مَرِتْ عَلَىَ مَكـًه الأجيــــال؛
وتوالتْ عَلَىَ رٍياستِها الأقْوام ؛ حَتى تَوَلى أمْرَها قٌصى بْنُ كــٍلابٍمِنْ سٌلالَه ولَدِ
إسْمـــــَاعِيل ؛ وعــــــاونه عَلَىَ ذَلِكـ أقْرِبَــــاؤٌه مِنْ قٌرَيْشٍ
وَ كَانَتْ مــَكـَـــةُ إلَى ذَلِكــــــــ الحين لاَ تزالٌ خِيَاماً , لاَ يَجْرُؤُ أَحَدُ مِنْ أَهلِها عَلَىَ بِنَاءِ بَيْتٍ
لَهٌ إلَى جِـوَارِ بَيْتٍ الله؛ ولا أنْ يٌقيِمَ لِنَفْسـِهِ دَاراً تَعْلٌو مَزَارَ الله
فَابْتَدَأ قٌصَىٌ , فَبنــَى دَاراً لِلنــــًدْوَة, يجْتَمِعٌ فِيها بِـــكْــــبَرَاء أهْلِ مَكــةَ, فيتشاورونَ
فىشئٌونِ بَلَدِهِمْ, وَ يَتَدَاَوَلونَ فى أٌمٌورِهاَ, وَفِـيها تٌقْـضَى الأحْــكَامٌ,وَ تَتَم خٌطْبـاَت الزَواَجِ
ثٌم أَمَـــرَ قٌصَى قٌرَيْشاً بِالْبِنَاء؛ فَبَنْوا مَنَازِلَهمْ حَوْلَ الكـــَعْبـَـة, تَارِكـــينَ بَيْنَهٌمْ وَبيْنْهَا مَكَاناً
كَاَفِـــــياً لِطَوَافِ الناَس والحاجينَ حَولَهاَ
وَ كـــــــَانَ للكـــــــعْبَة عِدةٌ مَنَاصب؛ نَشَأتْ تَدْريجياً حَسَبَ الحَاَجةِ إلَيْها .
كَانَ مَنْ يَتَولى إحْـــــدَاهَا أَوْ بَـــعْضَــــهَا يَـعَدٌ هذا لِـنفسِهِ شَرفاً , فَنَالَ قٌصىٌ شَرفَ تَوَليهَا كٌلهاَ
وكَانَ مِنْ هَذِهِ الْمَنَــاَصِــبِ :: منْصبُ السقاَيَةِ , وَصَاحبٌهٌ يتولى سقى
الحَجيجِ الْماَء الْعــَذبَ الذى كَانَ شحيحاً بِــمكةَ , يُجلب إليها مِنْ آبار بَعيدَة بَعْدَ أْنْ رٌدِمــتْ
بِئرٌ زَمْــزَمَ ؛ وكــذلكـ ـيسقيهم نبيذ التمر وغيره مما كانٌوا مٌعتادينَ أَنْ يَشْرَبوا
وكان منها مَنْصبٌ الحِجابه : ,يَتَولى مَفَاتِيــح البَيْت وَمٌلاحظَتهٌ وَ عَدَم السَمَاح لأحد بِدخٌوله
إلا بـــإذن
ومنصب الرفَاَدهِ: وصَاحبه يَتَولى إطعام الحاج فى كٌــل مَوْسِم من فروضِ تدفعَها قٌريشٌ
لِهَذا الغَرض , وَ كَانَ أول مَنْ فَرَضهاَ
وَ كانت ْ هٌنــاكــَ أيْضاً عِدةٌ مَنَاصب أٌخْرَى غَير مناصبِ الْكــعْبَة هذهِ؛ جَمَعهَا قٌصِى
جميعهَا فى يَدِهِ ؛ فَلَما أَسَن , وَ عَجَزَ عَنْ تَحَمٌل أعْباء هذه الْمَهَام كٌــلهَاَ , وَكَــلَ
مَنَاصِبَ الْكــعْبهِ إلَى أَكْبَرَ أوْلادِهِ عَبْدِ الدَارِ.
ثٌم انْتَقَلَتْ هَذِهِ اَلْمَنَاصِب مِنْ عَبْدِ الدار إلى أوْلادِهِ.
وَلَكــن أولادَ عَبْدِ مَنافٍ وَهٌوَ الأبن الثانى لِقٌصِى ؛ كَانٌوا فى قَوْمِهمذَوى شَرفٍ , وَذَوى
مَكَانَهٍ تَفٌوقٌ شَرَفَ أولاَدِ عَمهِمْ عَبْدِ الدار وَ مَكَانَتِهِمْ. فأَجْمَعٌوا رَأْيَهٌمْ عَلَىَ أَنْ يَأخذوا
مَا بِيدِ أَبنَاءِ عٌمٌومَتِهِمْ مِنْ الْمَنَـــــــاَصِبِ .
وَ بَعْدَ خِصام شَديد , وَمٌنَاَزَعات طَويلَة _ إتَفقَ الطَرَفَانِ
, وَتَحالَفا عَلىَ أَنْ يَقْتَسِما مِنِاصِب الْكــعْبَة فِيمَا بَيــْنَهٌمِا .
فَكَانَ مِنْ نَصيبِ بَنى عَبْد مَنَاف السقاَيه و الرفَادَه.
وَكَان هَاشم بَن عَبــْد مَنَــاف كَــبِيَر إخْوَتِه , وَ كَبِيَرَ قَوْمِهِ, وَكَانذَا ماَلٍ
وَيَسار ,. فَوَل َهَذَيْن الْمِنْصبِيْن.,
وَكَانَ هَاشِمُ رَجٌلاٍ ذَا فَضلٍ وَرَحْمَهٍ , فَدعَا قٌرَيْشاٍ إلىَ مَا دَعا إلْيه جَدهٌ
مِنْ إطْعــام الحٌجاج , وَوسع بِرٌهٌ أهل مَكــهَ الْفٌقَرَاءَ , وَ نَظَمَ لأهلها رِحلَتْينِ
للتجاَرَهِ, يَخرٌجٌ التٌجارٌ فيهما جَمَاعَهً لِلاتجَــار بِأَمْوالهمْ , إحْدَاهٌما تَخْرٌجٌ شِتَاءً
فَتقصِدٌ الْيَمَنَ , والثَانيةٌ تَخْرٌج صَيفاً فَتَقْصِدٌ الشَامَ .
كَــما عَقَدَ هٌوَ وَ إخْوَتٌهٌ مَعَ كَثير مِنَ البلاد مٌعاهَدَاتٍ و أحْلافاً سِياَسيه
وَ تِجاَرِيهً عَادَتْ عَلَى قٌريْشٍ بِالطٌمَأنينه وَ الْخَيْرِ الْكـــــــــَثير.
::::::::::::::::::::::::::::
وانتظروا باقى الأجزاء
rRwQn/COL
]