مراحل العاطفة والثقة في الآخرين عند الطفل تبدأ في الأعوام الأولى من عمره

يمر الطفل خلال الأعوام الأولى من عمره بالعديد من مراحل النمو العاطفى المعقدة، ومع الوقت يبدأ فى التعامل بطريقة إيجابية مع عواطفه ومشاعره.

ويبدأ الطفل فى أخذ أولى خطواته ببلوغه 12 شهرا ليتعلم المشى بعد ذلك دون مساعدة ببلوغه 15 شهرا، مع الوضع فى الاعتبار أن اكتساب الطفل للعديد من المهارات الجسمانية يصاحبه أيضا تطور سريع ونمو فى عدد من النواحى الأخرى ومن بينها الناحية العاطفية.

ويضاف إلى ذلك أن تعلم الطفل كيفية الثقة بالآخرين هو أول مهمة أمامه فى مرحلة النمو العاطفى، فالطفل مابين الولادة وبلوغه عاما واحدا يعتمد بشكل كامل على أهله لتلبية كل احتياجاته، وفى تلك المرحلة يكون الطفل لا يفهم كثيرا العالم من حوله ويحتاج للاهتمام والعاطفة اللذين سيمنحانه شعورا وإحساسا بالأمان، إن الأمر الذى يحدد ما إذا كان الطفل سيثق بمن حوله أم لا هو مدى تلبية أهله لحاجاته من طعام وراحة وبالطبع شعوره بحبهم له.

ويبدأ الطفل فى التعرف على وجه أمه فى الفترة ما بين أربعة وستة أشهر، وبعد التسعة أشهر يبدأ الطفل فى تفريق الوجوه الغريبة عن الوجوه المألوفة بالنسبة له، وفى الفترة ما بين عام وعامين يبدأ الطفل فى التعبير عن مجموعة متنوعة من العواطف ويبدأ فى التحدث بأول كلمة له، أما الفترة ما بين ستة أشهر و12 شهرا فقد يرتبط الطفل بوالدته ارتباطا شديدا ويشعر بالقلق عندما يجلس مع شخص غريب بالنسبة له حتى لو كان هذا الشخص هو أحد أفراد عائلته أو حتى جده أو جدته، وببلوغ الطفل عامين يبدأ فى التعود أكثر على الابتعاد عن والده أو والدته ويستمتع بالبقاء مع أفراد العائلة والأصدقاء.

ويحب الطفل فى عمر العامين إحساس التحكم فى الأمور من حوله، كما أن تلك المرحلة بالنسبة له تكون مليئة بالتغيرات المزاجية والعناد والعصبية، ولكن مع اقترابه من عيد ميلاده الثالث فإنه يبدأ فى أن يكون اجتماعيا مع زملائه.

ونأتى للفترة ما قبل دخول المدرسة فى حياة الطفل أى ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، وهى مرحلة تتسع فيها حياة الطفل الاجتماعية ويبدأ فى اللعب مع الأطفال الآخرين وفى التعاون مع زملائه، وبالإضافة لما سبق فإن تلك المرحلة تشهد بدء شعور الطفل بالخوف من أشياء معينة مثل الظلام على سبيل المثال.