أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

مقال "أصابع المصريين الوردية" تكتب شهادة وفاة لمقامرة الإخوان بالعنف وتؤسس لشرعية "ال

"أصابع المصريين الوردية" تكتب شهادة وفاة لمقامرة الإخوان بالعنف وتؤسس لشرعية "الحراك الشعبى"

"أصابع المصريين الوردية" تكتب شهادة وفاة لمقامرة الإخوان بالعنف وتؤسس لشرعية "ال


فى مواجهة منهج الدم والاستقواء بالخارج، أسس خروج ملايين المصريين للاقتراع في استفتاء الدستور لشرعية جديدة تنهى سنوات من عدم اليقين وترجح خيار الاستقرار، وذلك من خلال اكتساح خيار "نعم" الذي تؤشر النتائج "غير الرسمية" للاستفتاء أنه تجاوز 90%.
فبعد أشهر من الترويج الخارجى لمظلومية جديدة حاول ما يعرف بـ"تحالف دعم الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي تكريسها من خلال فرض خيار العنف والعنف المضاد على الشارع المصرى، كتبت أصابع المصريين التى تلونت بالحبر الفوسفورى "الوردى" شهادة وفاة لهذا السلوك العدائى البعيد تماما عن طبيعتهم.
وفيما كانت القوى الكبرى بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية تحاول المضى قدما فى عقاب مصر مدعومة بحراك سياسى يعلى من قيمة ما يجرى تسويقه على أنه تجاوز عسكرى على "شرعية الصناديق"، التى تجد صدى لدى دوائر في الداخل والخارج، وجه الاستفتاء الذي يعتبر تصويتا على "خريطة الطريق"، التي عزل بمقتضاها مرسي في يوليو الماضي، ضربة قاسمة لتنظيم "الإخوان" حرمتهم من أقوى حججججججججججججهم، وذلك من خلال خلق شرعية جديدة للصناديق فرضها الحراك الشعبى بأصابعه الوردية.
ومن المثير للدهشة إصرار حلفاء مرسي على عدم الإعتراف بصناديق الاقتراع، على الرغم من بناء حججججججججججججهم السابقة لاستعداء المجتمع الدولى ضد ثورة 30 يونيو على مبدأ "شرعية الصناديق"، حيث يزعمون تزوير النتائج مسبقا، وهو ما جعلهم يصرون على نفس النهج الذى لم يؤتِ ثماره على مدار الأشهر الماضية دون أفق واضح، وهو إعلاء قيمة العنف والمواجهة مع الشارع والسلطة فى آن واحد.
وعلى الرغم من أن تظاهرات "الإخوان" وحلفائهم قد فقدت زخمها بخاصة فى ظل انهيار مزاعم "القدرة على الحشد"، وأجواء الرفض الشعبي لها الذي يظهر في مواجهتها من الأهالي بشكل مستمر، فإن رهان "تحالف دعم الشرعية" مازال يؤكد أن الأزمة سوف تستمر لفترة طويلة، لأنهم لم يفقدوا القدرة على الثبات والتصميم على دستور عام 2024، وأنهم لن يعترفوا بأي استحقاقات تجرى فى ظل "الانقلاب".
ومع استمرار مراهنات "الإخوان" على الدول الكبرى فى الضغط على مصر الثورة، باتت محاولاتهم لإجهاض أى حل يسهم فى فتح النفق السياسي المغلق مكشوفة للداخل، فيما كشفها للخارج حالة الاصطفاف بين ثالوث المكون المصرى (الجيش والشرطة والشعب)، تلك الحالة التى ظهرت جلية فى الإصرار على إنجاح الاستفتاء النابع من الإيمان بمشروع الدستور، على الرغم من عمليات الترهيب ومسيرات التعطيل المصحوبة بهتافات مناهضة لرغبة المصريين فى إنهاء حالة الهشاشة والسيولة التى تعترى المشهد.
وعلى الرغم من محاولات التشكيك فى المشاركة الشعبية فى الاستفتاء، التى يفرط فيها الإعلام المناوئ للثورة المصرية، فإن نسب المشاركة المعلنة وإن كانت غير رسمية فإنها تؤشر إلى حضور جارف لمختلف فئات الشعب، رغم دعاوى عدم مشاركة الفئات العمرية الممثلة للشباب.
واستباقا لما سوف تسفر عنه النتائج النهائية الرسمية المقرر إعلانها فى غضون يومين، حاول ما يعرف بـ"تحالف دعم الشرعية" التشكيك فى نجاح أولى خطوات "خارطة الطريق"، حيث استمرت التصريحات المنافية للواقع حول "تمرير الدستور رغم المقاطعة الشعبية، وأن الاستفتاء أكد للتحالف أن حجم الانقلابيين في الشارع ضعيف وهش وبالتالي التحالف مستمر في فعالياته الرافضة للانقلاب واسترداد الثورة".
وليس غريبا أن تستمر تلك المحاولات بأشكال متباينة لمحاولة إفساد عملية الاستفتاء التى تحولت إلى ما يشبه الفرح الشعبى بعد أن مارس المشاركون والمشاركات فى العرس الديمقراطى بشكل عفوى كل طقوس البهجة، تأكيدا لرغبة صادقة فى إنهاء حالة عدم الاستقرار التى تتكفل خارطة الطريق بوضع نهاية جادة لها.
وفيما يجرى توثيق شهادتى "الوفاة للمقامرة بالعنف، والميلاد لشرعية الحراك الشعبى" المكتوبتين بالأصابع الوردية، فإنه يجب التفكير جيدا فى سيناريوهات المستقبل، وطرح كل الفرضيات التى يمكن أن تشهدها الساحة المصرية خلال المرحلة التالية لإقرار الدستور باعتبارها مرحلة مفصلية فى تاريخ مصر.
وفى هذا الإطار، فإنه يجب التأكيد على أن تراجع "الإخوان" وانحسار تأثيرهم فى المشهد السياسى المصرى سوف يستعيض عنه التنظيم والمناصرون له بالاستمرار فى عمليات العنف المسلحة بخاصة مع فشل وانحسار التظاهرات بسبب الرفض الشعبى لها، كما أن تهاوى نغمة الشرعية وفقدانها التأثير على قرارات الخارج ضد مصر تدريجيا سوف يؤصل مشاعر الإحباط الذي سيزداد بعد استمرار تطبيق باقى بنود خارطة الطريق بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو ما قد يدفعهم إلى اجترار أساليب العمل "السرى" بكل طقوسه المصحوبة بالعنف.
ولعل ظهور دور السلفيين في هذه المرحلة بعد انحسار دور "الإخوان" وأعوانهم سوف يدحض أى مزاعم حول معاداة النظام الجديد لتيار الإسلام السياسى بالكامل، وسيمنح أدوارا حقيقية لمن يمارس العمل السياسى بعيدا عن ثقافة العنف والاستقواء بالخارج، وهو ما يمكن أن يسهم فى استقطاب الأشخاص ذوي الهوى الإخواني غير المندرجين في التنظيم الذى يدعم ويمارس الإرهاب كأسلوب للحضور على سطح المشهد.
ومع انطلاق صافرة نهاية الاستفتاء على دستور مصر المعدل، يترقب المصريون والعالم باقى خطوات خارطة الطريق التى جرى على أساسها الإطاحة بحكم "الإخوان" حتى يتم التعامل مع ما تبقى من تهديدات إرهابية وإنهاء دوامة القتل والتفجيرات، التى أظهر المصريون ثباتا واضحا فى التعامل معها خلال الفترة الماضية، إلا أنهم ينتظرون حسما أشد وضوحا مع تلك الظاهرة، فى وقت ينتظر المجتمع الدولى خطوات ملموسة تكرس مبدأ "التحول الديمقراطى".
وفيما تبقى سيناريوهات المرحلة القادمة مفتوحة على كل الاحتمالات، إلا أن رموز المرحلة القادمة مطالبون بأن يترجموا طموحات أصحاب "ثورة الأصابع الوردية".. فالشعب المصرى يقف الآن فى مساحة حرجة تسبق مرحلة العبور إلى المستقبل، ويترقب بمزيد من الأمل خطوات إعادة بناء بلده التى كادت أن تدمرها مراهنات المغامرين بالدم، رافعا إشارات النصر بأصابع صبغها فوسفور الاستفتاء الوردى، بانتظار التحول من مرحلة مصر الثورة إلى مرحلة مصر الدولة.






"أصابع المصريين الوردية" تكتب شهادة وفاة لمقامرة الإخوان بالعنف وتؤسس لشرعية "ال



إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
عقبة "حظر ازدواج الجنسية" تهدد تمثيل المصريين فى الخارج بالبرلمان سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 04:11 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل