رد: الدم قصة رعب
من المؤكد ان ذلك المشهد الذي رآه الرجال الثلاثة في حجرة الفحص بقس الطواريء بالمستشفي لن يمحي من ذاكرتهم قط مهما تقدم بهم العمر .. هذا لو تبقي لهم المزيد من العمر.
ففي ركن حجرة الفحص كان زميل الدكتور حسن ملقي ارضا وقد اتسعت عيناه عن آخرهما في ألم ورعب وفي صدره فجوة كبيرة تتدفق منها انهار من الدم , في حين كانت الجثة او بمعني ادق كان ذلك الشخص ذو الملامح الأجنبية والشعر الاشقر القصير , والذي كان جثة هامدة بلا رأس منذ بضع ساعات يقف علي مسافة متر واحد من زميل الدكتور حسن ممسكا في يده قلب الرجل ... نعم قلبه
بوسيلة ما لا يمكن تخيلها قط باية قواعد طبية او منطقية استعاد حياته ونهض من رقاده بجسد وراس كاملين لا تنقصهما خلية واحدة , وانتزع قلب الطبيب المسكين و ...
بكل ذعر وتوتر الدنيا رفع صفوت مسدسه صارخا : توقف .. توقف والا .. لم يكن يدري ما الذي يمكن ان يهدد به شيئا كهذا ... شيءا استعاد حياته علي نحو يخالف كل المنطق شيئا لسبب ما لا يموت ابدا ...
وبهدوء مخيف استدار ذلك الشخص وهو مازال يمسك قلب الطبيب بين اصابعه , وتطلع اليه بعينين باردتين كالثلج .
واتسعت عيون الرجال الثلاثة في رعب بالغ وهو يحدقون في ذلك الوجه ., من المنظرو العام كانت الملامح وسيمة جدا الي حد كبير ولكن في تلك اللحظة وتحت تلك الظروف بدت لهم بشعة مخيفة ال اقصي حد...
ومرة اخري ومع تحرك ذلك الشخص نحوهم صرخ صفوت:قلت قف . ولكن ذلك الشخص اتجه نحوهمفي هدوء بالغ .. هدوء عجيب .. مستفز.. ثم رفع يده التي تحمل ذلك القلب ولوهلة خيل اليهم ان القلب ينبض في يده او انه كان ينبض بالفعل وبحيوية عجيبة .
ومرة اخري وفي نفس اللحظة التي اقتحم فيها حراس امن المستشفي المكان صرخ صفوت : قف لا تتقدم خطوة واحدة .. ولكن ذلك الشخص تقدم خطوة اخري .. وادار يده نحو صفوت والدم يسيل منها علي نحو بشع و..
واطلق صفوت النار لم يكن قرارا عقلانيا لكنه كان رد فعل طبيعيا اما امر يفوق ادراك كل البشر وعقولهم امر مخيف رهيب ... فدون حتى ان يدري اعتصرت سبابته زناد مسدسه وانطلقت الرصاصاتفي غزارة .. انطلقت من فوهة المسدس لتخترق رأس ذلك الشخص الرأس الذي نما منذ ساعات قليلة .. تسع رصاصات اخترقت الأس في عنف شديد ومن مسافة قصيرة للغاية .. وفي مشهد بشع تحطمت اجزاء من الجمجمة ,وبعض الاسنان ,وقطعة من الفك السفلي , وانفجرت واحدة من العينين ... ولكن ذلك الشخص لم يسقط صريعا فقط تراجع لمتر او مترين ثم اعتدل , وتطلع اليهم بعينه المتبقية في برود شديد , بعن ان ارتطم بمائدة الفحص واسقط كل ما عليها من ادوية الطواريء , واربطة الشاش , والقطن , وزجاجة كبيرة من الكحول النقي تحطمت علي ارضية الحجرة .. واطلقت في المكان كله رائحة قوية , زادت من رهبة وعنف الموقف كله ..
وبكل رعب الدنيا تراجع حراس الامن وانطلقوا يفرون هاربين وهم يطلقون صرخات مذعورة من المشهد الرهيب... وفي ارتياع صرخ الدكتور حسن : مستحيل مستحيل . والتصق الدكتور احمد بالجدار في رعب لا محدود واتسعت عيناه عن آخرهما وساقاه تعجزان عن مساعدته علي الفرار الذي تمناه في تلك اللحظة
اما الرائد صفوت فقد تراجع ايضا خطوة بعد ان فرغت خزانة مسدسه لأول مرة في حياته واتسعت عيناه في رعب وهو يغمم : ولكن .. ولكن .. ثم فجاة لمحت عيناه الكحول المسكوب عند قدمي ذلك الشخص والتمعت عيناه بفكرة مجنونة والرائحة النفاذة تخترق انفه وتغوص في مخه .. وبحركة سريعة التقط قداحته من جيبه وهو يقول في عصبية : فليكن .. ما من مخلوق حي في الكون كله يمكن ان ينجو من هذا .
ثم اشعل القداحة وألقاها تحت قدمي ذلك المخلوقوهو يتراجع في قوة ويدفع الدكتور حسن معه خرج الحجرة واتسعت عينا احمد وهو يواجه ذلك تلك الجثة الحية وحده وفي اقل من لحظة اشتعلت النيران .. وعلي لرغم من هذا واصل ذلك الشيء تحركه لخطوة اوخطوتين وقد تحول الي كتلة من اللهب ..
واتسعت عينا احمد عن آخرهما وهو يصرخ .. ويصرخ.. ويصرخ ولكن ذلك المشتعل توقف فجأة ثم تراجع في عنف وكأنما اصابته صاعقة مباغتة وانطلقت من حلقه صرخة .. او هي شيء اشبه بالصرخة لقد انطلق منه صوت اشبه ببئر عميقة انطلق داخلها اعصار شديد .. صوت تردد في المستشفي بأكملها او ربما المنطقة كلها
وصرخ احمد .. وصرخ .. وصرخ .. ومص صرخاته اندفع حراس الامن مرة اخري الي المكان حاملين اسطوانات الاطفاء ولكن صفوت صرخ فيهم : كلا .. صاح به الدكتور حسن : هل جننت انها نيران مشتعلة
صرخ صفوت مرة اخري بعصبية وهو يرفع مسدسه الي وجوههم : قلت كلا .
كانت صرخات احمد تخترق اذنه في قسوة والدخان ينتشر في المكان كله ممتزجا برائحة شواء مخيفة ولكن كل هذا لم يكن يساوي شيء في نظره كل ما سيطر علي كيانه لحظتها هو انه من الضروري ان يحترق ذلك الشيء وحتي آخر خلية منه ومهما كانت العواقب وهذا ماحدث بمنتهي الدقة
اكمل بكرة