رد: اخذته الحور مني
فتحت أختي الخزانة و أخرجت جلباباً و هي تقول
البني جميل
تاملته امي ثم قالت الرمادي اجمل
اجابتها و هي تضع اسدالا و تنظر لنفسها في المرآة
الكحلي انيق جدا
استمعت لهما قليلا بلا مبالاة ثم استلقيت على سريري و اخذت انظر للسقف بضجر
لا ادري ما رايك انت؟
استدارتا الي تنتظران جوابي؟
قلت ببرود رايي ؟ نهضت متكاسلة و تناولت عبائة سوداء و القيتها علي السرير و انا اقول
اسود..
رمقتاني بنظرة استنكار
فقلت : ماذا؟ انه لباس امهات المؤمنين .. خير الالوان للنساء السواد
زمت امي شفتيها بانزعاج و هي توضب الثياب بينما قالت اختي بذكاء و هي تمد نحوي قارورة الكحل :
امهات المؤمنين كن يتكحلن ايضا..
ثم اضافت اجاز العلماء التكحل للخاطب عند الرؤية الشرعية بشرط ان لا تكون فيه مبالغة حتى لا يكون غشا ، هيا ضعي بعض الكحل
لن اكشف وجهي اصلا قلتها بحزم
..
آآآه منك !!
قالتها امي و هي تغادر الغرفة بينما نظرت الي اختي باحباط و عدت انا لسريري ناظرة للسقف
عادت بعد قليل و هي تقول
البسي "سوادك" بسرعة اقترب ميعاد وصولهم
خفق قلبي بشدة و احسست بثقل على صدري و احسست ان مقابلتي لذاك الشاب اشبه بجبل كلفت بحمله!!
تملكني الندم على قبولي عرض ابي وانا اسمع الباب يطرق
اسرعت اختي الي و هي تقول
لقد وصل!!
تنهدت بحرارة و تمنيت لو يغادر دون ان يراني!! كانت امنية غبية و لكنها راودتي حينها
مر بعض الوقت و انا البس ثيابي بتثاقل جاءت اختي و هي تقول هلا خرجت!! امه تريد رؤيتك
هممت بالنهوض و اذا بصوت اخي يناديني
سرت قشعريرة في جسدي
و قالت اختي و هاهو خطيبك يطلبك ..اذهبي بسرعة
تسمرت في مكاني لحظات و شعرت بارتباك كبير و مشيت الى غرفة المعيشة اجر قدمي جرا كانما اساق الى المشنقة!!
دخلت.. و اذا بشاب بهي الطلعة ذو لحية بنية جميلة و عينين متعلقتين بي و خيالُ ابتسامة ترتسم على وجهه المضيء
و لولا ان صوتي لم يستطع الخروج لشهقت بقوة ! احسست ان الارض تحتي تميد و اني ساقع و بدات ركبتاي بالارتجاف حتى لم تعد ساقاي قادرتين على حملي
جذبني اخي من يدي و اجلسني قربه و هو يقول مرددا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا "
و كانما فقدت القدرة على التحرك و التكلم بقيت ساكنة كالحجارة
فقال هو و كانه اشفق علي من ان اكشف وجها احسست انه تلون بالوان الطيف من هول المفاجاة:
انما خطبتها لدينها لا لجمالها
ما اعذب صوته !! قلت في سري
كيف تحملت كل هذه المدة دون ان اسمعه!!
اضاف هو: و اظفر بذات الدين تربت يداك
فكرت و قد اخذ مني العجب مبلغه: و يحفظ الحديث ايضا
سبحان الله..
قلتها و انا اتامل لحيته المرتبة و ثوبه المقصر و ضياء وجهه ، فعلا ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
قطع علي افكاري قول ابي
اعذرها انها خجولة ثم نظر الي يستحثني على رفع النقاب
امتدت يدي مرتعشتين الى نقابي و انا اقول في نفسي ليتني وضعت الكحل! ليتني وضعت الكحل!
حاولت ان ابدو متماسكة و انا اكشف عن وجهي و لكني احسست الدماء تتدفق اليه بغزارة و لم اجرؤ على رفع عيني من الارض و انا اغالب ابتسامة فرح كانت تابى الا ان ترتسم على ثغري
ماشاء الله لا قوة الا بالله
قال هو
كدت اذوب خجلا فاستاذنت للمغادرة و سط ضحكاتهم الخفيفة ربما بسبب احمرار وجهي
مررت على الغرفة التي تجلس فيها امي و اختي مع امه و اخته ايضا فسلمت عليهما و جلست
اتجهت الى غرفتي بعد مغادرتهم و جلست على سريري افكر بالامر دون ان يفارقني احساس بالفرح و الخجل في آن معا
دخلت اختي و جلست ورائي و مدت يديها و قرصت اذني بلطف ازحتها بانزعاج و انا اقول ماذا تفعلين!!
ردت و هي تضحك
يقولون ان قرص الاذنين يزيل احمار الوجه من الخجل ... ثم اضافت باستفزاز اعجبك اليس كذلك؟ اجيبي اجيبي لا تخجلي
و اطلقت ضحكة صغيرة
ضربتها بالوسادة و انا اقول باسمة
ايتها الشقية !!
ضمت الوسادة و هي تقول : آه متى أُخطب انا ايضا..
ضحكت من قولها ثم اخذت افكر ما اكرمك يا رب !! ما اكرمك و ارحمك حتى مع من لا يستحق!!
دخلت امي و قالت :
هاه؟
اطرقت ببعض الخجل
فقالت امي نقول لهم انك وافقتِ؟؟
اومأت براسي ايجابا
فصفقت اختي واشرق وجه امي و هي تقول
رايت؟ قلت لك انه سيعجبك و لكنك عنيدة و لا تفعلين الا ما تريدين
اتفق ابي معه على ان يعقد علي قبل الزواج حتى يستطيع ان يتحدث معي و نتفق على بعض الامور و حددا الاسبوع بعد المقبل موعدا
لم تكن الدنيا لتسع فرحتي و انا افكر اني اخيرا ساكون زوجته ، ساكون زوجة من احببته دائما و اخذت اعد الايام في انظار يوم العقد
بعد ما يقارب الاسبوع رن الهاتف فرفع ابي السماعة و تكلم قليلا
ثم اغلق و قال انه فلان.. يقول انه مضطر لتاجيل موعد العقد اسبوعين آخرين..
قضيت اسبوعا على احر من الجمر، لا يهدا لي بال و لا يرتاح لي خاطر كنت لا اتوقف على التساؤل عن سبب تاجيله الموعد ، لا بد ان امرا جللا جعله يفعل ذلك لان الشوق البادي في عينيه لم يكن باقل مما اشعر به
و ما ان انقضى يومان من الاسبوع الثاني حتى اتصل يقول انه سياتي بعد غد
كنت كانما عادت الي روحي من جديد و رحت اعد الدقائق بل والثواني في انظار مجيئه
و جاء اليوم اخيرا و سمعت جرس الباب فخفق قلبي بشدة و احسست انه يكاد يخرج من بين ضلوعي
استرقت النظر من غرفتي و انا اراه يدخل و يسلم على ابي و اخي.. تذكرت كيف كان و كيف كان يلبس و كيف كان يمشي ، سبحان الله كانه شخص آخر ، حتى نظرته بدت اكثر اشراقا و مشيته اكثر رزانة ، سبحانك ربي
اخرجني من افكاري طرق خفيف على الباب، فتحت، فابتسم اخي و مد يده لي بصمت ابتسمت بخجل و تناولت يده و اتجهنا الى غرفة المعيشة
السلام عليكم و رحمة الله. قلت بصوت خافت
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته. رد هو
احسست بامر غريب في صوته.. لا ادري لماذا تذكرت حين سمعته ، نبرته المرتعشة عندما اخبرته اني ساتركه منذ ما يقارب السنة
جلست و انا احاول طرد شعور مزعج راودني
هناك...هناك امر ما يجب ان نتفق عليه اولا باذن الله قالها و هو يعبث باصابعه بتوتر واضح
خيرا ان شاء الله رد ابي بابتسامة متسائلة
لا بد انكم تساءلتم عن سبب تاجيلي لعقد الزفاف صحيح؟
اوما ابي منتظرا بقية كلامه
اتصل بي احد معارفي و اخبرني ان... ان هناك فرصة لـ... يعني ان شاء الله ساذهب..
حبست انفاسي و انا اسمع كلماته التي بدا عليه انه يبذل جهدا لاخراجها
ساذهب لـ (ـــــــ) اخواني هناك يحتاجونني و الدين يحتاج للنُّصرة غص بريقه فسكت ثواني ثم اكمل
داع الجهاد قد نادى و ليس من الاجابة بُدّ.. قالها بنوع من الحزم كانما يحاول ان يسكت صوتا في راسه يحاول ثنيه عن عزمه
ساد الهدوء المكان و كان الكل مطرقين اما انا فقد ظلت عيناي متعلقتين به و احسست ان كل مشاعر الدنيا تتنازعني
اردت ان اصرخ ان ابكي ان اضحك ان اعانقه ان ارمي بنفسي في حضنه ان اركض الي غرفتي...
اردت اشياء كثيرة جدا لم استطع فعل اي منها...
اجتاحني نوع من الفرح الممزوج بالغضب و الالم و.... الانانية ! فقد اردته ان يذهب لاخوانه و ينصر دينه و اردته ان يبقى معي ، لاجلي بقربي..
تدافعت دموع حارة من عيني بللت نقابي فعضضت على شفتي حتى لا تفضحني شهقاتي
و اكمل ، لم استطع اخباركم من قبل لاني انا نفسي تفاجأت به... على العموم لم يفت الوقت بعد يمكننا فسخ الخطبة و ..
قاطتعه: لا!!
التفت نحوي الجميع بدهشة
فاكملت باصرار : لماذا نفسخ الخطبة؟ انت ذاهب للجهاد و هذا واجبك ، فلماذا نلغي العقد؟؟
قد ابقى هناك سنين طويلة ، و قد ياسرونني !!
استعين بالله و انتظرك ..
قد لا اخرج ابدا و قد اموت !!
اصبر و احتسب..
تصبحين ارملة !!
قلت كلا ليس ارملة.. بل زوجة شهيد و تلوت الاية الكريمة {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}
قال مازلت شابة و الدنيا امامك..
لا حاجة لي بغيرك!!
سكت ثم قال ساغادر بعد شهر من الآن باذن الله
قلت و ان يكن!
نظرت حولي فاذا ابي ينظر الي باشفاق و اخي مطاطئ الراس، خلت على خده دمعة
و نظر هو الى ابي فقال : هل انتِ موافقة؟
نعم
هل انت متاكدة؟
اجل ابي متاكدة تماما باذن الله
على بركة الله اذن قالها ابي بصوت مرتجف
و عقد علي و اصبحت زوجته ، غريب... لم اعتقد يوما ان هذا سيكون احساسي حين اصبح زوجة من احببت..
فؤاد فارغ و افكار مشوشة و جسد منهك كاني كنت في معركة...
اغلقت بابي على نفسي و ارتميت على سريري ، وانتابتني رغبة ملحة للبكاء لكن الدموع ابت ان تنزل... حتى دموعي تخالف رغبتي ؛تتهاطل حين اود منعها ، تنحبس حين اكون في امس الحاجة اليها
بقيت على تلك الحال ملقاة على سريري افكر في ... لا شيء!! لم يكن في عقلي اي فكرة لا شيء سوى الفراغ ..فراغ قاتل اجتاح قلبي