![حكم تهنئه النصاري باعيادهم](https://forums.imageslove.net/photos/img_1385465223_515.gif)
السؤال
سئل فضيلة الشيخ: عن حكم تهنئة النصاري باعيادهم وكيف نرد عليهم اذا . هنؤونا . به وهل يجوز الذهاب الى اماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة وهل ياثم الانسان اذا فعل شيئا مما ذكر بغير قصد وانما فعله اما مجاملة او حياء او احراجا او غير ذلك من الاسباب وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟
الجواب
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
تهنئة الكفارباعيادهم او غيره من اعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه "احكام اهل الذمة" حيث قال: "واما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل ان يهنئهم باعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك او تهنا بهذا العيد ونحوه فهذا ان سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة ان تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك اعظم اثما عند الله واشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنا عبدا بمعصية او بدعة او كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" انتهى كلامه رحمه الله .
وانما كانت تهنئة الكفار باعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لان فيها اقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر ورضا به لهم وان كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه لكن يحرم على المسلم ان يرضى بشعائر الكفر او يهنئ بها غيره لان الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم(سورة الزمر الاية "7". وقال تعالى: اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا(سورة المائدة الاية "3").
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل ام لا.
واذا هنؤونا باعيادهم فاننا لا نجيبهم على ذلك لانها ليست باعياد لنا ولانها اعياد لا يرضاها الله تعالى لانها اما مبتدعة في دينهم واما مشروعة لكن نسخت بدين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم الى جميع الخلق وقال فيه: ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين(سورة ال عمران الاية "85").
واجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام لان هذا اعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار باقامة الحفلات بهذه المناسبة او تبادل الهدايا او توزيع الحلوى او اطباق الطعام او تعطيل الاعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم،: "من تشبه بقوم فهو منهم".
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم): "مشابهتهم في بعض اعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما اطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء" انتهى كلامه رحمه الله .
ومن فعل شيئا من ذلك فهو اثم سواء فعله مجاملة او توددا او حياء او لغير ذلك من الاسباب لانه من المداهنة في دين الله ومن اسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسؤول ان يعز المسلمين بدينهم ويرزقهم الثبات عليه وينصرهم على اعدائهم انه قوي عزيز.
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.