انقسم علماء السلفية ومفكريها بين فريقين اندرج الشارع المؤمن بالسلفية الإسلامية خلفهما، فمنهم من يؤيد الإكتشافات العلمية في القرآن بل والسنة النبوية التي نص عليها العلماء المعاصرين والتي صعب اكتشافها أو استشفائها في العصور السالفة القديمة، وبين معارض لهذا الربط بين العلوم الطبيعية وبين العلوم القرآنية، مشككين بأن هذه الإكتشافات تمت على يد بشر والبشر خطائون في الغالب الكثير في فطرتهم مما يجعلها غير متوافقه مع القرآن المنزل من الرب مما يفتح الشك والطعن بالإسلام.
المعارضين
قال عبد الله بن جبرين:
«أعلم أن هذه الأقوال تخرصات ووهميات وقول في القرآن بغير علم، قال النبي من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار وقال أيضاً من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ولأجل ذلك كان السلف يتوقفون فيما لا يعلمون لأن القول بلا علم ذنب كبير عقوبته أغلظ من الشرك، فالقرآن أنزل لتلاوته والعمل به، لا لتطبيق عليه العمليات الحسابية ولا لتعرف به الحوادث المستقبلية فالغيب لا يعلمه إلا الله.»
وسئل صالح الفوزان أيضاً وقال:
«إن تفسير القرآن متقن ومضبوط وله طرق ذكرها أئمة التفسير لا يفسر بغيرها فالقرآن يفسر بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وباللغة التي نزل بها، هذه هي وجوه التفسير أما من زاد على هذا جاء بشيء مبتكر لا أصل له ولا يجوز تفسير القرآن بالرأي.[59]»
وقال بعض الفقهاء عن الحقائق التي يتساوى بها ذكر الدنيا والآخرة أو الملائكة والشياطين، وهذه الأمثلة ونحوها ليست من ما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يقدر عليها فهي في الحقيقة ظواهر عددية في القرآن وليست أمراً معجزاً.
المدافعين
ومن الجهة الأخرى قال المؤيدون لهذا العلم أن هناك أمور كثيرة تجمعت وكونت سداً ضد الإعجاز العددي ومن هذه الأمور؛ أن كثير من كتب التفسير الرقمي لا تقوم على أساس علمي ولذلك من السهل إنتقادها وحادثة رشاد خليفة وبدعته البهائية والتي استغل فيها الأرقام القرآنية لغاية في نفسه، قد تركت أثراً كبيراً تجاه هذا العلم، فالعلماء في القرآن أمام مقياسين: مقياس لغوي ومقياس رقمي، فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله حتى آخره، وفي نفس الوقت مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لن نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية، فهو كتاب محكم لغوياً ورقمياً، أما عن محاولة تقليد القرآن أو أنه الأعداد والتوافقات أمور غير معجزة، فلو حاول أحد تقليد القرآن رقمياً سيخل هذا بالجانب اللغوي والعكس صحيح، فلا يستطيع أحد مهما حاول أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظم من الناحية الرقمية، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه.
وقال محمد دودح:
«لقد ادخر القرآن كثيراً من الآيات للأجيال القادمة في عبارات معلومة الألفاظ لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حيناً بعد يقول الرب (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين)[60] فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان، قال الرب (وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون)[61]
ونقل ابن كثير عن ابن عباس تفسير للمستقر بقوله لكل نبأ حقيقة أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين.
وقال ابن حجر: ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون دليل على صحة دعواه، وهذا الزمان هو أنسب زمان لهذا الإعجاز الجديد حيث قال الله في القرآن (سأريكم آياتي فلا تستعجلون)[62]»