أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=212445
1339 6
#1

افتراضي كذبه ابريل


كذبه ابريل

ستيقظت من نومى باكرا على غير العادة على صوت هاتفى المحمول والذى ظل يرن عدة مرات، لكنى كنت قد قررت ألا أجيب عليه لأن الوقت كان مبكرا جدا.. ومع إلحاح الهاتف اضطررت أن اقوم بالرد فوجدته رقم صديق لى فى العمل.. تفاجات وقلت لعله خير
- سلام عليكم




- وعليكم السلام يا أحمد
- هل استيقظت
- أيوة يا سيدى هاه؟...خيرا
- أبدا هناك خبر اريد ان ابلغك به
- لكنى أريدك أن تعلم أولا أنه كم يصعب على إبلاغك به لكن ما باليد حيلة
- ماذا هناك؟.. لقد أقلقتنى
- لقد استغنوا عن خدماتك فى العمل
- ماذا؟؟ ماذا تقول؟.. لماذا وما الذى فعلته...مالسبب؟
- لا أعلم لكن المدير كلفنى أن أخبرك بذلك بعد أن غادرت بالأمس.. ويا لها من مهمة شاقة.. سأتركك الآن يا صديقى حتى ألحق بالعمل ولا أتاخر، أنت تعلم مدير شركتنا المحترم.
- هل ستتركنى هكذا حائرا بين تساؤلاتى؟
- ماذا تريدنى أن أفعل إذن أنا لا أعرف أية تفاصيل
- أوكى سلام عليكم
رب ضارة نافعة!
دارت بى الدنيا ولم أعلم ماذا أفعل...
قطع حبل تساؤلاتى وحيرتى صوت زوجتى: ألازلت بملابس النوم.. أنت هكذا دائما تقوم على راحتك وترتدى ملابسك على راحتك، وتنسى أن للأولاد ميعادا محددا يجب أن يذهبوا فيه.
أووووه.. تذكرت أنني يجب أن أقل أبنائى للمدرسة، وسيارة العمل كانت هى وسيلتى فى ذلك.. ما العمل الآن.
وجدتنى أصرخ فى أبنائى بلا سبب: هيا استيقظوا.. أما زلتم نائمين؟!.. ارتدوا ملابسكم بسرعة.. ما هذه الغرفة ؟.. ما كل تلك الملابس الملقاة فى كل مكان.. لماذا لم ترتبوا مكتبتكم.. أرونى أين وضعتم ملابسكم التى خلعتموها بالأمس؟.. ما هذه الكوب التى على المائدة؟...
نظر إلى أبنائى فى تعجب ودهشة، وقال لى الكبير:
- ما ذا هناك يا أبتِ؟
- أترد على أيها العاق
تعجب ابنى من ردة فعلى ووقف صامتا للحظات حتى ناديتهم: هيا حتى أوصلكم للمدرسة.
خرجت من باب المنزل وهموم الدنيا فوق كتفى مثل الجبال، ولا أرى سوى الصورة السوداء فى كل شئ.. قررت أن أستقل سيارة أجرة، لكن هيهات.. لا توجد سيارة واحدة تريد أن تقلنا، كلهم أصبحوا مشغولين وكنت أراهم بالأمس يتمنون ركوبى معهم.
حسنا.. سنستقل الميكروباص؛ ولك أن تخمن يا صديقى هيئة الميكروباص الداخلية والخارجية.. فهو اشبه بعلبة سردين التى انحشر بها أكوام من اللحم فوق بعضهم البعض لا أعرف كيف؟.
قررت أن أسلم أمرى لله ونذهب للمدرسة "موتو رجل" (سيراً على الأقدام): حسنا هيا يا أبنائى الحلوين.
وجدت أبنائى مستائين ومتكاسلين؛ فقررت أن أبتهج أو أمثل الفرح والسرور لبضع دقائق فقط حتى نصل للمدرسة، قلت: من يسابقنى؟
لم يتردد الصغير لحظة واحدة وقال بأعلى صوته: أنا يا أبى، أما الكبار فقد اعتبروا كلامى سخرية منهم، وقرروا أن يخوضوا تجربة المشى لا الجرى حتى لا يسخر منهم المارة فى الشارع.
وخضت تجربة الجرى مع ابنى الصغير؛ هوب واحد اتنين هوب هوب واحد اتنين، ويا لها من تجربة.. يااااه لم أمارس تلك الرياضة منذ سنوات.. وإن شئتم الصدق... من قبل الزواج.
وأخيرا وصلنا للمدرسة وضربات قلبى تتسارع، والفرحة تغمر عينى ابنى الصغير، أما الكبار فقد قالا لى لقد استمتعنا يا أبى بالمشى معك رغم أنه كان شاقا علينا..
فما كان منى إلا أن احتضنتهم وقلت لهم: أرجو أن تسامحونى إن كنت قد انفعلت عليكم اليوم.
- لا عليك يا أبى فقد نسينا ما حدث.
الوجه الآخر للحياة
ما إن دخل أبنائى للمدرسة وفارقتنى نظراتهم وضحكاتهم حتى عادت الكآبة مرة أخرى لتدق بابى.. مشيت هائما على وجهى متسائلا إلى أين أذهب، وماذا أفعل؟، أأخبر زوجتى الآن أم انتظر؟.
لا أريد أن أصدمها وخاصة أنها لم تنسَ السيارة التى بعناها للتو حتى أسدد ديونى.. استر يارب .
وفى طريق عودتى للمنزل وجدت رغبتى فى البكاء تتزايد، وكلما حاولت قمع دمعتى وجدتها تغلبنى وكأنها تقول لى:
لا تحاول الهروب منى فأنا مخلوق من مخلوقات الله، لا تخجل منى.. أخبرنى ما الذى يخيفك منى؟، أعلم أنه الضعف الإنسانى الذى لا تريد أن يراه أحد.
- اوووو...يا للعار لقد أمسك بى أحدهم متلبسا وأنا أبكى، يا للهول كيف سأواجه المجتمع وأنا رجل وأبكى!!!.. سيعايرك أصدقاؤك فيما بعد ويقولون "يا أبو أويئ".
- لا تخف منى يا صديقى فأنا جزء منك.. جربنى مرة وسترى بنفسك ما سيحدث لك بعدها.
تحديت دمعتى، وأقسمت أن أترك نفسى لمشاعرها بدون تجمل، فوجدت واحدة تنهمر على خدى.. انزعجت فى بادئ الأمر، لكن لا أخفيكم سرا أنى أحسست براحة لم أشعر بها من قبل.
أكملت طريقى وأخذت أنظر للناس فى الشارع من حولى.. لم اكن أراهم من قبل، كنت دوما متعجلا أسابق الزمن.. تأملت الأشجار والطيور واقفة عليها.. وجدت نفسى أتوق لاستخدام جميع حواسى دفعة واحدة.. استنشقت الهواء بقوة فدخلت جرعة كبيرة من الأكسجين إلى صدرى.. أحسست بأنى طفل صغير وأن الكون كله ملكى.
نظرت إلى الناس من حولى فلمحت شابا يافعا فى مقتبل العمر يحمل جوالا كبيرا من الأسمنت على كتفه ثم يضعه على الأرض ويفتحه ويبدأ العمل، يخلط الأسمنت بالماء فى همة ونشاط.
قارنت حياتى بحياته؛ لقد كنت حزينا على فقد سيارتى ومركزى المرموق، وهاهو هذا الشاب البسيط لديه عمل يقتات منه وأنا الآن عاطلا بدون عمل، أى أنه سيجد آخر الشهر ما يسد رمقه ورمق من يعولهم، أما أنا فعلى الرغم من درجاتى العلمية وشهاداتى ومركزى الاجتماعى لن أجد شيئا آخر الشهر.
هههههه... وبعدين احنا هنقر على الراجل كمان؟
لكنى قررت أن أتوقف عن هذا التفكير السلبى.. قررت فجأة أن انظر للدنيا بمنظور آخر.. لا أعلم كيف.. ولا أعلم لماذا قررت ذلك.. لكن ذلك ما حدث
أهذه زوجتي؟!
ذهبت للمنزل ركضا حتى ألحق بزوجتى وأخبرها ما حدث.. طرقت الباب.. فتحت لى، فوجئت بوجودى:
- ألم تذهب للعمل؟
- صمتت برهة، وقلت لقد أوصلت الأولاد للمدرسة مشيا على الأقدام.
- لماذا؟! ما الذى حدث؟.
- قلت لنفسى.. اووووه بدأنا التساؤلات: لا شئ حدث، لقد أقالونى من العمل.
- ماذا؟ لماذا؟.. ما الذى فعلته؟.. بالتأكيد أسأت لمديرك، أو تدخلت فى عمل ليس من شأنك، فتلك عادتك ولن تشتريها.. ماذا أفعل معك؟.. أيعجبك حالنا؟، دائما تمشى برأسك ولا تستمع لنصائحى.. أنت هكذا دائما ولن تتغير.
- أووووف.. لوك لوك لوك (إشارة لكثرة الكلام)، يكفى.. ألا تفهمى؟، اصمتى ..اصمتى قليلا فقط.
- اصمت؟!.. تقول إنهم طردوك من العمل وأصمت.. ألا تريد أن أوزع الشربات وأخرج للناس بالزغاريد؟.. ياااااا جيارنى وأحبتى.. يا أم سمير يا أم بهاء؛ افرحوا وارقصوا لقد طرد زوجى من العمل ولا تسعنى الدنيا من الفرحة.. أهناك يوما أحلى وأجمل من ذلك؟
نظرت إليها وتساءلت - فى نفسى طبعا - من هذه المرأة؟، حاولت أن أنسى أو أتناسى لبعض الوقت أنها زوجتى أم أبنائى، وتخيلتها "خالتى أم سيد المعددة" التى كانت تأتى فى المآتم وكنت أراها وأنا صغير وأتساءل هل حقا هناك سيدات مثل تلك المرأة فى العالم.
لقد شوهت تلك المرأة عندى صورة السيدات، وأتت زوجتى لتزيد الطين بلة وتؤكد لى اعتقاداتى التى كنت أظنها خاطئة، لكنى أبصم الآن بالعشرة أن جميعهن سواء...
أفقت من خيالاتى مع أم سيد على صوت "أم سيد العصر".. أقصد زوجتى:
- فيم تفكر؟.. وماذا سنفعل الآن؟.. طبعا ستجلس بالمنزل وتضع يدك على خدك لتندب حظك العاثر، وكل لحظة والاخرى تنادى: شاااااى – قهووووة - أين الغذاء – العشااااء - أريد أن أنام ولا أريد إزعاجا، ولا أسلم من طلباتك المستمرة والممملة.
وقفت فجأة ونظرت إليها كالأسد، توترت واضطربت وعادتت خطوتين للوراء لكنها نظرت لى فى تحدٍ، كدت أن أتفوه بألفاظ لا قبل لها بها.. لكن صوت الهاتف - منه لله مرة أخرى.. أبعد أن استجمعت شجاعتى وقررت فجأة أن أثور كالأسد الجسور – جاء ليقطع علقة ساخنة كانت ستتلقاها.
نظرت إلى فى قلق وخوف.. هل سأبدأ الضرب أم سأرد على الهاتف؟..
بعد إلحاح طويل من الهاتف تركتها وذهبت لأرد عليه وأنا فى منتهى الغيظ منه، وفوجئت عندما وجدته رقم مديرى فى العمل.. تسارعت التساؤلات إلى رأسى: ماذا يريد؟، هل سيوبخنى على شئ ما؟، هل سيشمت بى، هل..هل..هل...
قطعت شكوكى بالرد عليه:
- سلام عليكم
- وعليكم السلام
صمتت للحظات، كما صمت هو الآخر، لكنه بادرنى بسؤال:
- هل أخبرك أحمد؟
- أجبته: نعم؛ ولأصدقك القول.. أنا مرتاب من مكالمتك تلك ولا أعلم ما سببها، فأرجو أن تقصر على المسافة وتخبرنى بسرعة؟.
- حسنا أيها الموظف المجتهد، سأخبرك.. لكن هل ستحتمل ما سأقوله لك؟
- تعجبت من سؤاله: أحتمل ماذا؟؛ أهناك شئ أفظع من إقالتى من العمل؟
- لكنه بادرنى بسرعة وضحكته تخرج عبر الهاتف كأنها كابوس مزعج: لقد كانت كذبة إبريل.
- ظننته فى بادئ الأمر يمزح، وقلت له: هل تسخر منى؟.
- قا ل لى ..لا والله احنا كنا بنهزر معاك.
وأغلق الخط على الفور حتى لا يتلقى منى أى لكمات لفظية.. وأقفلت أنا أيضاً الخط وأنا ألعن كذبة إبريل ومن اخترعها ومن انساق وراءها.
نظرت لزوجتى الواقفة أمامى تنتظر أن اقول لها ماذا حدث.. لكنى وقفت ووضعت يدى على كتفها وقلت لها:
زوجتى الحبيبة أريد أن أخبرك بشئ هام.
تعجبت من ردة فعلى وتساءلت بعينيها فبادرتها
- أنا أحبك حقا
نظرت لى فى ذهول ودهشة وكأنها تتساءل هل جن هذا الرجل؟، لكنها طارت فرحا فتلك أول مرة أقول لها أحبك منذ سنوات عديدة.. وأمسكت بيدى وقالت: حقا تحبنى؟..
لكن قبل أن تتمادى فى أحلامها وتصدقها.. قذفت عليها القنبلة الكبيرة وقلت ضاحكا:
لا يا حبيبتى.. لا تصدقى.. فتلك كذبة إبريل

كذبه ابريل



إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#2

افتراضي رد: كذبه ابريل

رد: كذبه ابريل
إظهار التوقيع
توقيع : بسكوته بالشوكولا
#3

افتراضي رد: كذبه ابريل

تسلمى
إظهار التوقيع
توقيع : Mariam Wahid
#4

افتراضي رد: كذبه ابريل

ههههههههههههه تسلمى يا عسسسسل

إظهار التوقيع
توقيع : ام طاطو
#5

افتراضي رد: كذبه ابريل

شكرا حبيبتى لمجهودك المميز
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#6

افتراضي رد: كذبه ابريل

ههههههه
إظهار التوقيع
توقيع : ايفين
#7

افتراضي رد: كذبه ابريل

يخربيت كذبة ابريل
ههههههههه بس حلوة تسلمى

إظهار التوقيع
توقيع : مريم ملوكة


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ارتفاع فائض الميزانية الأمريكية بـ 47% في ابريل سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
كتالوج ماى واى ابريل 2024 ***بسملة *** سوق عدلات النسائي العام
مع اوريفليم فى شهر ابريل هدايا مميزة واجمل مفاجأت الربيع جنة الياسمين سوق عدلات النسائي العام
كتالوج لانجرى مارليدى ابريل مايو 2024 قرآنى طهر ذاتى سوق عدلات النسائي العام
مارليدى مارس ابريل 2024 وهدايا عيد الام قرآنى طهر ذاتى سوق عدلات النسائي العام


الساعة الآن 03:21 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل