أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=253120
750 6
#1

جديد 7 وجوه لـ"السيسي"

"الجنرال" داخل الرئيس.. "الطبع يغلب التطبع"


«الحنين» إلى المؤسسة العسكرية دائم الحضور فى شخصيته.. والحياة فى «القصر» كلها «معارك»

«شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبى الكريم.. أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيى العسكرى بعد أن قررت إنهاء خدمتى كقائد عام للقوات المسلحة وزيراً للدفاع والإنتاج الحربى»، هكذا تحدث المشير عبدالفتاح السيسى، يوم 26 مارس 2024 فى خطاب استقالته من منصبه بالمؤسسة العسكرية، مرتدياً ملابسه «الميرى»، ليعلن لجموع المواطنين نيته للترشح للانتخابات الرئاسية ليصبح مدنياً من حقه الترشح للسباق الرئاسى الذى حسمه فى النهاية ليتحقق ذلك بعد أن خلع الرئيس فعلياً زيه العسكرى.


التحديات والعدائيات التى تستهدف الوطن جعلته يستعيد وجهه العسكرى الذى ارتداه عام 1970، حينما كان طالباً فى المدرسة الثانوية الجوية ليؤدى مهامه ومسئولياته كقائد أعلى للقوات المسلحة، متقمصاً شخصيته كضابط عمل فى المؤسسة العسكرية لنحو 37 عاماً، عقب تخرجه فى الكلية الحربية عام 1977، رغم عدم عودته لارتداء الزى العسكرى ثانية على غرار الرئيس الراحل أنور السادات.


«البدلة العسكرية حياتى»، هكذا رد السيسى على تساؤل الإعلامية لبنى عسل فى حواره مع مذيعى 3 قنوات فضائية يوم 15 مايو 2024، فيما رد على تساؤل الإعلامى إبراهيم عيسى خلال حواره معه بصحبة الإعلامية لميس الحديدى عن إمكانية عودته لارتداء الزى العسكرى بعد فوزه بالرئاسة ليقول له: «إيه رأيك انت؟» ليجيبه «عيسى» أن الرئيس الراحل أنور السادت كان يفعل ذلك، ليرد المرشح الرئاسى حينها: «سترى أمر طيب».


أول ظهور يحمل صبغة عسكرية لـ«السيسى» بعد توليه مهامه الرئاسية كان فى خطاب التنصيب، حين قال فور توليه منصب رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى مسألة الأمن القومى العربى وأمن منطقة الخليج العربى: «أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن المصرى ما احنا قلنا مسافة السكة مش مسافة السكة برضه ولا إيه؟».


وتواصلت كلماته ذات الطابع العسكرى حين خاطب الشعب بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان، حين قال: «الشعب المصرى الذى حارب فى 73 صمد وكافح، ويجب على الشعب المصرى أن يحارب مجدداً لتقف الدولة على أقدامها»، مضيفاً: «حرب 73 كسرت لدى المصريين والعرب حاجز الخوف، وكان داخل كل بيت مصرى ابن فى الجيش، وكانوا لا يخافون على أولادهم بقدر خوفهم على البلد».


وفى الذكرى الثانية والستين لثورة 23 يوليو، قال «السيسى» فى خطاب تليفزيونى: «أتحدث إليكم اليوم بمناسبة مرور 62 سنة على ثورة عظيمة، الأوضاع كانت صعبة جداً ساعتها كان فيه استعمار وأوضاع اجتماعية صعبة جداً، والجيش تحرك فى الوقت ده برجال شرفاء وعظماء عشان يلبى طموحات الشعب المصرى لتكون بداية لمصر الجديدة اللى إحنا إن شاء الله ماشيين فى طريقها دلوقتى.. جيش وطنى قوى إحنا شايفين مدى دوره وأهمية دوره من ساعة ما اتحط الهدف ده»، يقصد أن إنشاء جيش قوى أحد أهداف ثورة 23 يوليو، هكذا واصل «السيسى» حديثه منتقلاً للحديث عن ثورتى 25 يناير و30 يونيو قائلاً: «المرة ديه الجيش هو اللى وقف مع الناس، الجيش سيكون دائماً ظهير للشعب زى الشعب ما هو ظهير الجيش المصرى، كلهم كتلة واحدة، الشعب المصرى هو يمثل مع الجيش كتلة صلبة جداً جداً فى استمرار والحفاظ على الدولة المصرية، محدش هيقدر أبداً يضرنا طول ما المصريين كتلة واحدة، وطول ما الجيش والمصريين على كتلة واحدة وهدف واحد هو الحفاظ على مصر».


ويواصل الرئيس حديثه عن قواتنا المسلحة، حين قال فى احتفالية إطلاق مشروع حفر قناة السويس الجديدة، رافضاً ما تردد عن موافقة الجهات الأمنية على المشروع رغم رفضه فى عهد سابقه الرئيس المعزول محمد مرسى: «لا يمكن أن يقف الجيش ضد مصلحة مصر ومش علشان حد موجود فى الحكم يكون لنا رأى ولما يأتى حد تانى يتم تغيير القرار».


وحرص الرئيس «السيسى» على حضور الندوة التثقيفية الـ13 التى نظمتها القوات المسلحة بالتزامن مع بدء المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس، مشيداً بجهود القوات المسلحة فى دعم الاستقرار والنمو، وفى 6 سبتمبر تحدث غاضباً عن أزمة الكهرباء وما تبعها من تطهير القطاع من عناصر إخوانية فى المرحلة التى تلته مخاطباً المواطنين: «إننا نحارب فى معركة وجود».


وفى 18 سبتمبر، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، اصطفاف قوات التدخل السريع المحمولة جواً ذات التشكيل الخاص، وطالب خلال مشاركته باصطفاف الشعب المصرى بالإدراك والفهم الدقيق لكل ما يحيط بمصر والمنطقة من مخاطر وتهديدات تلقى بظلالها على الأمن والاستقرار فى المنطقة.


وفى حديثه فى الذكرى الـ41 لنصر أكتوبر، قال: «الشعب المصرى وقف مع جيشه فى محنته بنكسة 67 ويسانده حتى الآن فى كل الظروف»، وفى 25 أكتوبر 2024، اجتمع الرئيس بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد حادث استهداف الجنود، وقال عقب الاجتماع: «أنا قلت إن المعركة فى سينا ممتدة ومش هتخلص فى أسبوع أو يوم أو اتنين من فضلكوا إحنا ثابتين وراسخين ولا حد يقدر يدخل بين الشعب المصرى ووحدته وبين قيادته دا الخطر الحقيقى».


«اللى هيرفع السلاح على مصر، لا لا، نحن نتعامل بدولة القانون»، هكذا تحدث الرئيس فى أول احتفال لعيد الشرطة فى عهده، وعقب استهداف جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية لعدد من الجنود فى سيناء، قال «السيسى» عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة: «المواجهة صعبة وشريرة واللى بيدفع تمن ده كل المصريين لأن ولاد الجيش والشرطة ولاد مصر لكن هما مستعدين يدفعوا الثمن عشان المنطقة دى بالكامل كانت هتتحول لنار»، وأضاف: «إحنا مش هنمشى ونسيب سينا لحد، يا تبقى سينا بتاعة المصريين يا نموت».


وخلال ندوة لرجال الجيش والشرطة بمسرح الجلاء يوم 1 فبراير الماضى وجه الرئيس حديثه للفريق أسامة عسكر، قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة، قائلاً: «أنا بشهد الناس عليك يا أسامة إن أحداث سيناء الإرهابية لا تتكرر مرة أخرى، وأنت مسئول أمامى وأمام المصريين، عن أن هذا الحادث لا يتكرر مرة أخرى، وأنت أيضاً مسئول بشكل كامل عن تنمية سيناء».


«إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد، وبالأسلوب والتوقيت المناسب، للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية»، هكذا تحدث الرئيس السيسى فى كلمة للشعب عقب اجتماعه بمجلس الدفاع الوطنى عقب بث فيديو لذبح تنظيم داعش الإرهابى لـ21 مصرياً فى ليبيا، وبعد ذلك بساعات انطلقت قواتنا الجوية لقصف نقاط قوة وارتكاز «داعش» داخل الحدود الليبية.


صمت الرئيس ولم يتحدث حتى أول حديث شهرى له وجهه للشعب يوم 22 فبراير، وجه فيه العزاء لشهداء حادث ليبيا، مضيفاً: «ماكنتش أقدر أعزى فى شهداء ليبيا إلا بعد الأخذ بثأر الشهداء»، وأضاف الرئيس: «هقول أمر أول مرة أتكلم فيه فى العلن، فى رمضان كانت هناك عناصر إرهابية بتفطر بعدد ضخم لكن تم إيقاف الضربة علشان كان فيه أطفال ونساء موجودين ضمنهم».


«ارتقاء إلى مستوى المسئولية التى تفرضها التحديات الجسيمة التى تواجه أمتنا العربية وتهدد مقدراتها.. فقد قرر القادة العرب اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية»، هكذا واصل الرئيس ظهوره كشخصية تعى تحديات ومقدرات الأمن القومى المصرى، ثم تواصل التعاون العربى فى مواجهة الأطماع الإيرانية فى اليمن حين قال فى كلمة له عقب اجتماعه بـ«الأعلى للقوات المسلحة» يوم 4 أبريل الماضى: «إن باب المندب قضية أمن قومى مصر وعربى، وسوف نتصدى لذلك مع الأشقاء، والأمن القومى العربى فى الخليج من أمن مصر، ومحدش هيقدر النفاذ بين أشقائنا ومصر».


وفى ذكرى عيد تحرير سيناء، قال الرئيس: «مصر حققت سلام المنتصرين، سلام اختارته وجنحت له باختيار حر وإرادة واعية، وستظل مصر حريصة على السلام وملتزمة به تحميه بقوات مسلحة قادرة وتبذل أقصى الجهد من أجل تحقيق سلام شامل وعادل لا تقتصر آثاره فقط على تحقيق التنمية والاستقرار، وإنما تمتد لتشمل القضاء على أحد أهم مبررات الإرهاب التى تستند إليها الجماعات المتطرفة».


وفى الندوة التثقيفية الـ17 للقوات المسلحة، قال «السيسى»: «القلوب والعيون كانت تبكى دماً فى الفترة ما بين 67 إلى 73 نتيجة لأن الكرامة كانت مجروحة»، لافتاً إلى أن البعض اعتبر النصر لحظة مستحيلة، إلا أنه تحقق بإرادة وجهد ودم المصريين، موضحاً: «ما نحن فيه الآن صعب، وسيزول بشرط العمل والجهد».









إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#2

افتراضي رد: 7 وجوه لـ"السيسي"

فى انتظار دائم لـ"رجل المستحيل"


الرئيس القادم من «العالم السرى» وجد نفسه على «مسرح الأحداث».. وليس أمامه من اختيار: تحيا مصر.. أو تستسلم -مع دول المنطقة- للفوضى «الهدامة»


رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


فى مايو 2024، أثناء ترشح المشير عبدالفتاح السيسى، لانتخابات رئاسة الجمهورية، صرح بأن مصر لن تدار بعقلية رجل مخابرات، موضحاً أن الخبرة فى القوات المسلحة متنوعة منذ الدراسة فى الكلية الحربية، وأثناء التدرج فى الوظائف، وفى تلك الأثناء نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، يجمع بين ذكاء رجل المخابرات ولمسة السياسى بالفطرة، ويتمتع بمزيج استثنائى من السلطة والشعبية، لم يتمتع به شخص فى مصر منذ رحيل جمال عبدالناصر.


ويبقى لكل وظيفة تأثيرها على شخصية من عمل بها، فبالطبع لم يخلع السيسى عباءة رجل المخابرات بين ليلة وضحاها، بل حاول الاستفادة من المعلومات التى تمكن من الوصول إليها وتكوينها أثناء فترة عمله، واتبع خطوات وآليات درسها بعمق، منها فهم نفسية المواطنين، وتأهيلهم نفسياً قبل صنع القرار، والحصول على استطلاعات رأى بشكل مستمر ودائم، ووضع نصب عينيه الأخطار التى تحيط بمصر من كل اتجاه، وتطورات ذلك الوضع وتبعاته على المنطقة، ويشير الرئيس فى خطاباته إلى بعض الأمور برمزية، ويراهن دائماً على أن الشعب يفهمه ويعى جيداً ما يقوله، يفصح عن القليل، لكنه لا يزال يخبئ فى جعبته الكثير مما لم يكشف عنه بعد، وجاءت خطوة جديدة من مؤسسة الرئاسة، وهى حديث الرئيس، وقراره بتقديم خطاب مباشر إلى الشعب كل شهر، يفصح فيه عن التحديات التى تمت مواجهتها والإنجازات التى تم القيام بها فى كافة المجالات.


يقول الخبير الاستراتيجى، اللواء حسام سويلم: «كل شئون البلاد من تأمين حدودها الغربية من جهة ليبيا، والشرقية من جهة سيناء، وتأمين الجنوب، وحماية حق المواطن فى حصة المياه، وتوفير رغيف الخبز للمواطن، والحد من انتشار الأمراض والأوبئة، كل تلك الشئون تتعلق بالأمن القومى، والرئيس السيسى، قبل أن يكون رئيس جمهورية، كان رجل المخابرات الحربية، وواحداً من صناع القرار، لذلك فهو على دراية كاملة بكل صغيرة وكبيرة، ويتخذ قرارات بناء على تلك الرؤية، دون أن يكثر فى الكلام، ودون أن يكشف كل أوراق اللعبة، والمواطن المصرى عليه أن يدرك كم الأخطار التى تحيط بنا، ووجودنا فى تلك الظروف الاستثنائية، كان لا بد لنا من رئيس على دراية ببواطن الأمور، ويعرف جيداً كيفية تحرك الجماعات الإسلامية المتطرفة والممولين لها، والخطط التى يحاولون تنفيذها، والخطر الذى يبعد كيلومترات قليلة من جهة الغرب والشرق، كل تلك المشكلات التى يمكن أن يواجهها المواطن، وتلبية احتياجاته الأساسية، واستقراره وأمنه، مسألة أمن قومى، لا مساس بها». ويضيف «سويلم»: «السيسى يعرف كيف يتعامل مع الإعلام، ولا ينشغل كثيراً بالظهور الإعلامى والكلام المطول، فهو رجل أفعال فى المقام الأول، ولم يهتم بالشعارات والوعود أثناء فترة ترشحه مثل المرشح حمدين صباحى، لكنه حدد موقفه فى كلمات واضحة، وهى أن البلاد تمر بظروف صعبة، وأنه لا يحمل عصا سحرية، وطلب من المواطنين العمل وبذل الجهد قدر المستطاع، وأوضح تلك التحديات، وبعد نجاحه كمرشح رئاسى خرج فى خطاب رسمى أمام المواطنين، وأوضح ما ينوى فعله، وكشف عن رؤيته، كما أن خطابه الأخير، كان يعتبر كشف حساب مع المواطن المصرى، أوضح فيه الجهود الأمنية والاقتصادية المبذولة، كل ذلك يعكس رؤيته كرجل مخابرات فى المقام الأول».



رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


وعن تأهيل الشعب نفسياً قبل اتخاذ القرارات المهمة، يقول «سويلم»: «السيسى يعى جيداً سيكولوجية المواطن المصرى، وأن المواطن يحتاج لحلم ورؤية ومشروع قومى، يحتاج الأمل فى الغد وهو لا يعطيهم آمالاً وهمية مثل غيره، لكنه يسير فى خطوات واسعة نحو تنفيذ تلك المشروعات، ومن طبيعة المصرى الأصيل أنه يستطيع أن يتحمل ما اعتقده البعض مستحيلاً، فى سبيل توفير حياة أفضل له ولأبنائه، ولأن الرئيس كسب ثقتهم، ونجح فى مخاطبتهم، وتوعيتهم بالأخطار المحيطة، تقدم المواطن البسيط والعادى، للمشاركة فى صندوق تحيا مصر، ومشروع قناة السويس، واهتم الجهاز الإعلامى للرئيس بتوضيح أن من يشارك بأمواله فى مشروع قناة السويس الجديدة، والمشروعات الكبيرة هو المواطن البسيط، والمرأة التى باعت كل مصوغاتها الذهبية من أجل التبرع، والرجل البسيط الذى تقدم بعدة آلاف هى كل ما يملكه، وبالرغم من تقدم كبار رجال الأعمال للتبرع، لكن يبقى المواطن المصرى الواعى بوضعه هو محور الأهمية، ذلك المواطن هو من يتابع بنفسه ما يحدث فى الدول العربية فى كل مكان، ويتابع بترقب نزاع الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويعلم أن ذلك الخطر لم يكن بعيداً عنه، وأن السيسى يخوض حرباً مع الإرهاب، وحرباً فى الاقتصاد».


ويقول اللواء محمد قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام: «الرئيس السيسى الآن يتحدث إلى الشعب بصورة أكبر، ويتلاشى أخطاء من سبقوه، فهو يوضح لهم التحديات التى تواجهها الأجهزة والمؤسسات، هذا أمر لم يكن معتاداً عليه كرجل مخابرات، وهو الحديث المباشر إلى الشعب، لكن تجب الإشارة إلى أن الفترة التى قضاها السيسى كرجل مخابرات، منحته القدرة على الوصول إلى المعلومات، ما يمنحه قدرة على اتخاذ القرار، وبالطبع فإن الرئيس لا يمكن أن يفصح عن كل شىء، وربما فى وقت لاحق سنكتشف مفاجآت ومخاطر كنا نمر بها دون أن نعرف، بدليل خطاب السيسى بعد توليه الرئاسة بفترة، حين أفصح بنفسه عن مخططات الإخوان، وما كان يحاول الرئيس المعزول، محمد مرسى، القيام به، فقد تكتم تلك الأمور عندما كان وزيراً للدفاع، ثم كشف عنها فى الوقت المناسب أمام الشعب».


ويكمل «قدرى»: «نظراً لخلفيته فى المخابرات، يعرف السيسى أهمية الدور الخارجى، وضرورة التعاون وتوضيح الصورة للخارج، نظراً للأخطار الموجودة، فمصر محاطة بالخطر من كل اتجاه، والمجتمع الدولى يعرف جيداً أن سقوط مصر سيكتب نهاية المنطقة ككل، لذلك تمكن السيسى من مخاطبة الخارج، وتحسين علاقته مع الكثير من الدول مثل أمريكا، واتضح ذلك عندما زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون برينان، الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى القاهرة، لبحث التوتر فى الشرق الأوسط والجهود الدولية فى الحرب على الإرهاب، أبريل الماضى، بينما تحسنت العلاقات الأمريكية المصرية بعد توترات سادت لفترة، وتوطدت علاقة مصر بروسيا والصين وزيارته لألمانيا تعتبر أيضاً رسالة قوية، فالسيسى أصبح يتحرك خارجياً بشكل أكبر، أما على المستوى الشعبى، فلدى الرئيس السيسى مكتب إعلامى يرصد ويتابع كل صغيرة وكبيرة، لذلك يتابع الرئيس الشئون الداخلية بنفسه، ويتدخل وقت اللزوم فقط، ولا يكثر من التعقيب والظهور، ومن الواضح أن الرئيس احتاج وقتاً ليصبح أكثر انفتاحاً فى التحرك على المستويين الداخلى والخارجى».



إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#3

افتراضي رد: 7 وجوه لـ"السيسي"

الرئيس "الضرورة" فى "الدولة العميقة"

منذ لحظة «التنصيب الأسطورى» كشف الفارق بين «الرئيس الحقيقى».. و«خيال المآتة»

رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه المنصب، 8 يونيو 2024، أن يستعيد «هيبة الدولة» خارجياً، على المستويات الدولية والأفريقية والعربية، وداخلياً فى عودة الاستقرار للبلاد، والمضى قدماً فى مكافحة الفساد واستمرار الحرب على الإرهاب، وتحسين المستوى الاقتصادى لمصر، والدفع بمشروعات قومية توفر فرص عمل للشباب. ومنذ اليوم الأول لـ«السيسى»، كان تأكيده فى حفل تنصيبه بقصر القبة، أنه لن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها، وأنه «لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ للعنف ومع من يريدون دولة بلا هيبة، نعدكم أن المستقبل القريب سيشهد عودة هيبة الدولة».


داخلياً، ظهر «السيسى» كرجل دولة فى مواجهة عدد من الأزمات، أبرزها الكهرباء والبنزين والعشوائيات والأمن والفساد، واستطاعت حكومته الوقوف أمام البائعة الجائلين لنقلهم من وسط البلد إلى مكان خصص لهم فى رمسيس، وبعد حادث التحرش التى تعرضت له سيدة فى ميدان التحرير، فى بداية ولايته، حرص كرجل دولة على زيارتها فى المستشفى وتقديم اعتذار لها قائلاً: «كدولة لن نسمح بذلك مرة أخرى، وستكون لنا إجراءات فى منتهى الحسم»، وما من أيام إلا وتم نقل البائعين الجائلين.

وفى أزمة الكهرباء، لم يتوان «السيسى» عن مواجهة الأزمة خلال العام الأول من حكمه، وتعاقد مع شركات لبناء محطات لتوليد الكهرباء، ورغم تأكيده أننا نحتاج إلى 40 مليار جنيه مصرى لإقامة محطات توليد الكهرباء، بواقع 2.6 مليار دولار لإقامة هذه المحطات، و3 مليارات دولار وقود لتشغيلها، فإنه شدد على أنه لن يسمح بأن تنقطع الكهرباء خلال فصل الصيف الحالى، وهو ما بدأ يلاحظه الكثيرون مع بداية فصل الصيف.

المواجهة الثانية، كانت مع قرار «السيسى» برفع الدعم عن أسعار الوقود، ورغم أنه قوبل بحالة استياء من المصريين، فإن الرئيس ظهر كرجل دولة من أجل سرعة رفع المستوى الاقتصادى للبلاد فى ظل الأزمة التى تعانى منها، وقال إن «زيادة أسعار الوقود خطوة مهمة تأخرت أكثر من خمسين عاماً، والهدف منها تحقيق الاستقرار والتنمية، وهذه القرارات تندرج فى إطار تصحيح المسار والتضحيات الواجب تقديمها لمصر حتى تتمكن البلاد من السير بخطى متسارعة نحو الاستقرار والتنمية وحماية الأمن القومى»، كما لم يتوان الرئيس عن التعبير عن غضبه من قطع البث عن التليفزيون، بقوله: «إن التليفزيون والإذاعة المصرية سواء كان قطاعاً عاماً أو خاصاً، أمن قومى مصرى، ولا يجوز، ولا يسمح، بتوقف البث ولو لدقيقة واحدة، ولا تهاون فى هذه المسألة بأى شكل من الأشكال»، كما اهتم الرئيس بالعشوائيات، وخصص لها 500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لتطويرها ونقل منطقة الدويقة خلال عام.

وعلى مستوى الأمن، وجهت الدولة ضربات للتنظيمات الإرهابية، واستطاعت القبض على عدد كثير من أعضائها، الذين كانوا يستهدفون حرق وتدمير مؤسسات الدولة، واغتيال ضباط وجنود الجيش والشرطة، وتصفية رجال القضاء والإعلام، لتثأر لشهدائها من قوات الجيش والشرطة، وقال «السيسى» إن جميع أجهزة الدولة تعمل ضد الإرهاب الأسود الذى يضرب ربوع الوطن وتحولت تكتيكاته خلال الفترة الماضية إلى استهداف البنية الأساسية والمرافق الخدمية وتوسع فى حربه النفسية ضد المواطنين، موضحاً أن جهود مكافحة الإرهاب، فى شهر أبريل الماضى فقط، تضمنت ضبط 594 عنصراً إرهابياً سبق صدور قرارات من النيابة بضبطهم، ونحو 62 متهماً بحوزتهم عبوات متفجرة وأسلحة وذخائر، وضبط 122 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة النارية والخرطوش والذخائر مختلفة الأنواع، كما تراجعت العمليات الإجرامية، والاضطرابات، والاحتجاجات العمالية والطلابية، واستعادت الدولة هيبتها بشكل كبير على الشوارع والميادين والجامعات.

وجاءت «سيناء» فى مقدمة المحافظات التى اهتم «السيسى» بمواجهة الإرهاب بها، حيث استطاعت القوات المسلحة والشرطة فى عهده تدمير 150 بؤرة إرهابية والقبض على 188 من العناصر الإرهابية المطلوبة فى سيناء، والتوسع فى تدمير الأنفاق بالمنطقة العازلة برفح التى وصل طول بعضها إلى 3 كم، وتم تدمير نحو 80% منها، وأعلن «السيسى» عن أنه سيتم الإعلان قريباً عن إطلاق مشروعات لتنمية سيناء، فى إطار مكافحة الإرهاب، واعتمد الرئيس على استعادة الأجهزة الأمنية كفاءتها، بتشديده على ضرورة الاهتمام بتأهيل وتدريب عناصر الأمن بما يؤدى لتطوير أدائهم ويساعدهم على إنجاز المهام المنوطة بهم بأعلى درجة من الاحترافية، وتوجيه كل أجهزة الأمن بضرورة التواصل مع الشعب والتعامل باحترام مع المواطنين وصيانة حقوقهم وتوفير الحماية الكاملة لهم، بما يُشعرهم بتحسن الأوضاع الأمنية.

وعلى مستوى مكافحة الفساد، اتخذ الرئيس السيسى عدة إجراءات، على رأسها إصداره قراراً جمهورياً بتعيين محمد عمر هيبة مستشاراً لرئيس الجمهورية لمكافحة الفساد، موضحاً، خلال حديثه الشهرى الأخير للشعب، أن مواجهة الفساد ستتم من خلال العمل على محورين، الأول بالمواجهة الأمنية والملاحقة القضائية، والثانى هو إطلاق حزمة من التشريعات والقوانين والاتجاه إلى التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى ضبط 344 قضية فساد من رشوة واستغلال نفوذ واستيلاء وإضرار بالمال العام وتربح واستيلاء على أراضى الدولة، ونتج من ذلك استرداد الدولة 3.5 مليار جنيه واسترداد أراض بمساحة 135 ألف متر مربع، كما تم تقديم مسئولين كبار ورجال أمن وقضاء إلى المحاكمة، بعد أن ثبت تورطهم فى جرائم فساد وتعذيب وإهانة المواطنين، وتخصيص دوائر قضائية لسرعة الفصل فى القضايا التى تشغل الرأى العام، لتحقيق فكرة العدالة الناجزة.

اقتصادياً، أطلق «السيسى» مشروعات قومية فى إطار تحسين مستوى الاقتصاد، أبرزها الإعلان عن قناة السويس الجديدة، واستصلاح المليون فدان، إضافة إلى نجاح المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، ما جعل مستوى الاقتصاد المصرى يرتفع من «مستقر» إلى «إيجابى». ويقول اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجى والأمنى، إن «السيسى» استطاع أن يستعيد هيبة الدولة داخلياً، عندما استطاع أن يجدد الأمل فى التقدم والتنمية، ونشر الاستثمارات على كافة أرجاء الدولة، وظهور قوة الدولة فى الضربات الموجعة التى وجهت لتنظيم الإخوان الإرهابى ومن تابعهم من 6 أبريل والأناركية والألتراس، إضافة إلى توجيه الضربات الاستباقية العنيفة إلى الإرهاب القادم إلينا من أنفاق رفح، فكل هذه الأشياء أعادت لنا الكرامة والعزة، التى هى مظاهر هيبة الدولة، كما لا نستطيع أن ننكر الشخصية الأمينة التى تذوب حباً فى وطنها مصر وهى شخصية الرئيس المحبوب عبدالفتاح السيسى.

خارجياً، كان الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى، هو الخطوة الأولى لاستعادة «هيبة الدولة»، واعتمد الرئيس على خبرته المخابراتية، وعدد من مستشاريه المتخصصين فى الأمن القومى وأبرزهم السفير خالد البقلى، أمين مجلس الأمن القومى، والسفيرة فايزة أبوالنجا، مستشارة الرئيس للأمن القومى، إضافة إلى الوزير خالد فوزى، مدير المخابرات العامة، والسفير سامح شكرى، وزير الخارجية، فى رسم سياسة استعادة «هيبة الدولة» خارجياً، ما جعل مصر تنتقل من خانة المشاهد إلى خانة اللاعب والشريك الأساسى، خاصة فى ملفات أزمات المنطقة فى سوريا والعراق وليبيا ثم اليمن، والقضية الفلسطينية، وحل أزمة سد النهضة.

فعلى الصعيد العربى، كانت تصريحات «السيسى» دائماً أن الأمن القومى المصرى جزء من الأمن القومى العربى، وعندما تم ذبح 21 مصرياً فى ليبيا، لم يتوان «السيسى» عن الثأر لهم، وقام سلاح الطيران بتوجيه عدة ضربات ناجحة، استهدف أماكن تدريب تنظيم «داعش» الإرهابى، ومخازن سلاحه، كما شاركت «مصر» جوياً وبحرياً فى «عاصفة الحزم»، ضد الحوثيين فى اليمن، مع تأكيد الرئيس أن أمن منطقة الخليج العربى خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومى، حيث يرتبط أمن تلك المنطقة بشكل مباشر بالمصالح الحيوية المصرية، لا سيما فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وعلى الصعيد الأفريقى، فإن مؤشرات استعادة مصر هيبتها، بدأت مع مشاركة الرئيس فى القمة الأفريقية الـ23 فى غينيا الاستوائية، ثم القمة الأفريقية الـ24 فى إثيوبيا، أعقبها توقيع الرئيس على «وثيقة مبادئ سد النهضة» مع السودان وإثيوبيا، من أجل الحفاظ على حق الدول الثلاث فى نهر النيل، إضافة إلى زياراته المتكررة إلى السودان. أما على المستوى الدولى، فحافظت مصر على التوازن فى علاقاتها مع أمريكا، ووقعت القاهرة عدة اتفاقيات اقتصادية وعسكرية مع أمريكا، التى وافقت على إمداد مصر بصفقة طائرات الأباتشى، واستطاعت مصر أن تحسن علاقاتها مع روسيا، فخلال العام الماضى زار «السيسى» روسيا مرتين؛ الأولى فى أغسطس 2024، والثانية فى مايو 2024 لمشاركته فى الاحتفال بعيد النصر الروسى، كما زار الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين مصر، أوائل فبراير الماضى، ووقعا اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، كما تم الاتفاق مع فرنسا على صفقة طائرات الرافال، بجانب الاتفاقيات مع دول الاتحاد الأوروبى، والصين، ما جعل مصر تستعيد هيبتها «دولياً».


إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#4

افتراضي رد: 7 وجوه لـ"السيسي"

الامتداد الطبيعى لـ"كاريزما ناصر" و"دهاء السادات"

بـ«شعبيته الطاغية» استطاع أن يستدعى الملايين إلى «ميادين التظاهر».. و«ميادين العمل» ما زالت تنتظر

رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


منذ خروجه قبل أحداث 30 يونيو 2024، والرسالة التى وجهها أثناء توليه وزارة الدفاع، بأنه ليس أمام الأطراف السياسية فى مصر سوى أسبوع من أجل وضع حل للأزمة التى تجتاح البلاد، والمطالب التى تنادى بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رأى عدد كبير من أفراد الشعب فى «السيسى» قائداً طالما حلموا بوجوده، توالت مواقف الرئيس عقب 30 يونيو، فقدم نفسه فى دور القائد والزعيم الذى يقف بجوار شعبه، ومن أبرز المواقف الإنسانية التى لاقت اهتماماً إعلامياً من قبل الجماهير فى هذا الصدد، زيارة «السيسى» لإحدى السيدات تم التحرش بها فى ميدان التحرير، ومعه باقة من الورود.

وكانت زيارة «السيسى» لقداس عيد الميلاد فى الكاتدرائية، يناير الماضى، واحدة من أهم المواقف التى زادت من رصيده فى الشارع المصرى، فهو أول رئيس يجرى مثل هذه الزيارة خلال العقود الماضية، ورأى الكثيرون أنها تاريخية، غيرت الكثير من الفكر المتوارث حول المؤسسة الرئاسية، خاصة فيما يخص الملف القبطى، الذى ظل على مدار سنوات عديدة فى قبضة الجهات الأمنية.

ومع توالى الأحداث، كرر السيسى العديد من المواقف، التى جعلت رصيده يزداد فى الشارع، عندما استجاب لمناشدة الحاجة «نجيبة»، التى طالبت بترميم البيت الذى تعيش فيه مع أسرتها، حيث أوشك على الانهيار، وكلف وقتها الأجهزة التنفيذية بمحافظة المنيا، بتولى مسئولية الأمر للبدء فى ترميم المنزل، وكذلك نقل أسرة الحاجة نجيبة إلى منزل آخر لحين الانتهاء من أعمال الترميم. وعندما تم قصف مواقع «داعش» فى ليبيا عقب وقوع مذبحة بحق 21 مصرياً هناك، خرج «السيسى» ووعد بحق مصر فى الرد قائلاً «لم يعد هناك صبر مع أى أحد يمس المصريين بسوء، ولن أسمح بالاعتداء على أى مواطن مصرى فى أى مكان، ومصر لها الحق فى الرد الرادع فى الوقت المناسب».

حاول «السيسى» أن يقترب من الشعب، من خلال بعض الأحاديث، التى وعد بتكرارها مرة كل شهر، ويتحدث فيها عن القضايا التى تخص الشعب، ومن ضمن القضايا التى تحدث عنها، مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، وأنه لا أحد فوق القانون، وستتم محاسبة المتسببين فى الحادث. فى فبراير الماضى، نشرت شبكة «سى إن إن» تقريراً تحت عنوان «الزعيم العربى الجديد المفضل للحزب الجمهورى الأمريكى»، وصفت خلاله «السيسى» بأنه «رجل الشرق الأوسط القوى» المفضل لدى المحافظين الأمريكيين والطامحين للرئاسة من الحزب الجمهورى، وأنه يحظى بمكانة كبيرة بين العديد من أعضاء الحزب. وقد حاز الرئيس هذا اللقب أيضاً من خلال بعض الشخصيات فى الأوساط السياسية فى مصر، فوصفه الكثيرون بأنه يحمل صفات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومنهم من رأى فيه المنقذ لمصر من حكم الإخوان.

يقول الدكتور محمود علم الدين، إن الرئيس السيسى شخصية كاريزمية، منذ بداية ظهوره أثناء حكم جماعة الإخوان، التى نجح حينها فى مساندة الشعب للإطاحة بها، وبالتالى أصبح السيسى منذ هذه اللحظة الشخصية المحبوبة، ذات القيادة أمام الشعب، فهناك قادة يحاولون أن يصنعوا أنفسهم، وآخرون تصنعهم الأحداث، وهو ما حدث مع السيسى، ويضيف «علم الدين» أن السيسى نجح فى قيادة البلاد، وأن الذى فرض ذلك هو قوة شخصيته التى أهلته لأن يكون زعيماً، موضحاً أن «السيسى» نجح فى اختبار المواجهة والحشد الشعبى، حتى اقتنعت الجماهير به، وهو ما لم يكن من الممكن توافره إلا فى شخصية السيسى.

ويتابع «علم الدين» أن الأحداث هى التى تختبر القادة وتضعهم فى موقف التحدى، كما أن الأسلوب الذى يتبعونه فى إدارة الأمور، مع توافر الصفات الشخصية التى تؤهلهم للقيادة، تحولهم مع الوقت من القيادة إلى مكانة الزعماء، ويوضح أن السيسى منذ توليه الرئاسة، يحمل فى خطابه روح الوطنية، خاصة مع حماسه لبدء مشروعات وطنية كبرى مثل قناة السويس الجديدة، التى استطاع من خلالها حشد الشعب حوله، مشيراً إلى أن السيسى استطاع كسر الحصار المفروض على مصر عقب إزاحة الإخوان من الحكم، وعادت البلاد مرة أخرى إلى مكانتها العربية، وظهر ذلك فى عدد من خطاباته مثل خطاب الأمم المتحدة، مؤكداً أن شخصاً يتولى إدارة دولة مثل مصر، يجب أن تتوافر فيه مقومات الزعيم.

ويرى «علم الدين» أن من حق أى فرد أن يرى الرئيس السيسى كما يريد، فالبعض يراه مثل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويقول إن شخصية السيسى تجمع ما بين صفات «عبدالناصر» فى حب الجمهور له، والطموح فى إعلاء مكانة مصر العربية والدولية، ودهاء شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، فالرئيس حريص على توصيل رسائل للشعب فى كل خطاباته. ويتابع: «رأيى أنه يمتلك مكونات من شخصية عبدالناصر، ودهاء السادات».

ويقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، إن الزعامة تأتى فى الأساس من مكانة الدول، لا الأشخاص، فالدولة تضيف للشخصية الحاكمة أكثر من السمات الشخصية نفسها، موضحاً أن الخطاب السياسى للرئيس السيسى حتى الآن، لم يعبر عن إطار فكرى وأيديولوجى محدد. ويشير «العالم» إلى أن بعض السلوكيات قد لا تحقق الزعامة المأمولة، ومن المؤكد أنه هناك احتراماً من الشعب للرئيس، لكن هذه المكانة لا تعنى أن هناك زعامة، فالزعامة لها بعض السمات، فالرئيس السيسى يحتاج فى خطبه إلى التوافق مع اتجاهات الرأى العام، داخل مصر وخارجها، حتى يمكن تحقيق مؤشرات الزعامة.

ويوضح «العالم» أن خروج «الرئيس» فى خطب مسجلة مسبقاً، داخل استديو، لا يحقق التوافق مع الآمال المطلوبة من هذه الخطب، لأن الأداء فى هذه الحالة يتخلله الفتور وعدم الحماس. ويضيف أستاذ الإعلام، أن المقارنة بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والرئيس السيسى، ليست بالصورة التى يخرج بها البعض، لأن «عبدالناصر» كان يعتمد فى خطاباته على التلاحم مع الجمهور، موضحاً أن الرئيس السيسى يجب أن يكون لديه عدد من المفكرين فى جميع المجالات، فالخطب والقرارات لا تأتى إلا فى وجود خبراء يعرفون كيفية صناعة القرار وتوقيته.

إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#5

افتراضي رد: 7 وجوه لـ"السيسي"

المؤمن فى "زمن التطرف"

على جبهته «علامة صلاة».. وفى قلبه «إيمان بالله».. والنتيجة الطبيعية: دعوة إلى «ثورة دينية»

رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


يستدعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدين فى حواراته ولقاءاته، ولا يكاد يخلو حديث أو تعليق له من استحضار وتكرار للآيات القرآنية والأحاديث النبوية من أجل دعم رؤيته التى يتبناها، أو إبراز وجهة نظره فى قضايا بعينها، وما يسترعى الانتباه ليس فقط استدعاء الرئيس الدين قولاً واستشهاداً، وإنما ما يبدو وكأنه «مشروع» دينى ذو نزعة أيديولوجية تعكس رؤية معينة للحياة.

واحتل الدين مكانة رئيسية فى الرسائل التى يحاول الرئيس دوماً إيصالها إلى الجمهور، ويمكن تلخيص الرؤية الدينية للرئيس باختصار، فى قوله: «نحتاج إلى المراجعة والتوقف للاتجاه نحو الخطاب الدينى الحقيقى حيث إن الإشكالية ليست فى العقيدة ولكن فى الفكر، ليس من المعقول أن نظل نقدس أفكاراً ونصوصاً لآلاف السنين وهى بعيدة عن صحيح الدين، نحتاج إلى ثورة دينية على ما نحن فيه تقوم على الالتزام بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم»، وتأويل مضمون ما يطرحه الرئيس يتطلب التمييز بين ما هو تاريخى من الفكر الإسلامى، أى المحكوم بقوانين التطور الاجتماعى والمعرفى، وبين ما هو ثابت ومطلق فى الإسلام.


ظهر الوجه الدينى للرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال عام من حكمه، وسطياً يدعو للتطور وتطوير الخطاب الدينى، على مستوى الخطاب والممارسة، وحملت بعض جمله، فى بعض الأحيان، تفسيراً غير صحيح، كقوله: «لا بد من إحداث ثورة دينية على النصوص الدينية المقدسة التى تحارب البشرية كلها»، بيد أن المقصود من هذه الجملة، التى ثار حولها اللغط، أن هناك نصوصاً نُسبت إلى الدين وقدسها الناس وهى غير ذلك، أو أنهم فهموها على نحو مختلف عن معناها الحقيقى، أو أنها كانت مرتبطة بزمن معين ومجتمع معين ثم تغيرت الظروف وأصبح لا مجال لتقديسها.

وتفكيك الخطاب الدينى للرئيس، وفهم محتواه ودلالاته يتطلب إلقاء نظرة سريعة على نشأته ومعرفة تأثيرها فى تكوينه المعرفى والفكرى، فالرئيس نشأ فى منطقة الجمالية، القريبة من حى الحسين الذى يعد من أبرز المعالم الدينية فى القاهرة، الذى تحيط به مجموعة كبيرة من المساجد والزوايا التى يمارس فيها الكثير من الشعائر والطقوس الدينية، ومن الواضح أن نشأة «السيسى» داخل هذه الحاضنة الاجتماعية قد صاغت أفكاره ورؤيته الدينية فى شكل أو فى آخر.

وبدأ أول ملامح الخطاب والسلوك الدينى للرئيس أثناء سفره إلى الولايات المتحدة عام ٢٠٠٤ للحصول على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية فى بنسلفانيا، وبدت ميوله الدينية بوضوح ليس فقط من خلال «تدينه الوسطى»، الذى تشير إليه إحدى أساتذته فى الجامعة، وإنما أيضاً من خلال مضمون أطروحته البحثية التى حملت عنوان «الديمقراطية فى الشرق الأوسط»، والتى يشدد فيها على أهمية الثقافة والدين فى الحياة العامة وتأثيرهما فى مسألة الديمقراطية فى العالم العربى.

وتدين الرئيس يتجاوز النزعة التدينية المحافظة التى تتسم بها شريحة كبيرة من المصريين المعروفين بنزوعهم التقليدى نحو الدين إلى نوع من التدين «التنظيمى»، ما يؤكد أن المعرفة الدينية للرئيس ليست مجرد معرفة عادية، أو اختزالية كما هى الحال مع غالبية المصريين، التى جاءت نتيجة للموجة السلفية، والتدين الشعبى الذى شهده المجتمع خلال العقد الماضى، وإنما هى معرفة تنظيمية تعكس مقداراً واضحاً من التنشئة الدينية.

وخطاب الرئيس، الخاص بتطوير الخطاب الدينى، يكشف أن لديه رؤية دينية متماسكة تتجاوز الشعارات العامة ومغازلة الجمهور المتدين المحافظ فى مصر للحصول على تأييده، للعمل على فرض تصور ونمط معين للحياة، ما أكده الرئيس مراراً فى تصريحات له قال فيها «إنه من الضرورى أن يكون للدولة وقائدها دور فى حماية الدين والقيم والمبادئ فى المجتمع».

وكثيراً ما حذر الرئيس، من فهم دعوته للتطور الدينى بشكل خاطئ، وانتقد دور الإعلام فى التعامل مع دعوته لتطوير الخطاب، وقال الرئيس أكثر من مرة، إن تجديد الخطاب الدينى عبر وسائل الإعلام ليس فى مصلحة الدين ولا الوطن، ما يؤكد أن نظرة الرئيس لتطوير الخطاب الدينى، يجب أن تخضع لضوابط ورقابة معينة، من قبل المؤسسات الدينية فى الدولة.

كما أن الخطاب الدينى للرئيس فيه مقدار عال جداً من التسييس، ما يتضح على مستويين، الأول هو مستوى التوظيف السياسى للدين من خلال التشديد على دوره فى الحياة العامة وصياغة سلوك الناس وأفعالهم، والثانى كأداة فى الصراع مع الجماعات والتنظيمات المتطرفة، واتضح ذلك جلياً، حينما قال الرئيس إنه قرر التدخل فى 3 يوليو «من أجل إنقاذ الإسلام ومصر من الإخوان».

والخطاب الدينى للرئيس هو خطاب دولة، فنشر الوعى الدينى هو مسئولية الدولة وأجهزتها، وهنا يشير إلى أن الدولة مسئولة عن نشر «الوعى الدينى الصحيح» بين المواطنين من أجل مواجهة الفكر المتطرف وفق قوله، وهو يكرر دائماً مقولة ضرورة تجديد الخطاب الدينى، واستخدامه كأداة لنزع الشرعية عن الجماعات الإسلامية، خاصة «الإخوان»، لذلك يسعى الرئيس من خلال مؤسسات الدولة لتطوير الخطاب الدينى، ويدرك أن «الخطاب الدينى» فى مصر، مشوه وفاقد للبوصلة، ويحتاج لتوجيه من أعلى، تعكسه رؤية قيادية، لمواجهة الجماعات المتطرفة، ومنع استغلال الدين لاستقطاب الشباب وضمهم لهذه التنظيمات ودفعهم نحو تنفيذ عمليات إرهابية، ليس هذا فحسب، بل لمنع تسييس الدين واستغلاله مستقبلاً، كما كان يحدث فى الماضى، فى حصد مواقع سياسية فى الدولة.

ولا يترك «الرئيس» الكثير من المناسبات التى يلقى فيها كلمات، حتى يؤكد على ضرورة تطوير الخطاب الدينى، وتنقيته من كل ما هو متطرف، حتى يمكن بناء بيئة دينية، قائمة على التسامح والبعد عن التكفير والاستغلال السياسى للدين، وقال مراراً: «نحتاج إلى ثورة دينية لصالح الإسلام فآيات القرآن والأحاديث تدعونا إلى التفكير بعيداً عن القوالب الجامدة، وإن جوهر الإسلام أن يعبد الناس الله بإرادتهم ولا يجبروا على العبادة».

واستهل الرئيس عبدالفتاح السيسى، عام 2024، بدعوة أئمة العالم الإسلامى لتبنى مفهوم عصرى، حول الخطاب الدينى السائد، محملاً شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، مسئوليتهما التاريخية، مطلقاً تصريحه الشهير «سأحاججججججججججججكم أمام الله بالخطاب الدينى»، وذلك فى إطار الاحتفال بذكرى مولد الرسول، وأتت دعوة السيسى بغرض تصحيح صورة الإسلام، مؤكداً أن «سمعة المسلمين تأثرت بما يحدث، ولا يمكن لمليار وربع مليار مسلم التغلب على 6 مليارات»، داعياً إلى مراجعة شاملة لمفاهيم التعايش مع الآخر.

وطالب الرئيس الأزهر والأوقاف ومعهما المفكرون والمثقفون، بضرورة تطوير الخطاب الدينى، وشهد نهاية «مايو» الماضى جهوداً مكثفة من المؤسستين، لوضع آليات لتجديد الخطاب وتنقيته مما قد يفهم بشكل يثير الجدل ويدعو للتطرف، ووضعت المؤسسات الدينية فى مصر خططاً عاجلة لتنفيذ ما طلبه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإحداث «ثورة دينية تصحح المفاهيم الخطأ التى ترسخت فى أذهان الأمة الإسلامية، وأصبح الخروج عنها صعباً للغاية».

ومع دعوات تصويب الخطاب الدينى، التى يطرحها الرئيس، حاول بعض الأشخاص استغلال هذه الدعوات، للدعوة لما هو خارج نطاق ما طرحه وطلبه الرئيس، كدعوة شريف الشوباشى، الكاتب الصحفى، لمليونية لخلع الحجاب فى ميدان التحرير، بيد أنها لم تتم، للهجوم المجتمعى عليها.


إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#6

افتراضي رد: 7 وجوه لـ"السيسي"

على "طائرة الرئاسة": جولات لاستعادة مصر

علاقات وثيقة مع «موسكو».. محور «مصرى - خليجى».. رفض التبعية لـ«واشنطن».. ضرب محور «تركيا - قطر».. والعودة إلى إفريقيا

رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


منذ وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكم قبل عام، رسمت السياسات الخارجية المصرية خطاً جديداً تنطلق منه للمرة الأولى فى تاريخها، لتعيد علاقات تفتتت بفعل الزمن بسبب تغاضى الأنظمة السابقة وقلة انتباهها لتلك العلاقات، كما استطاعت السياسات الجديدة فتح أبواب لعلاقات مع دول كبرى توترت العلاقات معها على مدار السنوات الماضية، إلى جانب أزمة تراجع دور مصر الإقليمى وعلاقاتها مع الدول المحيطة، ومشكلة سد النهضة الإثيوبى، والمستجدات الجديدة التى فرضها الأمر الواقع بفعل تفاقم نفوذ التنظيمات الإرهابية والانفلات الأمنى فى دول عدة على رأسها ليبيا المجاورة لـ«مصر».



مؤشرات السياسات الخارجية الجديدة التى رسمتها حكومة «السيسى» خلال الفترة الماضية تشير إلى أن «السياسة الخارجية المصرية تراوحت بين القوة فى دوائر يمكن تسميتها الخطوط الحمراء للسياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس السيسى، واللين فى دوائر كان يتحتم فيها ذلك على غرار مسألة التعاون بين القاهرة وأديس أبابا فيما يتعلق بسد النهضة، وترك مساحة كبيرة للدبلوماسية للتعامل مع تحديات ما بعد 30 يونيو، ومواجهة تحركات الإخوان، لكن هناك بعض الدوائر التى أخفق فيها النظام ولا يزال، بعد أن أصبح الإرهاب كارثة عالمية.


بالنسة للدوائر التى يمكن أن توصف بأنها خطوط حمراء فى السياسة الخارجية المصرية، أولها رفض أى تدخل فى الشأن الداخلى المصرى، خاصة مع الانتقادات التى وُجهت كثيراً للقضاء المصرى فى الأحكم الصادرة عنه تجاه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وارتكزت على رفض أى انتقاد للقضاء المصرى وأحكامه أو أى توصيات دولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان أو حتى ما يطلقه البعض أحياناً من دعوات مصالحة مع جماعة الإخوان، وثانياً أن الرفض لم يفرق بين دولة وأخرى فكان الموقف واضحاً تجاه كل الدول الكبيرة والصغيرة، وهى مسألة كانت مفتقدة فى السياسة الخارجية المصرية وفى سياسة معظم الدول غير الكبرى تجاه انتقادات الدول الكبرى والمنظمات الدولية يكون هناك بلا شك رضوخ نسبى تجاهها. وحتى إن مصر رفضت كثيراً من الضغوط الأمريكية التى مورست عليها مراراً وتكراراً فى ظل التهديد بمسألة المساعدات العسكرية وتعليقها، وهو موقف يُحسب لمصر كذلك.


ومن بين الخطوط الحمراء فى السياسة الخارجية لمصر فى عهد «السيسى»، مسألة الأمن القومى المصرى وأمن الخليج العربى، وبرزت بشكل كبير مع تصاعد نفوذ جماعة «أنصار الله» الحوثيين فى اليمن المدعومين من إيران، وهو ما يعنى تهديد أمن مصر باقتراب الميليشيات الحوثية من مضيق «باب المندب»، وتهديد أمن الخليج العربى أحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية وأولوية أمنها القومى، وانعكس بوضوح فى مشاركة مصر ضمن قوات التحالف العربى بقيادة السعودية.


السياسات الخارجية المصرية فى عهد الرئيس «السيسى» كذلك كان لها توجه آخر نحو عزل دولتى قطر وتركيا اللتين قدمتا دعماً كبيراً لجماعة الإخوان الإرهابية وحاربتا مصر فى المحافل الدولية.


وبالنسبة لتركيا يقول الخبير فى الشئون التركية بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية محمد عبدالقادر خليل، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «مصر وجهت ضربة لمحور تركيا قطر بمشاركتها فى عملية عاصفة الحزم التى جاءت كحلقة جديدة فى العزلة الإقليمية والدولية التى تعانيها تركيا بسبب السياسة الخارجية الخاطئة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى حين كانت مشاركة مصر مع السعودية تعنى تعاظم محور تحالف الخليج مصر على حساب دعوات التحالف مع تركيا».


الدائرة الأفريقية من بين الدوائر الأهم فى السياسات الخارجية المصرية الجديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمسألة مياه نهر النيل وسد «النهضة» الإثيوبى، وكان الرئيس السيسى منذ بداية توليه الرئاسة واضحاً بأنه يولى دول القارة السمراء أهمية خاصة عن ذى قبل فى السياسة الخارجية المصرية. ويقول الباحث المساعد المتخصص بالشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد عسكر، لـ«الوطن»، إن «السيسى يتعامل مع دول القارة بمنطق الندية وليس الاستعلاء، وإمكانية التعاون المشترك حتى فى القضية الأكثر خطورة بالنسبة لمصر وهى موضوع سد النهضة». ويضيف: «نجح الرئيس السيسى من خلال عدة أمور أبرزها توقيع إعلان المبادئ مع إثيوبيا والسودان حول مفاوضات نهر النيل، وكذلك تدخل القاهرة للإفراج عن الإثيوبيين المحتجزين فى إثيوبيا، ويبدو أن العلاقات تسير فى اتجاه جيد بين البلدين». وتابع: «كذلك حرص السيسى على زيارة أكثر من بلد أفريقى وكان لكل بلد منها دلالة، ويكفى أنه كان أول رئيس مصر يزور إثيوبيا منذ 30 سنة فى حارج إطار قمة أفريقيا».


وفى إطار محاولة إحداث حالة من التوازن فى السياسات الخارجية المصرية استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى تغيير فكرة أن السياسات الخارجية المصرية تابعة للولايات المتحدة بشكل كامل. ويقول الخبير السياسى الروسى رافائيل مصطفين، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «السياسة الخارجية المصرية اقتربت من روسيا كثيراً فى الفترة الأخيرة حتى لو كان هناك اختلاف فى وجهات النظر حول التعامل مع أزمة سوريا والحوثيين فى اليمن، لكن هناك إصراراً من الطرفين على أن تكون هناك علاقات قوية بين الطرفين». وأضاف: «اتضح ذلك بقوة فى زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا والاتفاقات العسكرية التى وقعت بين البلدين، ثم زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى مصر وهى بالتأكيد لها دلالتها على العلاقات بين البلدين». وقال «مصطفين»: «لا أرى أن العلاقات المصرية الروسية ستكون على حساب علاقات مصر بالولايات المتحدة، وهو الجديد هنا، علاقات متوازنة مع جميع الأطراف تتيح لها حرية الحركة والمناورة السياسية».


أما القضية الفلسطينية التى توارت كثيراً عن الأنظار فى الفترة الأخيرة بسبب تنامى ظاهرة الإرهاب والتركيز عليها عالمياً، فقد استطاع «السيسى» إحداث حالة من التوازن فى السياسات الخارجية المصرية لا تتغاضى عن مصالح الشعب الفلسطينى، وكان أساس السياسات الخارجية المتعلقة بالشأن الفلسطينى هو الحفاظ على مصلحة الفلسطينيين وعدم القبول بتحركات حركة «حماس» التى تتدخل فى الشئون المصرية. ويقول القيادى بحركة «فتح» الدكتور أيمن الرقب، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «السياسة الخارجية المصرية للرئيس السيسى تقوم على ثوابت رئيسية وهى دعم حقوق الشعب الفسطينى ورفض الانقسام القائم حالياً». وتابع: «حتى رغم تدخل حركة حماس الواضح فى مصر، فإن مصر كانت حريصة على الوقوف إلى جانب الشعب الفسطينى فى غزة فى فترة العدوان الإسرائيلى الأخير».


وبالنسبة للأزمة الليبية، قال السفير إن «الوضع الأمنى فى ليبيا وتمدد نفوذ تنظيم داعش الإرهابى ليس مجرد حدث ليبى داخلى، وإنما هناك قوى دولية تدعم بالسلاح وانقسام داخلى كبير، واستطاعت مصر عقد لقاء للقبائل الليبية شمل معظم القبائل، وهو خطوة فى الطريق». وفيما يتعلق بمسألة القوة العربية المشتركة، قال «حسن» إن «مسألة القوى العريبة المشتركة هناك اعتراض من الجزائر عليها، وهذا يتطلب بذل مزيد من الجهد الدبلوماسى المصرى».

إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#7

افتراضي رد: 7 وجوه لـ"السيسي"

يكره "الواسطة".. ويعشق صينية "الفتة" من يد أمه

رفض التوصية على نجله عندما تقدم للعمل فى «الخارجية» ولم يقبل.. وأهالى «طاليا» يلقبونه بـ«الشيخ عبدالفتاح»

رد: 7 وجوه لـ"السيسي"


عائلة ميسورة الحال، نشأ والدها الحاج سعيد تاجر الحبوب فى عزبة 17 بقرية طاليا التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، قضى بها عدة سنوات قبل أن ينتقل للعيش والعمل فى حى الجمالية بمصر القديمة، ويفتتح محلاً لتجارة الحبوب، وبازار بمنطقة خان الخليلى، تزوج بعدها من الحاجة «سعاد إبراهيم محمد الشيشى»، زوجته الأولى، التى أنجبت له 4 أولاد، قبل أن يتزوج بأخرى وينجب منها 7 آخرين.

عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى، من مواليد 19 نوفمبر 1954م، الابن الثانى لوالده، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1977، عمل فى سلاح المشاة، وعين قائداً للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وتدرج فى المناصب داخل القوات المسلحة حتى أصبح أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى تشكل فى أعقاب ثورة 25 يناير، بعد تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك عن الحكم وإسناد إدارة شئون البلاد للمجلس، وبعد تولى الرئيس المعزول محمد مرسى الحكم أصدر قراراً بترقيته إلى رتبة فريق وتعيينه وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة الرابع والأربعين خلفاً للمشير محمد حسين طنطاوى فى12 أغسطس 2024، وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو أصدر الرئيس المؤقت عدلى منصور قراراً بترقيته إلى رتبة مشير.


أموال سائلة ومساحة من الأراضى فى منطقتى خان الخليلى والمريوطية، بخلاف منزل كبير تعيش فيه الأسرة فى شارع معز الدولة بمدينة نصر قبل أن يتركه «السيسى» وينتقل للعيش مع زوجته وأولاده فى منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.

قضى طفولته فى 7 حارة «البرقوقية» بين جدران منزل كبير بناه والده بحى الجمالية، قضى دراسته الابتدائية بمدرسة البكرى ثم مدرسة باب الشعرية الإعدادية، وظل منطوياً لا يحب الاختلاط مع من حوله إلى أن انتقل للثانوية العامة بمدرسة خليل أغا، وكان قد بدأ فى لعب كمال الأجسام فاعتاد أهالى الشارع رؤيته أثناء ذهابه وعودته من إحدى صالات الحديد الموجودة بمنطقة الجمالية، ثم عاود الاختفاء عنهم مرة أخرى بسبب التحاقه بالكلية الحربية.


3 أولاد وبنت، ظهروا للمرة الأولى بجوار والدتهم «انتصار» فى حفل تتويج والدهم عبدالفتاح السيسى رئيساً سادساً لمصر، حيث جلس ابنه مصطفى السيسى الذى يعمل ضابطاً بالرقابة الإدارية بجوار زوجته رضا ابنة عمته، وفى الصف الأمامى جلس، حسن السيسى مهندس بجانب زوجته داليا ابنة محمود حجازى رئيس الأركان، وفى الصف الخلفى جلس ابنه محمود ضابط المخابرات بجوار زوجته نهى التهامى، بجوار شقيقته آية وزوجها نجل خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ليصبح ذلك هو الظهور الأول والأخير لأسرة الرئيس الذين لم تلتقطهم عدسات الكاميرات فى أى مناسبة عامة أو خاصة منذ ذلك التاريخ.

شديد الفخر بوالدته يرى أنه «محظوظ» بها، حيث كانت شديدة الحكمة والإيمان بالله، وكان ذلك السبب فى تعليمها له التجرد فى الحكم على الأشياء، فيقول عنها «علمتنى كتير قوى وحتى الآن بتعلمنى لم أجد منها إساءة لأحد من الجيران ولو لمرة على الرغم من إننا ساكنين فى حى شعبى والناس كلها عارفة بعضها، وتعطى العذر للناس كلهم، عمرها ما قالت لى انت مجيتش ليه أو معدتش علىَّ ليه رغم إنى عايش معاها فى بيت واحد».

فى عام 1975 تقدم لخطبة زوجته وكان لا يزال طالباً بالكلية الحربية، وصفها فى المرات القليلة التى تحدث عنها فى وسائل الإعلام بأنها «طيبة وأميرة ومخلصة» وأنه وعدها بالتقدم لخطبتها عندما كان طالباً بالثانوية العامة حال نجاحه ودخول الكلية الحربية، وهو ما حدث بالفعل، خاصة أن قصص زواج كثيرة تمت بتلك الطريقة لشباب كانوا صغاراً فى ذلك الوقت، ولكن قوة القرار وإصرار الشباب على إسعاد زوجاتهم كان سبباً فى نجاح تلك الزيجات.

شديد الكره لـ«الواسطة»، ما دفعه لترك ابنه حسن دون التوصية عليه خلال المرتين اللتين تقدم فيهما للعمل بوزارة الخارجية، واحدة أثناء توليه منصب رئيس جهاز المخابرات الحربية، والثانية وهو وزير للدفاع، ما نتج عنه عدم قبوله لشغل الوظيفة التى تقدم لها.

دائم الزيارة لبيت العائلة الكبير فى حى الحسين للاطمئنان على والدته وأشقائه وأبناء عمه عبدالعزيز السيسى وشقيقه المستشار سعيد السيسى، شديد التواضع ولقبه أهالى قرية طاليا بـ«الشيخ عبدالفتاح» لبراعته فى حفظ القرآن الكريم وتلاوته منذ صغره، وضع فى إحدى شقق منزل مدينة نصر آلات رياضية ومحفظ قرآن كريم لأطفال العائلة لإيمانه القوى بأن التدين والرياضة يقودان الشخص إلى الطريق الصحيح

حكايات كثيرة سردها المقربون من الرئيس عبدالفتاح السيسى وجيرانه فى بيت العائلة بمنطقة الجمالية وقرية والده بمحافظة المنوفية لوسائل الإعلام أثناء ترشحه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أبدوا مخاوفهم من توليه منصب رئيس الجمهورية حتى لا يتحمل بمفرده الأعباء التى عصفت بالمصريين على مدار عشرات السنين الماضية، أشهر تلك المواقف أنه «كل يوم وهو نازل يصلى الفجر كان بيعدى على كل واحد فى العمارة من إخواته حتى ابن أخوه كان عريس جديد، ونزله ليلة الدخلة عشان يصلى الفجر»، وذات يوم عنّفه أحد أعمامه بسبب رفضه التوسط لأحد أبناء عمومته للخروج من الجيش بقوله «الشجرة اللى ما تضللش على أهلها تستاهل قطعها»، فرد عليه بأنه يكره الواسطة ولا يشجعها مهما كان نوع الخدمة المطلوبة منه، ولعل ذلك ما دفعه لتكرار نفس الأمر حينما رفض التوسط لابن شقيقه لكى يتمكن من دخول الكلية الحربية وقت أن كان يشغل منصب لواء أركان حرب بالمنطقة الشمالية، وكان اسمه معروفاً داخل هيئة القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وعندما قرأ أعضاء لجنة الكشف الطبى اسمه فى القيد العائلى للطالب المتقدم سألوه «وليه سيادة اللوا مكلمناش؟»، فرد عليهم «عمى بيرفض الواسطة ومش بيحبها» وبالفعل تم رفضه بسبب ضعف النظر، قالوا عنه إنه يعشق صينية الفتة من إيدين الحاجة والدته، ويعتبر أقرب أشقائه لشخصية والده (الرجل الحقانى)، ومنذ قبوله فى الكلية الحربية «ماشربش كوباية شاى ولا قهوة، وعمره ما حط سيجارة فى بقه»، اهتمامه بأسرته جعله يستدعى دكتور تحاليل فى مدينة نصر ويسحب عينات من العيلة كلها لكى يطمئن على أن الشباب لا يتعاطون مخدرات، واثق فى خطواته بسبب دعاء والدته (الحاجة سعاد) له «يوقفلك يا بنى ولاد الحلال، وينصرك على مين يعاديك، ويكفيك شر حاكم ظالم».


إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
التدبر و التفكر فى آية وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ام سيف 22 القرآن الكريم
ماذا نقرأ في مرايا الوجوه سحورة الامورة حوارات اجتماعية مفتوحة
وجوه ووجوه الموجودة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
فنانة انجليزية تصنع بيتزا من وجوه المشاهير شاهدبالصور بيتزا من وجوه المشاهير ام سلمة صور x صور
عبادة التحفي والبشر في وجوه الإخوان اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 12:55 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل