تناظر الفجر والليل
وكانت الدمعة هي الحكم....
فقالت الاسبقية لليل بالكلام...
قال الليل: استر العراة، اجير الهارب الخائف
اخفي تحت جنحي المطارد المطلوب
ما انت تكشف اسراري
وتنكر جميل افعالي
الا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
قال الفجر: انا مفرج الهموم، مجلي الغموم، فيَّ يجد المنتظر ظالته
والسائل حاجته، اما انت .......
ملجأ للمعانات ... ومأوى للاحزان... كيف اجازيك على مآسيك
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الليل: أنا مصدر للعظماء، ملهم الشعراء، يجد فيني القادة مجالا للتفكير
ومن سكوني يصوغ الشعراء نبض المشاعر....
اما انت يكثر فيك الغوغاء... وظهورك يبدد الاجواء
الا تكون لي الافضلية؟؟
قال الفجر: انا محقق الامال، مترجم الاقوال افعال، خطوطي تبشر التائه الضائع ، ومن ضوئي يستمد الطامح الطالع،
اما انت... يحاك فيك الغدر
في ظلمتك تكمن اباطيل السحر
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الليل: انا رفيق الاتقياء الاخفياء، صديق الصالحين الاولياء
يكثر في جوفي الذكر وفيه يرتفع الشكر،
اما انت... معكر صفاء الخلوة.... تأتي من ورائك كل بلوة
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الفجر: انا واحة للجهاد، تلتحم في ساحاتي الجياد، من حولي تتسابق الفرسان، وقد تعلقت قلوبهم بالجنان،
اما انت... تعانق الجبناء... تخذل الحكماء والنبلاء
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الليل: سمّاني الخالق سباتا، تأوي اليّ العيون، وجعلني للذاكرين قياما
أحتضن ارواح التائبون،
اما انت.... مفرق الحسنات... تجتمع فيك السيئات
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الفجر: خصني الرحمن بقرآن الفجر، بتلاوته يحط الذنوب
وجعلني للعاملين معاشا، ولتعمير الجيوب
اما انت.... مظلة للمعاصي .... فيك تتغير المعاني...
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الليل: لي قمراً يتغنى بها العشاق، ولي نجوما حديثها الاشواق
اما انت... يبغضك المحبين... ياقاطع سلوة العاشقين
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
قال الفجر: لي شمسا يفرح بها المظلومين، ولي نسيما تستنشقه انوف الصامدين،
اما انت.... بعد النصف تتوارى قمرك.... وببزوغ شمسي ينتهي ظلامك
الا تكون لي الافضلية؟؟؟
فقاطعتهما الدمعة ...
وقالت: يكفيكما جدالاً فلن تتفقا ابدا
قالا لماذا؟؟؟
قالت: مازلتما تتعاقبان عليّ... بل تتعاونان على ان لا اجف
مادامت سماتكم تحمل ماينغص الحال ....
فرجعا الى التخاصم كعادتهما
.........
وبقيت الافضلية للدمعة......
تقبلوا تحياااااتي