أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=2425
4441 6
#1

2131 1168506062 يا أمي لا تبكي …..

كانت الأصوات الأولى التي أسمعها، كان صوت ألم أمي، لم أكن أعلم حينها أن خروجي للضوء من رحمها للعالم الخارجي سيحمل لها “ولي” كل ذلك الألم… فقد كانت تعتقد أنني “الأمل” المنتظر لها، فقط انجبت قبلي بنتين، وهي تعرف من نظراتهم أن “خطأ” ثالث غير مقبول على الإطلاق، لذا كانت تدعو السماء أن يجعل ما في بطنها الممتلئة ولدين، فقد كانت بطنها ممتلئة بشكل يوحي بتوأم، إلا أنني نزلت وحدي تاركا أمي في حسرتها وألمها دون أن يصحبني ولو ذكر.. تواجه به جبروت عائلة أبي….



كانت أمي دوما تنصحني أن لا أمارس لعبة السياسة، فهي كاللعب بالنار إن لم تحرقني فهي ستشوه شيئا من معالمي أو على الأقل ستترك رائحة غير مرغوبة في ملفي الذي يصحبني من محياي إلي نهايتي، فقد كنت ولدها الوحيد على ثلاثة بنات، فعندما طلقها والدي بعد البنت الثالثة، اكتشفت أنها حامل، فلم تخبره لأنها لم ترد معايشة لحظة انتظار أمل ينقلب لألم قاتل، فرحلت بهدوء لمحافظة والدها البعيد، وحين جئت ولداً، رفض جدي عودة أمي لبيت أبي مرة أخرى، فربتني أمي كأب وأم وكل شيء، وحين عدت لها من أول مظاهرة شاركت فيها، أخذت تنظر لي بفخر غير أنها الخوف كان يتملكها، وقالت لي يا ولدي للوطن ألف ألف ابن، أما أنا فليس لي غيرك..
وحين اعتقلوني كان بكاؤها هو السجن الحقيقي الذي كان يحرقني، وكانت دمعاتها نار تنزل على صدري تفتح به فجوات تجعلني أكره أكثر القيد الذي أحاط بنا فجعل من يحب الوطن داخل سجنه، ومن يدافع عنه يقبض بيديه على سلاسل محابسنا…





أرسلتني أمي لطبيبها المعالج بأشعتها ليراها، وجلست أنتظر دوري، وسمعت بكاءا كبكاء أمي، فقد كانت أماً تنتظر دورها، وتستغيث “بالتمرجي” عبر أناتها المكتومة ودموعها المفضوحة على خدها وآلامها الرهيبة التي جرحت أوتار قلبي فحركتني على الرجل الواقف على باب الطبيب، لأستسمحه أن يدخلها فورا، فرفض بقسوة قلب، وقال” ليس بيدي شيء” فطلبت منه أن يدخلها مكاني، فرد بسخرية “إذن ماذا ستفعل بالحالات الأصعب!” قلت في سري بعد أن وافق… “لعل أحدهم يفعلها مع أمي”…












في الجراحة الأخيرة التي أجريتها، كنت مقلوبا على بطني، حيث حقنة التخدير النصفي، والأطباء يفعلون ما يحلو لهم في عمودي الفقري، ولم أكن لأنتبه لهم فقد كنت مشغولا بتسابيحي، لولا أن سمعت من بعيد صوت بكاء يدعو لسلامتي، كانت صوت بكاء أمي، ورغم أن باب غرفة العمليات بعيد غير أن صوتها اخترق قلبي وهي تبكي، كنت أسمعها، كنت وحدي أسمعها، أخذت أبكي وكأني أتوسل لطبيبي أن يغلق جرحي لأذهب في حضن أمي لتراني ما زلت حيا، أخذ الدهر يسرق من الوقت، ويغترف من دقائقه المعدودة أزمنة لا تمر… ظللت تحت قبضة المشرط.. وبعيداً عن حضن أمي…




حينما أخبرني الطبيب أن الجراحة القادمة بها خطر على حياتي، لم أهتم، فقد كان كل اهتمامي هو أمي، حين أرحل لن تقطع بكاءها من الحزن، ولن تجف دموعها من البكاء، فيا أمي لا تبكي، فحين أرحل لن تعود لي جراحات لتنزف، ولن يتكرر الألم الذي أعانيه، لأنه ببساطة سينقطع بأمل أفضل، وربما تنطفئ في عيني تلك الشمس، غير أن شمسا وقمرا وأملا أفضل سينتظروني، فلا تبكي فأنا سأكون بخير حال، ولكن دعيني أن من يبكي لأني سأتركك في دنيا لا تفهم كيف تسمع صوت بكاءك؟!..



يقول درويش

أحن الى خبز امي
وقهوة امي …..
ولمسة امي ….
وتكبر فيّ الطفولة
يوما على صدر يوم
واعشق عمري لأني اذا متّ
اخجل من دمع امي




إظهار التوقيع
توقيع : هـــدوء
#2
الأم .. هي قسيمه الحياة .. وموطن الشكوى .. وعماد الأمر .. وعتاد البيت .. ومهبط النجاة .. وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون ..
إظهار التوقيع
توقيع : كتكوتة
#3
جزاكِ الله كل خير
#4

افتراضي رد: يا أمي لا تبكي …..

بارك الله فيكى
إظهار التوقيع
توقيع : ♥ احبك ربى ♥
#5

افتراضي رد: يا أمي لا تبكي …..

رووووعه بما تعنيها الكلمة ~~ بارك الله فيك



مهما قلنا فلن نوفي الأم حقها ~~

رضي الله عن أمي و أمهات المسلمين أجمعين

إظهار التوقيع
توقيع : القمورة14
#6

افتراضي رد: يا أمي لا تبكي …..

أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي …..
ولمسة أمي ….


#7

افتراضي رد: يا أمي لا تبكي …..

رد: يا أمي لا تبكي …..
إظهار التوقيع
توقيع : nesrinaaa


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصة معبرة جداااا قرآني نبض حياتي قصص - حكايات - روايات
توبيكات عن الام , توبيكات حلوة الأم أمي 2024 , توبيكات مع الصور , Mothers topics ЙǑŏƒ صور تهنئة
ماأجمل الحب ولكن ( قصة مؤثره ) صفاء الحياة قصص - حكايات - روايات
ماما ميمو أحبك يا من لم تلدينى من بنوتك منوش كيوت متل التوت مضيفة عدلات
أمي أمي (قصة مؤلمة ومحزنة تبكي .....) لؤلؤة الايمان قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 12:50 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل