عرض مشاركة واحدة
#53

افتراضي رد: @روايـــة دنيـــا@ بقلـــم جـــوزي

الحلقه الحادية عشر

__________



انتهت المحادثه الهاتفيه في ذلك الصباح بين انجي ودنيا
بينما انخرطت انجي فى بكاء قاتل فور انتهاء المحادثه كما لو كانت تحاول وضع سد لنهر من الدموع طوال محادثتها
كي لا تشعر دنيا بمدى الالم الذي قررت انجي ان تخفيه عن العالم وعن ذاتها ايضاً خلف ستار البهجه
وتلك الشخصيه المرحه التي تستعيرها دائماً

إنجي دائماً تؤمن ان الحياه كانت قصيره ام طويله هي حياة واحده لم تعاد مرتين
والاقدار محسومه
والحزن لا يغير شيئاً !
فدائماً كانت الابتسامه هي سلاحها الذي تستطيع ان تواجه به الحياه
ابتسامته الدائمه وملامحه المحبوبه ايضاً كانت تساعدها على استعارة شخصيه اخرى تتوارى بداخلها دائماً

ظلت تبكي بغرفتها دون ان تشعر احداً

حتى طرقت اختها الباب
وسريعا ما حاولت التظاهر بالنوم كي لا ترى اختها تلك الدموع المنسابه بألم !

وما ان خرجت اختها من الغرفه
حتى نهضت انجي من مرقدها
وقامت بتمشيط شعرها الاسود المنساب على وجنتيها وابتسمت الى وجهها البرئ فى المرآه
ولدقائق قصيره ظلت تتذكر كل شئ جميل في حياتها كي تقتنع بتلك الابتسامه التي رسمت على وجهها
حتى همست بصوت يكاد ان يُسمع
(لديَ ألام كثيره لكنني ايضاً لديَ اصدقاء رائعون ، هه !
، ها هي معادلة الحياه ، غيري ايضاً ربما يتألمون كثيراً لطعنات الاصدقاء
من منا خُلِق ليأخذ كي شئ ! هو شخص لم يولد بعد !!!!)



@@@

مشـــهد آخــــــــــر


هاني يجلس بحديقة منزله ، يتذكر من تبقى ليدعوه لحفل الليله قائلاً /

آه / يا الهي ، كنت سأنسىَ دعوة ندى فها هي فرصه كي نلتقي بعد عودتها من السفر

ويستكمل مبتسما قائلاً /وايضاً كي اعرفها بدنيا كي تثق دنيا من تقديمي لها ان اعجابي بها ليس سوى اعجاب بشخصيه احترمها

ونظر الى السماء يتأمل لو يستطيع ان تأتيه فرصه كي يهمس في اذنها أحبك انتي فقط
وأنتي فقط التي جذبتني منذ الرؤية الاولىَ !

ثم يعاود محدثاً نفسه بمزح قائلاً / لو تسمعني والدتي الان لقالت جملتها المعهود /
بشيئاً من الصبر ستحصل على كل ما تريد

ثم تناول هاتفه وقام بالاتصال على صديقته ندى
..

هاني / مرحباً ندى ، كيف حالك ؟

ندى / انا بخير ، وأنت ؟

هاني / بخير ايضاً عزيزتي ، هل لي ان ادعوكي على حفل مساء الليله

ندى / بالطبع ذكرنا في حديثنا السابق اننا سنلتقي قريبا لذا سآتي ولكن ما طبيعة الحفل؟

هاني / ها هو حفل نظمناه لاسعاد احدى صديقاتنا بعد سلامتها من ضغط نفسي كان ان يعصف بحياتها

ندى / ! حمداً لله على سلامتها ! سآتي ولكن لم اعرف احداً سواك

هاني / لا داعي لان تذكرى ذلك فحينما تأتي ستشعرين انهم جميعاً اصدقاءك

ندى / حسناً ! سنرىَ وثم نستطيع الحكم ، أين سيقام الحفل ؟

اخبرها هاني بالمكان وعنوانه وختما محادثتهما وتواعدا باللقاء

@@@

نظر هاني الى ساعته وقرر الذهاب لشراء الهديه التي سيقدمها لانجي في هذه الليله

وما ان اغلق باب سيارته حتى استمع الى تنبيه برساله بهاتفه

فتح هاني الرساله

____

هاني ، رجاءاً الا تدعو ايمن لحفلة الامس !
ها هي رغبتي
وأرجو احترامها وتقبلها
إنجي

____________

اندهش هاني ولاكثر من دقيقه ظل محدقا بعيناه للرساله يقرأها مرارا وتكراراً فى دهشه لم يستطيع تفهمها
وحينما شعر بشيئا من التشتت ، قام على الفور بالاتصال على انجي لحل ذلك اللغز


هاني : لماذا ؟

انجي بشيئاً من المزح: اهكذا يبدأ الحوار مباشرة ؟؟؟

هاني بنبره حاده تملأها اشارات الاستفهام : لماذاااا ؟؟؟

انجي : لما كل هذا التعصب ! ها هي رغبتي وعليك احترامها ليس الا

هاني : ظننت انه هناك علاقه ساميه من الحب بينكما حينما رايت دموعه لاجلك بالمستشفى
وحينما رأيت لهفته لرؤيتك وفضلته على نفسي حينما امر الطبيب بدخول شخص واحد فقط
وظللت اتأمله من خلف النافذه وهو من يستحق الشفقه اكثر منكِ
فكنتِ نائمه لم تشعرين بشئ
بينما هو يبكي كالطفل الذي يخشى فقدان امه
وتتخلل اصابعه بيداكي كتعلق الغريق بخيط ضعيف !
وفي النهايه لا تسمحيلي بحق الدهشه !!!!


لم يستوقف تعصب هاني وحديثه الملئ بنبره منفعله سوى بكاء انجي الذي ادهشه اكثر
وهي تقول / كفىَ ، لا تعذبني رجاءاً ! لا اريد ان اعرف شيئاً
لكل هذه الاسباب التي اعرفها والتي لم اعرفها لا اريد حضوره رجاءاً

ازدادت دهشة هاني وحاول تهدئة نفسه قائلاً / هل تحبين شخصاً ما وتشفقين على مشاعر ايمن ؟؟؟

وبين نهر الدموع وصرخات البكاء ضحكت انجي ضحكه ساخره قائله / تعلم جيداً ان كل شئ في حياتي يعلمه صديق واحد
هو انت !
ولو يوجد فى حياتي ما تتحدث عنه كنت اول من يعلم به !

هاني : إذن ماذا تعني برفضك لحضور ايمن ؟؟؟

وفي هروب وشعور بالالم وأنات من الدموع صرخت انجي قائله / بإمكانك الغاء الحفل تماما
ان لم يجدي حديثنا سوى الى خلاف بيننا ف بإمكانك الغاء الحفل وكأن شيئاً لم يكن !

هاني / اعتذر اليكِ انجي ، لم اقصد ارهاقك فى الحديث
فقط لو كنتي مكاني حتما سوف تنتابك نفس الحيره ، على اية حال انا مازلت لم ابلغ ايمن
اعتبرته شخصا اساسي ليس ضمن المدعوين وكنت ساذهب بالامس قبل ان آتي لأصطحبه بحضوري

ظلت انجي تبكي دون أية تعليقات

هاني / انجي ، الليله هي ليلتك ! عليكِ ان تتناسي كل شئ
كل شئ ! وأعتذر اليكِ مجدداً
اذهبي الان واستعدي فالليله هي ليلتك وحدِك وأعددتها خصيصا لارى سعادتك وابتسامتك
لا لأن تكون سببا فى دموعك التي ربما تكون هي المرة الاولى التي استشعرها منذ سنوات طويله بيننا
فلم اذكر انني رأيتك يوما سوى مبتسمه ومرحه ، عليكي استعادة روحك وتناسي كل شئ

انجي / اعتذر اليك ، رجاءاً الا تحمل شيئاً من الغضب تجاهي

هاني / الحاله الوحيده التي ستغضبني هي استمرار تلك الدموع بعيناكي التي لم تستحق سوى الابتسامه !

ابتسمت انجي وشكرت صديقها وإنتهت المحادثه بينهما

@@@

ومرت الساعات سريعاً وذهب كلا منهم الى مكان الحفل

وما ان وصل هاني ويدأ اتجاهه نحو دنيا لتكون اول الحضور التي يعانق يداها سلامـــُـه

وما ان اقترب من دنيا ووجها المبتسم

حتى بدأ يلاحظ تلاشي ابتسامتها بشيئاً من القلق وعيناها تمتلئ بالتوتر المفاجئ
وما ان وضع يده بيداها واستشعر برودتها القاتله

حتى التفت خلفه ليرى ما الذي تراه دنيا


ها هي دارين قادمه نحو بوابة الاستقبال !!!!!










إظهار التوقيع
توقيع : دلوعة هوبا حبيبي