.. ربنا يسعدك دايما ياأم عبد الرحمن ويسعد أيامك يارب ..
***- ***- ***- ***- **
سورة الفجر ::
تفسير الجلالين ::
وَالْفَجْرِ (1)
وَالْفَجْرِ
" وَالْفَجْر " أَيْ فَجْر كُلّ يَوْم
وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)
وَلَيَالٍ عَشْرٍ
" وَلَيَالٍ عَشْر " أَيْ عَشْر ذِي الْحِجَّة
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ
" وَالشَّفْع " الزَّوْج " وَالْوَتْر " بِفَتْحِ الْوَاو وَكَسْرهَا لُغَتَانِ : الْفَرْد
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي
" وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ " مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
" هَلْ فِي ذَلِكَ " الْقَسَم " قَسَم لِذِي حِجْر " عَقْل , وَجَوَاب الْقَسَم مَحْذُوف أَيْ : لَتُعَذَّبُنَّ يَا كُفَّار مَكَّة
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
" أَلَمْ تَرَى " تَعْلَم يَا مُحَمَّد " كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ "
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ
" إِرَم " هِيَ عَاد الْأُولَى , فَإِرَم عَطْف بَيَان أَوْ بَدَل , وَمَنْع الصَّرْف لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيث " ذَات الْعِمَاد " أَيْ الطُّول كَانَ طُول الطَّوِيل مِنْهُمْ أَرْبَعمِائَةِ ذِرَاع
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ
" الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد " فِي بَطْشهمْ وَقُوَّتهمْ
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي
" وَثَمُود الَّذِينَ جَابُوا " قَطَعُوا " الصَّخْر " جَمْع صَخْرَة وَاِتَّخَذُوهَا بُيُوتًا " بِالْوَادِ " وَادِي الْقُرَى
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ
" وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد " كَانَ يَتِد أَرْبَعَة أَوْتَاد يَشُدّ إِلَيْهَا يَدَيْ وَرِجْلَيْ مَنْ يُعَذِّبهُ
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ
" الَّذِينَ طَغَوْا " تَجَبَّرُوا " فِي الْبِلَاد "
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ
" فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد " الْقَتْل وَغَيْره
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
" فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبّك سَوْط " نَوْع " عَذَاب "
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
" إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ " يَرْصُد أَعْمَال الْعِبَاد فَلَا يَفُوتهُ مِنْهَا شَيْء لِيُجَازِيَهُمْ عَلَيْهَا
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي
" فَأَمَّا الْإِنْسَان " الْكَافِر " إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ " اِخْتَبَرَهُ " رَبّه فَأَكْرَمَهُ " بِالْمَالِ وَغَيْره " وَنَعَّمَهُ فَيَقُول رَبِّي أَكْرَمْنَ "
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي
" وَأَمَّا إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ " ضَيَّقَ " عَلَيْهِ رِزْقه فَيَقُول رَبِّي أَهَانَن "
كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)
كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ
" كَلَّا " رَدْع , أَيْ لَيْسَ الْإِكْرَام بِالْغِنَى وَالْإِهَانَة بِالْفَقْرِ وَإِنَّمَا هُوَ بِالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَة , وَكُفَّار مَكَّة لَا يَنْتَبِهُونَ لِذَلِكَ " بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم " لَا يُحْسِنُونَ إِلَيْهِ مَعَ غِنَاهُمْ أَوْ لَا يُعْطُونَهُ حَقّه مِنْ الْمِيرَاث
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
" وَلَا تَحَاضُّونَ " أَنْفُسهمْ أَوْ غَيْرهمْ " عَلَى طَعَام " أَيْ إِطْعَام " الْمِسْكِين "
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا
" وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث " الْمِيرَاث " أَكْلًا لَمًّا " أَيْ شَدِيدًا , لِلَمِّهِمْ نَصِيب النِّسَاء وَالصِّبْيَان مِنْ الْمِيرَاث مَعَ نَصِيبهمْ مِنْهُ أَوْ مَعَ مَالهمْ
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
" وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا " أَيْ : كَثِيرًا فَلَا يُنْفِقُونَهُ , وَفِي قِرَاءَة بِالْفَوْقَانِيَّةِ فِي الْأَفْعَال الْأَرْبَعَة
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21)
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا
" كَلَّا " رَدْع لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ " إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا " زُلْزِلَتْ حَتَّى يَنْهَدِم كُلّ بِنَاء عَلَيْهَا وَيَنْعَدِم
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا
" وَجَاءَ رَبّك " أَيْ أَمْره " وَالْمَلَك " أَيْ الْمَلَائِكَة " صَفًّا صَفًّا " حَال , أَيْ مُصْطَفِّينَ أَوْ ذَوِي صُفُوف كَثِيرَة
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى
" وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم " تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام كُلّ زِمَام بِأَيْدِي سَبْعِينَ أَلْف مَلَك لَهَا زَفِير وَتَغَيُّظ " يَوْمئِذٍ " بَدَل مِنْ إِذَا وَجَوَابهَا " يَتَذَكَّر الْإِنْسَان " أَيْ الْكَافِر مَا فَرَّطَ فِيهِ " وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى " اِسْتِفْهَام بِمَعْنَى النَّفْي , أَيْ لَا يَنْفَعهُ تَذَكُّره ذَلِكَ
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ
" يَقُول " مَعَ تَذَكُّره " يَا لَيْتَنِي " لِلتَّنْبِيهِ " قَدَّمْت " الْخَيْر وَالْإِيمَان " لِحَيَاتِي " الطَّيِّبَة فِي الْآخِرَة أَوْ وَقْت حَيَاتِي فِي الدُّنْيَا
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25)
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ
" فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب " بِكَسْرِ الذَّال " عَذَابه " أَيْ اللَّه " أَحَد " أَيْ لَا يَكِلهُ إِلَى غَيْره
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ
" وَلَا يُوثِق " وَكَذَا " لَا يُوثِق " بِكَسْرِ الثَّاء " وَثَاقه أَحَد " وَفِي قِرَاءَة بِفَتْحِ الذَّال وَالثَّاء فَضَمِير عَذَابه وَوَثَاقه لِلْكَافِرِ وَالْمَعْنَى لَا يُعَذَّب أَحَد مِثْل تَعْذِيبه وَلَا يُوثَق مِثْل إِيثَاقه
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
" يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطَمْئِنَة " الْآمِنَة وَهِيَ الْمُؤْمِنَة
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
" اِرْجِعِي إِلَى رَبّك " يُقَال لَهَا ذَلِكَ عِنْد الْمَوْت , أَيْ اِرْجِعِي إِلَى أَمْره وَإِرَادَته " رَاضِيَة " بِالثَّوَابِ " مَرْضِيَّة " عِنْد اللَّه بِعَمَلِك , أَيْ جَامِعَة بَيْن الْوَصْفَيْنِ وَهُمَا حَالَانِ وَيُقَال لَهَا فِي الْقِيَامَة
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29)
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
" فَادْخُلِي فِي " جُمْلَة " عِبَادِي " الصَّالِحِينَ
وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
وَادْخُلِي جَنَّتِي
" وَادْخُلِي جَنَّتِي " مَعَهُمْ .
مضمون السورة ::
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية :
1-تبدأ بذكر قصص بعض الأمم المكذبة لرسل الله وتذكر عاقبتهم ، من قوله تعالى: ( وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {3} ).. إلى قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} )
2- تبيّن سنة الله في ابتلاء عباده بالخير والشر والغنى والفقر وحب الإنسان الشديد للمال ،من قوله تعالى: ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ {15} ) إلى قوله تعالى : (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً {20})
3- تنتقل للحديث عن الآخرة و أهوالها وتبين مآل الكافر والمؤمن فيها ، من قوله تعالى: ( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً {21}) ، إلى قوله تعالى : ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي {30} )
لسماع السورة ::