن غيلان بن جرير قال: "من أُعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كُفي".

https://adlat.net/icons/14.gifوجاء عن محمد بن اسحاق أن أحد العلماء سئل: بم يبلغ أهل الرضا؟، فقال: "بالمعرفة؛ وإنما الرضا غصنٌ من أغصان المعرفة".

https://adlat.net/icons/14.gifونُسب إلى الإمام الشافعي قوله:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ
وما شئتُ إن لم تشـأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما علمتَ
ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ
وهذا أعنــتَ وذا لم تُعــن
فمنهم شقي ومنهـم سعيد
ومنهـم قبيـح ومنهم حسـن

https://adlat.net/icons/14.gifونختم نظام هذا العقد من أقوال السلف بما قاله الإمام ابن القيّم رحمه الله: "الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين، ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر؛ ملأ الله صدره غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه، ومن فاته حظُّه من الرضا امتلأ قلبه بضدِ ذلك، واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه". اسلام ويب



https://scontent.fcai19-1.fna.fbcdn....Pw&oe=62173AC2
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...153d3f0292.gif


إشرآقـــة أمل 19-12-2022 05:30 PM

رد: قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر
 
جزاك الله خيرا كثيرا


الساعة الآن 11:10 AM