أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=337322
514 1
#1

12 نهاية عام ومحاسبة النفس

نهاية عام ومحاسبة النفس




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

نهاية عام ومحاسبة النفس الخطبة الأولى:
معاشر المسلمين والمسلمات عام كامل يطوي بساطه، ويقوَّض خيامه، ويشد رحاله، بعد أن تصرَّمت أيامه وتفرَّقت أوصاله، حوى بين جنبيه حِكْماً وعبراً، وأحداثاً وعظات..
عام كامل سار بنا حثيثاً ليبعدنا عن نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا ويقربنا إلى الآخرة، يباعِدُنا من دار العمل ويقربنا من دار الجزاء أخرج نهاية عام ومحاسبة النفس البخاري في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: (ارتحلت نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل) .
نسير إلى الآجال في كل لحظة * وأعمارنا تطوى وهنَّ مراحلُ
ترحل من نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا بزاد من التقى * فعمرك أيـام وهن قلائــلُ
عام كامل ينقضي والناس ما بين مبتهج ومحزون لفراقه برحيله فالسجين يفرح بانسلاخ عامه؛ لأنه يقرّب فرَجه وآخر يفرح بانقضائه لأنه يقربه من مراده وغايته:
أعدُ الليالي ليلةً بعد ليلة * وقد عشت دهراً لا أعد لياليا




وأقوام يحزنون على فراقه لأنه طوى مرحلة من أعمارهم وقربهم إلى آجنهاية عام ومحاسبة النفس الهم وأدناهم إلى لحظة لا يدرون ما مصيرهم فيها إما إلى جنة وإما إلى نار، وهم مشفقون مما أودعوه فيه من الأعمال: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً}.
عباد الله لا بد من وقفة لكل واحد في نهاية العام ، ماذا قدم لآخرته؟ وماذا فعل لنصرة دينه وأمته؟ وكم سعى لخدمة مجتمعه ونفع إخوانه المسلمين؟!
أصحاب الأموال ورجال الأعمال يقومون بمحاسبة دقيقة ومراجعة شاملة لكل ما فعلوه خلال عام كامل، كم كسبوا وكم خسروا، وماذا أنفقوا وكم ادخروا ، والخاسر منهم يفتش عن سبب الخسارة ليجتنبها، والرابح يطور تجارته لجني المزيد .
ونحن أحق بطول المحاسبة من أهل التجارات والأموال، لننظر ماذا قدمنا لعام أدبر وماذا أعددنا لعام أقبل عملاً بقول ربنا تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
إنا لنفرح بالأيام نقطعهــــا * وكل يوم مضـى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل نهاية عام ومحاسبة النفس الموت مجتهداً * فإنما الربح والخسران في العمـل
إن أهم ما نودع فيه هذا العام ونستقبل آخر ، هو محاسبة نهاية عام ومحاسبة النفس النفس فنتصفّح ما صدر من أفعالنا، فإن كانت محمودةً أمضيناها وأتبعناها بما شاكلها وضاهاها، وإن كانت مذمومةً استدركناها بنهاية عام ومحاسبة النفس التوبة وانتهينا عن مثلها في المستقبل.{إنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.
قال نهاية عام ومحاسبة النفس الفاروق نهاية عام ومحاسبة النفس عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتزيّنوا للعرض الأكبر: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيةٌ},
يقول نهاية عام ومحاسبة النفس ابن القيم رحمه الله: (المحاسبة أن يميز العبد بين ماله وما عليه فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود). (نهاية عام ومحاسبة النفس مدارج السالكين، 1/187(.
المحاسبة هي مطالعة نهاية عام ومحاسبة النفس القلب وتفكره في أعماله وأعمال نهاية عام ومحاسبة النفس اللسان وأعمال الجوارح ، فمن ترك نفسه تلغ في المعصية دون أن يحاسبها فكأنما قتلها، قال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}، قال نهاية عام ومحاسبة النفس ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: "أي لا تقتلوا أنفسكم بارتكاب محارم الله وتعاطي معاصيه وأكل أموالكم بينكم بالباطل".
المحاسبة تمكن العبد من الاطلاع على عيوب نهاية عام ومحاسبة النفس النفس ونقائصها ومثالبها ، ومن اطلع على عيوب نفسه أنزلها منزلتها الحقيقية ومنعها من نهاية عام ومحاسبة النفس الكبر والتغطرس فمعرفة قدر نهاية عام ومحاسبة النفس النفس تورث العبد تذللاً لله وعبودية له فلا يمنُّ بعمله مهما عظُم ولا يحتقر ذنبه مهما صغُر وهذه علامة التوفيق، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً".
المحاسبة تزكي نهاية عام ومحاسبة النفس النفس وتطهرها وتلزمها أَمْر ربها فيفلح صاحبها ويفوز بنهاية عام ومحاسبة النفس رحمة الله ورضوانه، قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. قال مالك بن دينار رحمه الله: "رحم الله عبداً قال لنفسه: الست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً".
المحاسبة تنمي عند المسلم الشعور بالمسؤولية والتصرف وفق ميزان الشرع الدقيق. يقول نهاية عام ومحاسبة النفس ابن القيم رحمه الله محذراً من ترك المحاسبة: "أضرُّ ما على المكلف الإهمال وترك المحاسبة والاسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذا حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب ويُمَشِّي الحال ويتكل على العفو فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة نهاية عام ومحاسبة النفس الذنوب وأنس بها وعسر عليه فطامها "أ.هـ . ( المدارج).
ونهاية عام ومحاسبة النفس النفس كالطفل إن تهمله شبَّ على * حب نهاية عام ومحاسبة النفس الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
فخالف نهاية عام ومحاسبة النفس النفس ونهاية عام ومحاسبة النفس الشيطان واعصهما * وإن هما محضاك النصح فاتهمِ
قال ميمون بن مهران رحمه الله: "إنه لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه".
ولأهمية المحاسبة فقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحاسبون أنفسهم على الدوام:
قال سفيان بن عيينة رحمه الله :" كان الرجل يلقى أخاه في زمن السلف الصالح فيقول له: اتق الله وإن استطعت ألا تسيء إلى من تحبه فافعل، فقيل له: وهل يسيء الإنسان إلى من يحبه؟، قال: سبحان الله نفسك أحب الأشياء إليك فإذا عصيت الله فقد أسأت إليها".
وقال الحسن البصري رحمه الله: "لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه"، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "سمعت نهاية عام ومحاسبة النفس عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعته يقول وبيني وبينه جدار: عمر أمير المؤمنين، بخٍ بخٍ!! والله بُنيَّ الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك".
وقال إبراهيم التيمي: "مثَّلتُ نفسي في نهاية عام ومحاسبة النفس الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في نهاية عام ومحاسبة النفس النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس أي شيء تريدين؟، فقالت: أريد أن أردَّ إلى نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا فأعمل صالحاً، قلت: فأنتِ في الأمنية فاعملي!
عباد الله: إن غياب المحاسبة أو نهاية عام ومحاسبة النفس الغفلة عنها نذير غرق الأمة في لجج الفساد والتيه المنتهية بنزول العقوبة في نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا ونارٍ وقودها الناس ونهاية عام ومحاسبة النفس الحجارة في الآخرة، وإنما تنتشر المعاصي حينما لا يتوقع المجتمع أو الفرد حساباً فينطلقون في حركاتهم كما يحبون ويموجون كما يشتهون بلا زمام ولا خطام: {إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كِذَّاباً}.
فلينظر كل واحد إلى تقصيره ، وليعزم عزماً أكيداً أن يحسن فيما يستقبله من أيام ، وليأخذ بالعزيمة الصادقة مع ربه على أن يكون عامه الجديد خيراً مما قد مضى. فنهاية عام ومحاسبة النفس النفس سريعة التقلب ميالة إلى الشر كما أخبر بارئها عنها بقوله: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...

نهاية عام ومحاسبة النفس الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد فاتقوا الله عباد الله حق نهاية عام ومحاسبة النفس التقوى..
معاشر المؤمنين روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نهاية عام ومحاسبة النفس النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل نهاية عام ومحاسبة النفس الصيام بعد نهاية عام ومحاسبة النفس رمضان : شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
إن الله تعالى جعل خاتمة كلِّ عام وفاتحته شهراً محرماً وموطنًا يغتنمه العبد للتوبة وإصلاح الحال والزيادة في الخير، فإنَّه إذا افتتح السنة بالطاعة وختمها بالطاعة يرجى أن يكون ممن قضوا كل عامهم في طاعة الله فتزودوا -عباد الله- من الأعمال الصالحة، ولا تغتروا بهذه نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا الفانية، واعلموا أنكم راحلون عما قريب ومفارقون لهذه نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد نهاية عام ومحاسبة النفس الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. وليست الغبطة بطول العمر، وإنما الغبطة بما أمضاه العبد في طاعة مولاه وخير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله .
فعلينا أن نستقبل أيامنا وشهورنا وأعوامنا بطاعة ربنا تبارك وتعالى وشكره وحسن عبادته، ومحاسبة أنفسنا وإصلاح ما فسد من أعمالنا ومراقبة من ولانا الله تعالى أمرهم من زوجات وبنين وبنات فما قامت نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا إلا بقيام الدين ولا نال العز والكرامة والرفعة إلا من خضع لرب العالمين ولا دام الأمن والرخاء إلا باتباع منهج سيد المرسلين ولئن استمرت زهرة نهاية عام ومحاسبة النفس الدنيا مع المعاصي والانحراف فإن ذلك استدراج يعقبه الإهلاك والاتلاف.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين




نهاية عام ومحاسبة النفس



إظهار التوقيع
توقيع : نسيم آڸدکَريآت
#2

افتراضي رد: نهاية عام ومحاسبة النفس

جزاكى الله الجنة
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
صور ورسائل وتواقيع وصور رمزية و sms لعيد الفطر المبارك كل عام وانتم بخير شوشو السكرة مضيفة عدلات
من اهم الشخصيات التاريخية التى عرفها التاريخ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
القمة العربية .. فى دورتها ال26 سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
مرشحي الرئاسة المصرية 2024 + نبذه عنهم كتكوتة اهم الاخبار - اخبار يومية
الدكتور محمد راتب النابلسي(لمحه عن حياته) لؤلؤة الايمان شخصيات وأحداث تاريخية


الساعة الآن 05:26 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل