أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

مميز لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟
قرأت في مجلة «الحج والعمرة»، العدد التاسع، رمضان 1428، خبرا عن صدور كتاب تحت عنوان «أطفالنا والإتيكيت، سلوكيات الطفل من الألف إلى الياء»، تأليف «الاختصاصية والخبيرة في تعليم فن الإتيكيت في السعودية السيدة أميرة بنت ناصر الصايغ». هذا الخبر جعلني أضع ملحوظة إلى جانبه تقول: «للكتابة في حكاية الإتيكيت». «إتيكيت» تعني بالتفسير القاموسي: «قواعد للعلاقات الرسمية أو التصرف أمام الناس، أو في طبقة اجتماعية أو مهنية...»، الذي يغيظني من هذا المصطلح أنه وسيلة استخدمت منذ بداية تحويل مجتمعاتنا العربية الإسلامية سلوكياتها وقيمها النابعة من ثقافتها إلى سلوكيات وقيم مجمتعات لسنا من ثقافتها، ولا من دينها، أو جنسها. ولقد كانت كلمة «الإتيكيت، أنك تفعل كذا وكذا..» تظهر في دوائر تشمخ بالنموذج الغربي غير الإسلامي، وتظهر التعالي على الذات القومية. فإذا كان المعادل لكلمة «إتيكيت» في لغتنا وثقافتنا هو «الأدب»، فإن في قاموس تربيتنا الإسلامية والعربية قواعد للسلوك والتهذيب لا تعد ولا تحصى. بعض من قيمنا السلوكية والتهذيبية تتلاقى مع قواعد «الإتيكيت»، لكن في معظم الأحوال هناك من قواعد «الإتيكيت» ما يتعارض مع قواعد أدبنا العربي الإسلامي، مثال على ذلك: يتقدم الرجل عندنا المرأة في السير، وفي صعود السلم حرصا على تمهيد الطريق لها وحمايتها من أي معوق قد يقابلها، فقد يكون هناك بالطريق ***- تخافه أو درجة سلم مكسورة...إلخ، وعلى الرجل أن يميط للمرأة أذى الطريق. بينما يقول «الإتيكيت» إن المرأة تتقدم الرجل، وإن هذا دليل احترامه لها. الهدف في الأدب الإسلامي و«الإتيكيت» هو احترام المرأة، لكن تحقيق هذا الاحترام عندنا يختلف عند أصحاب «الإتيكيت». طبعا شن البعض الحرب على الأدب الإسلامي، واعتبر تقدم الرجل على المرأة، في السير شكلا من أشكال الاحتقار لها وفسروا سيرها وراءه بالتبعية والخضوع. وهنا نتساءل إذا كان هذا التفسير صحيحا فهل معنى «الإتيكيت» أن يكون الرجل تابعا خاضعا للمرأة وهو يسير وراءها؟ مسألة أخرى: من آداب وتهذيب الإسلام أن يقلم الإنسان أظافره واعتبر ذلك من الفطرة، لكن «الإتيكيت» يقول للرجل قلم أظافرك، وأحيانا يدعه يتركها وفقا لإرشادات الموضة، ويقول للمرأة اتركيها وهذبيها وفقا لآخر الإرشادات القادمة من عاصمة الأناقة الغربية. بينما الصحة والنظافة تقولان: الأظافر الطويلة ساتر للقذارة، مهما اعتني بها، والنجاسة والأذى، فالظفر في ذاته مقزززززززززززز لو انكسر في عجينة أو طعام والعياذ بالله. والأدب الإسلامي يقول: «كل بيمينك» و«الإتيكيت» يأمرك أن تأكل بشمالك، وفقا للنظام الأوروبي فقط، فـ«الإتيكيت» الأمريكي يأمرك بأن تقطع اللحم بالسكين ثم تضعه جانب الطبق وتأكل بالشوكة باليد اليمنى، ونحن نأكل باليمنى ويجب أن نفهم أننا لا نحاكيهم ولكننا نأتمر بأمر نبينا عليه الصلاة والسلام. والقاعدة الإسلامية في أدب تناول الطعام هي ألا نكون سببا في تقزززززززززززز ونفور من حولنا من الآكلين، وعلينا أن نهذب من سلوكنا في تناول الطعام وفقا لهذا المبدأ الإسلامي. ومن الأدب الإسلامي ألا نتكلم في الحمام، وألا نقضي حاجتنا في مواجهة القبلة، بينما يسمح لك «الإتيكيت» بأن تأخذ معك فنجان قهوتك وصحف الصباح لتقرأها.
اقتصادا للكلام أخلص إلى أهمية أن تكون هناك زاوية للإرشادات عن الصحيح واللائق في السلوكيات والتصرفات، لكن يجب أن يكون اسم هذه الزاوية: «آداب» أو «تهذيب» أو «افعل ولا تفعل» أو «اللائق وغير اللائق»، وتكون القاعدة الإسلامية والعربية في أصول الأدب والتهذيب هي المرشد لتحديد الطيب من الخبيث. لقد اختلط الحابل بالنابل في مجتمعاتنا وتناقضت القيم باختلاف منابعها واختلت الموازين وتشوهت ملامحنا، ولم نعد نشبه أي شيء. فلتتوقف قليلا يا حضرة «الإتيكيت» عن إرشادنا وصغارنا فنحن في أشد الاحتياج إلى استعادة مصطلحاتنا وقيمنا الوضيئة لتحدد لنا قواعد العلاقات الرسمية وغير الرسمية، نحن في أشد الاحتياج إلى: «أعطوا الطريق حقها»، فلا جلبة، ولا ضوضاء، ولا لكز، ولا وخز، ولا تحرش، «افسحوا يفسح الله لكم»، فلا تسابق بين السيارات والعربات والحافلات يروع السائرين والركبان، و«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» فلا قذارة، ولا زناخة، ولا رائحة بغيضة منفرة، و«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»، «ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون»، «ولا يغتب بعضكم بعضا»، «لا يسخر قوم من قوم..»، «ولا تنابزوا بالألقاب»، «وقر الكبير وارحم الصغير«، «لا تصعر خدك للناس»، «لا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا»، «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، فلا بصق من الفم أو الأنف، ولا تبول في الطريق، ولا نثر للقمامة، ولا إهمال حكوميا للأسلاك الكهربائية إلى آخره.

يا حضرة «الإتيكيت» تنح عنا فلدينا إرشادات تهذيب جوهرية أهم بكثير من معرفة كيف نطوي منديل المائدة وأين نضع السكين جوار الصحن وكيف ندور جيدا مع خطوات رقصة الفالس!




الموضوع للدكتورة / صافيناز كاظم



إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#2

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

موضوع رووووووعه
إظهار التوقيع
توقيع : طماطم
#3

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

تسلمى موضوع جميل جدا
تم التقيم

إظهار التوقيع
توقيع : أميرة القصر
#4

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

مجنون الاهلى


نووووورتى اختى

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#5

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

غاليتى مع الله

منووووووووره يا قمر وشكرا للتقييم يا عسل

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#6

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

موضوع هايل ربنا يكرمك وتم التقييم
إظهار التوقيع
توقيع : عاشقة اولادى
#7

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

بارك الله فيكى
#8

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

جزاك الله كل الخييير تم التقييييييييييم يا قمر
إظهار التوقيع
توقيع : سوسو الامورة
#9

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

عاشقه اولادى

تسلمى يا قمر وشكرا للتقييم

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#10

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

روضه

نووووووووووورتى يا قمر

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#11

افتراضي رد: لماذا «الإتيكيت».. ولدينا «الأدب الإسلامي»؟

سوسو الاموره

نوووووووووورتى غاليتى وشكرا للتقييم

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
لماذا انا هبه شلبي المنتدي الادبي
جمااال شخصيتك في : ( لا ) ... ( لماذا ) ... ( إذن) sosobibicha دردشة عدلات
لا .. لماذا ..؟؟ إذن ..!! نسائم الصباح منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
لماذا يصعب علينا قول الحقيقة ؟ درة مكنونة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
سر جمال شخصيتك في : ( لا ) ... ( لماذا ) ... ( اذن ) ...!!! سوسو الامورة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة


الساعة الآن 02:05 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل