عرض مشاركة واحدة
#30

رد: روايـــة دنيــا (بقلم جوزي) بدايه من ج12 مع فهرس للاجزاء السابقه


(الحلقه 17 )


^

يبدأ صباح يوم جديد
يستيقظ هاني مبكراً
يتذكر كلمات دنيا وحديثها عن ابيها
ويتذكر وعده اليها
قرر بالفعل افتتاح مكتب الهندسه الخاص به واول ما فكر به هو اختيار مهندسون على كفاءه عاليه لتوظريفهم بالمكتب

كان يفكر بنشر اعلان بالجريده
وبينما كان يفكر تذكر لحظة تخرجه حينما هنأه عمه قائلاً / حينما تقرر فتح المكتب وتحتاج الى موظفون
لا تنسى ان تحدثني فقط وسأرسل اليك اخو زوجتي هو مهندس كفء وتخرج في العام الماضي
وحتما ستكونا اصدقاء

ظل هاني يحدث نفسه قائلاً ربما سافر ، وربما يعمل فى مكتب اخر وربما افتتح مكتب خاص به !
وأخيرا قرر ان يقطع الشك باليقين ثم اتصل بعمه على الفور
وحدثه بالامر الذي يريد
وعلِم بالفعل ان ذلك الشاب مازال لم يفتتح مكتب خاص به ويعمل فى شركه بمرتب غير مجزي !
واتفق هاني مع عمه على اللقاء بذلك الشاب في مكتبه في الثامنه مساءاً

^

وذهب هاني الى مكتبه الخاص في السابعه والنصف

وما ان جلس يتناول فنجان من القهوه حتى استمع الى دقات الباب
ظن انه (حسام) الذي سوف يأتي للعمل

لكنه وجدها انجي !
ابتسم كثيراً قائلاً / يالها من مفاجاه رائعه
إنجي / تصليني اخبارك صديقي الندل ولو لم تهتم بأن تخبرني بها

ضحك هاني قائلاً / تعلمين جيدا انكِ اول من يعلم كل اخباري اولا باول ولكن انشغلت قليلا هذا اليوم
وكنت انوي التحدث معك حين عودتي

قاطعته انجي بمزح قائله / الايام تثبت من البخيل بيننا وها هو انت ، ليَ الان خمس دقائق احدثك
ولم حتى تدعوني للجلوس ! ثم ختمت كلماتها بضحكه وتقدمت خطوات ثم جلست على احدى المقاعد

وظلت تنظر حولها قائله / ما اروع هذا المكتب الهندسي الفخم ! ارى انه كان جاهزا تماما ولماذا كنت تغلقه
كنت اظن انه مازال لم يكتمل بعد !!!!!


هاني / لا كان مكتملاً منذ تخرجي ولكن لم يكن بحياتي ما يدفعني للعمل واليقظه

ابتسمت انجي قائله بنبره من المرح / اممممم ، سأتركك تتحدث فى الوقت المناسب
فأنا اعلم طبيعتك جيدا ، وحتى لو كنت اعلم بكل شئ واشعر به الا انني سأتركك على راحتك !

ضحك هاني ثم ذهب لاحضار ضيافتها

وما ان اقترب حتى مازحته انجي قائله / المهندس بذاته يقدم لي المشروب !

اجابها هاني فى ممازحه ايضاً / لا تعتادين ذلك ، فقط كما ترين ليس هنا موظفون فأنا مضطر !

وضحكا معاً ثم قاطعتهم طرقات الباب

نظرت اليه انجي قائله / لديك ضيوف ؟

اجابها / لا ، سأذهب لفتح الباب ربما كان احدى الموظفون المتقدمون للعمل

وذهب هاني لفتح الباب /

الضيف / انا مهندس حسام ، وقد جئت بميعادي الذي اخبرني به السيد / أمجد

هاني / مرحباً بك ، تفضل بالطبع حدثني عنك عمي كثيراً ويتضح التزامك منذ اول ميعاد بيننا

قاطعتهم انجي قائله / عفواً هاني ، اراك وقت اخر ، جئت فقط لاهنئك وليس لاعطلك
وفقك الله دائماً

ودعها هاني قائلاً / لنا لقاء اخر انجي ، سعِدت برؤيتك كثيراً

ذهبت انجي

ولاحظ هاني شرود حسام تجاه انجي
حتى سأله ماذا ؟؟؟؟

حسام / عفواً ولكن هل هذه الانسه ايضاً ستكون زميله بالعمل ؟

هاني / لا ، هي صديقتي وجاءت لتهنئني بالافتتاح وهي لم تتخرج من كلية الهندسه
ولكن لماذا سألت ؟؟؟

حسام / لا شئ ولكن وددت الاطمئنان عليها فلم انسى ذلك الوجه اطلاقا رغم المرة الوحيده التي رايتها بها!

تعجب هاني قائلاً / ما المقصود بكلمة اطمئن عليها !!!!وهل هي تعرفك ايضاً؟

حسام / لا ، هي لم تتذكرني بالطبع ولم يحدث حوار بيننا
بل اتذكر منذ عامين كنت اقوم بزيارة اخي بعيادته فهو طبيب وجاءت هذه الانسه كي تنتظر نتيجة اشعه
ووقعت اذني على صوت اخي وهو يقول اليها اعتذر اليكِ كل ما اخبرك به الاطباء صحيح !
ولا داعي للسفر ! وما عليكِ سوى ان تتقبلي الامر الواقع دون ان ترهقي ذاتك !
اتذكر بكاءها الحارق الذي جعلني أخرج من خلف الستار متوتراً وانا اسأل اخي ، هل استطيع مساعدتك؟
ربما امرني بالذهاب لاحضار مشروب اليها لانها كادت ان تفقد وعيها ومازلت اتذكر وجهها منذ تلك الليله !
وكم اشفقت عليها !!!

ظل هاني يستمع اليها في دهشه وقلق حتى قاطعه قائلاً / لماذا ؟؟؟ ما الذي ابكاها هكذا
وما الذي عليها الاستسلام به ؟؟؟

حسام / هكذا كنت لم اعرف شيئاً حتى هدأت وخرجت من عيادة أخي وسألته ماذا بها ؟؟؟
اجابني ان قلبها مريض ولم يسمح لها ان تعيش ككل فتاه وتتزوج وتصبح لها حياه طبيعيه
فهذا الامر يحمل خطوره قاسيه عليها وعلى حياتها التي لا يمكن ان تستمر !


ظلت الدهشه واضحه بملامح هاني بأكملها حتى انه شعر بشيئاً من الالم والصداع الرأسي
وصمت طويلاً ثم قال /
اعتذر مِنك ، اشعر بشيئاً من الدوار الرأسي وصداع لم يجعلني استطع التحدث اليوم
اترك اوراقك وأنا اثق باختيار عمي ومن الاسبوع القادم ستبدأ عملك !

شكره حسام كثيراً وذهب على الفور

بينما هاني انهمر في بكاء قاتل من اجل ما علِمه من آلام تعانيها صديقته انجي
قائلاً !!!! يا الهي ! ألهذا الحد تحمل بداخلها آلام لم تفكر اطلاقا فى مجرد البوح بها

كم انتِ حنونه يا انجي !!! ولم تستحقي شيئاً من الالم !
كنت اشعر ان هناك شيئاً يؤلمك ولم استطيع معرفته
وها انا الآن استطيع ان اجيب كل اشارات الاستفهام التي تدور برأسي تجاهك الى ايمن !!!!!

ودون شعور
يتناول هاني هاتفه ثم يقوم بالاتصال على انجي
قامت بالرد بروحها المرحه والمعهوده

بينما هاني لم ينطق بأية كلمات
فقط يستمع الى صوتها وهي تردد

هاني ؟

هاني ؟

انت معي ؟؟؟

حتى حدثت نفسها قائله / يبدو انه اتصل بالخطأ دون قصد ولم ينتبه

وأغلقت الخط

بينما هاني مازالت تتساقط دموعه في صمت وألم يلجم شفتاه !

....................











إظهار التوقيع
توقيع : دلوعة هوبا حبيبي