كعادتك دائما معى منذ أن التحقت بالسنه الدراسية الاولى لى فى عمري.
تنتظرين معى أمام باب المنزل إلى أن يأتي أتوبيس المدرسة ليقلنى إلى مدرستي وتودعيني بإبتسامة وقبلة حانيه تطبعيها على جبيني ثم تصعدى لتنهي أعمالك المنزلية سريعا حتى تفرغي منها قبل موعد عودتي لكى تنتظريني أيضا أمام باب المنزل وتقابليني بنفس الإبتسامة ونفس القبله مع كلمة (حمدالله على السلامه).
سنوات طوال مرت؛ ها قد صرت فى المرحلة الثانوية وانتى ما زلتي علي عهدك القديم؛ وعلى الرغم من أنى أصبحت أستقل القطار لأتوجه إلى مدرستي الموجودة بالمركز التابع له قريتنا إلا أ نك ما زلتى مصممة على توديعي أمام باب المنزل الذي يقع أمام محطة القطار مباشرة والمكوث حتى أستقل القطار ؛ثم إستقبالي وأنا عائدة؛فما أن أنزل من القطار حتى أجدك أمام باب المنزل وعلى وجهك إبتسامتك التى لم تفارقك منذ أن كنت طفلة.
أحيانا كنت أتعمد أن أتأخر واستقل القطار الذى يليه ؛ أو انتظر داخل القطار واتلكأ في النزول لأرى إن كنتى ستسأمين من الإنتظار ولكنك كنى دائما هناك تنتظرين.
كنت اشفق عليكى كثيرا خاصة في أيام الشتاء الشديدة البرودهحينما كنتى تصرين على الا تقطعى عادتك هذه؛
وهاهو المرض الخبيث قد هاجم جسدك النحيل واوشك على الفتك بهحتى صار الجميع حزينا من أجلك.
ورغم شدة الالام التى كنتى تشعرين بها إلا انك ما زلتى مصممة.
أقسمت عليكى كثيرا الا تفعلي فأنا لم أعد صغيرة لتخافى علي هكذا؛ ولكننى كنت تتعللين بأني وحيدتك وانى اجمل شئ حدث في حياتك.
حتى أتى ذلك اليوم ؛لم تستيقظي باكرا كعادتك؛قلقت عليكي فدخلت غرفتك لاتفقدك؛وجدتك متعبه أكثر من ذي قبل.
طلبتي منى أن أسرعكي لا أتأخر عن موعد ذهابي؛طلبت منك أن ابقى معكي هذا اليوم ربما تحتاجين شيئا وانا في الحقيقة كنت أود أن ابقى معكي ولا افارقك؛ لكنك اقسمتي على أن أذهب وامام قسمك لم اجد بدا من الرضوخ لطلبك؛لكننى اليوم كنت اشعر بشعور غريب فهذه هي المرة الاولى في حياتى التي لم تودعيني فيها امام باب المنزل كالعادة.
ذهبت إلى المدرسة وقلبي مشغول بكي وانا أفكر في الحالة التى تركتك عليها والتي لم اعهدك عليها من قبل.
كنت انتظر بلهفه موعد عودتي لعلي اجدك منتظرة أمام محطة القطار؛ولكن ما أن نزلت من القطار حتى رأيت بعض النسوة المتشحات بالسواد يبكين وينتحبن وهن متجهات إلى منزلنا.
عند ها فقط تيقنت اني لن أراكي ثانية تنتظرين حتى وإن ظللت بقية عمري في القطار.
راقت لي