أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=308797
759 6
#1

130003 كانَ ما كان

كانَ ما كان

كانَ ما كان
في رُبى لُبنان
شاحِبٌ كَالطَيف
أَهيَفٌ أَسمَر
ضامِرٌ كَالسَيف
أَو أَضمَر
خَدَرُ الرُؤيا عَلى عَينَيه
وَاِرتِعاشُ الحُبِّ في فَمِهِ
عَرَقُ الوَحيِ عَلى صُدغَيه
فاضَ مِن دَمِهِ
قَلبُهُ ما أَبعَدَ الآثام
عَن هَواهُ عَن لَياليهِ
وَالهَوى إِن راحَ يُخفيهِ
حَدَّثَت عَن سِرِّهِ الأَحلام
وَأَغانيهِ
وَالحَوَر سَهران
موهَنَ الخَضرِ
وَالقَمَر سَكران
في النَهرِ
وَالرُبى أَلوان
كانَ ما كان
بَكَّرَ العُصفور
دونَ ميعادِ
وَاِستَفاقَ النور
في الوادي
وَالصَبا لَمّا تَزَل سَكرى
تَخبِطُ الدوحَ وَتَمرُدُهُ
وَبِرِفقٍ تَعطِفُ النَهرا
لا تُجَعِّدُهُ
وَالنَدى يَصحو عَلى العُنقود
فَكَحُلمِ الطِفلِ مَبسِمُهُ
وَشِفاهُ الشَمسِ تُطعِمُه
وَتُرَوّي كَنزَهُ المَرصود
حينَ تَلثِمُهُ
وَالدُمى الأَجفان
وَالشَذا العابِر
كُلُّها أَلوان
لِلشّاعِر
كُلُّها أَلحان
كانَ ما كان
هذِهِ الأَلواح
في رُبى زَحلَه
كَالهَوى وَالراح
وَالقُبلَه
جِنَّةُ الأَظلالِ تَرسُمُها
وَعَروسُ النورِ تُحييها
عَبقَرٌ النورِ تُحييها
عَبقَرٌ حَتّى جَهَنَّمُها
عَرَّشَت خَضرا بِواديها
دَرَجَت فيها مُخَيَّلَتُه
شاعِرُ الأَحلامِ وَالحُبِّ
وَاِرتَوَت مِن نَهرِها العَذبِ
تَأخُذُ الأَصباغَ اَخيِلَتُه
مِن دَمِ القَلبِ
حُبُّهُ النَشوان
مِن جَنى السِحرِ
غائِمٌ سَهران
لِلفَجرِ
ذاهِلٌ حَيران
كانَ ما كان
غَرَّبَ الشَحرور
وَالنَوى جُرحُ
فَالمَسا مَهجور
وَالصُبحُ
قالَتِ الأَغصانُ لِلنَهرِ
ذاتَ يَومٍ أَينَ شادينا
ما دَهى حُلقومَهُ السِحري
لا يُغَنّينا
وَالسَواقي قُلنَ لِلزَهرِ
أَينَ مَن كانَ يُناجينا
يَملأُ تَلاحينا
ما دَهاهُ فيمَ لا يَجري
ظِلُّهُ فينا
وَالهَوى الظَمآن
قالَ لِلبانِ
لا أَرى مَن كان
يَرعاني
كانَ ما كان
عِشتِ يا أَغصان
عِشتَ يا نَهرُ
الهَوى رَيّان
وَالشِعرُ
فَالدُمى في الكَرمِ ناهِدَةٌ
وَعَلَيها الطلُّ في حَرَمِ
كَرِضاعِ الحُبِّ جامِدَةٌ
نُقَطٌ مِنهُ عَلى الحَلَمِ
وَرَشاشُ العِطرِ وَالأَنغام
وَخَريرُ الجَدولِ الكَوثَر
وَالحَلبُ الخَمرُ وَالعَنبَر
حُمِلَت مِن شاطيء الأَحلام
لِذُرى عَبقَر
فَالمَسا المَلآن




مِن دَمِ الكَرمِ
لَم يَزَل يَهمي
مِثلَما كان
بِبَنانِ النور
لَم يَزَل هاروت
يَفرِشُ الياقوت
في المَدى المَسور
وَعَلى هَودَجِهِ الهادي
يَنفُثُ اللَيلُ مصابيحَه
وَسَريرُ الحُبِّ في الوادي
لَم يَزَل لِلطَيرِ أُرجوحَه
كُلُّ ما مَرَّ بِنا يَبقى
ثابِتَ اللَونِ كَما كانا
إِنَّما الأَرواحُ أَحيانا
حَسبَما تَسفُلُ أَو تَرقى
تُكسِبُ الأَشياءَ أَلوانا
وَالهَوى إيمان
لَم يَزَل ناضِر
في دَمِ الشاعِر
مِثلَما كانَ
في رُبى الأَسرار
حَيثُ لا شَهوَه
قالَتِ الأَزهار
لِلرَّبوَه
أُنظُري عَينَيِ يا أُمّي
فَالهَوى باقٍ بِعَينَيهِ
جَفنُهُ كَم ذابَ في حُلمي
كُحلُ جَفنَيهِ
ما أُحَيلى هذِهِ الخَلوَه
هَل سَمِعتِ الحُبِّ يا أُختِ
عادَ مُشتاقاً كما عُدتِ
فَأَجابَت أُمُّها الرَبوَه
عادَ يا بِنتِ
قَلبُهُ الوَلهان
هكذا كانا
عادَ وَلهانا
مِثلَما كان


الياس ابو شبكة


كانَ ما كان




إظهار التوقيع
توقيع : sηfoorћ♪' 
#2

افتراضي رد: كانَ ما كان

قصة حلو
#3

افتراضي رد: كانَ ما كان

برك الله فيكى
#4

افتراضي رد: كانَ ما كان

بارك الله فيك
#5

افتراضي رد: كانَ ما كان

رد: كانَ ما كان

إظهار التوقيع
توقيع : زهرة الوادى 2
#6

افتراضي رد: كانَ ما كان

جمييل جدا
إظهار التوقيع
توقيع : عطر المحبه
#7

افتراضي رد: كانَ ما كان

مشكورة
إظهار التوقيع
توقيع : رنيم القرآن


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصص القرآن الكريم .. حبيبة أبوها القرآن الكريم
الانثى انا دلوعة اوووى المنتدي الادبي
صورهـ حقيقيهـ لمحمد - صلى الله عليه وسلم - متع ناظريك ! توتى 1 السنة النبوية الشريفة
[قصص مرعبة] الحافلة مظلمة My Sweat Heart قصص - حكايات - روايات
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم لؤلؤة الايمان السنة النبوية الشريفة


الساعة الآن 07:29 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل