الموضوع: أحبك ربي
عرض مشاركة واحدة
#102

5 98 الجزء الثامن

الجزء الثامن
بسنت:مش كان نفسك تشوفي أبويا
مريم:آه
بسنت:ايه رأيك نروح المسجد اللي بيأم فيه و نحضر خطبة الجمعة؟
مريم:ماشي
بعدما عدلت بسنت من ملابس مريم ذهبوا إلى المسجد،لم يكن هناك الكثير من المصلين،و بدأت الخطبة،أخذ إمام المسجد (والد بسنت) يتحدث عن جهنم و بطش الله و عن الذنوب و عن جزاء من يرتكبها في الدنيا و الآخرة،ليس هذا فقط،و عن عذاب القبر أيضًا،تمنت مريم لو أن الأرض تنشق و تبلعها،كادت تبكي،تيقنت أنها ستلقى في جهنم لا محالة،و أنها لم تفعل حسنة طوال الأربعة عشر عاما،و أنه لا فائدة من الاستغفار،و عندما عرفت حديث رسول الله:المرء يحشر مع من أحب.أرادت أن تكره بسنت،حتى لا تحشر معها يوم القيامة،فهي ليست مثلها،و لا تستحقها،قررت أن تعيش حياتها بلا أي قيود،و طالما أنها ستلقى في جهنم ستفعل المعاصي كما يحلو لها،فلا فائدة من فعل الخير،هذه كانت أفكار مريم.

الجزء الثامن
بعدما خرجتا من المسجد أخرجت مريم محمولها و أخذت تقلب فيه ثم وضعته على أذنها
قالت بسنت:بتكلمي مين؟
لم ترد مريم و لكن قالت:ألو..أيوة يا يوسف..تعالى خدني..أنا فين؟
اعتقدت بسنت أنها ستكمل اليوم مع مريم في منزلها،فالساعة الآن الواحدة بعد الظهر.
لم يتحدثا طوال فترة انتظار قدوم يوسف،جاء يوسف و ركبت مريم السيارة دون النظر إلى بسنت،و عندما تحرك يوسف بالسيارة نظرت مريم في المرآة لترى بسنت على وجهها تعبيرات التعجب،و نزلت دمعة حارة على خدها لأنها فقدت صديقتها الوحيدة،ثم خلعت ببطء قطعة القماش الصغيرة التي تطلق عليها(طرحة)و التي تغطي الجزء الأمامي من شعرها و وضعت يدها على طرف النافذة ساندة رأسها و الهواء يحرك شعرها،عندما وصلت الفيلا لم تدخل المنزل،ظلت بالخارج و أخذت تفكر:من الشبب في أنها لم تعرف دينها طوال أربعة عشر عام؟من؟من؟من؟
نعم نعم،أنهم أهلي،أسرتي،هم السبب،لم يعرفوني شيئا،لم يربوني تربية دينية،منذ الآن و إلى الأبد سيرون وجها آخر،مريم أخرى لا يعرفونها،كادت مريمم تبكي،فهم السبب في دخولها جهنم،دعت ربها أن يدخلوا معها لأنها مذنبون أيضًا.

الجزء الثامن
فتحت مريم باب المنزل و أغلقته بقوة عن عمد فصدر عن إغلاقه صوتًا عاليًا فقالت الأم:ايه يابنتي،براحة شوية
حسنًا،إنها البداية،قالت مريم بصوت مرتفع:ما أنا طول عمري كده
تعجب يوسف من تصرف مريم و من لهجتها في الرد على أمها فقال لها:اهدي شوية يا مريم،من ساعة ما سبتي بسنت واقفة لوحدها و انتي تصرفاتك غريبة.
قام من على الأريكة متوجهًا إليها و وضع يده على كتفها و همس في أذنها:بسنت مزعلاكي؟
لم ترد مريم و رفعت يده من على كتفها بعنف و جرت صاعدة السلالم و قبل نهايته تدحرجت عليه نازلة حتى وصلت لبدايته،و لم تشعر بشئ من حولها إلا بألم شديد في ساقها و وجهها و سائل ساخن ينزل على وجنتيها بسيول،عرفت انه دمها،و آخر ما سمعته هو صوت اصطدام طبق بالأرض قد انزلق من يد أمها عندما وقعت من على السلالم صائحة:مريم
ثم لم تعي بشئ.

الجزء الثامن
فتحت مريم عينيها لتجد نفسها ممددة على سرير و قدمها في الجبس معلقة،و يوسف بجانبها ما سكًا يدها،على وجهه علامات القلق،ابتسم قائلا:عاملة ايه دلوقتي؟
لم تستطع مريم الرد،فقد لاحظت الألم الشديد الذي في قدمها،لقد كسرت،و أحست بألم ليس بخفيف في رأسها،رفعت يدها اليسرى ببطئ تتحسس رأسها لتحدها مربوطة،فعرفت أنها جرحت و في النهاية عرفت انها في مستشفى،شعرت بأنها كانت نائمة على ظهرها لفترة طويلة،فأرادت النوم على جنبها فلم تستطع،فرأسها يؤلمها و لا تستطيع تحريكها،و كذلك الأمر بالنسبة لقدمها المكسورة،أرادت البكاء لكنها لم تستطع أيضًا،فرأسها لا ينقصه ألم،فبكت داخلها،علمت أن هذا هو عذاب الدنيا الذي تحدث عنه والد بسنت،فإذا كان عذاب الدنيا يؤلم هكذا فماذا ستفعل في الآخرة،لم تشأ أن تفكر مرة أخرى في هذا الأمر فآثرت النوم

الجزء الثامن
في اليوم التالي كانت المفاجأة،هذه المرة لم تجد يوسف جالسًا بجانبها،وجدت........

الجزء الثامن

إظهار التوقيع
توقيع : Belle Rose