أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=249609
559 0
#1

Fly كيف أنصح صديقتي من دون أن أتسبب في توتر العلاقة بيننا؟...

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه،
ونشكر لك حقيقة الحرص على الخير،
ونبشرك بأننا والأطباء الكرام في خدمة أبنائنا والبنات،
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.


وأما فيما يتعلق بالعلاقة مع الصديقة،
فإنا نقول بداية: إن العلاقة الحقة، والصداقة الحقة، لا يمكن أن تقوم إلا على النصح،
وقد أحسن من قال:
أخاكَ أخاك من نصحك في دينك، وبصرك بعيوبك،
وهداك إلى مراشدك،
وعدوك عدوك من غرّك ومنَّاك.

وأي صداقة لا تقوم على النصح هي صداقة مشكوك في صدقها،
ومشكوك في الإخلاص فيها،
ولذلك من الجميل أن يكون بين الصديقات مثل هذا التناصح،
ومثل هذا الحرص على الخير،
شريطة أن يكون الأمر المنصوح فيه، والنصيحة الواقعة،
وفق الضوابط الشرعية والقواعد المرعية التي لا بد أن يراعيها الإنسان.

وأرجو أن يعلم الجميع أنه من الإنصاف عندما نريد أن ننصح أي إنسان،
من حقه أن نختار الوقت المناسب، والألفاظ المناسبة،
والمدخل المناسب إلى شخصيته،
فاختيار الأوقات بأن نختار وقتا يكون فيه قابلا للنصح،
أي لا يكون جائعًا، ولا متوترًا، ولا أمام الناس،
فإن (النصح بين الناس لون من التوبيخ فلا استماع،
فإن خالفتني وعصيتني أمري فلا تجزع إذا لم تُطاع)
هذه أبيات حكمة للإمام الشافعي رحمة الله عليه.






أما بالنسبة لكلمات النصح:
أيضًا ينبغي أن ننتقي الكلمات اللينة والجميلة التي يشع منها الحب،
ويشع منها الحرص، والرفق والشفقة،
وكل ما يتصور من المعاني الجميلة
التي ينبغي أن تظهر عندما ننصح لإخواننا وأخواتنا.


أما بالنسبة للمدخل الحسن:
فلابد أن نبحث عن مدخل حسن إلى نفس هذا الذي نريد أن ننصحه،
فمثلاً قولي لها: (أنت الصديقة المقربة، ويعجبني فيك كذا وكذا وكذا،
وما أروع مواقفك مع أخواتك، وعلاقتك مع الزميلات،
وأنا سعيدة ببرك لوالديك، ولكن أتمنى [مثلا] أن تنتبهي لحجابك،
وأتمنى [مثلاً] أن تنتبهي لكلامك وضحكاتك،
وأتمنى أن تنتبهي لنفسك، فتبتعدي عن مواطن الرجال).

لاحظني نحن قدمنا الكلمات الجميلة، والثناء الجميل،
ثم بعد ذلك أشرنا إشارات لطيفة إلى جانب الخلل الذي نريد أن ننصح فيه،
لذلك أرجو أن يستمر النصح.

وأعجبني وأسعدني أيضًا أنكم بعد النصح، وبعدما يظهر التوتر
تعودون بعد ذلك بالابتسامة، وتعود العلاقة أقوى مما كانت.

وأنا أريد أن أسأل: لماذا التوتر؟ يعني لابد أنه يوجد خلل في طريقة النصح،
فإذا كان هذا النصح له أخطاء كما ذكرنا، كأن:
كان بين الناس، أو كأن كان فيه تحميل للأمور فوق طاقتها وفوق حجمها،
أو أن الأسلوب لم يكن صحيحًا، فإن هذه الأمور قد تسبب التوتر،
ولكن أرجو أن يكون بين الصديقات معرفة أعمق،
فإذا عرفت الصديقة أن صديقتها تدلها على الخير
وأنها لا يمكن أن تنصح لها إلا فيما فيه مصلحة
فإنه ينبغي أن يكون هناك نوع من الاحتمال للقسوة التي قد تصاحب ذلك،
فالأب يحب ولده ولكن يقسو عليه لأجل مصلحته،
ونحن لا نؤيد القسوة، ولكن نتذكر النية والمنطلق،
فالعبرة بالنيات والمقاصد، وليست بالمظاهر والتصرفات والأعمال،
وإن كنا في الكمال نريد أن تكون التصرفات جميلة،
والكلمات جميلة، ونريد فيها الخير، ونريد فيها كذلك المصلحة.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى الاهتمام بمواصلة النصح لهذه الصديقة،
التي نعتقد أنها بلا شك ستكون أسعد الناس بهذه النصائح التي تصلحها منك،
وأرجو ألا يكون هنالك توقف عن النصح،
بل الإسلام دعوة إلى الاستمرار.

وكما قلنا: فالعلاقة المتينة التي تقوم دائمًا على هذا النصح،
وعلى التواصي بالحق، وبالصبر،
مع ضرورة الاستمرار بالاهتمام المتبادل، والاحترام المتبادل،
وكذلك أيضًا ينبغي أن نصحح هذه المفاهيم،
فإذا استجابت للنصيحة نشكرها لاستجابتها، ولسرعة انصياعها للنصح،
لأن هذا أيضًا من الجوانب التي لابد أن تأخذ حظها وحقها في الاهتمام.

فهنيئًا لكم بهذه العلاقة التي تقوم على النصح،
وأرجو أن يعلم الجميع أن الصداقة الناجحة:
هي ما كانت في الله، وبالله، ولله وعلى مراد الله تبارك وتعالى.

وبُشرى لكل صديقة تصادق صديقتها على تقوى من الله ورضوان،
فإن الله يقول: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

فالصداقة الناجحة:
هي التي تقوم على الإيمان، والصلاح، والصلاة،
والتواصي بالحق، وبالتواصي بالصبر،
أما الصداقة الفاشلة:
هي التي تقوم على مصالح دنيوية عاجلة،
ولكن أحسبُ أن هذه الصداقة على خير.

وعليكم أيضًا أن ترمموا هذه العلاقة،
لتكون – كما قلنا – في الله، وبالله، ولله، وعلى مراد الله تبارك وتعالى،
والإسلام دعوة لهذا التآخي، وهذه الروح التي تجمع بين المؤمنات،
وأرجو أن يزداد الحب والقرب كلما ازدادت الصديقة تقربًا إلى الله،
وطاعة لله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يديم عليكم هذا الود والحب بينكم،
وتكون هذه المحبة في الله ولله وعلى مراد الله،
وأرجو أن يستمر النصح،
فإن الإنسان لا ينتبه لعيوبه،
وقد يحتاج إلى من ينبهه إلى جوانب الخلل في شخصيته،
والمؤمنة مرآة لأختها.

ونسأل الله لك ولها التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك.



إظهار التوقيع
توقيع : الله حاسس بيك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
هل من الممكن اصلاح العلاقة الزوجية بعد الخيانة؟ الاعلامية لينا الثقافة والتوجيهات الزوجية
العلاقة الجنسية قبل الزواج وآثارها السلبية بعد الزواج عـدلات الثقافة والتوجيهات الزوجية
أسباب تجعل العلاقة الحميمة تبدوا أجمل و أكثر صحة نوران66 الحياة الزوجية والاسرية
العلاقة بين تكيس المبايض وزيازة الوزن ,ما هى العلاقة بين تكيس المبايض وزيادة الو ريموووو العيادة النسائية
الرجال يريدون شيئاً واحداً !!! رانيا الزناتى الحياة الزوجية والاسرية


الساعة الآن 02:56 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل