الحمد لله
بعض المسلمين يرتكبون ألواناً وأصنافاً وأنواعاً من الأعمال التي توجب الطرد والإقصاء والإبعاد عن رحمة الله عز وجل دون أن يشعروا
لذا كان لزاماً على من قرأ القرآن والسنة أن يتأمل في الآيات والأحاديث التي جاء فيها لعن من الله ، ولعن من نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأقوام بسبب أفعال وتصرفات وصفات قامت بهم وأوجبت لهم ذلك البعد والطرد والإقصاء
واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله على سبيل السخط, وذلك من الله في الآخرة عقوبة, وفي الدنيا انقطاع من القبول والتوفيق
***- ***- ***- ***-
قال تعالى فيمن قتل النفس
{ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً }
***- ***- ***- ***-
وقال عن الذين يؤذون الله ورسوله والمؤمنين
{إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً}
ومن ألوان الأذى الذي يتهاون فيه بعض الكتاب : التطاول على شرع الله عز وجل ، بالزعم أن في الشريعة أموراً كلها تعقيد لا حاجة له أو تشديد لا لزوم له أو تسلط لا داعي له، والبعض يدعي أن في الشريعة أموراً لا بد من معالجتها من جديد
وفات هؤلاء أن ذلك استدراك على الله , فحقيقة هذا الطرح ؛ أن الله فرط في هذا ولم يتمه, أو أن رحمة الله قصرت عن ذلك فجاء من يكتب لإتمامها, أو أن عدل الله لم يصل إلى ما وصل إليه هذا العقل البشري!
سبحان الله, مخلوق يتجرأ على الخالق, وذليل يتجرأ على العزيز, وضعيف يستدرك على القوي, ومسكين يتطاول على حكمة جبار السماوات والأرض !.
فالذين يقولون ذلك تنالهم لعنة الله والطرد والغضب والإقصاء والسخط والإبعاد
***- ***- ***- ***-
وقال سبحانه عمن يقذفون المؤمنين والمؤمنات بالفاحشة, ويتكلمون في أعراض المؤمنين والمؤمنات في مجالسهم واستراحاتهم
أولئك أيضاً ممن يتقلبون في هذا اللعن وفي هذا الطرد وهذا الإبعاد , يشعرون أو لا يشعرون
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا وفي الآخرة }
***- ***- ***- ***-
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن طائفة لعنوا واستحقوا اللعنة بسبب فساد عقائدهم أو لسوء أعمالهم .قال صلى الله عليه وسلم فيمن ذبح لغير الله
"لعن الله من ذبح لغير الله"
رواه الإمام مسلم
ومن هذا الذي يُذبح له من دون الله, ومن هذا الذي يعظم بالنحر دون الله عز وجل ، حتى ينحر ويذبح له؟ , فلو كان يملك موتاً أو حياةً أو نشوراً لجعل قدرته على الحياة دون مصيبته بالموت, ولجعل قدرته على نفع نفسه دون أن يصيبه غيره بضرر ، فما يفعله المتعلقون الطائفون النائحون الذابحون الناحرون عند القبور سبب في لعنة الله لهم وهم لا يشعرون
***- ***- ***- ***-
ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن والديه, قال صلى الله عليه وسلم, في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"لعن الله من لعن والديه"
رواه الإمام أحمد ابن حبان
وفي حديث آخر عند البخاري تعجب الصحابة من هذا فقالوا: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال:"يسب أبا الرجل فيسب أباه, ويسب أمه فيسب أمه"
***- ***- ***- ***-
وبلية أخرى تهاون بها الناس, وأصبحوا يحتسونها ويأكلونها ويطعمونها ويلبسونها ويركبونها, ألا وهي الرشوة يسمونها بغير اسمها :إكرامية , وما دروا أنها لعنة وسخط, قال صلى الله عليه وسلم
"لعنة الله على الراشي والمرتشي"
رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم
***- ***- ***- ***-
ولعن الله الذين يغيرون خلق الله, يدخل في هذا الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة, فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال:
" لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله "
رواه مسلم
***- ***- ***- ***-
وطائفة أخرى يتقلبون في هذه اللعنات صباح مساء, ولا يشعرون أنهم لا يرفعون كأساً ولا يحتسون جرعةً إلا ومعها لعن مستمر, أولئكم الذين يتعاطون الخمر ملعونون, كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه :
لعن رسول الله صلى الله وسلم في الخمر عشرة : عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها ـ حتى الذي يسقيهم ولو لم يشرب معهم هو ملعون معهم أيضاً ـ وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له
رواه الترمذي
***- ***- ***- ***-
ومن الذين يتساهلون في تصرفات يحسبونها هينة وهي توجب لعناً علموا أو لم يعلموا به, أولئكم الذين يبالغون في المزاح فيما بينهم إلى حد يصل بأحدهم أن يشير بالسلاح إلى أخيه المسلم, أو أهل بيته,وذلك من مجلبة اللعنة, قال صلى الله عليه وسلم:
"من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه"
رواه مسلم
***- ***- ***- ***-
ومما جلب على الناس الشؤم والضنك والشقاء بأصنافه وألوانه ومحق البركات وتتابع اللعنات: أكل الربا ، فقد تهاون به الناس , بل بعضهم أصبح يتعامل بالربا مضاعفاً, فيقترض من البنوك بالربا ، ثم يجعل المال المقترض مستثمراً في صفقات ربوية من جهة أخرى
فهذا ملعون في الدنيا ، ملعون في الآخرة قصي طريد بعيد عن الله عز وجل,فقد
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال:" هم سواء"
رواه مسلم