طلعتْ علينـا قناةُ التغريب mbc مؤخراً برزيّة من الرزايا
ألا و هي إعلانها عن برامج شهر رمضان الأغرّ
و من البرامج التي ستتصدّر الدراما التلفزية
مسلسل " عمر بن الخطّاب " ، نعم صدّق أو لا تُصدّق
سيجسّدون شخص خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و صاحبه و رفيقه في الدنيا و الآخرة ، المُبشّر بالجنّة
ثاني أفضل رجل -بعد الأنبياء- منذ أن خلق الله الخليقة
إلى أن يرث الأرض و من عليها
تجدر الإشارة إلى أن كاتب السيناريو هو الدكتور وليد سيف
و المخرج هو حاتم علي و ممثل الدور هو تيم الحسن !!
و الشركة المنتجة هي المؤسسة القطرية للإعلام
فإني من هنا أعلن براءتي من هذا الخزي العظيم
و هذا العمل الذي يجرئ الأغمار الأغيار على أعلام أمتنا الإسلامية
و أتساءل كما تساءل العديد ، كيف يجرأ هذا الممثل على اقتماص
دور هذا الرجل العظيم ، الذي بمجرد أن تسمع اسمه يكاد قلبك
ينخلع من مكانه ، و تصيبك حالة من الهيبة اتجاههُ
كيف هانَ على من يُظن فيه العلم و الصلاح بمباركة مثل هذه الجريمة النكراء ؟
ألا يعلم هؤلاء أن للصاحبة حُرمة في قلوب المؤمنين ؟
ألا يعلمون أن من سيتقمّص دور أبي بكر و عمر و باقي الصحابة رضوان الله عليهم
أقلّ أحوالهم أنهم عصاة فسقة ، ناهيك عن اختلاف طوائفهم ، و أحيانا دياناتهم
ألم يدرك هؤلاء مدى المنكر الذي سيتخلل هذا العمل ، من اختلاط و تبرّج
و أحيانا لقطات حميميّة تصدر فيها عبارات لا تُنطق إلا بين الرجل و زوجه ؟
ألا يعلم هؤلاء أن للصحابيات حرمتهن ، فكيف بمن تأتي و تتقمّص شخصيّاتهن ؟
ناهيك عن الكذب الصّراح الذي لا مرية فيه و جدال !!
يقول : أنا عمر الفاروق ... و ما هو بعمرَ و لا بفاروق
و يقول ضربت و فتحت و أسلمتُ و هزمتُ و مرضتُ و تزوّجتُ و هاجرتُ
و ما هو بفاعل نصف ذلك و لا معشارهُ
إنّي و اللهِ ليعتصر قلبي و أنا أكتبُ هذه الكلماتِ ..
أولئك قدواتنا .. أولئك الجيل الصالح الذي ما بقي لنا بعد الله ثم رسوله
إلا هم لنقتدي بهم و نتتبّعَ أثرهم .. أفيطعنونا فيهم ؟
أهانوا علينا إلى هذا الحَدّ ؟
إنّي لأوقنُ أن المسلسل إذا عرض ، فإن صورة الممثل ستنطبع في أذهان المشاهدين
على أنه عمر الفاروق رضي الله عنه ، و على أن كل ممثل لشخص صحابي هو ذاته
كما حصل لنا مع عمر المختار ، فتتشكل لنا بمجرد ذكره صورة ذاك الممثل الأمريكي الكافر
و كما حصل مع عمر بن عبد العزيز !! و المشاهد المريبة التي صاحب ذاك المسلسل
يكادُ قلبي يخرج من صدري من شدّةِ وُجدي على ما وصلنا إليه
و والله لا خير فينا إن لم نسعَ إلى إنكارَ هذا الفعل الشنيع بكل ما أوتينا من قوة
عسى أن نبرئ ذمّتنا أمام ربنا سبحانه و تعالى
[ معذرة إلى ربكم و لعلهم يتّقون ]
نسأل الله أن يبرم لأمّتنا أمر رشد يعز فيها أهل طاعته و يذل فيها أهل معصيته
و الحمدُ لله رب العالمـين