عدلات - حدودة الاخوة الثلاثة

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...9ae3f36332.gif

يُحكى أنه كان لرجل ثلاثة من الأبناء ، ولم يكن له من الثروة إلا البيت الذي كان يسكن فيه ، وكان كلٌ من أبنائه يريد أن يرث البيت بعد وفاة والده ، لكن الأب لم يكن يفضل أياً من أبنائه على الآخر ، فلم يعرف ماذا يفعل ؟ ولم يكن بودّه أن يبيع البيت أيضاً ، لأنه كان قد ورثه عن أجداده ، وإلا لكان قسم ثمن البيت على أبنائه بالتساوي .

وبعد تفكير طويل خطرت على باله فكرة ، فجمع أبناءه ، وقال لهم :
« ليتعلم كل واحد منكم حرفة ، وعندما تعودون ، فإننى سأعطي البيت لمَن يظهر براعته في العمل أكثر من أخويه » .

رضى الأبناء بقرار أبيهم ، وأراد أكبرهم أن يصبح حداداً ، وأراد الثاني أن يصبح حلاّقاً ، أما الثالث فقرر أن يصبح معلّم مبارزة .

ثم قاموا بتحديد موعد عودتهم إلى البيت ، ومشى كلٌ في طريقه .

وصادف أن وجد الإخوة الثلاثة معلمين بارعين ، حيث قاموا بتعليمهم فنون الحرفة على أصولها ، فقام أكبرهم بصنع حدوات لخيول الملك ، وظنّ أنه سيحصل على البيت دون شك .

وقام الثاني بحلق رؤوس كثير من المشاهير ، واعتقد أن البيت له لا محالة .

أما الأصغر ، فتلقى بعض الضربات أثناء التدريب ، لكنه كزّ على أسنانه ولم يسمح لذلك الأمر أن يعكّر صفوه ، وفكّر في نفسه : إذا كنت تخاف من تلك الضربات ، فإنك لن تحصل على البيت أبداً .

وعندما انتهت المدّة المحددة ، عاد الإخوة الثلاثة إلى البيت ، لكنهم لم يجدوا فرصة مناسبة يظهرون فيها فنّهم لوالدهم ، فاجتمعوا في مجلس واحد ، وأخذ كل واحد منهم يقدّم اقتراحاً .

وبينما هم جالسون إذ بأرنب يمر من الحقل مسرعاً .

فقال الحلاق :
« آهٍ ! لقد جاء في الوقت المناسب » .

وقام فأحضر حوض ماء صغيراً ومعجون حلاقة ، وأذاب المعجون في الماء وحركه حتى تكونت رغوة ، وعندها اقترب الأرنب منهم ، فنهض ووضع رغوة على شاربي الأرنب وحلقهما ، بينما كان الأرنب يركض بأقصى سرعة ممكنة ، لكنه لم يجرح جلده ، ولم يؤذِ أي شعرةٍ في جسمه .

فقال الوالد :
« إن هذا لعملٌ رائع ! إذا لم يبذل الآخران جهداً عظيماً فإن البيت لك » .

وبعد وقت قصير ، جاء أحد النبلاء في عربة تسير بسرعة كبيرة ، فقال الحدّاد :
« الآن سوف ترون ماذا أستطيع أن أفعل ، يا أبي » .

وجرى مسرعاً باتجاه العربة ، ونزع حدوات أحد الخيول التي تجر العربة ، بينما كان الحصان يركض بسرعة هائلة ، ووضع له أربع حدوات جديدة دون أن يوقفه .

فقال الوالد :
« أنت فتى رائع ، وبارع في حرفتك تماماً مثل براعة أخيك في حرفته ، لا أدرى لمَن أعطى البيت » .

فقال الابن الثالث :
« أبي ، جاء دوري الآن » .

وبدأت السماء تمطر ، فأخذ سيفه وأخذ يحركه بسرعة إلى الأمام وإلى الخلف فوق رأسه ، حتى إنّ أي قطرة من الماء لم تسقط عليه ، وأخذ المطر يشتدّ ويشتدّ كما لو أنّ أبواب السماء تفتّحت ، ولكنه ظلّ يحرك سيفه أسرع وأسرع ، حتى بقى جافاً وكأنه يجلس تحت سقفٍ يأويه .

عجب الوالد من براعة ابنه ، وقال :
« أنت أمهر من أخويك ، إن البيت ملكك » .

رضى الأخوان الآخران بحكم والدهما ، كما كانوا قد اتفقوا من قبل ، ولأنهم كانوا يحبون بعضهم البعض حباً جماً ، عاش ثلاثتهم في البيت معاً ، ومارس كل منهم صنعته ، وكانوا ماهرين ، فكسبوا كثيراً من المال ، وعاشوا في أمانٍ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...3fa5baba93.gif