أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=337226
731 3
#1

افتراضي سنن مندثرة

سنن مندثرة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فقد رشد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
وبعد:
فالحمد لله، الحمد لله الذي سن الدين وشرعه، وأجرى الماء وأنبعه، وخلق النور وشعشعه، وأرسل المصطفى بالرسالة المشرقة، إلى يوم الزلزلة.
تلاطمت أمواج الدهر، وهبت أعاصير الحياة، وهجمت حبيبات الرمال، فغطت سُننًا من سنن رسول الله في الآفاق نشرها، وللصحب علمها، وللأجيال تلاها، فها هي تئن تحت ركام تلال الحياة، بل تضغط عليها حجارة من حديد...
يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21].
وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
* محمد رسول الله:
هو صفوة المصطفين، وأكرم النبيين، وخاتم المرسلين.
- كان قبل البعثة الصادق الأمين، وكان بعدها الرحمة المهداة للعالمين.
- هو دعوة إبراهيم، وبشارات موسى وعيسى عليهم الصلوات أجمعين.
- خير من بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين.
- كان r بشرًا يوحى إليه، وكان الأسوة الحسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر، أقسم الله بحياته دون سائر النبيين فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72].
ومما لا خلاف فيه بين المسلمين أن رسولنا محمدًا r قد بعثه الله تعالى بالدين القويم والصراط المستقيم، وجعل رسالته للإنس والجن أجمعين إلى يوم الدين. وأقام به الملة العوجاء، وفتح بهديه أعينًا عمياء، وآذانًا صما، وقلوبًا غلفا، وهدى به البشرية التائهة إلى أقوم طريق، وأوضح سبيل وأحسن منهج.
قد افترض الله تعالى على العباد طاعته، وتوقيره ومحبته، والاقتداء بهديه، واتباع سنته، وجعل العزة والمنعة والنصرة والولاية والتمكين في الأرض لمن اتبع هداه، وترسم خطاه، والذلة والصغار والخذلان والشقاء والضعف والمهانة على من خالف أمره وعصاه.
(أبعد هذا كله أخيتي تريدين أن تهجري بعضًا من معالم سنته؟!).
لقد هجر أغلب الناس- إلا من رحم ربي- بعضًا من سنن رسول الله r، نجد الكثير ممن هيئتهم تدل على طاعة الله ورسوله، فجلساؤهم وأصحابهم وأحاديثهم تدل على الخير ولكن يلاحظ عند البعض من هؤلاء الإهمال والتفريط في كثير من السنن التي دعانا إليها رسولنا r، ولو تساءلنا عن هذا لتفريط ممن هم محسوبون على أهل الخير وأهل الإيمان، لعجبنا أن نسمع من البعض أن هذه السنن كماليات، وأنها ليست أساسية لهذا الدين.
ومن هنا كان لابد لنا من وقفة:

أولًا: لعلنا نلاحظ أن كثيرًا من القربات والطاعات إلى الله هي من قبيل السنن والنوافل، ومن يترك هذه القربات والطاعات يترك كثيرًا مما جاء به هذا الدين، لأنها تشكل جزءًا كبيرًا منه، وذلك لأنها تتضمن فضائل كثيرة نحن بأمس الحاجة إليها.
ولنا في ذلك أسوة حسنة في رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وصحابته فإنهم لم يكونوا يتوقفون عند الفرائض فحسب، بل كانوا سباقين إلى الخيرات فرضها ونفلها؛ فها هو رسول الله r يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، بل إنه- بأبي هو وأمي- إذا فاته قيام الليل قضاه ضحى اليوم الثاني، كذا لو فاتته راتبة قضاها، كما حدث حين شغله وفد عبد القيس عن الركعتين اللتين بعد صلاة الظهر، فقد قضاهما بعد صلاة العصر.
وهؤلاء هم صحبه الكرام يمتثلون لنصائحه؛ فهذا علي t يفعل ما أمره به رسوله r من التسبيح والتحميد عند النوم ويقول: لم أدعهما. قالوا: ولا يوم صفين فقال: ولا يوم صفين.
ثانيًا: لنقف مع فوائد جليلة استنبطها العلماء من الحديث القدسي: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بعمل أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شئ أنا فاعله في ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه.
ففي هذا الحديث فوائد وثمرات عديدة، تدل على أهمية النوافل والتطوعات نُجمل منها ما هو آت:
(1) تحصيل محبة الله عز وجل، وأي فضل أعظم من محبة الله وأنت تمشين بين الناس وربك من فوق سبع سماوات يحبك، فكل خير لك واصل، وكل شر عنك مندفع، فيا لها من فضيلة، وما أعظمها من مزية.
ويترتب على تلك المحبة فوائد أخرى مثل:
(أ*) أن يكون الله سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به... وبهذا تحصل معية الله للعبد، فيكون الله مصاحبًا لعبده في كل جارحة من جوارحه، مسددًا وحافظًا لها، فلا يحصل من تلك الجوارح إلا ما يرضي الله عز وجل، وكم نشكو من خروج هذه الجوارح علينا وانطلاقها فيما حرم الله، لكن أمامنا هذا الطريق اليسير المعبد المذلل، وهو أن نكثر من النوافل ليتولى الله عز وجل حفظ تلك الجوارح، فلا تبصر العين إلا ما أذن الله وما شرع، وكذلك الأذن، واللسان، وكل جارحة لا تفعل ولا يصدر منها إلا ما يرضي الله عز وجل، لأن الله قد تولى حفظها وتسديها.




(ب*) ثم هناك معية خاصة وهي: معية العلم والإحاطة، وهذه بدورها تؤدي إلى النصر والإعانة والحفظ من الله عز وجل.
(2) قوله «ولئن سألني لأعطينه»: يدل على أن كثرة النوافل والتطوعات من أسباب إجابة الدعاء وتفريج الكربات. وكذلك قوله «ولئن استعاذني لأعيذنه» فإذا سألت الله وجدته قريبًا منك ييسر أمرك ويعيذك مما تتعوَّذين منه.
(3) ومن فوائد النوافل والتطوعات أنها ترفع النقص الحاصل في عبادتنا كما في الصلاة إن نقصت نظر هل من تطوع ليجبر النقص، وهكذا سائر العمل.
(4) أن الله رتب عليها تكفير الخطايا، ومحو السيئات، ومعلوم أن الحسنات يذهبن السيئات، والحسنات تتناول الفرائض والنوافل.
مثال ذلك: من أكل طعامًا أوشرب شرابًا، أو لبس ثوبًا فقال: (الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة) أو قال: (الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه....) غفر له ما تقدّم من ذنبه. فهذا دعاء وجيز بسيط وتأملي كم يحصل به من خير (المغفرة).
- وفي الذكر أن (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر) تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها.
(5) أنها تزيد الإيمان الذي يشكو أكثرنا من ضعفه، وقسوة قلبه، ولأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فالنوافل طاعات وبالتالي فالإيمان يزيد بالتطوعات القولية والبدنية.
(6) أنها تثقل الموازين فيزداد الرصيد، فكما أن أهل الدنيا يتكثّرون من الأموال، فإن أهل الآخرة يتكثّرون من الحسنات.
مثال ذلك: قراءة القرآن، فكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها. وهكذا.
(7) أن الله رتب على كثير من التطوعات دخول الجنات، وما أكثر ما قال رسول الله r من فعل كذا دخل الجنة، ومن ذلك قوله r: «من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة. وغيرها».
(8) أن في الاشتغال بالطاعات والنوافل ربطًا للقلب بالله سبحانه وتعالى، ومعلوم أن رأس العبودية محبة الله، والمحبة محلها القلب، وبالتالي تُطرد الغفلة إذا اشتغل القلب بالنوافل القولية والفعلية فيتذكر القلب، ويتدبر في أمره، ويعمل لآخرته.
(9) أن الاشتغال بالطاعات والنوافل اشتغالٌ عن المحرمات، فإن النفس إما أن تشغلها بالحق أو تشغلك بالباطل.
- يقول ابن القيم رحمه الله (من علامات صحة القلب أن يكون شحيحًا بوقته أشح من البخل بماله).
وبعد:
هذا غيض من فيض يسّره الله لنا. فهلا شمرنا عن ساعدينا، وجددنا عزائمنا، لنحطم جسور الغربة، وننفض التراب عن السنة المهجورة، فإليك أخيتي نماذج من تلك السنن التي هجرت وفرط فيها الكثير، نوجزها لك لا على سبيل الحصر بل على سبيل الأكثر هجرانًا، هجراننا لسجود الشكر، وهجراننا لصلاة الضحى، وهجراننا لصلاة التوبة، وهجراننا لتنويع أدعية الاستفتاح، وأذكار الركوع والسجود، والدعاء بين السجدتين، وهجراننا لجلسة الاستراحة في الصلاة، وهجراننا للسواك ، وهجراننا لركعتي الوضوء، وهجراننا لركعتين بين الآذان والإقامة، وهجراننا لأذكار الدخول والخروج من المنزل وركوب الدابة، وهجراننا لأذكار الصباح والمساء، وهجراننا لإفشاء السلام، وهجراننا لصلاة العيدين، وهجراننا لإماطة الأذى عن الطريق، وهجراننا للتيامن في كل الأمور، وهجراننا للوضوء عند الغضب تنفيذًا لوصية الرسول r، وهجراننا لأقوال المصطفى r عند التهنئة بالمولود، أو الزواج، أو التعزية، أو عند زيارة المريض، الأقوال الخاصة عند وداع الصحب والإكثار من الدعاء على الطريق أثناء السفر، وهجراننا وما يقال عن رؤية الهلال، وهجراننا لصيام التطوع وخاصة صيام شهر شعبان، وشهر الله المحرم، وهجراننا للابتسامة والبشاشة وحسن الخلق، وهجراننا الدعوة إلى الهدى وتبليغ العلم ولو آية، وهجراننا لسنته r في كراهية النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، وهجراننا لمقدار القراءة في الصلوات وتتبع السور التي كان يقرؤها عليه الصلاة والسلام في بعض الصلوات، وهجراننا تراص الصفوف أثناء صلاة الجماعة وتسويتها، وهجراننا توقير العلماء والكبار و أهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم، وهجراننا النصيحة، وهجراننا بر أصدقاء الوالدين في حياتهما أو بعد مماتهما، وهجراننا تربية الأولاد على ما قال الله وقال رسوله، وهجراننا الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع، وهجراننا الإيثار والمواساة، وهجراننا القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة، وهجراننا لتكثير الأيدي على الطعام.
وكما أسلفنا فهذا غيض من فيض، وفيما يلي نتناول- بإذن الله تعالى- بعض هذه السنن المهجورة، والله المستعان وعليه التكلان.











سجود الشكر

إن نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه كثيرة لا تحصى، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]. وقال جل وعلا: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20].
ومن أعظم ما يشكر به العبد ربه- سبحانه وتعالى- عند تجدد النعم أو اندفاع النقم أن يخر لله ساجدًا، فيضع أشرف عضو من أعضاء جسمه- وهو الوجه- على الأرض، وينكس جوارحه ويتطامن خضوعًا وتذللًا لله- جل وعلا- وشكرًا له على هذه النعم، ويستحب له شكر الله بأنواع الذكر والتسبيح أو الدعاء وغيره، فيكون العبد قد شكر المعطي- جل وعلا- بهذا السجود بقلبه ولسانه وجوارحه.
ويجب معرفة أن الله لا يحب الفرحين ولا الأشرين فكان دواء هذا الداء الخضوع والذل والانكسار لرب العالمين، وهذا هو سر سجود الشكر حيث يحصل به من المقصود ما ليس في غيره.
وهذه السنة قد غابت عن الكثير منا مما جعلهم يستعجبون عند قيام أحدهم بفعله، بل والأدهى أنه إذا فعل أمام جماعة من الناس نظروا بغرابة.. بل قد لا يفعله البعض حياء من الناس مع أنه إحياء لسنة الرسول المصطفى r . فالله الله في هذه السنة.
تنبيه.
اتفق أهل العلم على أن سجود الشكر غير واجب إلا أنه يعدّ مشروعًا لفعله r وفعل الصحابة رضوان الله عليهم اقتداءً بالنبي الأمين.
والدليل: يروى عن البراء بن عازب t أنه قال: (بعث رسول r إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن النبي r بعث علي بن أبي طالب فأسلمت همدان جميعًا، فكتب علي t إلى رسول الله بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله r الكتاب خرّ ساجدًا ثم رفع رأسه فقال: «السلام على همدان، السلام على همدان».
كذلك روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t سجد لما جاءه خبر بعض الفتوحات في عهده.
* فمتى يشرع سجود الشكر؟!

يشرع السجود في أحوال كثيرة:
(1) يستحب للمرء عند حدوث نعمة خاصة أو عامة، سواء تسبب في حصولها أو لم يتسبب، كأن يرزق ولدًا، أو يجد ضالته، أو ينجيه الله من هلكة ونحو ذلك.
فقد روى البخاري ومسلم- رحمهما الله تعالى- عن كعب ابن مالك t أنه سجد شكرًا لما بشّر بتوبة الله عليه.
(2) يستحب السجود عند رؤية شخص قد ابتلي في بدنه بعاهة، أو ماله بجائحة أو إفلاس، أو في دينه بفسق أو كفر، فيسجد شكرًا لله الذي عافاه وسلّمه من هذه الآفات التي أصيب بها أو فعلها هذا المبتلى. ولكن يجب الانتباه ألا يسجد أمام ذلك المبتلى بل ينتظر حتى يبتعد من أمامه أو يتنحى هو في ناحية ويسجد.

- هل لسجود الشكر من شروط؟
اعلمي أخية أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة من طهارة من الحدث، وطهارة الثوب والبدن والمكان من النجاسة، وستر العورة، واستقبال القبلة، كما أنه لا يجب فيه تكبير أو تشهد أو سلام، ولا يجب فيه ذكر معين، وإنما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام، حمدًا لله وشكرًا له. بل إن للحائض من النساء فعله، إذا حصل ما يسرها، أو اندفع ما يضرها دون أدنى حرج عليها، وهذا قول أكثر أهل العلم رحمهم الله وقد اختاره كثير من مشايخنا.











صلاة الضحى

- الصلاة قد رتب الشرع عليها فضلًا كبيرًا، وثوابًا جزيلًا وخيرًا كثيرًا، وذلك إذا أقبل الإنسان عليها بقلبه ووجهه حسبك هذا الحديث الذي يبين هذا الفضل العظيم. عن أبي ذر t عن النبي r أنه قال: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى).
- يشرع للمسلم في صلاة الضحى أن يصلي ركعتين أو أربع أوست أو ثمان أو ثنتي عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى.
- أخيتي: اعلمي أن جسم الإنسان ثلاثمائة وستين عظمة، ومن حق الله عليك ان تتصدقي كل يوم بعدد تلك العظام، ومن صلى صلاة الضحى كفاه ذلك التصدق.
صلاة التوبة

سنتحدث الآن عن سنة مهجورة أخرى:
اعلمي أيتها المسلمة أن أعظم مهلك للإنسان هو الذنب فلا يزال المرء يذنب ويذنب حتى يتدارك في دركات الجحيم من حيث لا يعلم والعياذ بالله وعندها قد تغلق أمامه الأبواب فيرجع خائبًا كئيبًا إلى ذلك الباب الذي لايوصد أبدًا بل يظل مفتوحًا لكل من أراد طرقه والدخول فيه. هو الباب الذي ندخله دونما استئذان يقول الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
- هنا أخواتي شرعت صلاة التوبة! فإن الله من رحمته ورأفته بخلقه واطلاعه على أفعالهم وعلمه بضعفهم شرع لهم الصلاة عند التوبة، فإن المسلم مهما قوى إيمانه وعلا يقينه لابد له من هفوات تقع منه وصغائر يلم بها قال تعالى في وصف المؤمنين: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم: 32].
فينبغي للمسلم أن يحرص على تقوى الله عز وجل وإن أذنب ذنبًا بادر إلى تجديد التوبة والإنابة، عملًا بقوله r: «ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له». مرحى لمن صلت صلاة التوبة، ولمن عادت إلى ربها، واعترفت بذنبها، ولتبشر بمغفرة من ربها فالله يغفر الذنوب جميعًا.
تنويع أدعية الاستفتاح وأذكار الركوع والسجود والدعاء بين السجدتين وجلسة الاستراحة :

كثير من فتياتنا اليوم فضلًا عن عامة الناس لا يعرفون بعد تكبيرة الإحرام أن هناك دعاء يقرأ تُستفتح به الصلاة، وكثير ممن يعلم هذا الدعاء لا يحفظ إلا الدعاء الذي روته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حيث قالت: إن رسول الله r كان إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك».
هذا هو الدعاء الذي يذكره عادة، ولكن في واقع الأمر هناك أدعية متنوعة كان الرسول الكريم يستفتح بها الصلاة، وكان يقرأ بهذا تارة وبهذا تارة. وهكذا في بقية أذكار الركوع والسجود والدعاء بين السجدتين (وارجعي لكتيبات الأذكار). أما جلسة الاستراحة فقد اندثرت عند الكثير- إلا من رحم ربي- وهي جلسة خفيفة يجلسها المصلي بعد الفراغ من السجدة الثانية من الركعة الأولى، قبل النهوض إلى الركعة الثانية، وبعد الفراغ من السجدة الثانية من الركعة الثالثة، قبل النهوض إلى الركعة الرابعة.








الدعاء دبر الصلاة وقبل السلام وبعده

الأذكار والأدعية دبر الصلاة وقبل السلام وبعده مسنونة كحديث معاذ بن جبل أن النبي r أخذ بيده يومًا ثم قال: «يا معاذ إني لأحبك» فقال له معاذ: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا أحبك» قال: «أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».











كراهية النوم قبل صلاة العشاء

وكراهية الحديث بعدها

يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، لحديث أبي برزة الأسلمي: «أن النبي r كان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها».
استحباب الفصل بين الفريضة

والنافلة بمقدار ختم الصلاة

عن رجل من أصحاب النبي r أن رسول الله r صلى العصر وسلم. فقام رجل يصلي، فرآه عمر t فقال له: اجلس، فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل. فقال رسول الله r «أحسنت ابن الخطاب». رواه أحمد بسند صحيح.






اقتفاء هدي النبي r في القراءة بعد الفاتحة

قراءة الفجر: كان r يقرأ بنحو ستين آية إلى مائة آية وصلاها بسورة (ق)، وصلاها بسورة (الروم) وصلاها بسورة (إذا الشمس كورت) وكان يصليها فجر الجمعة بسورة (السجدة) في الركعة الأولى وسورة (هل أتى على الإنسان) في الركعة الثانية.
وكان عليه الصلاة والسلام يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات، وهذا لأن قرآن الفجر مشهود، وأيضًا لما نقص عدد ركعاتها جعل تطويلها عوضًا عما نقصته من العدد، وأيضًا فإنها تكون عقيب النوم والناس مستريحون، وأيضًا تكون في وقت تواطأ فيه السمع واللسان والقلب، لفراغ وعدم تمكن الاشتغال في استقبال المعاش وأسباب الدنيا منه، فيفهم القرآن ويتدبره، وأيضًا فإنها أساس العمل وأوله، فأعطيت فضلًا من الاهتمام بها وتطويلها.
وهذه أسرار إنما يعرفها من له التفات إلى أسرار الشريعة ومقاصدها وحكمها. فكان r يطيل الركعة الأولى على الثانية من صلاة الصبح.
- القراءة في الظهر: كان الرسول r يطيل قراءتها أحيانًا، حتى قال أبو سعيد: كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع، فيقضي حاجته، ثم يأتي أهله فيتوضأ ويدرك النبي r في الركعة الأولى، مما يطيلها، رواه مسلم. وكان يقرأ فيها تارة بقدر سورة (السجدة) وتارة سورة (الأعلى) (والليل إذا يغشى) وتارة (البروج) (والسماء والطارق).
- القراءة في العصر: وأما العصر فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت . وبقدرها إذا قصرت .
- القراءة في المغرب: كان هديه فيها خلاف عمل اليوم، فإنه صلاها مرة بسورة (الأعراف) في الركعتين، ومرة بسورة (الطور) ومرة (بسورة المرسلات) وغيرها. وكان يقرأ فيها بقصار المفصل.
- القراءة في العشاء: وأما العشاء الآخرة فقرأ فيها r: بسورة (التين والزيتون) ووقت لمعاذ فيها بسورة (والشمس وضحاها) (والأعلى) (والليل إذا يغشى) ونحوها.
السواك

سنة قد أصبحت غائبة عند كثير من المسلمين إلا في الشهر الفضيل شهر رمضان.
أظنك عرفتها إنها السواك، ولو علمنا أن الأطباء قد توصلوا إلى نتيجة علمية، وهي أن الذين يستخدمون السواك يتمتعون بأسنان سليمة، بل إن بعض معاجين الأسنان يدخل فيها مواد مأخوذة من السواك، وتبقى سنة المصطفى قائمة بقوله r: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة». وبقوله- أيضًا - عليه الصلاة والسلام: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب». وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «أن السواك شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت».
فهبوا إخوتي إلى سنة رسول الله r ، وأمسكوا السواك بأيديكم، وانفضوا عن هذه السنة التراب لعل الله يأجركم على فعل ما كان رسولكم يفعله.
ركعتي الوضوء، وركعتين بين الأذان والإقامة

أرى أنني إن سألتك هل تركعين ركعتين بعد وضوئك للصلاة؟! فسيكون الرد: قليلًا والله ما أفعل. إذا اسمعي ما قاله رسول الله r في هذا الفضل العظيم: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم ويصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة».
وحديث بلال المشهور عندما قال له رسول الله r: «يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة؟» قال: ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. وهكذا الصلاة بين الأذان والإقامة حالها حال سنة الوضوء من الهجر مع ما يترتب عليها من الفضل الكبير، عن عبد الله بن مغفل t قال: قال رسول الله r: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة». قال في الثالثة: «لمن شاء».



#2

افتراضي رد: سنن مندثرة

الوضوء عند الغضب

عن أبي هريرة t أن رجلًا قال للنبي r أوصني. قال: «لا تغضب».
تنبيه: أما الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع، فهذا واجب وينبغي الانتصار لدين الله، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30].
والدليل: وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله r من سفر، وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله r هتكه وتلون وجهه وقال: «يا عائشة: أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله» متفق عليه.
السهوة: كالصفة تكون بين يدي البيت.
والقرام: ستر رقيق، وهتكه: أفسد الصورة التي فيه.
صلاة العيدين

وهي من السنن المؤكدة التي واظب عليها r وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها ويشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض.
ومن سننها المندثرة استحباب الذهاب إلى صلاة العيد في طريق والرجوع في طريق آخر. ويُسنّ تأخير الفطر في صلاة عيد الأضحى ليأكل من أضحيته إن كان قد ضحى أما عيد الفطر فيستحب أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى الصلاة.
ملاحظة:
يقع أكثر النساء في محظور شرعي هام يتغافلن عنه مع أهميته، وهو تراصّ صفوفهن وتسويتها، وهذا ملاحظ كثيرًا في صلاة التراويح، وصلاة العيدين، وكل صلاة تؤديها المرأة خاصة في جماعة. قال r: «لتسونّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم».
تنبيه:
من السنن المندثرة في عيد الأضحى الحرص على ذبح الأضحية في المنزل لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا، وتحري ذوي الحوائج لتوزيع نصيبهم منها.











سنة صيام التطوع

قد يصوم البعض أيام الإثنين والخميس، وقد يحرص البعض على ثلاثة أيام من كل شهر، ولكن من هذا الذي يعرف صيام شعبان إلا من رحم ربي، أو شهر الله المحرم، فضلًا عن صيامهما، حتى أن الناس ينكرون على من يرونه صائمًا في تلك الأيام إذا لم تكن موافقة لأيام صوم.
أذكار الدخول والخروج من المنزل

ولأذكار الصباح والمساء

وكذلك أذكار النوم والاستيقاظ، وركوب الدابة، وغيرها كثير قد فرط في جلها مع أنها سبب للحفظ والوقاية من العين والسحر، وسبب لانشغال اللسان عما يشين من الغيبة والنميمة واللغو من القول، وهي سبب كذلك في ذكر الملائكة لهم عند الله جل وعلا. (وارجعي لكتب الأذكار). ومن الملاحظ كذلك نسياننا (لسيد الاستغفار).
فيا عجبًا لمن عرف الذكر وفضله وآدابه وانصرف عنه ليقضي وقته في السهر والغفلة، فاحذرن أخواتي من عقوبات الغفلة ما ومتن في زمان المهلة، فقد تتحسر النفوس، وتتقطع القلوب على التفريط في الغفلة، ولا سبيل إلى تدارك ما فات، فاغتنموا الحياة والعمل، فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41، 42].
إفشاء السلام وآدابه

قد يكون إلقاء السلام أمرًا متعرفًا بين الناس ولكن الذي هجر هو إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلًا سأل رسول الله r أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».
كذلك باب السلام على الصبية فعن أنس t، أنه مر على صبيان، فسلم عليهم، وقال كان رسول الله r يفعله. متفق عليه.
سنن التهنئة بالمولود، والزواج، والمرض، والتعزية

وليس المقصود باندثار هذه السنن هي امتناع الناس عن التهنئة أو التعزية، ولكن الذي هجر هنا هو الصيغة التي كان يقولها عليه الصلاة والسلام عند تهنئته بالمولود فكان يقول:
«بارك الله لك، بالموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده».
كذا عند الزواج كان يقول: «بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما بخير».
وكذا عند التعزية كان يقول: «لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شئ عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب».
أما المرض فقد هجر جل الناس كذلك سنة المصطفى rبأنه إذا عاد مريضًا وضع يده على مكان الألم وقال: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك» يردده ثلاثًا.
كذلك التداوي بسنن المصطفى r فقد غابت عن أذهان الكثير من أهل الخير فضلًا عن غيرهم، أذكر منها على وجه الاختصار الآتي:
- الرقية: كقراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات على مكان الألم وذلك قبل تناول أي دواء. كذلك رقية الأولاد لم يعد يفعلها الكثير من الناس.
- التداوي بالعسل والحبة السوداء: فإنهما شفاء من كل داء إلا السام كما قال عليه الصلاة والسلام.
(وقد جربت ذلك بنفسي حيث قمت بأخذ ملعقة من العسل الطبيعي مع ملعقة من الحبة السوداء وتيقظت أثناء أخذها لقوله تعالى في العسل{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} وقوله r فيهما «دواء من كل داء إلا السام» فوجدت العجب، فجربي إن أحببت).








سنن الطعام

أما هجران سنن الطعام فحدّث بها ولا حرج، كتكثير الأيدي على الطعام، فقد ورد عن رسول الله r أنه قال: «طعام الواحد يكفي الإثنين، وطعام الإثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية». رواه مسلم.
كذا استحباب لعق الأصابع، وكراهة مسحها قبل لعقها، واستحباب لعق القصعة، والأكل من جانبها، ناهيك عن استقذار الكثير من أخذ اللقمة التي تسقط منه ومسحها وأكلها، فقد ورد عن رسول الله r أنه قال: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة». رواه مسلم.
ولم يكن r يعيب طعامًا، وهذه من السنن المندثرة. فعن أبي هريرة t قال: «ما عاب رسول الله r طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه» متفق عليه.
هجران توقير العلماء والكبار وأهل الفضل

وتقديمهم على غيرهم

قال الله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
فهؤلاء هم أهل الفضل فينبغي توقيرهم، وتقديمهم على غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم، وبتوقيرهم توقر الشريعة، لأنهم حاملوها، وبإهانتهم تهان الشريعة، لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس، ذبت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم، فتضيع الشريعة.
والعالم يعبد الله على بصيرة، ويهدي الناس، ويرفع الله به، والجاهل عالة على غيره لا ينفع نفسه ولا غيره بل إن أفتى ضرّ نفسه وضر غيره، فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وهذا يدل على أن صاحب العلم مقدم على غيره، يقدم العالم بكتاب الله ثم بسنة رسول الله r: ولا يقدم من القوم في الأمور الدينية إلا خيرهم وأفضلهم.
فيقدم الأفضل فالأفضل.







الخاتمة

هذه بعض من نماذج السنن التي اندثرت، فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون. فبعد أن فتح الله بابًا واسعًا للأجر الكبير، والفضل العظيم، نولّي عنه هاربين، لا والله لأحافظنّ على سنة النبي المصطفى r ولأحيين سنته ما استطعت، فالله الله يا أمة الإسلام في سنن رسولكم r، فمن لها سواكم؟! أحيوها جهدكم، وأرشدوا الناس إلى العمل بها، فهي عنوان المحبة الكاملة لرسول الله r وعلامة المتابعة الصادقة له عليه الصلاة والسلام.
ولا يجرمنكم شنئآن المتعصبين، ولا تهويل المبطلين المفتونين، فإن السنة اليوم غريبة، معاول الهدم تخدشها من كل جانب، فهي اليوم في أشد الحاجة إلى أبنائها المخلصين، الذين يتحملون في سبيلها المشاق، ويؤثرونها على حظوظ أنفسهم، قائدهم في ذلك الرفق واللين، والمجادلة بالتي هي أحسن.
الله الله يا معاشر أهل السنة في إحياء السنن المهجورة المتروكة، فإن فعلها من أهل الواجبات، فلنشمر عن سواعد الجد، ولننصر هذا الدين، ولندع عنا كل مخذل محارب يقرر خلاف ما نحن عليه من الالتزام بالسنة والعمل بها محتجًا بحجج واهية، فلنعط له ظهرنا، ولنسر قدمًا في إحياء السنن.
- ولنختم حديثنا أخياتي بالمعاهدة منكن على العمل الدائب، وأن نثب وثبة الأسود، ونكثر من اتباع السنة واقتفاء أثرها، واعلمي أن التوفيق حليفك، والعاقبة الحسنى لك متى أخلصت النية لله عز وجل واحتسبت منه وحده الثواب على هذا العمل.
هذا ونسأل الله أن يرحمنا، اللهم ارحم في الدنيا غربتنا، وفي القبر وحشتنا، وارحم موقفنا غدًا بين يديك، اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

منقول من دار الوطن



#3

افتراضي رد: سنن مندثرة

جزاكى الله كل خير يارب
إظهار التوقيع
توقيع : حنين الروح123
#4

افتراضي رد: سنن مندثرة

بارك الله فيكى حبيبتى

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
سنن ثابتة عن الرسول 100سنة ثابتة سنن الرسول sho_sho السنة النبوية الشريفة
من سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم وردة النرجس السنة النبوية الشريفة
سنن الفطرة ,اعرفى ماهى سنن الفطرة ام سيف 22 فتاوي وفقه المرأة المسلمة
سنن مهجوره ونحن ليس فى غنى عن ثوابها الحوراء25 السنة النبوية الشريفة
سنن الرسول عليه الصلاه والسلام بالصور اتباع سنن سيدنا محمد بالصور هبه شلبي صور x صور


الساعة الآن 02:19 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل