لدي ولد عمره 3 سنوات، ولا يقول إلا بعض الكلمات (ماما، بابا، أمل (يعني القمر) بابوب (يعني اسبونج بوب) عندما يراه، ويقول كيكة وغيرها.
ويحب أن يحضنني ولا يمانع إذا حضنه أحد، وعندما تأتي خالته وتناديه يذهب إليها ويحضنها، ويحب أن يقترب من ابنها ويمسكه، وإذا ضرب ابني لا يرد عليه (ابني) وإنما يبكي، وابني يحب أن ينظر إلى نفسه بالمرآة، ويرتب اللعب واحدة فوق الأخرى، والمكعبات، والسيارات واحدة وراء الأخرى على شكل قطار، ويحب الموسيقى، وخاصة طيور الجنة، يأتي مسرعا لسماعها، ولكن ليس جميعها.
وهو لاينتبه عندما أناديه باسمه (عبودي) ولكن ينتبه أحيانا، وعندما أناديه للطعام ينتبه أيضا، وهو يدور أحيانا، ويحب أن يخرج ويلعب ويمشي، ويحب الأطفال، ويقلدنا، أيضا يفرش السجادة، ويسجد سجدة واحدة ويقوم -يا إخواني- والله العظيم قلبي نار على ابني، فهو إلى الآن لا ينطق كباقي الأطفال في عمره، ولاينتبه كثيراً، فما مرضه؟ وهل هو مصاب بالتوحد؟ أخبروني ماذا أفعل معه؟
وأشكركم جزيلاً.
الإجابــة
فهناك في كل بلد مراكز متخصصة
في التعامل مع الأطفال المتأخرين في النطق
وفي التواصل الاجتماعي،
وهناك استمارة يتم ملؤها في عمر سنة ونصف
في مراكز التطعيم للتشخيص المبكر للحالات،
وهي عبارة عن أسئلة توجه للأم للإجابة عليها،
ومن خلال عدد النقاط يمكن الحكم على تصرفات
الطفل إذا كان أقرب إلى التوحد أم لا
فعليك التواصل مع هذه المراكز.
أصبح الآن من الممكن تشخيص مرض التوحد عند الأطفال
قبل أن يبلغ الطفل منتصف السنة الثانية من عمره,
فإذا اكتشف الولدان أنه لا يقدر على نطق بعض العبارات مثل: _
(ما....ما...با...با...)
_ولا ينظر في عين الآخرين،
_ ولا يبتسم لعبارات المداعبة،
_ولا يستجيب عند سماع اسمه،
_ ويرتبط ارتباطا شديداً بلعبة واحدة،
_ ولا يستطيع نطق كلمتين حتى سن عامين،
_ فهناك احتمال أنه مصاب بالتوحد.
ومن الأعراض التي تشير إلى احتمال إصابة الطفل بالتوحد:
_ الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين،
_يتصرف الطفل كأنه أصم،
_يضحك، ويقهقه بدون مناسبة
_ لا يبدي خوفا من المخاطر،
_ يشير بالإيماءات،
_لا يحب العناق،
_ يتحرك كثيرا،
_ لا يستطيع التواصل مع البشر،
_ ارتباط غير مناسب بالأجسام والأشياء،
_ كأن يلعب بلعبة واحدة فترات طويلة،
_ يطيل البقاء واللعب الانفرادي،
_وفاتر المشاعر لا يستجيب للابتسامات.
أما عن علاج هؤلاء الأطفال فقد أجرى بحث بالقسم
_ فوجد أن 90% منهم يعانون من نقص في الزنك،
_ وزيادة في النحاس،
_ ونقص في الكالسيوم والماغنسيوم،
_ ونقص في الأحماض الدهنية غير المشبعة
_ونقص كامل في مضادات الأكسدة،
_ وإجراء هذه التحاليل يتيح فرصة التدخل العلاجي
_ بوصف الفيتامينات والدواء للأطفال،
_ ولا تزال الأبحاث مستمرة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد.
_يعاني الطفل الصغير الذي نشك أنه مصاب بالتوحد
من مشاكل التفاعل الاجتماعي مع الآخرين،
_وتأخر النمو الإدراكي في الكلام وفي تطور اللغة،
_ فقد لا يبدأ الكلام قبل سن خمس سنوات،
_ هذا بالإضافة إلى البطء في المهارات التعليمية،
_كما يعاني البعض من الحركات الزائدة،
_وعدم القدرة على التركيز والاستيعاب؛
حيث أعلن مركز مراقبه الأمراض (CDC)
_أن في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض في ولاية نيو جيرسي، وقدرت نسبة الإصابة بحوالي 6.7 طفل لكل ألف طفل؛ مما يدعونا للتساؤل عن سبب هذه الإعاقة التي تزيد.
لا نستطيع القول أنه مرض وراثي
لأنه أيضاً يرتبط بالعامل البيئي،
فقد يكون الطفل حاملاً للجين المسبب للمرض،
ثم يتعرض أولاً لبيئة تسبب ظهور أعراض المرض،
ويرتبط التوحد بعدد من الجينات وليس جيناً واحدا،
وفى النهاية لا نستطيع الحكم وتشخيص حالة من مجرد رسالة،
وعليك التواصل مع المراكز المتخصصة في التعامل مع الأطفال
المتأخرين في النمو والكلام.
وفقك الله وطفلك لما فيه الخير.
المراجع
د. عطية إبراهيم محمد
استشارات اسلام ويب