الزهد لا يعنى باننا لا نستطيع امتلاك اشياء فى هذة الدنيا فالكثير من الصحابة كانوا اغنياء بل الزهد ان ننظر الى الدنيا ونتعامل معها كانها وسيله فقط .انها مورد انها اداة انها طريق وليست غاية
هذا المفهوم الذى تحدث عنة الرسول ببلاغة عن الدنيا قال: مَالِيَ وَلِلدُّنْيَا ، مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، ثُمَّ رَاحَ فَتَرَكَهَا .
فكر بلحظة بالمعنى المجازى للمسافر .
ماذا سيحدث عندما تعلم انك مسافر او تعلم ان بقاؤك مؤقت ؟هل ستستثمر اموالك فى عقارات ضخمة وتنفق كل مدخراتك فى شراء اثاث ثمين وسيارات فاخرة؟غلى الارجح لا وحتى عندما تتسوق هل ستشترى كميات كبيرة من الطعام واشياء كثيرة سؤيعة التلف ؟
الجواب لا
هذة هى عقلية المسافر هذة ما قاله الرسول فى حديثة حيث ادرك خطر التشبث بهذة الدنيا فى الواقع لم يخشى علينا شيئا اكثر من ذلك ( "فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم)
إن الكلمات تعجز عن وصف الاحساس الفائض بالسلام والذى يتحقق فى المناجاة بالليل فلابد أن يجرب الشخص كى يعرف إن اثر هذة المناجاة على حياة الشخص لا يقاس فإن ما تبقى من حياتك سيتغير بشكل جذرى.فجأة تصبح الاعباء التى كانت تثقل كاهلك خفيفة والمشكلات المستعصية ستحل ..فهذا القرب من خالقك الذى كل كان فى يوم غاية بعيدة المنال سيصبح حبل نجاتك
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يقَول : " يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : " مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ " . حَتَّى الْفَجْرِ .
اذا رجعت الى الله ملتمسا صفحة وجعلت الله محور حياتك وقلبك فستكون لديك امكانية لان تكون اكثر غنى كما لو كنت لم تسقط ابدا .احيانا السقوط ثم النهوض ثانيا يكسبك حكمة وتواضعا لا يمكنك اكتسابها بطريقة اخرى
كتب ابن القيم رحمة الله ( قد يعمل العبد الذنب فيدخل به الجنة, ويعمل الطاعة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه، إن قام، وإن قعد، وإن مشى ذكر ذنبه، فيحدث له انكسارًا، وتوبة، واستغفارًا، وندمًا، فيكون ذلك سبب نجاته, ويعمل الحسنة، فلا تزال نصب عينيه، إن قام, وإن قعد، وإن مشى، كلما ذكرها أورثته عجبًا وكبرًا ومنة, فتكون سبب هلاكه)
هذة دعوة لكل من اصبح مستعبدا لطغيان النفس وسجينا فى زنزانة النفس والشهوات انها دعوة لكل من دخل محيط الدنيا وغاص فى اعماقة واصبح اسيرا لامواجة العاتية ...ارق الى حريتك ...وعد الى الحياة ...دع موت روحك وراءك فقلبك لا يزال قادرا على الحياة وسيكون اكثر قوة ونقاء مما كان علية من قبل هذة الدنيا لا تستطيع ان تكسرك الا اذا اذنت لها بذلك ولا تستطيع ان تملكك الا اذا سلمتها الفاتيح الا اذا اعطيتها قلبك ومن ثم اذا سلمت المفاتيح للدنيا لوهله استردها انها ليست الحياة لا يتعين عليك ان تموت هنا ....
استرجع قلبك وضعة مع مالكه الحقيقى الله
من كتاب استرجع قلبك
ياسمين مجاهد