أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=33495
1935 3
#1

للعاقلات فقط

وددت أن أقرأ معكم ذلك الكتاب الممتع


كتاب " للعاقلات فقط "
للكاتب : جمال عبدالرحمن إسماعيل


للعاقلات فقط

المقدمة


الحمد للَّه ، والصلاة والسلام على رسول اللَّه ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد :
فإن العقل أصل الفضائل ، وينبوع الآداب ، وخير المواهب ، وأفضل رزق الوهاب ، وصدق القائل :
وأفضلُ قَسْمِ اللَّهِ للمرءِ عقلُهُ
فليس من الأشياء شيء يُقاربهْ
إذا أكمل الرحمنُ للمرءِ عَقْلَهُ
فقد كملت أخلاقُهُ ومآرِبُهْ

وبالعقل تُعرف حقائق الأمور ، ويُفْصَلُ بين الخيرات والشرور ، إذا تم في الإنسان سُمِّيَ عاقلاً ، وكان نصيبة من الرشد كاملاً .
والعاقل من عقل عن اللَّه أمره ونهيه ، واتَّبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتفى أثره ، واجتنب محارم اللَّه ، وأدّى فرائضه جل وعلا ، ثم تنَفَّل بالصالحات وتزود من فعل الخيرات .
وشر البلية والمصائب ؛ إهمال العقل ، وإلغاء الفهم ، فهو السبيل إلى جهنم ، وقد قال اللَّه تعالى عن أهل النار : { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [ الملك : 10 ] .
وفي كتابنا هذا نتعرض لنماذج من سير أعلام العقلاء ، ليس من الرجال ، ولكن من النساء ؛ لترى كل مسلمة فيها القدوة الحسنة والسيرة العطرة ، ومن هنا تحدد موقفها بصراحة ووضوح ، هل استعملت عقلها أم ألغت فهمها ؟ هل تزداد من اللَّه قُربًا ، أم تزداد عنه بعدًا ؟
واللَّه من وراء القصد ، وهو الهادي إلى سواء السبيل

للعاقلات فقط

1- العاقلة ومراقبة ربِّها


ذكر ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيره لقوله تعالى : {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ... } الآية [ البقرة : 226] قصةً في المراقبة للَّه والخوف منه(1)، حدثت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد كان يعس بالمدينة كعادته ، فسمع امرأة كان زوجها قد خرج غازيًا في جيش عمر ؛ تقول :
طال هذا الليل وازورَّ جانبه
وليس إلى جنبي خليل ألاعبُهُ
فواللَّهِ لولا اللَّهُ أني أُراقبُه
لَحُرِّك من هذا السريرِ جوانبُهْ
مخافةُ ربي والحياءُ يَصُدُّني
وأُكْرِمُ بَعْلِي أن تُنَالَ مَراكِبُهْ
فمراقبة تلك المرأة ربها وخشيتها إياه كانت حائلاً بينها وبين دخول أجنبي عليها .




__________________________________________________ _



( 1 ) تلخيص الحبير لابن حجر (ج1 ص 220) ، والمغني (ج7 ص416) ، وقال : روى أن عمر رضي الله عنه كان يطوف ليلة في المدينة ، فسمع امرأة تقول ... وذكر الأبيات السابقة ، فسأل عمر نساءً : كم تصبر المرأة عن الزوج ؟ فقلن : شهرين ، وفي الثالث يقل الصبر، وفي الرابع ينفد الصبر . وفي التلخيص : فكتب إلى أُمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم أربعة أشهر أن يردوهم . ويروى أنه سأل عن ذلك حفصة ، فأجابت بذلك .

للعاقلات فقط

2- العاقلة والثقة فيما عند اللَّه

روى البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : جاء إبراهيم عليه السلام بأم إسماعيل (( هاجر )) وابنها إسماعيل ، وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة (( شجرة )) فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هناك ، ووضع عندهما جرابًا ( كيسًا ) فيه تمر ، وسقاءً فيه ماء ، ثم قفَّى إبراهيم عليه السلام منطلقًا ، فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟! قالت له ذلك مرارًا وهو لا يلتفت إليها !! فقالت : آللَّه أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذًا لا يضيعنا .
فهل ضيعها اللَّه ؟ كلا ؛ لقد أكرمها إكرامًا تتحدث به الدهور والأيام والخلق والأنام ؟! فاللَّه لا يضيع أجر المحسنين ولا إيمان المؤمنين .

وهذه أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها سألها مسكين وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف ، فقالت لمولاة لها : أعطيه إياه ، فقالت : ليس لك ما تفطرين عليه ، فقالت : أعطيه إياه، ففعلت ، قالت : فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يهدى لنا ، شاة وكفنها ، فدعتني عائشة فقالت : كلي من هذا فهذا خير من قرصك .
قال العلماء : هذا من المال الرابح والفعل الزاكي عند الله تعالى ، يعجل منه ما يشاء ولا ينقص ذلك مما يدخر عنده ، ومن ترك شيئًا لله لم يجده فقده ، وعائشة رضي اللَّه عنها في فعلها هذا من الذين أثنى اللَّه عليهم بأنهم يؤثرون على أنفسهم مع ما هم فيه من الخصاصة ، وأن من فعل ذلك فقد وقي شح نفسه ، وأفلح فلاحًا لا خسارة بعده ، ومعنى شاة وكفنها ؛ فإن العرب أو بعض العرب أو بعض وجوههم كان هذا من طعامهم، يأتون إلى الشاة أو الخروف إذا سلخوه غطوه كله بعجين البر ، وكفنوه به ثم علقوه في التنور فلا يخرج من وَدَكِه شيء إلا في ذلك الكفن ، وذلك من طيب الطعام عندهم
تفسير القرطبي (ج18، ص 26)


للعاقلات فقط


3- العاقلة وثمرة حفظها لربها


عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ))
صحيح الجامع ( ح 3795) .
انظري يا أختاه لما صنعته أم شريك من المعروف .
عن ابن عباس قال : وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤي ، فأسلمت ، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرًّا فتدعوهن وترغبهن في الإسلام ، حتى ظهر أمرها لأهل مكة ، فأخذوها وقالوا لها : لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ، ولكنا سنردك إليهم ، قالت : فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره ، ثم تركوني ثلاثًا لا يطعمونني ولا يسقونني ، قالت : فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه ، فنزلوا منزلاً وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا وحبسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا ، فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء عليّ برد منه ، ثم رفع ، ثم عاد فتناولته ، فإذا هو دلو ماء ، فشربت منه قليلاً ، ثم نزع مني ، ثم عاد فتناولته فشربت منه قليلاً ، ثم رفع ، ثم عاد أيضًا ، ثم رفع ، فصنع ذلك مرارًا ، حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي ، فلما استيقظوا ، فإذا هم بأثر الماء ، ورأوني حسنة الهيئة ، فقالوا لي : انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه؟ فقالت : لا واللَّه ما فعلت ذلك ، كان من الأمر كذا وكذا ، فقالوا : لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا ، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها ، وأسلموا بعد ذلك
(الإصابة ( ج8، ص 238) .

4- العاقلة والحرص على طلب العلم والسؤال عن الدين


جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول اللَّه ، ذهب الرجال بحديثك - أي سمعوه وتعلموه - فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتي فيه تعلمنا مما علمك اللَّه ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( اجتمعن يوم كذا وكذا )) فاجتمعن ، فجاء صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه اللَّه(مسلم ج 4 ح 2633).
وهذه بعض أسئلة نسائية :
- عن أسماء بنت أبي بكر قالت : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن ابنتي أصابتها الحصبة فَتَمَرَّقَ شعرُها - تقصف وسقط - وإني زَوَّجتها ، أفَأَصِلُ فيه ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( لعن اللَّه الواصلة والموصولة ))(البخاري ج 5 ح 5889، ومسلم ج 3 ح 22/2 ) يعني صاحبه الشعر والتي تصل لها .

- امرأة أخرى تسأل عن كيفية غسل الشعر عند الاغتسال ، فتقول : يا رسول اللَّه ، إني امرأة أشد ضفر رأسي - أجعله ضفائر - أفأنقضه للجنابة ؟ يعني أأفُكُّهُ ؟ قال : (( إنما يكفيك أن تحثي عليه ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي على سائر جسدك ، فإذا أنت قد طهرت ))(مسلم ج 1 ح 330 وغيره).
وسألتني إحدى النساء ؛ ماذا تفعل لكي تمسح برأسها أثناء الوضوء لأنها لو مسحت برأسها مدبرة مقبلة بيدها يتفرق شعرها ويسبب لها مشقة ؟
وأجبتها بما ذكره الشوكاني في (( نيل الأوطار )) : عن الربيع بنت معوذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ عندها ومسح برأسه ، فمسح الرأس كله من فوق الشعر ، كل ناحية لمنصب الشعر ، لا يحرك الشعر عن هيئته(رواه أحمد (ج6 ص 360) ، وأبو داود (ج1، ص 31) ، وقال الألباني في صحيح أبي داود : ( حسن ) ( ح 134) ). وفي هذا بلا شك تيسير عظيم

- وها هي أم سُلَيم رضي الله عنها تسأل النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول اللَّه ، إن اللَّه لا يستحي من الحق ، فهل على المرأة غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : (( نعم ، إذا رأت الماء )) . متفق عليه .





ومن عظيم الأسئلة التي وُجهت للنبي صلى الله عليه وسلم وتحمل الدلالة على الفقه والحس الديني ، هذا السؤال : وفيه أن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين ، كلهن يقلن بقولي ، وعلى مثل رأيي ، إن اللَّه بعثك إلى الرجال والنساء ، فآمنا بك واتبعناك ، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات ( في الخدر وهو الستر ) قواعد بيوت ، وإن الرجال فُضّلوا بالجُمُعات ، وشهود الجنائز والجهاد ، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم ، وربَّينا أولادهم ، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله ؟ فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال: (( هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه ؟ )) فقالوا : بلى يا رسول اللَّه ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( انصرفي يا أسماء ، وأعلمي من وراءك من النساء أن حُسن تَبَعُّل - أي معاشرة - إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته ، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت )) . فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارًا بما قال لها عليه الصلاة والسلام(الاستيعاب لابن عبد البر ج 4 ح223).
لماذا فرحت أسماء رضي الله عنها ؟
لأنها رأت فضل الله عز وجل وهو القائل : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58].
فالأجر الذي تناله المرأة في ترتيب مسكنها وتربية أولادها، ورعاية بيت زوجها وماله يعدل أجر المجاهد في جهاده ويعدل شهود الرجل الجُمَع والجماعات ، كما تبين من الحديث .
وأخرى من العاقلات تطلب العلم وتستفسر عن حقوق الزوج وعدم غشه :
فعن سلمى بنت قيس وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين ، وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار ، قالت : جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته في نسوة من الأنصار ، فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصي في معروف ، قال : (( ولا تغششن أزواجكن )) ، قالت : فبايعناه ، ثم انصرفنا ، فقلت لامرأة منهن : ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غش أزواجنا ؟ قال : (( تأخذ ماله فتحابي به غيره ))(رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات . وانظر مجمع الزوائد (6/38)) .
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر - وهو أحد رواة الحديث - أن عدد شيوخه وأساتذته من النساء كان بضعًا وثمانين أستاذة.


للعاقلات فقط






إظهار التوقيع
توقيع : الرزان
#2

افتراضي رد: للعاقلات فقط

- العاقلة ومعالجة مشاكل الحيض والاستحاضة


جاءت امرأة - وهي خولة بنت يسار - تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إني امرأة أحيض وليس عندي غير ثوب واحد فلا أدري كيف أصنع يا رسول اللَّه - أي عند الصلاة -؟ فقال : (( إذا تطهرت فاغسلي ثوبك ثم صلي فيه )) . قلت : يا رسول اللَّه ، إني أرى الدم فيه ، فقال : (( اغسليه ولا يضرك أثره ))( صحيح أبي داود للألباني ح 361 ).
سبحان اللَّه ! لا تملك غير ثوب واحد تحيض فيه وتصلي فيه !! ونساء كثيرات في هذا الزمن امتلأت بيوتهن بالثياب ، بل لا تقبل الواحدة منهن أن تكرر لبس الثوب في مناسبتين ، ولا بد من ثوب جديد ، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا بالتعسة والنكسة على عُبَّاد الثياب ، عُبَّاد الموضة ، واللاهثات خلف كل جديد ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة(الخميصة : أي القطعة وهي نوع من الثياب)، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ))( البخاري ج 3 ح 2730 عن أبي هريرة) أي : إذا أصيب بشوكة فلا برأ منها .
والحديث يعم الرجال والنساء ، ولا نحرِّم زينة اللَّه التي أخرج لعباده ، ولكن نقول فقط : هل مَنْ تعظم الدنيا إلى هذا الحد تعظم دينها وتقف عند حدوده ؟!

وفي شأن الاستحاضة - وهي استمرار نزول الدم على المرأة وجريانه في غير أوانه -، فقد قالت حمنة بنت جحش(صحيح بن داود (ح280) : كنت أُستحاض في حيضة كثيرة شديدة ، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره ، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش ، فقلت : يا رسول الله ، إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها ؟ قد منعتني الصلاة والصوم ، فقال: (( أنعتُ لك الكرسف فإنه يُذهب الدم )) ، قالت : هو أكثر من ذلك ، قال : (( فاتخذي ثوبًا )) ، فقالت : هو أكثر من ذلك، إنما أثج ثجًّا ، قال صلى الله عليه وسلم : (( سآمرك بأمرين ، أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر ، وإن قويت عليهما فأنت أعلم )) . قال لها: (( إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ، فتحيَّضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثًا وعشرين ليلة ، أو أربعًا وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزيك ، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن ، وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر ، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي ، وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك )) . قال صلى الله عليه وسلم : (( وهذا أعجب الأمرين إليَّ )).
قال الخطابي تعليقًا على الحديث : إنما هي امرأة مبتدأة - يعني من يوم بلغت المحيض وهي على هذه الحال فلم تجرب أيام الحيض بعددها - لم يتقدم لها أيام ولا هي مميزة لدمها - يعني لون دم الحيض من دم الاستحاضة ، وقد استمر بها الدم حتى غلبها ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها إلى العرف الظاهر والأمر الغالب من أحوال النساء ... إلخ(تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ج 1 ص337).



رد: للعاقلات فقط


6- العاقلة وحب التنزيل



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم أيمن فقربت إليه لبنًا ، فإما كان صائمًا وإما قال : (( لا أريد )) ، فأقبلت إليه تضاحكه ، فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر لعمر : انطلق بنا نَزُرْ أم أيمن كما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يزورها ، فلما دخلا عليها بكت ، فقالا : ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله ؟ قالت : أبكي أن وحي السماء انقطع ، فهيجتهما على البكاء ، فجعلت تبكي ويبكيان معها(أخرجه مسلم (7/144) ، وأحمد وأبو يعلى من هذا الوجه).
وفي رواية(الإصابة لابن حجر ج 8 ص 172 .)
(( ولكني أبكي على الوحي .. )) وأم أيمن هي مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته ، وكانت مولاةً لأبيه عبد الله ، وهي أم أسامة بن زيد رضي اللَّه عن الجميع .
فأم أيمن رضي الله عنها حين تبكي يظهر من بكائها هموم المرأة المؤمنة العاقلة وأحزانها ، تبكي لأنها تابعت القرآن وهو ينزل آية آية ولم تعد ترى من التنزيل المزيد .
وقد بكت أيضًا لما قُتل عمر ؛ لعلمها أن عمر كان حصنًا للإسلام ونصرًا ، ولذلك قيل لها في بكائها على عمر ، فقالت: اليوم وَهَى الإسلام ؛ أي ضَعُف(الإصابة لابن حجر ج 8 ص 172 .).

فما هي آلامك وأحزانك أيتها المسلمة ؟ لأي شيء تذهب دموعك وتسح عبراتك ؟ نريدك باكية على الخطيئة، نادمة على المعصية ، نريدك باكية من قراءة القرآن ، فإن لم تقدري فمتباكية . أيتها المسلمة ، هل تقرأين من القرآن شيئًا في اليوم والليلة ؟ هل أبكتك بعض آياته ، ومواقفه الجليلة ؟ هل تعلمين بأحكامه ، وتهذبين نفسك ، وتطهرين سلوكك وقلبك بتوجيهاته وأوامره ونواهيه ؟ هذا ما نريده منك أيتها العاقلة .


رد: للعاقلات فقط


7- العاقلة وفداؤها لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنفسها وأهلها


عن عُمارة بن غزية قال : قالت أم عمارة - أمه - رأيتني وانكشف الناس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد ، فما بقي إلا نُفَيْر - نفر قليل - ما يتمون عشرة ، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نَذُبُّ عنه - ندافع عنه - والناس يمرون منهزمين ، ورآني ولا تِرْسَ معي - وهو درع يحمي المقاتل من الضربات - فرأى صلى الله عليه وسلم رجلاً موليًا - هاربًا - ومعه ترس ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألق ترسك إلى من يقاتل )) ، فألقاه ، فأخذتُه فجعلت أترِّس به عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل - تقصد اشتد عليهم في القتال راكبوا الخيل من الكفار . لو كانوا رَجَّالة - أي على أرجلهم مثلنا - أصبناهم إن شاء اللَّه ، فيقبل رجل على فرس ، فيضربني ، وترّست له - بالدرع - فلم يصنع شيئًا ووّلى ، فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : (( يا ابن أم عمارة ، أمَّك ، أمّك )) أي عاونها على قتل الرجل ، فعاونني عليه حتى أوردتُّه شَعُوب - اسم للموت(سير أعلام النبلاء للذهبي (2/279)،طبقات ابن سعد (8/413) .).

ما شاء اللَّه !
ولو كان النساء كَمَن ذُكِرْنَ
لَفُضِّلَتِ النساءُ على الرجالِ
ولكن أيتها المسلمة ، هل تعرفين لماذا هذا الحب كله والفداء كله لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ اقرأي الفقرة التالية .

رد: للعاقلات فقط


8- العاقلة ومنزلة النبي صلى الله عليه وسلم عندها


لما فرغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من دفن شهداء أحد انصرف راجعًا إلى المدينة ، وخرجت النساء تتفقد أحوال المسلمين ، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب - قُتل - زوجها وأخوها وأبوها بأحد ، فلما نُعُوا إليها - أُبلغت بموتهم - قالت : فما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيرًا يا أم فلان ، هو بحمد اللَّه كما تحبين ، قالت : أرونيه حتى أنظر إليه - وكانت لا تعرفه - فأشير إليه حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جَلَل - أي هينة(سيرة ابن هشام ج 4 ص 50).

سبحان اللَّه ! تلك المرأة من بني دينار يُقتل زوجها وأخوها وأبوها ولا تبالي ، وكل همها الاطمئنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأته بعينها سالمًا معافى سكن روعها وهدأت نفسها .
سيدي يا رسول الله ، لقد كان أصحابك يعرفون حقًّا قدرك ومنزلتك عند الله وعندهم ، ففدوك بأنفسهم وأزواجهم وآبائهم وإخوانهم ، لكن لما ضعف الإيمان وقلت الهمة وخارت العزيمة تجرأ البعض على أمرك ونهيك وعلى سنتك ، بل على شخصك الجليل . وحسبنا الله ونعم الوكيل .

إظهار التوقيع
توقيع : الرزان
#3

افتراضي رد: للعاقلات فقط

سلمت يداااااااااااااااك واللع موضوع جميل لنساء بالفعل كانو خير خلف لخير سلف


#4

5 98 رد: للعاقلات فقط

ماشاء الله موضوعك ممتاز بارك الله فيك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
للعاقلات فقط وقفات تربوية للمرأة مع رسول الله توتى 1 المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 05:48 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل