أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=292868
557 3
#1

خاطرة في أعماق الخطر ! (بقلمي)

ازيكم يا حلوين .. يا رب تكونوا بخير ... خاطرة جديدة أرجو أن تعجبكن

في أعماق الخطر !

[size="5"]ها هي أولى قطرات السماء المكفهرة ، و قد اتخذت من وجهها مهبطًاً لها ، و لكنها لم تمانع ، فقد جاءت هذه القطرات لتنقذ دموعها من خطر الظهور ، فقد أرادت بشدة أن تمنعها من الخروج من حصون عينيها البندقية ، و لكن جفونها لم تستطع المقاومة ، فتدفق دموعها السريع لم يبق لهما أي قوة ، انهمرت دموعها الخائنة رغمًا عنها ، استغلت ضعفها ، و قهرت قوتها التي عانت لكي تحافظ عليها ، نظرت للسماء ، رأتها ممتلئة بالقطن المائل للسواد ، و زخات المطر لم تتوقف بل زاد انهمارها ، رأت الجميع من حولها يركض ، يسابق الزمن لكي ينجو بنفسه من سهام السماء القاتلة ، و لكنها كانت تسير ببطئ ، بملابس مبتلة بالكامل، بقدمين حافيتين ، شاعرة بلسعات البرودة تحرق خلاياها و تضمر النار فيها ، و لغرابة الأمر لم تشعر بأي برودة ، بل العكس تمامًا ، ربما خلاياها الملتهبة تمدها بالدفء ، و ربما لم تعد تبالي على أي حال ، احتضنتها أيادي الرياح المفاجئة ، و يا له من عناق قاسي ، فقد بث الألم في عظامها ، فجر أنهار الدم الحارة في جسدها ، أجبر ساقيها على الخضوع و الرجوع عدة خطوات للخلف ، أعاقتها نتوءات الأرض البارزة ، هوت بهوان على السطح القاسي ، و قد تلاشت قوتها المحاربة ، تهشمت كلوح من الزجاج الرقيق ، و لأول مرة لم ترد أن تقاوم ، ربما أرادت فقط أن تستسلم لهجمات ضعفها الغاشمة ، أو ربما توقفت عن المقاومة و أرادت أن تأخذ قسطا من الراحة ، تنفسها المرتعش لم يمنحها الراحة التي أرادتها ، صخب وقع أقدامهم العالي أزعج مسمعها ، حاولت أن تحجب سمعها عن هذا العالم الصاخب ، عزلت بصرها عن قسوة هؤلاء الناس الذي لم يتشجع أحد منهم و قدم لها يد المساعدة ، نعم فالمساعدة في هذا العصر تتطلب شجاعة و قلب جسور ! أحاطت نفسها بقوقعة عازلة ، لم تعد تسمع شيئًا سوى نوبة هلع دقات قلبها العالية ، و لم تعد ترى شيئًا إلا السواد الحالك ، هذه العزلة المؤقتة أخذتها لعالم آخر ، عالم خال من أناس عاجزين ، تغلف قلوبهم غشاوة من السواد و الغضب و الحقد ، يحسبون أن غضبهم قوة ، و ما هو إلا ضعف ساذج ! تقوس فمها راسمًا بسمة مسالمة ، فقد شعرت أخيرًا بالسلام يجتاح روحها ، و يعيد لها حريتها المدفونة ، رفعت الستار عن عينها ، فرأت سماء صافية ، تزينها طيور حرة أبية ، مالت برأسها قليلًا فرأت تموجات زرقاء هائجة ، شعت عيناها سعادة ، وقفت و سابقت الريح ، التي غمرتها بحنان هذه المرة ، ضحكت كما لم تضحك من قبل ، قفزت كطفلة صغيرة فرحة بحلوى العيد ، تعثرت و سقطت ، و تناثر شعرها على وجهها الطفولي ، ابتسمت و أزاحت تلك الشعيرات بلطف ، رفعت عينها عن الأرض ، و سرعان ما انطفأ لمعانها لحظة رؤيتها لتلك الموجة العاتية الهاجمة ، سمعت صرخة نابعة من أعماقها ، و لكن لم تكتمل ، فقد ابتلعتها تلك الموجة الشامخة و لم تسمح لتلك الصرخة بأن تهرب من داخلها ، فقدت وعيها للحظات ، ثم عاد مداهمًا باثًا فيها الإدراك مرة أخرى ، شعرت بثقل جسدها العاجز عن الحركة ، حاولت مرارًا و تكرارًا أن تنجو و لكن تذكرت أنها لا تستطيع السباحة ، لا تستطيع النجاة ، و لكن لا يسعها سوى المقاومة ، و فجأة ، ألقتها موجة أخرى على بر الأمان ، تنفسها المتردد أعاد إليها وعيها ، فتحت عينيها ، و لكن هذه المرة عاد إلى مسامعها صوت الخطوات الراكضة ، تذكرت ضعفها ، تذكرت تهشمها و تجاهل الناس لها ، داهمت تلك الذكريات عقلها بقوة ، داهمته بقوة أجبرتها على استعادة قوتها ، وعلى طرح ضعفها جانبًا ، و أجبرتها أيضًا على تذكر أن الزجاج المكسور يجرح بشكل أسوأ من السليم ، فربما تكون قابلة للكسر و لكن هذا الكسر هو الذي جبر جرحها ، و قتل ضعفها ، و أعاد قوتها ، وقفت و عزمت قواها على أن لا تسمح لأحد بأن يظهر جانبها الهزيل ، و صممت على أن تقاوم ، فتلك الموجة علمتها أنها لن تنجو سوى بالمقاومة ، و لا شيء غيرها حتى و لو كانت غارقة في أعماق الخطر !







و السلام عليكن و رحمة الله و بركاته .. في أمان الله



إظهار التوقيع
توقيع : pink Rony
#2

افتراضي رد: في أعماق الخطر ! (بقلمي)

رد: في أعماق الخطر ! (بقلمي)

إظهار التوقيع
توقيع : عہاشہقہة الہورد
#3

افتراضي رد: في أعماق الخطر ! (بقلمي)

رائعة
#4

افتراضي رد: في أعماق الخطر ! (بقلمي)

تسلم ايدك

إظهار التوقيع
توقيع : كيوت متل التوت


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصه جميله للاطفال قصة العصفوران سنبل وسوسو قصه للاطفال بقلمي جويريه حواديت وقصص الاطفال
قصة البطه بانو قصه جميله للاطفال قصه للاطفال بقلمي جويريه حواديت وقصص الاطفال
قصه الشبلين ساكو وشاكو قصه قصيره قصه للاطفال بقلمي جويريه حواديت وقصص الاطفال
كيف أنساك حبيبي كيف أنساك كيف أنساك بقلمي جويريه أقلام عدلات الذهبية
رومني يسخر من استعانة نتانياهو برسم مبسط لشرح الخطر النووي الإيراني لولو حبيب روحي اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 12:04 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل