حياكن الله حبيباتي عساكن طيبات يآرب
أعتذر و بشدة عن غيابي في الحلقات السابقة و ذلك لأسباب خارج إرادتي
و أرحب بكم من جديد في حقلة جديدة من برنامجكم الأسبوعي و في فقرة حكآية و عبرة
كما جرت العادة معي ومع حبيبتي أم جنا نطرح حكايا من بوحنا
من خلالها نوضح القليل من الأشياء التي نكاد أن نغفل عنها
و لكن حلقة اليوم ممتعة
مليئة بالعبر و المعاني العميقة .. آمل أن تلاقي صدى في نفوسكن حبيباتي
لن أطيل كثيرا
إنما أتركمم مع حكايتنا لليوم و متابعة طيبة للجميع )❤
...
حياتنا مليئة بالسعادة و الفرح فقط لو ندرك قيمة النعم التي رزقنا المولى و نعيش بقلوب نقية يملؤها الصفاء
كذلك كانت حياة الطفلة "
براءة " ذات الخمس سنوات
هادئة و مليئة بالوان الطيف الجميلة .
براءة تلك الصغيرة اللطيفة التي تفرح لشروق الشمس و تحزن لغروبها
تراها تقفز هنا و هناك مع رفيقاتها
تقطف الزهر و تعطر الجو بصدق أحاسيسها المرهفة
علمها والدها " يوسف " فن العزف على البيانو منذ نعومة أظافرها حتى أتقنت هاته الهواية في سن مبكرة ..
وصارت ملاذها الوحيد لتفرغ آهات قلبها الصغير .
كانت تحب عائلتها وبالأخص والدها الذي عوضها عطف أمها التي لا تحلم يومآ برؤياها إلا في صفحات ذاك الألبوم المليء بحنين الذكريات .
هي "
حنان " والدة "
براءة " التي تلفظت آخر أنفاسها و هي ترى صغيرتها تبكي حين أبصرت النور
كانت تعلم بأن العملية ستؤدي بها إلى الهلاك ولكنها ضحت بحياتها من أجل طفلتها لتكون عبرة لنا و قصة يضرب بها المثل في التضحية .
كبرت "
براءة " و أتمت عقدها العاشر في وسط دافئ و لكن والدها لم يصبر على فراق زوجته " حنان " لتشاء الصدفة و يلتحق بها إثر حادث مرور
و هنا تبدأ معاناة الطفلة " براءة " ..
لم تكن تتوقع يومآ أنه سيفارقها من كان أبا و أما و أخا و كل المعاني الجميلة بالنسبة لها .
تلك الفاجعة أثرت في نفسية الصغيرة "
براءة " و لم تتحمل هذه الصاعقة
التي جعلتها تنعزل عن العالم و تعيش في عالمها العتم المليء بالسواد و الشوق و الأسى .
بعد أن رفضت جدتها تولي أمرها لعجزها عن ذلك تولت رعايتها سيدة من طبقة ثرية غير أنها قاسية القلب
تدعى السيدة " أناهيد "
كانت تعاملها كخادمة لا أكثر بغض النظر عن الأوامر التي لا تكاد تنتهي و الأعمال الشاقة التي ترغمها على القيام بها .
قد حولت حياتها السعيدة إلى جحيم و عيشة يرثى لها .
عاشت براءة بصبر شديد وهي تكابد مرارة الأيام
و تتذكر ذكرياتها الجميلة مع والدها وفي كل نبضة من قلبها ترتسم لها صورة أمها بين عذوبة عينيها الحالمة.
ويومآ بعد يوم تدهورت صحة السيدة "
أناهيد " ولم تعد قادرة حتى على قضاء حاجتها ..
رغم كل قساوتها مع " براءة " إلا أن طيبة قلبها ونضجها جعلاها تهتم بها و تقدم لها المساعدة
وتطمئن عليها بين حين وآخر .
بعد مرور 9 سنوات تزوجت "
براءة " لتنجب بعدها طفلين وسيمين و تعيش حياتها بهناء و بهجة مع من تحب
و إلى يومنا هذا لازالت تعتني بالسيدة " أناهيد " و تسعى لإرضائها دوما ..❤
حكايتنا لليوم توضح لنا عبرا كثيرة و جميلة لابد من استوعابها
أولها نعمة الوالدين
الأم و الأب كلمتان خفيفتان على اللسات بقدر ما لهما معنى عميق لو نفهمه فقط
و نقدر وجودهما في حياتنا لِنشكر المولى على فضله .
ثانيا المعاملة الطيبة
فالمعاملة الطيبة مفتاح القلوب كما رأينا " براءة " كانت قمة في الذوق و التربية الحسنة لذا فلتكن لنا أسوة حسنة .
و كذلك على العبد أن يتحمل قساوة الزمن فلا نعرف ماذا يخفي لنا القدر من لحظات جميلة فالألم و الأمل لهما نفس الحروف .
أخيرا و ليس آخرا :
( دعواتكن للسيدة " أناهيد " بالشفاء و طول العمر في طاعته عز وجل ..❤ )
إلى هنا نكون قد وصلنا بكم ياقمرات إلى ختام حلقة اليوم
نرجو أن تكونوا قد استفدتم بقدر ما استمتعتم
انتظرونـــــــآ .. يوم الخميس المقبل مع حبيبتنا أم جنا
كانت معكم فرح
إلى ذلكم الحين نلقاكم في أمان الله .