عرض مشاركة واحدة
#2

رد: روايـــة دنيــا (بقلم جوزي) بدايه من ج12 مع فهرس للاجزاء السابقه

الحلقه 12
@@@
حينما شعر هاني بنظرة دنيا التي تغيرت تماما من ابتسامتها الى شيئا من الخوف اكدته لمسة يداها البارده
نظر خلفه كي يرى ما الذي تشرد عينا دنيا تجاهه بهذا القلق
وحينما وجد دارين قادمه بمقدمة بوابة الاستقبال

ترك يد دنيا بشيئا لا اراديا وأسرع على الفور للوقوف بوجه تلك الفتاه التي يكره رؤيتها

وما ان توقف امام خطاها حتى صاح بوجهها / لماذا اتيتي الى هنا ؟؟ ومن الذي اخبرك !!!

اجابت دارين فى خوف وهدوء / لا تجعل الاخرون يلتفتون الينا ارجوك ، علمت بالحفل منذ ساعتين فقط
وقررت ان احتسبها فرصه كي اقدم اعتذاري الى انجي بحضوري فكم كنت بشعه معها دون قصد
وحينما فكرت بالامر اقتنعت بذلك


اجابها هاني فى تعصب / لا نريد منكِ شيئاً ، ارحلى فى هدوء
مثلك لم استطيع تصديقهم ولو تساقطت دموعك الكاذبه حتى نهاية عمرك وليس فقط حتى نهاية الحفل

لاحظت انجي وجود دارين وحديث هاني الذي توضحه الرؤيه من بعيد انه يمتلئ بشيئا من التوتر
فمن اجل خشيتها على صديقها ذهبت سريعا ترحب بها كي تحسم الامر

نظر اليها هاني مندهشاً
وقبل ان ينطق شيئاً
اسرعت انجي قائله / ها هي ضيفتي وضيفتك ايضاً ثم نظرت الى دارين قائله
لا يهمني من هم الاخرون وما يستحقون من معامله لكن يهمني من انا وكيف احسن ادب التعامل

بدأت دارين تحاول رسم ملامح الندم والاسف بدموعها التي تستطيع اسقاطها متى شاءت
قائله / ارجو ان تتقبلي اعتذاري انجي ولا تعامليني هكذا

إنجي / بعيداً عن القبول والرفض ، انتي ضيفتي تفضلي !

نظر هاني الى عيناها نظره تحذيريه كادت ان تقرأ كل ما بها وتفهمه تماماً

ثم مرت الى موطن الحفل
وفور رؤيتها الى دنيا ذهبت لتجلس بجانبها !


لحق هاني خطواتها وأسرع امامها ثم التفت اليها واصطحب يد دنيا دون استئذان بشعور لا ارادي
كما لو كان يرغب ان يعلن خصوصية دنيا في حياته امام دارين ويشعرها انها خط احمر لا يمكنها تعديه !

ازداد حقد دارين ودهشتها تجاه دنيا حين رؤية هذا المشهد

وما ان مرت بعض الخطوات

سحبت دنيا يدها من بين اصابع هاني قائله / عفواً ولكن لِما فعلت ذلك؟ اخجلتني !!!

هاني / عفواً دنيا اعتذر اليكِ ولكن خوفي عليكي هو الذي دفعني دون شعور ولم اقصد شيئا اخر

دنيا / خوف من ماذا ؟

هاني / تلك الفتاه اثق انكي لم تحبيها ولاحظت ذلك جيدا من نظراتك اليها ليلة حفل تخرجها

ابتسمت دنيا ابتسامه صامته وهي تحدث نفسها قائله / ألهذا الحد كان يتتبع نظراتي !!!

وبنبره اخرى قال هاني / دعينا من هذا الحديث الممل
ولنذهب نتأمل نافورة الماء كم اعشق الوقوف امامها

اجابته دنيا فى خجل / ولكن جئنا للحفل من اجل انجي وليس من اجل ان نتأمل نافورة الماء وحدنا !

هاني / ها هي مازالت بداية الحفل واصدقاء انجي كثيرون وجميعهم يطمئنون عليها ولدينا ليس اقل من ساعه باكملها
كي تبدأ مراسم الاحتفال ويأتي جميع المدعوين


اومأت دنيا برأسها وازدادت وجنتيها حمره في خجل رائع واتجهت خطواتها الرقيقه بجانب هاني

امتدت يداه تعانق يداها للمره الثانيه دون شعور !

حتى وصلا الى نافورة الماء وسحبت دنيا يدها على الفور وهي تشعر بخجل من نوع خاص !

نظر هاني الى نافورة الماء مبتسما قائلا / كنقاء قطرات الماء المنبعثه من تلك النافوره

ها هو نقاء وجهك وابتسامتك

وكتِلك الزهور الخضراء هي عيناكي الفيروزيه التي تشبه رقة الزهور

^

شعرت دنيا بشيئاً من الخجل الاعمق والتوتر القاتل واجابته / شكرا لك

هاني / حدثيني عنكِ دنيا ، كل شئ يخطر ببالك اذكريه
اسرتك ، دراستك ، هواياتك ، كل شئ


دنيا / والدي طبيب يعمل بالخارج
وأخي ايضاً

اعيش مع والدتي وزوجة اخي وطفلتها الصغيره وليس لي اخوات اخرون
والدتي مهندسة ديكور

قاطعها هاني مبتسما وهو يقول / ابنة اخيكي هي تلك الصغيره التي كنتي تلعبين معها بالنادي
أليس كذلك ؟


اومأت دنيا برأسها / نعم

واستكملت حديثها قائله / ليس لدي اهتمامات سوى القراءه وعزف البيانو
،
انا بالمرحله الاخيره بالثانوية العامه وأنطلع للدراسه بكلية الصيدله

^

وضع هاني كلتا يداه حول رأس دنيا وهمس اليها فى صوت خافت / سأكون بجانبك حتى تحققين كل امالك
ابتعدت دنيا سريعاً في خجل قائله / عفواً ولكن ارجو ان تنتبه على تصرفاتك بعض الشئ

هاني / يوماً ما ستعلمين انني لم اقصد مضايقتك اطلاقاً
منذ الوهلة الاولى التي رأيتك بها وشعرت انك تلك الانثى الطفله التي قالت عيناها ها هي انا من تبحث عنها طوال حياتك

سألته دنيا فى توتر / تقصِد تلك المره التي التقينا بها فالنادي وانا اجلس مع انجي؟

هاني / لا ، بل رأيتك قبلها مجرد الصوره بجانب انجي في صوره وضعتها ببريدها الالكتروني

نظرت دنيا اليه فى صمت متعجب وهي تحدث نفسها قائله / أيعقل هذا ، لماذا اشعر بمصداقيته !

هاني / اعدِك الا اسبب عثرات فى طريقك على الاطلاق
اعِدك ان اكون مصدر لسعادتك دائماً ان تقبلتي

ظلت دنيا تتأمله في مشاعر متضاربه بين الخوف والقلق والشعور بالمصداقيه والاعجاب
ثم ابتسمت اليه دون كلمات !

هاني / تعلمين انني التفت ايضاً اليك بحفل تخرج دارين ولفتت انظري تلك الملابس الطفوليه التي كنتي ترتدينها
اراكِ مختلفه بكل شئ
مازلتِ تحتفظي بطفولتك ولم تقتليها ولو بالمظهر
وما اجمل الانثى حينما تحمي طفولتها من سيف الايام !

دنيا / ممممم ، وربما لم تعجبك ملابسي التي رايتها طفوليه وربما رايتها غير مناسبه للحفل أليس كذلك؟

ضحك هاني قائلاً / على العكس تماماً ، قلت لكِ انني اراكِ مميزه بكل شئ

وفالعام القادم ستصبحين انثى تدرس بالجامعه ومن الطبيعي ورغماً عن ارادتك سيختلف مظهرك الطفولي

دنيا / بكثرة تكرار كلمة طفله بقولك وقول انجي ايضاً ربما سأتحول طفله حقاً

ابتسم هاني اليها بكل حب قائلاً / ليس هناك بالحياة بأكملها أنقى من الطفوله ، ليتنا جميعاً بإمكاننا الهروب اليها !

ظلت دنيا تتأمل حديثه بقدر من الاعجاب

حتى التفت هاني فجأه وراح يهتف / نــــدىَ ، نــــدىَ إقتربي

نظرت دنيا اليه ثم الى تلك الجهه التي ينظر بها حتى رأت فتاه تبدو مميزه برونق خاص تبتسم من بعيد
وتخطو اقدامها نحوهم

وبرغم ان دنيا هي الاجمل بلا شك الا انها انتابتها مشاعر الغيره وتحولت نبرتها الى شيئا من الجديه قائله/
سأذهب وأتركك مع ضيوفك !

هاني / توقفي دنيا ، ها هي ندى التي حدثتك عنها التي سافرت مع والديها ثم عادت
انتظري هي قادمه وأرغب ان تصبحا اصدقاء

دنيا / عفواً ، لست محبه للتعارف على من اعرفهم لديَ صديقه تكفيني ، سأذهب

وما ان انتهت جملتها حتى راح صوت حذائها يصدر رنينه بالارض من سرعة اختفاءها !

تعجب هاني كثيراً وذهب بخطوات يقترب من ندى حتى التقيا

رحب بها كثيراً ودار بينهما هذا الحوار

هاني / مازلتِ كما انتي لم تتغيرين بعد
مازلتي باناقتك ورقي حضورك

ندى / اشكرك هاني لتلك المجامله الرائعه

هاني / لا ، انتِ دائماً هكذا . تتذكرين حينما كنت دائماً ألقبك بإمرأة ذات حضور ؟

ندى / بالطبع اتذكر وكم يسعدني هذا النداء من شخص كريم مثلك

^

ندى ليست صارخة الجمال ولكنها تمتلك جاذبيه خاصه لم تنفرد بها اى امرأة سواها
لديها جاذبيه فى حديثها وكلماتها المنمقه والمرتبه التي حينما يحاورها اي شخص للمره الاولى يكون دائما ضمن تعليقاته
( اشعر كما لو كانت قامت بترتيب حديثها قبل ان تتحدث ودون اخطاء !)

لم تستطيع وصفها الذي يصل رؤيتك سوى ان تقول انها امرأة جذابه !
لا تستطيع شرح اكثر من ذلك
وبرغم عمرها الصغير الا انها كانت انثى ناضجة المظهر والاناقه

@@@

اصطحبها هاني الى موطن الحفل وظل يلتفت يمينا ويساراً حتى وقعت عيناه على دنيا تقف بجانب انجي

بدأت مراسم الاحتفال وذهب كل من الحضور لتقديم هديته الى انجي وقول كلمه اليها

وافتتحت انجي الحديث بتقديم واختيار كل من تريد ان يلقي اليها كلمته امام الجميع

وقامت بتقديم هاني اولاً ، قائله / يسعدني ان يبدأ اهداء الكلمه بصديقي هاني
فها هو اخي وصديقي ومن أجمل ما اهدته اليا الاقدار الرائعه وكم اعشق فلسفته والاستماع الى احاديثه
لذا سأدعوه لالقاء الكلمة الاولىَ

ابتسم هاني الى ندى واستأذن منها في الذهاب
ثم اتجه الى انجي وأهداها هدية رقيقه بغلاف رائع ورقيق كذوقياته الدائمه
وباقه من الورد
ثم بدأ فى كلمِته قائلاً /

قد ينضب نهر الاحباء لظروف ما !، ايضاً قد تفرقهم الاقدار
، ربما يوماً يتمنى كلا منهم ان لا تجمعه الصدفه بمن كان يتمنى ان يراه كل يوم !
على سبيل الحب !
ولكن ها هي الصداقه / ذلك النهر الذي لا ينضب ابداً
قد نستمع الى خيانة صديقين ، عفواً هم ليس اصدقاء ، كان هناك احدهم كاذب
ولكن الصداقه الحقيقيه هي ذلك المعدن الذي لا يصدأ وذلك النهر الذي لا ينضب ابداً !!!!
@@@
وفور ان انتهى هاني من حديثه حتى وقعت عيناه على عينا دنيا وهي تتأمله بابتسامه تكاد ان تحفر على وجهها

دمِعت عينا انجي وشكرته شكراً جزيلاً وهتف الجميع اعجاباً بكلماته وصداقته الصادقه

ثم قامت انجي بدعوة دنيا الى الساحه كي تهديها كلمتها
@@@
خجِلت دنيا كثيراً ولكنها بالنهايه لم يكن بامكانها سوى ان تلبي النداء


نظرت ندى الى الساعه وبين تلك المدعوين وكثرة الزحام لم تستطيع الوصول الى هاني
فأخرج هاتفها وكتبت اليه رساله
(عفواً هاني ، كنت اود ان اسلم عليك مجدداً قبل ذهابي ولكن مضطره الان للذهاب لانني سأعود وحدي،اراك بخير)

وذهب ندى فوراً ولم ترى دنيا
وايضاً دنيا لم ترى ملامحها
لذا ان التقيا يوما ما لم تعرف احداهن انهما اجتمعا بمكان واحد في يوم من الايام







@@@


حلقه 13
اضغطي على الرقم: ( 8 )
للذهاب للمشاركه مباشرة

إظهار التوقيع
توقيع : دلوعة هوبا حبيبي