عرض مشاركة واحدة
#31

افتراضي رد: @روايـــة دنيـــا@ بقلـــم جـــوزي

الحلـــــــــــــــــــــــــــقه الســـــــــــــــادسه


@@@








حينما بدأ هاني فى طريقه الى منزله شعر بشيئاً من الحزن يختلج صدره
ودموع تحرقه ولو لم تكن سقطت حتى الآن !
توقف بسيارته امام احدى الشواطئ في سكون الليل

ظل يتذكر اولى لحظات معرفته بإنجي منذ ثلاثة عشر عاماً حينما كانا زملاء بالمدرسه الاعداديه !

برغم سنهم المتشابه الا انه دائماً يشعر ان انجي اخته الكبيره ذات القلب العطوف
كل الذكريات المرحه والممتعه والحزينه التي جمعتهم منذ لقاؤهما ، مرت الليله فى مخيلته وذهنه تفصيليا
كما لو كانت تحدث من جديد
لم يفيق سوى على تلك الدمعه التي سقطت فوق شفتاه !
تساءل في صمت : هل يجب عليا ان اضع في حساباتي احتمال لموت إنجي !
احترقت دموعه بعيناه اكثر وشعر بالاختناق وعدم القدره على مواجهة الامر !

من بعيد لمح مناره مضيئه فوق قبة مسجد
ذهب سريعاً كما لو كان وجد كنز يهديه راحته

توقف قليلاً امام المسجد يتأمله وبريق دموعه يزداد
وحدث نفسه قائلاً / اذكر انني لم آتي الى هنا ربما منذ ثلاثة اعوام !

فى دقائق قصيره ظل يحاسب ذاته ويعاتبها وينظر الى نفسه في اسف !
ثم تحركت اقدامه الى المسجد
وجلس يبكي بكاءاً حاراً
ويدعو بشفاء صديقته الغاليه انجي

وبعد مرور خمسة عشر دقيقه نظر الى ساعته وجدها الواحده والنصف بعد منتصف الليل
شعر بالبروده
جلس في سيارته قليلا يتأمل بريق النجوم فى السماء
ولفحات الامواج فوق الشاطئ !

ثم انطلقت سيارته في طريقه الى المنزل

استقبلته والدته بعتاب قائله / كم كنت قلِقه من اجلك
وحاولت الاتصال بك وكان هاتفك مغلق

اجابها / لم اغلق سوى حينما كنت بالمسجد !عفواً مجرد حظ !

تعجبت والدته وابتسمت فى سعاده قائله / كنت أين ؟

انهمر فى بكاء قاتل لم يستطيع التحكم به قائلاً : كنت اتمنى لو لم تندهشي وكنتي تعلمين انه المعتاد
كنت اتمنى لو كنت رجلاً صالح لم يخشى الاقتراب من بيت الله !
كنت اتمنى لو كانت هي عادتي !

ضمته والدته بين ذراعيها قائله / لا داعي لان تجلد ذاتك هكذا ولدي الحبيب
فيكفيك ذلك الشعور الذي يعني انه بداخلك ثمة شئ من الرغبه في الافضل
وضعت يدها على وجنتيه ونظرت في عيناه بابتسامه قائله
الايام قادمه وتستطيع فعل ذلك وتستطيع ان تصبح ما تريد وكيفما شئت !

تراجعت خطواته قليلاً وتمتم بحزن وأسف قائلاً : لما نلجأ لخالقنا فقط فى تلك المحن !؟

تعجبت والدته وتسائلت سريعا فى رعب تجاه ابنها قائله / حبيبي ، ما هي محنتك ؟؟ ماذا بك ؟

اجابها / إنجي تكررت نوبتها القلبيه ولكن تلك المره حالتها خطره للغايه وذكر الطبيب احتمال الموت !

صعقت والدته وجلست على الكرسي المجاور قائله / يا الهي ! لا تقلق فليس هناك داء الا وله دواء

حاول هاني ان يستعيد ابتسامته ووضع قبلة هاديه فوق يد والدته وتمتم قائلاً / اعتذر ان ضايقتك
ستشفىَ انجي ، نعم ستشفىَ

ثم همس قائلاً / اراكِ صباحاً ، تصبحين على خير

اجابته والدته / اطمئن ، ستشفىَ صديقتك ، سأدعو لها ايضاً
وابتسمت اليه قائله / طابت ليلتك .

صعد هاني الى غرفته

اتكئ الى تلك الوسادة البيضاء
تذكر دنيا وشعر انه بحاجه الى سماع صوتها الان

تناول هاتفه

نظر الى الساعه وجدها الثانية وعشر دقائق بعد منتصف الليل

الوقت متأخر !

وضع الهاتف مره اخرى !


وما ان وضعه حتى سمع رنين

تمنى لو كانت دنيا
هم سريعاً ليتناول الهاتف ونظر باسم المتصل ! وجده رقم غير مسجل
تمتم بابتسامه تحمل التمني ! ربما كانت دنيا من هاتف آخر

ورد سريعاً / ها هو صوت آخر !

هاني / مرحباً من أنتي ؟

.... / انا ندىَ ، تتذكرني ؟

هاني / ندى ؟؟؟ نعم اتذكرك سافرتي بالخارج منذ عامين مع والديكِ أليس كذلك ؟

ندى / ما اروع ذاكرتك !

هاني / بالطبع مازلت اذكرك فأنتِ ممن احترمهم كثيراً ولم انسى تلك الندوات التي جمعتنا كثيرا بقصور الثقافه

ندى / رائع !، مازلت تكتب ؟

هاني / نعم ، اشعر انني ان تخليت يوماً عن قلمي وأوراقي سأصبح كالأسماك المختنقه بعيدا عن الماء

ندى / مازلت رائع بتعبيراتك !

هاني / اشكرك ندى ، حدثيني عنكِ وما الجديد في حياتك

ندى / هه ! لا شئ ، تذكر انني أدرس بكلية الاعلام ؟

هاني / نعم بالطبع

ندى / بالعام القادم سأكمل السنه الاخيره من دراستي الجامعيه بمصر

هاني / ذلك يعني انكِ لم تسافري مجدداً ؟

ندى / نعم ، انهى والدي عمله بالخارج وها نحن قد عدنا !

ندى / وماذا عنك ؟

هاني / مثلك ، لا شئ !
فقط افتتحت مكتبي الهندسي ومازلت اخطو بأول الطريق !

ندى / اثق بنجاحك دائماً ، أراك قريباً والآن سأودعك الى حديث آخر !

هاني / اشكرك ندى واتمنى بالفعل ان اراكِ بخير

ندى /قبل الختام اعتذر منك ان كنت ازعجتك لكنني اذكر انك حدثتني عن عشقك الكامن لضياء القمر
وسكون الليل
وتأملاتك اليوميه لهما ، فكنت اثق انك مازلت مستيقظاً .

هاني / لو تعلمين كيف انني حقاً سعدت بالاطمئنان عليكي لم تقدمي ذلك الاعتذار الغير لائق !

ندى / اشكرك لذوقياتك المعتاده ، اراك بخير .

@@@

إظهار التوقيع
توقيع : دلوعة هوبا حبيبي