رد: قصه طويله الحب وهاجس الانتقام
اقتربت كاميليا من جدها وامسكت يده وقال بترجي :
_ ارجوك جدي اخبرني عن هذا الحادث ابي كان يرفض دائما التكلم عن أمي
ضغط عيسى على يد كاميليا :
- اهدأي عزيزتي ساحكي لك عن كل شيء هيا لنجلس
رافقت كاميليا جدها للصالة ، جلس عيسى بصعوبة فوق الكنبة اما كاميليا فجلست مقابلة له صمت عيسى لبرهة يحاول استرجاع الذكريات ثم قال :
_ أنا ياعزيزتي كنت رجلا بسيطا اعمل من اجل قوت يومي واعيش في حي شعبي كنت متزوجا امرأة تدعى عائشة اقل مايقال عنها رائعة ، رزقنا ببنتين توأمين مريم وماريا كنا نعيش حياة بسيطة وسعيدة كبرت الفتاتان وكانتا جميلتان جدا مثل والدتهما لكنهما كانتا مختلفتان في الشخصية فمريم كانت فتاة رزينة تعيش ببساطة وكانت راضية بمستوانا المعيشي ، اما ماريا فقد كان حلم حياتها هي ان تتزوج رجل اعمال فاحش الثراء فهو كما كانت تقول الوحيد القادر على إخراجها من هذا البؤس الذي كانت تعيش فيه
ابتسمت كاميليا بحسرة :
_ سبحان الله لايوجد شخص يشعر بالراحة في هذه الدنيا خالتي ماريا كانت تملك عائلة رائعة اب وام واخت ماذا تريد اكثر من ذلك هل تظن ان المال هو من سيجلب لها السعادة ، أنا ابنة صاحب اقوى مجموعة شركات في فرنسا من يراني سيعتقد أني اسعد انسانة في هذا الكون لكن المال ليس هو كل شيء فانا كنت أعيش في قصر واسع مع والد لايسأل عني الا اذا نسي ذلك كنت اتمنى فقط لو ان أمي كانت على قيد الحياة لو كنت املك اخا او أختا ان خالتي ماريا كانت تعيش في نعمة كبيرة لكنها لم تشعر بقيمتها.
سحب عيسى كاميليا اليه وضمها بكلتا يديه اما هي فقد وضعت رأسها على صدره والدموع تنهمر من عينيها ثم قالت :
_ أتعلم يا جدي ابي لم يحظني يوما
مسح عيسى دموع كاميليا وقال
: _ فلتعذريه ياابنتي مروان قاسى الكثير في حياته
ربث عيسى على كتف كاميليا ثم أضاف:
_هل اكمل ماكنت احكي لك ياعزيزتي.
حركت كاميليا رأسها بالايجاب ، عندها استرسل عيسى قائلا :
_ وذات يوم جاء مروان طالبا يد مريم بعد ان طاردها كثير كما حكى لنا لكنها لم تعره اهتمام رغم انه كان فاحش الثراء وهكذا أغرم مروان بمريم وقرر ان تكون هي شريكة حياته ، عندما جاء لخطبتها سألت عن عائلته واخبرني انه ولد في فرنسا من اب مغربي وام فرنسية وان والديه قد افترقا منذ ان كان صغيرا مربية المنزل هي من ربته طلبت رأي مريم فأخبرتني بانها موافقة لذلك فقد حددت مع مروان موعد الزواج ، لكن عائشة لم توافق أبدا على هذا الزواج واخبرتني ان اطلب من مروان الزواج بماريا بدل مريم فلقد كانت خائفة من رد فعل ماريا وان تقوم بالحقد على مريم لانها تزوجت رجلا غنيا وماريا لا لكن لم أوافق أبدا على طلب عائشة فمروان يريد مريم لماذا إذن سنرغمه على الزواج بماريا وكنت اقول لها ان الأرزاق بيد الله وربما تتزوج ماريا برجل افضل من مروان ، وفي ليلة زواج مريم ومروان حدث ما لم يكن بالحسبان
رفعت كاميليا راسها من حظن جدها وقالت باستغراب :
_ مالذي حدث
أجاب عيسى وقد خنقته العبرة :
_ كان كل شيء على مايرام مريم وترتدي فستانها التقليدي الابيض وكنا ننتظر جدتك وماريا للذهاب لقاعة الأفراح لكنهما تأخرتا كثيرا ذهبت مريم لتناديهما لكن باب الغرفة كان مغلقا ولم يجبها احد عندها كسرت أنا ومروان الباب وكانت المفاجآة ، صمت عيسى لبرهة وقال والدموع تنهمر من عينيه : -لقد كانت عائشة مستلقية فوق الارض وبجانبها سم الفئران
فتحت كاميليا فمها من شدة الدهشة
_ ماذا هل جدتي انتحرت لماذا قامت بذلك جدي وخالتي ماريا اين وجدتموها،
نظر اليها عيسى بحسرة وقال :
-لم يعرف احد سبب انتحار عائشة اما ماريا فلم نجد لها اثر ،
نظرت اليه كاميليا باستغراب :
_هل اختفت ؟ ،
أجاب عيسى :
_ اجل ياعزيزتي لم اعد اعرف عنها شيئا ليومنا هذا
نظرت كاميليا لجدها بأسف :
_ إذن تحول الزفاف لمآتم
ضغط عيسى على اسنانه وقال :
_ اي ام تفعل بابنتها هذا
حضنت كاميليا جدها بقوة وقالت :
_ ربما خالتي وجدتي كانتا تخفيان شيئا
أجاب الجد :
_ مهما كان الامر فهذا لايشفع لها ان تذمر حفل زواج ابنتها بهذه الطريقة لكن لا استطيع سوى ان اطلب لها الرحمة والمغفرة ففي اخر أيامها شعرت انها تغيرت كثيرا لم تعد عائشة التي عرفتها من قبل
دفنت كاميليا رأسها في حظن جدها :
_ الله يرحمها ويرحم أمي وأبي وجميع أموات المسلمين
ابتسم الجد بحسرة وقال :
_ بعد وفاة عائشة ومرور اربعين يوما تزوجت مريم مروان بعقد زواج فقط ولم نقم اي حفل وبعد عشر اشهر من زواجهما انجبت مريم طفلة صغيرة في غاية الجمال و تشبه كثيراً زهرة الكاميليا لذلك فقط اختارت لك مريم اسم كاميليا
ابتسمت كاميليا وهي لاتزال في احظان جدها ، اما هو فاكمل حديثه وقال :
_ عندما شارفت على إكمال السنة كان مروان مدعوا لحفل عشاء بمدينة الرباط لذلك فقد أخد معه مريم ، واحظر لك أنت ومهدي مربية لتقوم برعايتكما الى ان يعودا من الحفل ،
رفعت كاميليا راسها :
_ من يكون مهدي
، أجاب الجد :
_ مهدي هو ابن امينة صديقة مريم الحميمة لقد كانت ارملة وكانت مريم تقوم برعايته لذلك فقد كان طول الوقت في بيتها هو يكبرك بسنتين لقد كانت تحبه مريم بجنون قبل ان تتزوج مريم كانت تتمنى دائما ان تلد فتاة وتزوجها مهدي فلقد كانت تعشقه بجنون وعندما انجبتك اصبحت انت خطيبة مهدي وزوجته المستقبلية
ضحكت كاميليا من كلام جدها وقالت :
_ وأين هما الآن
صمت الجد لبرهة ثم قال :
_ في الحقيقة لم اعد اعرف عنهما شيئا لقد سمعت انها تزوجت رجلا ثريا وانتقلت للعيش معه رفقة أبنائها وبعد ذلك لم اعد اعرف عنها شيئا
نظرت كاميليا لجدها وقالت :
_ والان حان الوقت لتخبرني عن الحادث ،
طأطأ عيسى راسه وقال :
_ عندما اخبرتني مريم انها احظرت مربية لرعايتك انت ومهدي وأنها رافقت مروان مرغمة لانها لم ترتح لهذا السفر لم ارتح لذلك أبدا وذهبت بسرعة لبيت والديك ثم طلبت من المربية ان تغادر لأني سارعاكما بنفسي ، وفجأة توصلت باتصال هاتفي يخبرني ان والديك قد تعرضا لحادث سير خطير عندها قمت باحظارك انت ومهدي لامينة، وذهبت بسرعة للمستشفى لافاجئ بوفاة مريم وأن مروان حالته خطيرة وهو تحت العناية المركزة وبعد استيقاظ مروان من غيبوبته قامت الشرطة بإجراء تحقيق وعرفوا ان مروان قد تناول حبوبا منومة ونام وهو يقود وأخبرهم مروان ان المربية هي من احضرت اليه الماء وتأكد كلامه حينما وجدوا الحبوب المنومة في المطبخ وعندما قاموا بالتحقيق مع المربية أخبرتهم ان هناك احد الاشخاص قد دفع لها لتفعل بمروان هذا وتقوم بقتل ابنته وأنها لا تعلم أبدا مالدافع وراء ذلك ، سجنت المربية وهي ترفض الاعتراف بالرجل الذي دفع لها وفي اول جلسة للتحقيق في القضية وجدوا المربية ميتة في زنزانتها واظهر الطب الشرعي انها ماتت منتحرة وهكذا اغلقت القضية بدعوى ان الجانية قد ماتت ، اما مروان فعندما تعافى كان دائما يردد انه سبب وفاة مريم لكنه رفض ان يخبرني لماذا وقرر ان يأخذك ويعود لفرنسا بدون عودة لعله يستطيع نسيان كل شيء وقطع علاقته تماماً بهذا البلد الذي عاش في اسوء مأساة في حياته
قامت كاميليا من مكانها واتجهت للنافدة ثم قالت :
- أنا آلان افهم ابي جيدا فهو قد مر بأصعب شيء يمكن ان يعيشه وهو وفاة محبوبة قلبه بسببه ، اشعر ان ابي على حق وان هناك شخص كان يحاول الانتقام من ابي وفعل كل هذا ، ساعيد فتح هذه القضية وسأحقق في كل جزء منها لعلي اجد خيطا صغيرا يدلني على هذه الحقيقة الغامضة
قام عيسى من مكانه وحظن كاميليا :
- حاولي ان تنسي كل شيء ياابنتي عيشي حياتك وانسي هذا الماضي فهذا مكان يسعى اليه والدك هو ان يبعدك تماماً عن قصة الانتقام المجهولة هذه انت لاتعرفين من كان يريد الانتقام من والدك ولماذا ، ربما اذا عرفت الحقيقة ستصدمين بقساوتها ،
ضغطت كاميليا على أسنانها بعنف :
- مستحيل ان انسى ياجدي مستحيل ان يظل شخص دمر عائلة بأكملها حرا طليقا ومن دون عقاب .
(...) مر شهران وكاميليا تعيش رفقة جدها في منزل والديها لكنها لم تنسى أبدا موضوع التحقيق في القضية وحاولت فتح قضية والدها من جديد لكنها لم تجد اي خيط يدلها على الحقيقة وكانت كاميليا قد تعلمت اللهجة المغربية وزارت عدة مدن مغربية وتعلمت أيضاً الطبخ المغربي وكانت هذه السنة احلى سنة في حياتها ، كانت تكلم جمال كثيراً في الهاتف لكن اكثر شيء كان يقلقها هو جمال الذي كان دائما يتحجججججججججججج بانه مشغول عندما تطلب منه كاميليا ان يزورها في المغرب وكذلك ريم فقد كانت دائمة الاتصال بها
وفي صباح مشمش أفاقت كاميليا من نومها وطلبت من الخادمة اعداد الفطور وذهبت هي لتوقظ جدها ثم بدأت تطرق باب الغرفة بهدوء وهي تقول :
- جدي عزيزي هيا استيقظ انها العاشرة هيا بسرعة لنتناول فطورنا ونخرج لنتمشى امام شاطئ البحر.
لكن جدها لم يجبها عندها فتحت كاميليا الباب وبدأت توقظ جدها وضعت يدها على يده لقد كانت باردة كالثلج
نهاية الفصل الثاني