أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=339362
379 2
#1

افتراضي الجزء الثامن «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»



بسم الله الرحمن الرحيم






اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








الزهد والتقلل

من الدنيا

علمني الإسلام أن أزهد في الحياة وأتقلل من الدنيا، فإنها إلى زوال }وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى{ [القصص: 60]. ويقول I : }الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا{ [الكهف: 46] ، ويقول Y: }هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{ [العنكبوت: 64]. أي أن الآخرة هي دارا لحياة الحقيقية، حيث لا موت هناك.
والمرء في هذه الدنيا في امتحان، كلما ازداد منها حوسب أكثر، وإذا تقلل منها قل الحساب. والخوف على الملتهي فيها والمغرور بها وارد.
وليعلم هذا الذي يمضي وقته في جمع المال، ويفخر بالمنصب الكبير، والمسكن الفاخر، والولد الكثر، أنه سيموت قريبًا، ولن يصطحب شيئًا من هذا معه، بل سيرافقه في القبر عمله وحده.
ومع هذا يأبى بعضهم إلى أن يجعل من الدنيا جنة له، ورسول اللهr يقول في حديث رواه مسلم: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر».
يقول الإمام النووي في شرحه: «معناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم، والراحة الخالصة من النقصان. وأما الكافر، فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا، مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم، وشقاء الأبد».
ولذلك قال رسول الله r لابن عمر كما في البخاري: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
وإن الزهد يجلب محبة الله للعبد، لأن أكثر اهتمامه يكون في إرضاء الله سبحانه لا إرضاء نفسه، بينما الالتهاء بالدنيا يدخل فيه التنافس والتحاسد والتباغض، فينجرف المرء مع هذه الأهواء والمنغصات، فيقع في الحرام، وينسى أو يتناسى ما هو مطلوب منه حكمًا.
يقول رسول الله r فيما روي بأسانيد حسنة: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس».
وللزهد علاقة بالجهاد والنصر، فإن المال فتنة معوقة للمرء، حيث النعيم والفراش الوثير، والمتزهد لا يتعلق قلبه بمثل هذا، وقارن أيها المسلم بين حال الصحابة والتابعين وغزواتهم وفتوحاتهم وبين حالنا اليوم...
والزهد غالبًا طريقة الجنة حيث يشاء الله، وفي الحديث المتفق عليه قوله r: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء».
وهذا نبينا العظيم صلوات الله وسلامه عليه، روت أمنا عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري أنه «خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير»!
وإذا كان الناس يفرحون بزيادة المال وكثرة الرصيد، فإنه ليس بالعمل الأولى ولا بالنهج السديد، بل الأولى هو البذل والعطاء، فيقول رسول الله r في حديثٍ حسن صحيح رواه الترمذي: «يا ابن آدم، إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول».
إن المسلم الحقيقي يعتبر نفسه صاحب رسالةٍ قبل كل شيء، فهمه الأول دينه وليس كثرة ماله، ولهذا كان الفضل في خشونة العيش، والاقتصاد على القليل من المأكول والمشروب والملبوس، وغيرها من حظوظ النفس، وترك الشهوات.
والله يوفق من يشاء من عباده إلى هذا، وخاصة من رأى في قلبه صدق التوجه إليه.






القناعة والتعفف

علمني الإسلام أن أكون قانعًا، عفيفًا، مقتصدًا في المعيشة والإنفاق، لا أسأل من غير ضرورة، فإن «اليد العليا خير من اليد السفلى» و «من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله» كما في الحديث المتفق عليه.
وإن القناعة والعفاف تدلان على نفسٍ طيبةٍ كريمة، وعدمهما يدل على طمعٍ وجشع... وكان رسول الله r يشير إلى مثل هذا عندما يعطي أو يمنع، فهو يقول كما في البخاري: «والله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكني إنما أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغني والخير».
والقانع العفيف من الصنف الذي يحب العمل والإنتاج، والمشاركة في أعمال الخير، ويتوكل على الله، فيبارك له فيه، فتطيب نفسه، ويتفاءل ويهنأ، بعكس السائل الذي لا ينتهي طعمه إلى حد، فيكون جزعًا، منقبضًا، بخيلًا، ترى الفقر بين عينيه.
والسؤال صفة ذميمة لا يلجأ إليها سوى ضعاف النفوس، إلا عند الحاجة والضرورة القصوى، وما عدا ذلك فهو سحت، أي حرام، وإن الذي يسأل الناس وهو مكتفٍ فإنما يتاجر بالنار، كما في حديث مسلم: «من سأل الناس تكثرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقل أو فليستكثر». معناه أنه يعاقب بالنار، ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأن الذي يأخذه يصبر جمرًا يكوى به، كما ثبت في مانع الزكاة، أفاده النووي في شرحٍ مسلم.



من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف





#2

افتراضي رد: الجزء الثامن «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

احسنت حبيبتي ... بارك الله فيك
إظهار التوقيع
توقيع : زهره محمد
#3

افتراضي رد: الجزء الثامن «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

جزاكي الله خيرا حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الجزء السابع «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الرابع من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الخامس من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
«هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام" الجزء الثانى راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 07:24 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل