أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

الفرق الدينية بالاسلام

الفرق الدينية بالاسلام


أصول الفرق وأقسامها

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الحمد لله الرحمن الرحيم، وبه نستعين وصلى الله على
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا، أما بعد:

فإن التفرق والفُرقة أمر مذموم شرعًا، غير محمود العاقبة عقلاً، وليس حتى بالمستساغ عرفًا؛ ولذلك فإن الافتراق والفرق وأصولها من الأمور التي عني بها علماؤنا؛ تحذيرًا لهذه الأمة، بل لقد صنفت فيها المصنفات الكثيرة والمستقلة، التي باتت تعرف في مكتبات الإسلام بـ: كتب الفرق، أو الملل والنحل، ونحو ذلك؛ ولذلك فإن هذه الأبواب ألحقها الكثير من العلماء بكتب العقائد.

وأصل الكلام فيها مبني على جملة من النصوص الشرعية، نذكر هنا حديثًا واحدًا منها - وهو كالأصل لها، ألا وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((افترقت اليهود على إحدى - أو اثنتين - وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى - أو اثنتين - وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة))[1].

ومن هنا شرع العلماء في عدِّ هذه الفرق كلما نشأت أو انقسمت، من مُقلٍّ في هذا الباب ومستكثر، وبعيدًا عن الخوض في هل هذا الصنيع مُسلَّم أم لا؟ وهل يُوافقون عليه أم لا؟ وهل ثمت مؤاخذات عليه وتعقبات؟ بعيدًا عن هذا؛ لأننا لا نريد الحديث عليه هنا، أقول: لقد كنت وقفت على كلام لأبي الفرج ابن الجوزي - رحمه الله وغفر الله لنا وله - في الكلام على هذه الفرق وسردها قديمًا، في كتابه تلبيس إبليس[2]، ونقله عنه القرطبي في تفسيره[3]؛ فأحببت أن أنقله هنا في هذه المقالة للفائدة والمعرفة، ليس إلا.

قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: "فإن قيل:
هل هذه الفرق معروفة؟

فالجواب: أنا نعرف الافتراق، وأصول الفرق، وأن كل طائفة من الفرق قد انقسمت إلى فرق، وإن لم نُحِطْ بأسماء تلك الفرق ومذاهبها، وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية.

وقال بعض أهل العلم: أصل الفرق الضالة: هذه الفرق الست، وقد انقسمت كل فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة، فصارت اثنتين وسبعين فرقة.

انقسمت الحرورية اثنتي عشرة فرقة:
فأولهم: الأزرقية، قالوا: لا نعلم أحدًا مؤمنًا، وكفَّروا أهل القبلة، إلا من دان بقولهم.

والإباضية قالوا: مَن أخذ بقولنا فهو مؤمن، ومن أعرض عنه فهو منافق.

والثعلبية قالوا: إن الله - عز وجل - لم يقضِ، ولم يقدر.

والخازمية قالوا: لا ندري ما الإيمان؟ والخلق كلهم معذورون.

والخلفية: زعموا أن من ترك الجهاد من ذكر أو أنثى، كفر.

والكوزية قالوا: ليس لأحد أن يَمسَّ أحدًا؛ لأنه لا يعرف الطاهر من النجس، ولا أن يُؤاكله؛ حتى يتوب ويغتسل.

والكنزية قالوا: لا يسعُ أحدًا أن يعطي ماله أحدًا؛ لأنه ربما لم يكن مستحقًّا، بل يكنزه في الأرض حتى يظهر أهل الحق.

والشمراخية قالوا: لا بأس بمسِّ النساء الأجانب؛ لأنهن رياحين.





والأخنسية قالوا: لا يلحق الميت بعد موته خير ولا شر.

والحكمية قالوا: من حاكَم إلى مخلوق فهو كافر.

والمعتزلة [4] قالوا: اشتبه علينا أمر علي ومعاوية - رضي الله عنهما؛ فنحن نتبرأ من الفريقين.


والميمونية قالوا: لا إمام إلا برضا أهل محبتنا.
وانقسمت القدرية اثنتي عشرة فرقة:
الأحمرية: وهي التي زعمت أن في شرط العدل من الله: أن يُملِّك عباده أمورهم، ويحول بينهم وبين معاصيهم.

والثنوية: وهي التي زعمت أن الخير من الله، والشر من الشيطان.

والمعتزلة[5]: وهم الذين قالوا: بخَلْقِ القرآن، وجحدوا الرُّؤية.

والكيسانية وهم الذين قالوا: لا ندري هذه الأفعال من الله أو من العباد؟ ولا نعلم أيثاب الناس بعد أو يعاقبون؟

والشيطانية قالوا: إن الله - تعالى - لم يخلق الشيطان.

والشريكية قالوا: إن السيئات كلها مقدرة إلا الكفر.

والوهمية قالوا: ليس لأفعال الخلق وكلامهم ذات، ولا للحسنة والسيئة ذات.

والزبرية قالوا: كل كتاب نزل من عند الله فالعمل به حق، ناسخًا كان أو منسوخًا.

والمسعدية زعموا أن مَن عصى ثم تاب لم تقبل توبته.

والناكثية: زعموا أن مَن نكث بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا إثم عليه.

والقاسطية: تبعوا إبراهيم بن النظام في قوله: من زعم أن الله شيء فهو كافر.
وانقسمت الجهمية اثنتي عشرة فرقة:
المعطلة: زعموا أن كل ما يقع عليه وهم الإنسان فهو مخلوق، وأن مَن ادَّعى أن الله يرى فهو كافر.

والمريسية قالوا: أكثر صفات الله -تعالى- مخلوقة.

والملتزقة: جعلوا الباري - سبحانه - في كل مكان.

والواردية قالوا: لا يدخل النار من عرف ربَّه، ومن دخلها لم يخرج منها أبدًا.

والزنادقة قالوا: ليس لأحد أن يثبت لنفسه ربًّا؛ لأن الإثبات لا يكون إلا بعد إدراك الحواس، وما لا يدرك لا يثبت.

والحرقية: زعموا أن الكافر تحرقه النار مرة واحدة، ثم يبقى محترقًا أبدًا لا يجد حرَّ النار.

والمخلوقية: زعموا أن القرآن مخلوق.
والفانية: زعموا أن الجنة والنار يفنيان، ومنهم من قال: لم يخلقا.

والعبدية: جحدوا الرسل، وقالوا: إنما هم حكماء.

والواقفية قالوا: لا نقول: إن القرآن مخلوق، ولا غير مخلوق.

والقبرية: ينكرون عذاب القبر، والشفاعة.

واللفظية قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق.
وانقسمت المرجئة اثنتي عشرة فرقة[6]:
التاركية قالوا: ليس لله عز وجل على خلقه فريضة سوى الإيمان به؛ فمن آمن به، فليفعل ما شاء.

والسائبية: قالوا: إن الله تعالى سيب خلقه؛ ليفعلوا ما شاؤوا.


والراجئة قالوا: لا يسمى الطائع طائعًا، ولا العاصي عاصيًا؛ لأنا لا ندري ما له عند الله تعالى. والسالبية قالوا: الطاعة ليست من الإيمان.

والبهيشية قالوا: الإيمان علم، ومن لا يعلم الحق من الباطل، والحلال من الحرام - فهو كافر.

والعملية قالوا: الإيمان عمل.
والمنقوصية قالوا: الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
والمستثنية قالوا: الاستثناء من الإيمان.
والمشبهة قالوا: بصَرٌ كبصَرٍ، ويدٌ كيَدٍ.
والحشوية قالوا: حكم الأحاديث كلها واحد، فعندهم أن تارك النفل كتارك الفرض.
والظاهرية[7]: الذين نفوا القياس.
والبدعية: أول من ابتدع هذه الأحداث في هذه الأمة.
وانقسمت الرافضة اثنتي عشرة فرقة:
العلوية قالوا: إن الرسالة كانت إلى علي رضي الله عنه، وإن جبريل عليه السلام أخطأ.
والأمرية قالوا: إن عليًّا شريك محمد في أمره.
والشيعة قالوا: إن عليًّا - رضي الله عنه - وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووليه من بعده، وإن الأمة كفرت بمبايعة غيره.
والإسحاقية قالوا: إن النبوة متصلة إلى يوم القيامة، وكل من يعلم علم أهل البيت، فهو نبي. والناووسية قالوا: علي رضي الله عنه أفضل الأمة؛ فمن فضل غيره عليه، فقد كفر.
والإمامية قالوا: لا يمكن أن تكون الدنيا بغير إمام من ولد الحسين، وإن الإمام يعلمه جبريل عليه السلام، فإذا مات بدل غيره مكانه.
والزيدية قالوا: ولد الحسين رضي الله عنه كلهم أئمة في الصلوات؛ فمتى وجد منهم أحد، لم تجز الصلاة خلف غيرهم، برهم وفاجرهم.
والعباسية: زعموا أن العباس كان أولى بالخلافة من غيره.
والتناسخية: قالوا: الأرواح تتناسخ، فمن كان محسنًا خرجت روحه فدخلت في خلق يسعد بعيشه.
والرجعية: زعموا أن عليًّا وأصحابه يرجعون إلى الدنيا، وينتقمون من أعدائهم.
واللاعنة: يلعنون عثمان، وطلحة، والزبير، ومعاوية، وأبا موسى، وعائشة رضي الله عنهم وغيرهم.
والمتربصة: تشبهوا بزي النسَّاك، ونصبوا في كل عصر رجلاً ينسبون إليه الأمر، يزعمون أنه مهدي هذه الأمة، فإذا مات نصبوا آخر.
ثم انقسمت الجبرية اثنتي عشرة فرقة، فمنهم:
المضطرية قالوا: لا فعل للآدمي، بل الله يفعل الكل.
والأفعالية قالوا: لنا أفعال، ولكن لا استطاعة لنا فيها، وإنما نحن كالبهائم نقاد بالحبل.
والمفروغية قالوا: كل الأشياء قد خلقت، والآن لا يخلق شيء.
والنجارية: زعمت أن الله تعالى يعذب الناس على فعله، لا على فعلهم.
والمنانية قالوا: عليك بما يخطر بقلبك، فافعل ما توسمت منه الخير.
والكسبية قالوا: لا يكتسب العبد ثوابًا ولا عقابًا.
والسابقية قالوا: من شاء فليعمل، ومن شاء لا يعمل؛ فإن السعيد لا تضره ذنوبه، والشقي لا ينفعه بره.
والحبية قالوا: من شرب كأس محبة الله تعالى، سقطت عنه عبادة الأركان.
والخوفية قالوا: مَن أحبَّ الله تعالى لم يسعه أن يخافه؛ لأن الحبيب لا يخاف حبيبه.
والفكرية قالوا: من ازداد علمًا، أسقط عنه بقدر ذلك من العبادة.
والخشبية قالوا: الدنيا بين العباد سواء، لا تفاضل بينهم فيما ورَّثهم أبوهم آدم.
والمنية قالوا: منا الفعل، ولنا الاستطاعة"؛ انتهى كلامه - رحمه الله.

[1] أخرجه أبو داود رقم: (4598) واللفظ له، والترمذي (3/367)، وابن ماجه (2/479)، وابن حبان في صحيحه رقم: (1834)، والآجري في الشريعة (ص:25)، والحاكم (1/128)، وأحمد (2/332)، وانظر: السلسلة الصحيحة (1/365) رقم: (203) فإن له شواهد تقويه.
[2] انظر مقالاً لي بعنوان: من محاسن كلام ابن الجوزي ودرره في تلبيس إبليس، وقد نشر على شبكة الألوكة.
[3] تفسير القرطبي (4/160-164).
[4] سوف يكررها، فيما يأتي في أقسام فرق القدرية.
[5] كررها فيما سبق في فرق الحرورية.
[6] وكذا الأشعري في مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (ص:213-234) أوصلها إلى اثنتي عشرة فرقة.
[7] لا أدري كيف أدخلهم في هذه الفرق بهذا؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المراجع
أصول الفرق وأقسامها
بكر البعداني

الفرق الدينية بالاسلام




#2

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

مشكورة يا حبيبه بارك الله فيكى وجعله فى ميزان حسناتك
#3

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

رد: الفرق الدينية بالاسلام
روووعه× روووعه
ربي يسلم قلبك علي هيك طرح

لا انحرمنا جديدك المميزالرااقي
فكلنا شوق لجديد روائعك
حدائق البيلسان لروحك ..
ودي وشذى الورد..

ريموووو
رد: الفرق الدينية بالاسلام

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#4

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام


وأخيراً لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
نسأل الله السلامة والعافيه من كل أمر ..
اللهم امين
مشكورة

إظهار التوقيع
توقيع : sho_sho
#5

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

اللهم ثبت قلبي على دينك
واجعل كل قضاء قضيته لي خير
جزاكي الله كل خير حبيبة

يتصفح الموضوع حالياً : 7 (1 عدلات و 6 زائرة)

إظهار التوقيع
توقيع : ام هنا
#6

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

جزاكى الله كل خير ياقمر
إظهار التوقيع
توقيع : totsy
#7

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

جزاكِ الله خيراً
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#8

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

بارك الله لكن وعليكن وفيكن حبيباتى وجعلنا وإياكن من اهل الجنة
آمين

#9

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

جزاكى الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : ام نونا
#10

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#11

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

جزاكِ الله كل خير على الموضوع الرائع
#12

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

رد: الفرق الدينية بالاسلام
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#13

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

بَارَكَ اللهُ فيكَ
و جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا خَيْرً





#14

افتراضي رد: الفرق الدينية بالاسلام

بَارَكَ اللهُ فيكَ
سبحان الله، والحمد لله،
ولا إله إلا الله، والله أكبر




جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ


ممـــــــــــــ (واصلي) ــــــــــــيزة

أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تنمية الثقافة الدينية للطفل سارة سرسور العناية بالطفل
الفرق بين الصوف والحرير,تعرفي علي الفرق بين هاتين النسيجين وما الفرق بينهما جنا حبيبة ماما الخياطة والكروشية والتريكو
الفرق بين البنات والشباب انا دلوعة اوووى فرفشة عدلات
الفرق بين التفسير العلمي للقران وبين العجاز العلمي في هذا الكتاب الكريم الاميرة النائمه الاعجاز العلمي
تصاميمى الدينية 2024 ، تصاميمى الجديدة الدينية منة الله احمد معرض تصاميم الاعضاء


الساعة الآن 02:21 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل