أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129127 السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

السيـــــرة النبويــــة
الجزءالسابـــــع




السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

تبشــــــير اليهود والنصــارى بظهور النبى قبل البعثة:

حدّث عاصم بن عمرو بن قتادة عن رجال من قومه قالوا: إنما دعانا للإسلام مع رحمة الله تعالى لنا ما كنا نسمع من أحبار يهود، كنا أهل شرك وأصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: قد تقارب زمان نبي يبعث الان نقتلكم معه قتل عاد وإرم. فكثيرا ما نسمع ذلك منهم.
فلمّا بعث الله رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم أجبنا حين دعانا إلى الله وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به، فبادرناهم إليه فامنا وكفروا.
قال تعالى:
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) البقرة)
__أي: ولما جاءهم كتاب من عند الله على يد أفضل الخلق وخاتم الأنبياء, المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة, وقد علموا به, وتيقنوه حتى إنهم كانوا إذا وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب, استنصروا بهذا النبي, وتوعدوهم بخروجه, وأنهم يقاتلون المشركين معه، فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا, كفروا به, بغيا وحسدا, أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فلعنهم الله, وغضب عليهم غضبا بعد غضب, لكثرة كفرهم وتوالى شكهم وشركهم. { وللكافرين عذاب مهين } أي: مؤلم موجع, وهو صلي الجحيم, وفوت النعيم المقيم، فبئس الحال حالهم, وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله, الكفر به, وبكتبه, وبرسله, مع علمهم وتيقنهم, فيكون أعظم لعذابهم.
وكان أمية بن أبي الصلت المتنصر(اى المسيحى) العربي كثيرا ما يقول: إني لأجد في الكتب صفة نبي يبعث في بلادنا.
وحدّث سلمان الفارسي رضي الله عنه عن نفسه أنه صحب قسيسا « هوصاحب عمورية، والذين صحبوا سلمان من النصارى كانوا على الحق على دين عيسى بن مريم وكانوا بضعة عشر. وفي البخاري تداول سلمان بضعة عشر من رب إلى رب.
__فكان يقول له: يا سلمان إن الله يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج من جبال تهامة، علامته أن يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وهذا الحديث كان من أسباب إسلام سلمان.

ولما راسل عليه الصلاة والسلام ملوك الأرض لم يهن كتابه إلّا كسرى الذي ليس عنده علم من الكتاب، وأما جميع ملوك النصارى كالنجاشي ملك الحبشة، والمقوقس ملك مصر، وقيصر ملك الروم، فأكرموا وفادة رسله.

ومنهم من آمن كالنجاشي، ومنهم من ردّ ردّا لطيفا وكاد يسلم لولا غلبة الملك كقيصر، ومنهم من هادى كالمقوقس ولم يكن عليه السلام في قوّة يرهب بها هؤلاء الملوك اللهم ما ذاك إلّا لأنهم يعلمون أن المسيح عليه الصلاة والسلام بشّر برسول يأتي من بعده.

ووافقت صفات رسولنا ما عندهم فأجابوا بالتي هي أحسن، وأما ما سمع من الهواتف والكهان قبيل زمنه فهو ما لا يدخل تحت حصر.. وليس بعد ما ذكرته لك زيادة لمستكثر. ومع ذلك كله فالأعمال التي جاد الله بها على يديه والأقوال التي أتانا بها أعظم مقوّ لحجته ومؤيد لدعوته.

وسيأتي عليك بيان ذلك كله بأجلى بيان فتأمله ترشد هداك الله إلى الصراط السويّ.

السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع
بــــدء الوحـــــــــي
لما بلغ عليه الصلاة والسلام سن الكمال وهي أربعون سنة أرسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا ليخرجهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم وكان ذلك في :
17 رمضان سنة 13 قبل الهجرة وذلك يوافق يوليو سنة 610 وأول ما بدىء به الوحي الرؤيا الصادقة.
فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصبح «مثل إنارته» وذلك لما جرت به عادة الله في خلقه من التدريج الأمور كلها حتى تصل إلى درجة الكمال

(وكان نزول الوحي عليه صلّى الله عليه وسلّم في أحوال مختلفة فمنها النوم ومنها أن ينفث في روعه الكلام ومنها في مثل صلصلة الجرس ومنها أن يمثل له الملك رجلا ومنها أن يتراءى له جبريل في صورته ومنها أن يكلمه الله من وراء حجاب إما في اليقظة كما كان في ليلة الإسراء وإما في النوم فهي ستة أحوال).

__ومعلوم أنه من الصعب جدا على البشر تلقّى الوحي من الملك لأول مرة، ثم حبّب إليه عليه الصلاة والسلام الخلاء «الانفراد» ليبتعد عن ظلمات هذا العالم وينقطع عن الخلق إلى الله فإن في العزلة صفاء السريرة.
وكان يخلو بغار حراء «جبل على مقربة من مكة والغار ثقب فيه، وهو أول موضع نزل فيه القران» فيتعبد فيه الليالي ذوات العدد، فتارة عشرا.

وتارة أكثر إلى شهر. وكانت عبادته على دين أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ويأخذ لذلك زاده، فإذا فرغ رجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحقّ وهو في غار حراء: فبينما هو قائم في بعض الأيام على الجبل إذ ظهر له شخص وقال: أبشر يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله إلى هذه الأمة.

ثم قال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارىء، فإنه عليه الصلاة والسلام أمي لم يتعلم القراءة قبلا.

__ فأخذه فغطه «ضمه وعصره» بالنمط الذي كان ينام عليه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال: اقرأ قال: ما أنا بقارىء، فأخذه فغطّه ثانية ثم أرسله، فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارىء، فأخذه فغطه الثالثة، ثم أرسله فقال:
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ «سورةالعلق»

فرجع بها عليه الصلاة والسلام يرجف فؤاده ممّا ألمّ به من الرّوع «الفزع» الذي استلزمته مقابلة الملك لأول مرة

__فدخل على خديجة زوجه، فقال: زمّلوني «لفوني في ثوبي من شدة ما حصل له، وعادة ما تخف الرعدة بالتلفف) .» زمّلوني، لتزول عنه هذه القشعريرة «أي رعدة» فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي لأن الملك غطّه حتى كاد يموت، ولم يكن له عليه الصلاة والسلام علم قبل ذلك بجبريل ولا بشكله

__ فقالت: كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم «الذي لا مال له.» وتقري الضيف «أي تهيء له الضيافة» وتعين على نوائب الحق «شدائد الأمور» ، فلا يسلط الله عليك الشياطين والأوهام ولا مراء أن الله اختارك لهداية قومك، ولتتأكّد خديجة مما ظنته أرادت أن تتثبت ممّن لهم علم بحال الرّسل ممن اطّلعوا على كتب الأقدمين،
__ فانطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل ابن عمها، وكان أمرأ قد تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي ،
__ فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك «قالت ذلك على سبيل الاحترام» ، فقال يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره عليه الصلاة والسلام خبر ما رأى.

__فقال له ورقة: هذا الناموس «صاحب الوحي أي هو جبريل عليه السلام وهو صاحب سر الملك» الذي نزّل الله على موسى، لأنه يعرف أن رسول الله إلى أنبيائه هو جبريل، ثم قال: يا ليتني فيها جذعا (شابا جلدا) إذ يخرجك قومك من بلادك التي نشأت بها لمعاداتهم إيّاك وكراهيتهم لك حينما تطالبهم بتغيير اعتقادات وجدوا عليها اباءهم، فاستغرب عليه الصلاة والسلام ما نسب مع ما يعلمه من حبّهم له لاتّصافه بمكارم الأخلاق وصدق القول حتى سمّوه الأمين،
__ وقال: أو مخرجيّ هم ؟
قال: لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلّا عودي.
وقد نطق بذلك القران الكريم. قال تعالى:

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا)سورة إبراهيم اية (13)
__ ولتمام تصديق ورقة برسالة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام قال: وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا «شديدا» (معضدا) ثم لم يلبث ورقة أن توفي.
بارك الله فيكم على طيب المتابعة
نكمل فى الجزء القادم باذن الله تعالى

المراجع:
نور اليقين للخضرى محقق

السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابعالسيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

جزاكى الله خيرا

إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
#3

افتراضي رد: السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

بارك الله فيكى حبيبتى

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع

رد: السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالسابع
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
السيـــــرة النبويـــــــة الجزء السادس أم أمة الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
السيـــــرة النبويـــــــة الجزءالخامس أم أمة الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
السيرة النبويـــــــة ( الجزء الثاني) أم أمة الله قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 07:39 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل