عدلات

عدلات (https://adlat.net/index.php)
-   المنتدي الاسلامي العام (https://adlat.net/forumdisplay.php?f=4)
-   -   قواعــد لفهم طبيــعة النفس (https://adlat.net/showthread.php?t=80013)

قوت القلوب 2 27-07-2012 06:31 AM

قواعــد لفهم طبيــعة النفس
 
قواعــد لفهم طبيــعة النفس

https://www.manhag.net/main/images/Tazkeya_Mini.png


أولاً: النفس لا تأمر بخيـــرٍ قــط ..

حتى لو وصلت إلى مرحلة النفس المطمئنة، فإذا وجدت نفسك تنقــاد لك في فعل بعض الطاعـــات، فاعلم أن ذلك ليس برغبتها .. وإنما خوفك من الله https://www.manhag.net/main/images/3azWajal_small.png ومن الآخرة كان باعثًا على قهر النفس والرغبة في الابتعاد عن الانحراف الذي تأمر به، فسجنـت نفسـك حتى صارت بين يديـــك كالأسير المقهور على فعل جميــع ما تأمره بـــه ..
حتى إذا فتحت لها البــاب ظنًا منك أنها قد ثبتت على الطــاعــات، تحررت من قيودهــا وعــادت إلى ما كـانت عليه من الأمر بالسوء ..
فإذا قهرت نفسك:: تستطيع أن تقودهــا .. أما إذا أطلقت سراحها:: أمرتك بالســوء،،

https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

ثانيًا: النفس نزَّاعة إلى الشهوات دومًا، مهما ارتقى المسلم في درجـــات الإيمان ..
فالنفس هي مجموعة الشهوات التي تهفو إليها نفسك؛ من حب الجـاه والتملك والتميز والنساء والمال وكل ما تهواه النفس وتتمنــاه ..
وقد يتحايـل المرء ويصبغ شهوات نفسه بصبغة الشرع ..
كالذي يُحب الشهرة ثمَّ أنعم الله عليه بنعمة الالتزام، فتظل تلك الشهوة بداخله وتجــده يبحث عن الشهرة والتميـــز تحت مُسمى الدعوة وخدمة الإسلام ..
والأصل أن عمله ليس لله، وإنما لأجل شهوة مُتمَلِكة من القلب،،

https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

ثالثًا: الرضــا عن النفس بدايــة ورود المهالك ..

لأن النفس ستظل دومًا هي النفس التي لا تأمر بخيرٍ قط؛ لذا من أقبح ما يكون أن ترضى عن نفسك ..
كما ذكر النبي أن العُجب من المُهلكات، قال "ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه .." [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)]
وقال الله تعالى {.. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]
فستظل دائمًا أبدًا في جهــادٍ مع نفسك حتى الموت ..
قال أحد الصالحين "يموت المؤمن وسيفه يقطر دمًا"

https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

كيــف نستطيع التعامل مع أنفسنـــا؟

كي نتمكن من التعامل مع أنفسنا لابد من معرفة طبيعتها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع للنفس الإنسانيـــة .
.

النوع الأول: النفس الأمارة بالســوء .
.

كما في قوله تعالى {.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ..} [يوسف: 53] .. وهي النفس التي تحث وتحض على فعل السـوء، وتزينـه في عين صاحبــها حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه.
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

العلاقة بين النفس الأمارة بالسـوء والعقــل
..

أن النفس الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل، والعقل يتأثر بالمدركـــات الحسيَّة؛ كالنظر والسمع واللمس والشم .. وهذه المدركــات تتجمع في العقل وتكوِّن الرغبــة التي تصل إلى النفس الأمارة بالســوء فتبدأ بدفعك للوقوع في المنكرات .. كما قال الرسول "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى .." [صحيح مسلم]

فالقلب لم يقع في المعصية إلا بعد إثارة المقدمات الحسية ..
كالذي يشاهد الأفلام وتظل تراوده الخواطر والأفكار السيئة حتى بعد أن يلتزم ويبتعد عنها؛ لأنه قد درَّب نفسه على السوء فتولدت منها نفسٌ خبيثة .. أما الأشيــاء التي لم تعاينها حسيًا فلن تُحَدثك نفسك بها؛ كالسرقة مثلاً.
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

والفرق بين تسويــل النفس ووسوسة الشيطان .. أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية، أما الشيطــان فهو لص الإيمان يحاول أن يوقعك في أي معصية أيً كانت حتى يشغلك عن طاعة الله https://www.manhag.net/main/images/3azWajal_small.png.
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

النوع الثاني: النفس اللوامــة ..

وهي التي كلما وقع العبد في محظور لامته عليه حتى يُســارع بالتوبـــة والاستغفــار .. قال تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]، ولا يُقسِم الباري بشيء إلا لعلو قدره ورفيع منزلته عند الله تعالى.

علاقة النفس اللوامة بالعقل ..

والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين العقل والنفس الأمارة بالسـوء، فتأثر العقل بالمدركات الحسية يكون أقل من تأثره في حالة النفس الأمارة بالســـوء؛ لأنه إلى جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه فإنه قد قام ببعض الأعمال الصالحة من تلاوة قرآن واستماع للمواعظ .. فصار لدى عقل جانبان؛ جانب يدعوه إلى الخيـــر وتقوى الله، وآخر يدعــوه إلى الشر بالوقوع في المعصية.
وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة ..
فإن استجــاب لتأنيب ضميره وأصْلَح من نفسه، كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئنة منها إلى النفس الخبيثة .. أما إن تركها لتغرق، عادت النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة النفس الأمارة بالسوء.
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

النوع الثــالث: النفس المطمئنة ..
وهي الهدف الأسمى .
قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27,30]
هي نفسٌ قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليــه ورضيت عنه، فأثابها الكريـــم سبحـــانه بأبلغ ثواب وأجزل عطـــاء بما تُغْبَط عليه في الدنيــا والآخرة.

وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس (الاطمئنـان) ..
التي يهفو إليها جميع البشر وليس المسلمون منهم فحسب، ولا ينال النفس المطمئنة إلا المؤمن الموحد ولا يحصل عليها كــافرٌ أو مجرمٌ بعيد عن الله سبحانه وتعالى.

لأن دين الإسلام هو الدين الوحيـــد الذي يمازج بين متطلبات العقل والروح ..

أما البعيدون عن طريق الله سبحانه وتعالى فإنهم يقومون بإلهاء أنفسهم بشتى الطرق؛ حتى لا تصطدم نفسه بعقله الراكد في شهوات الحس ويحدث بينهما صراع.
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة

إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة لن يكون بمعزلٍ عن الخطايــا؛ لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ .. إنما إذا سعيت للتحلي بصفــات أصحاب النفس المطمئنة، ستنــال الاطمئنان النفسي في الدنيـــا والراحــــة الأبديـــــة في الآخـــرة ..

صفـــات أصحــاب النفس المطمئنــة

الصفة الأولى: الإخــلاص .
.

وللإخلاص علامات ابحث عنها في نفسك لتعلم أأنت مخلصٌ أم لا، وهي:

1) أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته ..
أي إنه ليس كثيــر التعثُر وأحواله ليست مضطربة أو متباينة، كما قال ابن الجوزي ".. إنما يتعثر من لم يخلص" [صيد الخاطر (1:119)]
2) بـذل المجهود في الطــاعة ..
3) أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال ..
إلا على ما ينبغي إظهاره، مثل: الصلاة والدعوة والجهاد.
4) الحرص الشديــد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه ..
لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله يبذله لوجه الله https://www.manhag.net/main/images/3azWajal_small.png.
5) وجل القلب وخوفه من عدم القبــول ..
واعلم أنه لن يُنجيــك إلا الصدق والإخلاص،،
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الصفة الثانية: المتابعة لهدي النبي
..

فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي حذو القُذة بالقُذة، حتى تطغى محبته للنبي على حب المال والولد وحتى النفس .. عن أنس https://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png قال: قال رسول الله "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" [متفق عليه]
وعلامة الإتبــــــــاع::
شدة الحرص على معرفة سُنَّتِهِ وأحواله وسيـرته، والإقتــداء به .
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الصفة الثالثة: الرضــا عن الله تعالى ..
فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئنٌ ساكنٌ هاديء .. عن العباس بن عبد المطلب https://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png قال: قال رسول الله "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا" [رواه مسلم]
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الصفة الرابعة: شدة محبة الله تعالى وتعظيمه
..

فقد صُبِغَت حياته بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعَمَ عليه يشكره ربِّه ويحمده على نِعَمهِ .. فهو سبحــانه ربٌّ ودودٌ يتودد إلى عبــاده الصالحين، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]

وعلامات محبتك لله تعالى هي:
1) الأنس بالله تعالى في الخلوة ..
2) التلذذ بتلاوة كلام الله ..
3) كثرة اللهج بذكر الله https://www.manhag.net/main/images/3azWajal_small.png ..
4) موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره ..
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الصفة الخامسة: الصدق .
.

ولن ينفعك في التعامل مع الله https://www.manhag.net/main/images/3azWajal_small.png سوى الصدق، والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا .. عن رسول الله قال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة" [رواه أحمد وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (2773)]

وللصدق أنـــواع، هي:

1) الصدق مع الله تعالى، ويكون ..
صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا .. وصدقًا في الأحوال؛ فلا تراوغ ولا تتلوَّن .. وصدقًا في الأعمال؛ بأن تكون مُخلصًا لله تعالى مُتبعًا لهدي النبي في أعمالك.

2) الصدق مع النفس ..
بأن يكون بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله .. وأن ينصح نفسه؛ حتى لا تميـل مع الشهوات وتركن إليها .. فيُحاسب نفسه قائلاً:
يـــا نفسُ، أخلصي تتخلصي ... واصدقي تصلي إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي عن الريب والشكوك،،
3) الصدق مع النــاس ..
فلا يظهر أمام الناس بوجه مُختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى.
https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

الصفة السادسة: التقوى ..
الصفة السابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
الصفة الثامنة: الإحسان إلى عبـــاد الله ..
الصفة التاسعة: الولاء والبــراء ..
الصفة العاشرة: حُسن الخُلُق ..
نسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا بهذه الصفات وأن يجعلنا من أصحـــاب النفوس المطمئنة،،

https://www.manhag.net/main/misc/images/rose-sep.jpg

منقول

*لولى الحلوة* 27-07-2012 08:04 AM

رد: قواعــد لفهم طبيــعة النفس
 
السلام عليك و رحمة الله و بركاته ...
ماشاء الله ...الموضووع كتيرررررر حلوووووو ...
الله يجازيكى خيرررر حبيبتى ...اعجبنى فكرة
ان الانسان حين يبتعد عن معصية فهو يقهر نفسه ..
وليست طبعا منه ...وفعلااااا كلامك صح ....
تسلمى ^^ ...الله ينفع به ...
واحلى تقييم للقمرر ^^

قوت القلوب 2 27-07-2012 09:44 PM

رد: قواعــد لفهم طبيــعة النفس
 
نورتى يا لولى يا حلوه يا جميله انتى من سن ابنتى وانا فرحانه بيكى يا قمر وباهتمامك بمثل هذه المواضيع تسلمى يا جميله وربنا يحرسك انتى وابنتى وبنات المسلمين امين

حتت برقوقه 07-05-2017 08:53 PM

رد: قواعــد لفهم طبيــعة النفس
 
جزاك خيرااااا


الساعة الآن 08:42 PM