أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=66287
8063 2
#1

129864 أبواب الخير في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، المبتدعة والمشركين .
أما بعــد .
فكثير من المسلمين يحصرون الأعمال الصالحة في مجال ضيق أو يحَقِّرون غيرهم لما يقومون به من أعمال مطلوبة شرعا بل ويسفهون فاعليها رغم ثبوت فضلها بالنصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالمشتغلون بالجهاد في سبيل الله ينتقصون ممن يشتغل بالدعوة إلى الله، ويصفونهم بالقاعدين، والعكس من ذلك يتهم الدعاة إخوانهم المجاهدين بالجهل بأمور الدين ويطعنون بجهادهم، ومثل ذلك المهتمون بالعبادة والزهد ، يعيبون على المجاهدين والدعاة، وكذا طلبة العلم يخطئون سواهم من إخوانهم من أهل الجهاد أو الدعوة أو العبادة، وهكذا كل صنف يخطئ أو يستهين أو يزدري بغيره رغم أن الجميع يعمل بباب من أبواب الخير في الإسلام ، والواجب عليهم أن يتعاونوا على فعل الخيرات، ولا يحقر أحدهم عمل الآخر، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم .
فطلاقة الوجه عند لقاء المسلم لأخيه المسلم من المعروف الذي أمرنا به، فلا يُحَقَْرَ ولا يُزْدَرى فاعله ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا ، وجعله معروفا ، فكيف بغيره مما هو أعظم من الأعمال الصالحة بل كيف بمن يحقر الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام .
المجتمع الإسلامي لا يقوم بطائفة من أهل الخير دون غيرهم من الطوائف التي تعمل بجوانب أخرى من أعمال الخير ، بل كل طائفة من المسلمين تكمل غيرها، فالمؤمنون كما وصفهم ربهم ، بعضهم أولياء بعض .
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (التوبة:71) .
وهم كالبنيان الواحد، يقول صلى الله عليه وسلم إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه ) البخاري ومسلم .
من أجل هذا الأمر كانت مسؤولية هذا الدين والقيام بأمره مسؤولية جميع أفراد المجتمع المسلم، فكل أحد فيه يسد ثغرا من ثغوره ، كل على حسب وسعه وطبيعة توجهاته، يقول الله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (التغابن: من الآية16) .
ويقول جل في علاه لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) (البقرة: من الآية286) .
هذه قضية كانت واضحة جلية عند الجيل الأول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تلقوا هذا الدين، فبمجرد أن يدخل أحدهم الإسلام، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يستشعر بأنه يجب أن يعمل لهذا الدين ويجد له دورا إيجابيا لنصرته والذب عنه في المجال الذي يسعه، فليس العمل للدين وقفا على فئة دون فئة بل هو مسؤولية جميع المسلمين موزع عليهم فلكل منهم دوره، فلا يعجز أحدهم أن يجد له دورا فيه، فمن كان من أهل القوة والبأس، فمجاله القتال في سبيل نصرته، وإن كان من أهل المال والثراء، فمجاله الإنفاق والعطاء، وإن كان من أهل الفكر والفهم، فمجاله العلم والفقه فيه، ومن كان كثير التعلق بالله، فمجاله الزهد والعبادة، وقد يجتمع في البعض منهم ذالك كله أو بعضه فتراهم رضي الله عنهم دعاة إلى الله ، مقبلين على تعلم دينهم والعمل به عبادا ركعا سجدا وعند لقاء الكفار فرسانا يجاهدونهم في الله ولا يخافون لومة لائم .
إن من يُقصر العمل الإسلامي على جانب من جوانبه أو يستهين بأعمال الآخرين خدمة للدين ونصرة له، فهو إما جاهل أو أناني يريد التعالي على إخوانه المسلمين والإفساد في الأرض بغير الحق فيسع كل مسلم أن يختص بعمل من اعمال الدين يتقرب به إلى ربه وهو بذلك يكون مأجورا على قدر عمله وأهميته، وإن كانت الأعمال الصالحة تتفاضل ويتفاضل أصحابها ، فالعمل الصالح اسم جامع لكل خير ، يقول تبارك وتعالى وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) (البقرة: من الآية215) .
ويقول وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (المزمل: من الآية20) .
ويقول في تفاضل الأعمال ومراتبها أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (التوبة:19) .
ويقول لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (النساء:95) .
ومن العمل الصالح الذي يهمله الكثيرون، وقد يزدرى بالقائمين به ويستقلونهم، ما جاء فضله في السنة الصحيحة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول : ( خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا )، وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها . رواه البخاري .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ابن ماجة بسند صحيح .
ولعل كثيرا من أهل الغنى والمال ممن يعجز عن القتال في سبيل الله أو يشق عليه لا ينتبه إلى ما فضله الله به عن غيره في الرزق ووسع عليه بالمال أن بإمكانه أن يلج بابا عظيما من أبواب الخير هو الإنفاق في سبيل الله على الجهاد والمجاهدين الذين هم يحتاجون المال لمواجهة أعداء الإسلام ، ومن يصد عن سبيل الله ، الطامعين بأرضه وثرواته ويكون من الذين وصفهم الله بقوله وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (الحشر: من الآية9) .
فما أعظم أجر هؤلاء، فعن عبد الرحمن بن سمرة قال : جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار، حين جهز جيش العسرة، فنثرها في حجره قال عبد الرحمن :
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين ) الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
فانظر هداك الله إلى هذه الأعمال التي يحقرها البعض ، ويزدري بها كيف أعد الله لأصحابها من الثواب والتيسير في الدنيا والآخرة، فكن يا أخي من المنصفين لإخوانك الذين يعملون بأبواب الخير من المعروف، ولا تقلل من شأن أفعالهم ، فالإسلام لا يقوم بك ومن معك دون غيركم ، فلعل أحدهم يكون أقرب منك إلى الله بفعله الذي تستهين به ، فتراه صغيرا، وهو عند الله عظيم ، فالأعمال تتفاضل عند الله بحسب أحوال أصحابها، وإخلاصهم له ومحبتهم لله ولرسوله، فعن أنس رضي الله عنه : ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال متى الساعة ؟ قال : وماذا أعددت لها، قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ــ وفي رواية : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله، فقال : أنت مع من أحببت، قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت، قال أنس : فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم ) رواه البخاري في صحيحه .
فيا أخي المسلم، ليكن لك نصيب من العمل للدين، فإنك لا تعجز أن تجد لك دورا في باب من أبواب الخير فيه، فإن أبواب الخير في الإسلام كثيرة، ولا يستزلنك الشيطان فتتوهم أنك عاجز أن تجد لك عملا تخدم به دينك، وكن عونا لإخوانك العاملين، محبا لهم داعيا الله لهم بالتوفيق والسداد لا تزدري بهم ولا تحقر أعمالهم، فنحن اليوم وقد غابت شمس الشريعة عن كثير من ديار المسلمين أشد حاجة إلى التعاون والتكاتف والتكامل حتى يعود إلينا ظهور الدين وعلوه نسأل الله ذلك فهو القادر عليه، ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي القدير .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته وسلم تسليما كثيراِ







إظهار التوقيع
توقيع : ★н̃̾ɑ̃̾ı̃̾σ̃̾ѕн̃̾ɑ̃̾★
#2

افتراضي رد: أبواب الخير في الإسلام

جزاكِ الله خيراً

#3

افتراضي رد: أبواب الخير في الإسلام

جزاكِ الله الف خير
إظهار التوقيع
توقيع : راوناالحديثي
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الدعوة إلى الله وأثرها في انتشار الإسلام لؤلؤة الحَياة الحملات الدعوية
لماذا اعتنقنا الاسلام واحببناااااااااااااا اااااااه sho_sho المنتدي الاسلامي العام
وأن احكم بينهم بما أنزل الله حڸآۉة آڸرۉح المنتدي الاسلامي العام
سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين ضــي القمــر الحملات الدعوية
حقيقة خوف الكفار من الإسلام اماني 2011 العقيدة الإسلامية


الساعة الآن 05:32 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل