الصحيح في وصف نبي الله يحيى عليه السلام
هل يمكن إعطاؤنا معلومات عن نبي الله يحيى عليه السلام ؟.
الحمد لله قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه - :
وقوله :
( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) مريم/12 ،
أي : خذ التوراة بقوة ، أي : بجد واجتهاد ، وذلك بتفهم المعنى أولا حتى يفهمه على الوجه الصحيح ، ثم يعمل به من جميع الجهات فيعتقد عقائده ويحل حلاله ويحرم حرامه ويتأدب بآدابه ويتعظ بمواعظه إلى غير ذلك من جهات العمل به ، وعامة المفسرين على أن المراد بالكتاب هنا التوراة …
_وقوله : ( وآتيناه الحكم صبيّاً ) ، أي : أعطيناه الحكم وللعلماء في المراد بالحكم أقوال متقاربة مرجعها إلى شئ واحد وهو أن الله أعطاه الفهم في الكتاب أي إدراك ما فيه والعمل به حال كونه صبيا ….
_وقوله : ( وحناناً ) ، معطوف على الحكم ، أي وآتيناه حناناً من لدنّا ، والحنان هو ما جبل عليه من الرحمة والعطف والشفقة ، وإطلاق الحنان على الرحمة والعطف مشهور في كلام العرب ومنه قولهم : حنانك وحنانيك يا رب بمعنى : رحمتك …
_وقوله : ( وزكاةً ) أنه معطوف على ما قبله أي أو وأعطيناه زكاة أي طهارة من أدران الذنوب والمعاصي بالطاعة والتقرب إلى الله بما يرضيه …
_وقوله : ( وكان تقيّاً ) أي : ممتثلاً لأوامر ربه مجتنباً كل ما نهى عنه ولذا لم يعمل خطيئة قط ولم يلم بها ….
_وقوله : ( وبرّاً بوالديه ) ، البَرّ - بالفتح - : هو فاعل البِرّ - بالكسر - كثيراً ، أي : جعلناه كثير البر بوالديه أي : محسناً إليهما لطيفاً بهما لين الجانب لهما …
_وقوله : ( ولم يكن جباراً عصيّاً ) أي : لم يكن مستكبراً عن طاعة ربه وطاعة والديه ولكنه كان مطيعاً لله متواضعاً لوالديه قاله ابن جرير ،
_والجبار هو كثير الجبر أي القهر للناس والظلم لهم وكل متكبر
عن الناس يظلمهم فهو جبار …
_وقوله تعالى : ( وسلامٌ عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً ) ، قال ابن جرير : " وسلام عليه أي : أمانٌ له " …
_والظاهر المتبادر أن قوله : ( وسلام عليه يوم ولد ) تحية من الله ليحيى
ومعناها الأمان والسلامة …
_وقوله في آل عمران : ( وسيِّداً وحصوراً ونبيّاً من الصالحين ) آل عمران/39 ، … قوله ( وسيِّداً ) … فالسيد من يطيعه ويتبعه سواد كثير من الناس …
وقوله : ( وحصوراً ) أنه الذي حصر نفسه عن النساء مع القدرة على إتيانهن تبتلاً منه وانقطاعاً لعبادة الله وكان ذلك جائزاً في شرعه ،
_وأما سنَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهي التزوج وعدم التبتل …
_وقوله : ( ونبيّاً من الصالحين ) وهو فعيل بمعنى مفعول من النبأ وهو الخبر الذي له شأن لأن الوحي خبر له شأن يخبره الله به … والصالحون هم الذين صلحت عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم ونياتهم والصلاح ضد الفساد وقد وصف الله تعالى يحيى بالصلاح مع من وصف بذلك الأنبياء في سورة الأنعام في قوله :
( وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين )
الأنعام/ 85 .
المراجع
الإسلام سؤال وجواب
" أضواء البيان " ( 4 / 245 – 252 ) باختصار .