حلقـــ 15 ـــــه

_________



كانت تلك الليله مختلفه للجميع
هاني ظل سعيداً حتى اخذه النوم آملاً ان يرى دنيا فى احلامه !

بينما دنيا ظلت تتطلع وتنتبه الى ملامحها الرقيقه وجمالها الهادئ الفتــان
وتتسائل فى صمت ، لِما انا ايضاً اشعر بشيئا يجذبني تجاهه !؟

لِما انا سعيده هكذا بكلماته ؟!
ولما ارغب فى تصديقها !

^

بينما تجلس انجي فى غرفتها تتذكر كلمات ايمن وتشعر انها المتألمه الوحيده فى تلك الليله
تمرر اصابعها فوق قلبها فى رعشه ودموع لم يستطيع تفسيرها سوى عيناها !

بدأت بالانشغال فى فتح الهدايا حتى لا تستسلم لتلك الاحزان
كان يسعدها اكثر من الهديه هي تلك الكلمات المليئه بالتهاني من كل من يحبونها بصدق
ظلت تقرأ جميع الرسائل والاوراق القصيره وتحتفظ بها فى صندوق خاص !

حتى جاءت هدية ايمن
فتحت رسالته اولاً وقرأتها
____
إنجي ، اعلم ان هناك شيئاً تخفيه عيناكي خلف تلك الابتسامه وتلك الروح المرحه
لم ارجو منكِ شئ سوى ان تكوني بخير دائماً
أيمن .!
________

ظلت انجي تقرأ رسالته القصيره عدة مرات
حتى كادت الا تستطيع رؤية الكلمات من تلك الدموع التي اصبحت كالحاجز !

وما اقسىَ تِلك الدموع الصامته التي نبكيها في صمت
بينما يشعر المحيطون اننا في تلك اللحظه اكثرهم سعاده !
يا لهُ من شعور مؤلم للغايه !


^

مر الليل بجماله وهدؤه ، وخوفه وآلامه ، وضياؤه وظلامه !

استيقظ هاني في الصباح الباكر على شقشة العصافير التي يدمن رقتها
نهض سريعا في نشاط على غير عادته
ازاح الستار
توقف خلف النافذه يتأمل كل شئ جميل فى الحياه
شعر بشيئاً من التطلع الى الغد وإلى حياة خاصه يتخيل بها دنيا تقف بجانبه خلف تلك النافذه
يتأملان تلك الزهور سويا ويضحكان سوياً
ويستنشقا تلك النسائم الصباحيه معاً

وسريعاً ذهب ليتناول هاتفه وقام بالاتصال على دنيا


دنيا / صباح الخير !، ما اروع هذا النشاط !

هاني / ربما كانت الحياه من قبل مظلمه لا يعنيني رؤية النهار والآن اختلفت كثيراً
اصبحت اعشق اشياء كثيره ، كبياض النهار ونقاؤه اتذكر نقاء وجهها !

ابتسمت دنيا فى خجل قائله / كم اتمنى رؤية حبيبتك هذه !كي ارى ان كانت تستحق ام لا !

ضحك هاني ضحكة هادئه ثم قال / كيف حالك ؟

دنيا / بالاسبوع القادم ستبدأ امتحاناتي وعليا الانتباه لذلك

هانى / سأدعو لكِ دائماً بالتوفيق

دنيا / اشكرك كثيراً

هاني / وماذا عن برنامجك اليومي ؟؟؟

دنيا / في مساء اليوم سأذهب للتسوق لشراء بعض الاشياء

هاني / انتبهي كثيراً ولا يأخذك الوقت حتى مجئ الليل وانتي وحدك !

للمرة الاولى تشعر دنيا بالاهتمام والخوف عليها وسماع تلك الكلمات من شخص غير والدتها
ابتسمت بسعاده ثم اجابته / أعِدك بذلك


^

مرت الايام

وها هي قد بدأت الامتحانات وانتهت
وطوال هذه الفتره لم يرى هاني دنيا على الاطلاق فهي مشغوله بدراستها

فقط كان يطمئن عليها فى محادثه قصيره عبر الهاتف


بينما بعد نهاية الامتحانات علِم هاني بمرض إحدى اصدقاؤه من محافظه اخرى
بإحدى القرى الريفيه
فذهب للاطمئنان عليه وشعر بجو يختلف كثيراً وله متعه خاصه
ودعاه صديقه لقضاء اسبوع معه
ولم يمتنع هاني
فالجو بالفعل كان رائعاً ومشوق ومحفز على ذلك


بينما كان يجلس مع صديقه بإحدى المساحات الخضراء حتى سمع صياح أحمد ابن عم صديقه
يهتف / قد ظهرت نتيجة الثانويه العامة اليوم سأذهب لرؤيتها

ظل صديق هاني يضحك من اجل صياح احمد ويمازحه قائلاً ستكون نتيجه سيئه ايها المزعج
بينما هاني لم يستمع الى حديثهما فقط شرد عقله فورا للرغبه فى الاطمئنان على دنيا ونتيجتها

ونهض سريعاً واستأذن من صديقه جانباً

ثم اتصل بها

هاني / مرحباً دنيا ، كيف احوالك

دنيا / بخير دائماً ماذا عنك وعن المساحات الخضراء التي حدثتني عنها وجعلتني اتمنى رؤيتها

هاني / مازالت رائعه ينقصها حضورك !

دنيا / اشكرك

هاني / سمعت ان نتيجة الثانوية العامه أعلنت اليوم

دنيا / حقيقه ؟؟؟؟

هاني / نعم

دنيا / سأذهب على الفور فأنا اترقبها بشغف

هاني / لا داعي ، فقط اعطيني الرقم الخاص بكِ بلجنة الامتحانات
وسأجدها بالانترنت وأتمنى ان اكون اول من يبشرك بنجاحك الذي اثق به


دنيا / لم اعلم كيف اشكرك !

وعلى الفور اعطته دنيا رقمها الخاص

وذهب هاني على الفور الى اقرب مقهى للانترنت

وبدأ بالبحث عن نتيجة دنيا

وها هى بالفعل حصلت على مجموع رائع
بل وجدها ضمن الاوائل المتميزون !

امتلئ قلبه فرحاً
وسريعا ما قام بالاتصال بها
وبنبره تمتلئ بالسعاده والفرحه المهلله التي بانت بنبرته اخبرها بنجاحها العظيم


تساقطت دموع الفرحه من عينا دنيا ك حبات اللؤلؤ البراقه
ظلت تشكر هاني كثيراً
وذهبت على الفور لتخبر والدتها
وقامت بالاتصال على والدها واخيها لتعلن خبر نجاحها

الجميع سعيد

الجميع قدم اليها التهاني والحب

بينما هاني يقف مكانه فى حيره ممتلئه بالسعاده محدثاً نفسه قائلاً / كم اشتقت لرؤيتها
ربما سيكون خاتم خطبتنا هو اجمل هديه ستسعد دنيا !


@@@