أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

Post (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

أرسلت (ش.ك) إلى افتح قلبك تقول:

أنا زوجة منذ 8 سنوات تقريبا وأم لطفلين والحمد لله, حالتى المادية والاجتماعية مرتفعة, وليس لدى أى منغصات سوى شىء واحد, يرهقنى من كثرة التفكير حوله, وهو عملى, فأنا أعمل بشركة كبيرة ومرتبى محترم جدا, أحب عملى وناجحة فيه, وأشعر بحب زمايلى فى العمل, وبأن لى مكانتى فى المكان.

منذ بداية زواجى والعمل خط أحمر, اتفقت مع زوجى ألا يحاول منعى منه, خاصة أنى كنت أعمل من قبل زواجى بفترة, لم يكن لدى مشكلة فى البداية, ولا بعد أول طفل, لكن بعد أن أنجبت الطفل الثانى لم أجد بدا من أخذ إجازة (رعاية الطفل) لمدة 3 سنوات, والحمد لله كانت إجازة مفيدة فعلا, استطعت فيها أن أراعى أطفالى وأن أعتنى بزوجى, وأن أهتم بكل شئون بيتى على الوجه الذى أحبه وأرضاه, الآن أصبح أحد أطفالى فى المدرسة, والآخر فى الحضانة, وقررت العودة إلى العمل, كنت سعيدة جدا بذلك, لكنى أصبحت مرهقة جدا أيضا, فعملى يوميا من 7 صباحا إلى 4 عصرا, ما عدا الجمعة والسبت, وهما اليومان اللذان أقوم فيهما بالتنظيف والطهى وكل شىء يخص البيت, أشعر أنى مقصرة فى حق أولادى وزوجى معنويا على الأقل, وفى حق بيتى ونظافته وترتيبه بشكل ملموس وواضح, وهذا ما لا يرضينى, فأنا أحب أن أقوم بكل شىء كما يجب.

أصبحت فى دوامة كل شىء أقوم به بسرعة واستعجال, لا وقت ولا بال لدى لأى شىء, يومى أصبح مشحونا بالمهمات التى لا تنتهى, والتى ستزيد حتما بعد أن يكبر طفلاى ويصبح هناك عبء المذاكرة أيضا.

أفكر مرارا وتكرارا فى أن أترك العمل, لكنى سأتركه إلى الأبد هذه المرة, فلن يسمح لى بأخذ إجازات طويلة مجددا, خاصة أن الإجازة الماضية أثرت على سنين خبرتى وعلى ترقياتى, لكن القرار صعب جدا, فليس من السهل التضحية بعمل فى مثل هذه الظروف, خاصة وأن كان المرتب مجزى حقا.

مديرتى وزميلاتى كلهن يشجعوننى على الاستمرار فى العمل, ويقولون من أين لك بعمل آخر؟, وكيف ستكون حياتك بين أربعة جدران تطبخين وتنظفين طوال الوقت, وماذا ستفعلين عندما يكبر أولادك ويصبحون غير محتاجين إليك وتجدى نفسك كبرتى بلا أى تقدم أو إنجاز؟.

قد تبدو مشكلتى سهلة للآخرين, لكنها أبدا ليست كذلك بالنسبة لى, فأنا أفكر فيها كل ساعة وكل يوم لأنى أعانى إرهاقا كبيرا لا تفهمه إلا من هى مثلى, بالإضافة إلى تأنيب ضمير كبير جدا بخصوص زوجى وأولادى وبيتى, ماذا أفعل يا د. هبة؟.

وإلى (ش) أقول:

مشكلتك ليست سهلة ولا بسيطة أبدا, ولن أبالغ أن قلت إنها مشكلة (حواء) الأزلية فى عصرنا الحديث, فأنت تصفين بالضبط ما تعانيه أغلب النساء العاملات فى مصر وربما فى العالم كله, لهذا دعينى أفكر معك بصوت مسموع فى هذه المشكلة.

لماذا تتمسك المرأة بعملها؟: 1) الدخل الثابت الذى يغنيها عن الطلب المستمر من زوجها, والذى يحررها من حرج تبرير مصروفاتها باستمرار, والذى يوفر لها فرصة إدخال بعض الرفاهية والكماليات فى حياتها وحياة أسرتها وبيتها, وفى أحيان أخرى يكون دخلها جزءا أساسيا من دخل البيت, والذى لن تستقيم من دونه الحياة.

2) التواصل الاجتماعى مع الناس, فأغلب ربات البيوت يعانين الفراغ الاجتماعى, خاصة فى ظل انشغال الزوج الدائم.
3) تحقيق الذات, ووجود شىء يثبت للمرأة كفاءتها وأهميتها ومهارتها, مما يجعل لها حافزا ودافعا مستمرا للتطور والتقدم والإنتاج, بل ودافع للحياة نفسها.

كل هذا رائع, وفعلا تلك مميزات لا يمكن إغفالها أو الاستغناء عنها, لكن تعالى نفكر فيما تفقده المرأة إذا طغى العمل على حياتها:
1) الإرهاق الجسدى المستمر, والذى حتما سينعكس على كل شىء, فأنت نفسك تقولين أنك أصبحت لا تتقنين شيئا, وبالرغم من أن هذا يضايقك إلا أنه لا حيلة لك تجاهه, أى بمعنى أنه لا يمكن لك أن تفعلى أكثر.





2) ضيق الوقت, وهذا أيضا عبرتى عنه عندما قلنى إنك فى دوامة, فأنت فعلا فى عمل مستمر وعليك تحقيق متطلبات متعددة على مدار اليوم, ولكن اليوم لا يكفى.

3) الأخطر من كل هذا هو فقدان (الهدوء النفسى) أو كما يقال بالعامية (البال الرايق) لفعل أى شىء جميل, سواء لنفسك أو لزوجك أو لأولادك, فمن أين سيأتى (روقان البال) إذا كان اليوم لا يكفى التفكير فى وإنجاز الأمور الأساسية؟.

4) كل ذلك (على المدى الطويل) من الممكن جدا أن يباعد بينك وبين زوجك وأولادك, لأننا نترابط كعائلات عندما نتواصل مع بعضنا, ونستمتع بحياتنا معا, ونجد أوقات ومواقف حلوه تجمعنا, ونفرح عندما نتذكرها.

وقد نتصور أحيانا أن (الأمور هاتمشى) بأى شكل, وأن (كله هايعدي) وسيكبر الأولاد بأى حال, لكنه وفى الحقيقة وبكل أمانة لا يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون, فالجهد والوقت المبذول فى الربط بين أفراد الأسرة, و بين الآباء والأبناء لن يأتى محض الصدفة أو بشكل تلقائى.

وإذا نظرنا بحيادية وأمانة دون تحيز إلى جنس نحو الآخر, إلى مهمة المرأة أو الزوجة الأساسية التى خلقت من أجلها, سنجدها ودون جدال _ وأن كان هذا سيغضب البعض _ هى إعمار بيتها والاهتمام بمن تعول من نواحٍ كثيرة, لأنها إن لم تفعل من سيفعل؟, وأن لم تحنُ وتهتم وتبذل الوقت والجهد حتى وإن كان على عكس هواها فمن سيهتم؟, وإن لم يجد الزوج الراحة والمتعة فى بيته فأين سيجده؟, وإن لم يأمن الأطفال فى حضن أمهم فأين سيأمنون؟.

خلاصة الأمر أنا لست مع أو ضد عمل الزوجة على طول الخط, ففعلا هناك حالات تحتم فيها الظروف على المرأة العمل لا عالة نفسها و أولادها أو للمساهمة فى دخل البيت, وقد يكون ذلك رغما عن المرأة نفسها أو ضد رغبتها فى بعض الأحيان, وهناك حالات أخرى لا يكون فيها أى بد من بقاء الزوجة بلا عمل فى البيت تعانى الوحدة والفراغ, لكن كل ما أقوله هو أننا لابد أن نرتب الأولويات بحسب أهميتها الحقيقية, حتى وإن كان هذا على عكس ما نحب.

لا أستطيع أن أقول لك يا (ش) أو لغيرك لا تعملى, ولا تتمتعى بدخلك الخاص وبتحقيق ذاتك وبإثبات نجاحك, لكن أنت ومن هى فى مثل ظروفك فى وضع ضاغط, لن تهنأ الحياة فى ظل عمل مرهق كهذا, لكنك من الممكن أن ترضى بحل وسط, كأن تعملى فى عمل آخر اقل جهدا و وقتا, أو أن تستمرى فى عملك بنظام (نصف الوقت) إن أمكنك هذا, أو أن تتوقفى عن العمل تماما (بشكل مؤقت) حتى يقل احتياج الطفال إليك, وتجدى لديك الإمكانية فى تنظيم الأمور بشكل مريح لك ولهم فيما بعد فى عمل آخر.

لكنى أبدا لا أنصحك بالاستمرار فى هذه الدوامة التى ربما تدفعين ثمنها غاليا فى المستقبل, إذا اهتم زوجك بغيرك, أو إذا ابتعد أولادك عنك, أو حتى إذا سقطتى فريسة للمرض نتيجة للضغط والإرهاق المستمرين, وتذكرى دائما أننا سنبقى فى صراع الاختيار طالما نحن على قيد الحياة, ولكننا يجب أن نختار الأهم فالمهم, وأعتقد أنك أبدا لن تسعدى بمنصب أو مرتب أو حتى ترقيه إذا كان حال بيتك لا يرضى الله, فكفى إثما بالمرء أن يضيع من يعول.

منقول



إظهار التوقيع
توقيع : ♥ احبك ربى ♥
#2

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

جزاكي الله كل خير
إظهار التوقيع
توقيع : فرفورة
#3

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

جزاكي الله خير يا لينا انا من انصار الجلوس في البيت ورعاية ابنائي وزوجي وبيتي
#4

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

بصراحه دى نفس مشكلة صحبتى اللى كتبت عنها موضوع الخيانه بس هى اتمسكت بالشغل وزوجها سارح مع بنات اشكال والوان الحل الوحيد ان تترك العمل كل زوجه حاسه ان بيتها هيضيع بسبب عملها
#5

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

تسلمى لينا

إظهار التوقيع
توقيع : ملك قلبى
#6

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

صباح الخير علي الجميع
#7

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

تسلمى يا الغلااا


يعطيكى العافيه


انتظر جديدك

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#8

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

تسلمى لينا جزاك الله كل خير
#9

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

ألف شكر يالينا موضوع في غاية الاهمية
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#10

افتراضي رد: (افتح قلبك مع د. هبة يس).... مشكلتها الأزلية!!

مشكورة لاني اعاني من نفس لالمشكلة حيث خطيبي يرغب ان اترك عملي وانا في حيرة من امري
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مناظراتي .. مع .. قسيسي ورهبان .. كنيسة الزيتون Marwa El-shazly منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
لا تُغلق النوافذ عن قلبك ثمَّة نُور ! Đāłāł منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
افتح قلبك لأن مفتاحه معك أنت فقط رحيق الفردوس منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
هل تعرف متى يموت قلبك ...؟؟!! رانيا الزناتى حكم واقـوال
افتح قلبك للانسان الذي .... ام جنى وبس حوارات اجتماعية مفتوحة


الساعة الآن 03:19 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل