أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=34760
17233 56
#1

2131 1168499165 إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا












{ اعترافات فتـاة .. ~

سطور مؤلفة من أحداث و قصص واقعية

مشكلات و قضايا معاصرة

لفتيـات في سن الزهور

فلنقرأها

لـ نستفيـد و نعتبـر

و نتأمـل و نتعـظ

و ننهل منها فوائد تطور حياتنا



بين حين و آخر أضع قصة من سلسلة [ اعترافات فتاة ]

و أنتظر فوائد خرجتن بها منها

علمًا أنها من كتب .. اعترافات فتاة ..
إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا




أتمنى لكِ وقتًا ممتعًا مع قراءة القصص
و لا تنسي أن تكتبي فوائدكِ منها







__________________


, إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا



(( ربِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ))



إعترافات فتاه>متجدد فتابعوناالقصه الاولى :/ براءه وندم

إعترافات فتاه>متجدد فتابعوناالقصه الثانيه :/ الخبله

إعترافات فتاه>متجدد فتابعوناالقصه الثالثه :/ على الشاطئ

إعترافات فتاه>متجدد فتابعوناالقصه الرابعه :/ سامحنى يَ أبى / التكمله سامحنى يَ أبى



مع خالص محبتى لكم ولشخصكم الكريم
إعترافات فتاه>متجدد فتابعوناسوووما




#2

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

هتبعك اكييييد ياسمسم يلقمر
إظهار التوقيع
توقيع : batta adham
#3

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

احنا باانتظارك ياست الكل
إظهار التوقيع
توقيع : حنين الايام
#4

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

في انتظارك على احر من الجمر
إظهار التوقيع
توقيع : salwa libya
#5

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

فكررررة ولا ارووع بانتظارك يا سمسومة
إظهار التوقيع
توقيع : سوسو الامورة
#6

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

على بركة الله ياسمسم مستنيه ايه
#7

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

في انتظارك ياسمسومة
إظهار التوقيع
توقيع : ايمان المقصبي
#8

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

بانتظارك يا سمسم
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#9

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

فكرة جامدة واكيد هانستفيد منها ربنا يوفقك
#10

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

موضوع رائع

يستحق المتابعهه والانتظار

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#11

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

فى انتظارك يا سمسم
#12

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

إظهار التوقيع
توقيع : بسم الله
#13

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

بانتظارك....
إظهار التوقيع
توقيع : الـمـتـألـقـة
#14

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا



حبيبات قلبى اشكركم شكراً جزيلاً على كلماتكم الجميله
وانا ان شاء الله سأضع اول قصه معنا فى
هذه السلسله المتتابعه وان شاء الله
ستوضع كل الحلقات فى الصفحه
الاولى بارك الله فيكم

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

#15

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

هذه قصتى الاولى
معكم بانتظار رأيكم واستفاداتكم من القصه

تندرج تحت عنوان براءه وندم

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


كلا . . أنا أشعر !



- ثلوى . .! ثلوى . . هيييه . . .

هكذا تستقبلني مرام كل يوم حين أقدم من المدرسة . . ثم ترتمي عليَّ لتحضنني ..

لم أكن أهتم بها بصراحة . .


ولم أكن أرحب بهذا الاستقبال الحار الذي تستقبلني به كل يوم وأنا منهكة بعد عودتي . .



وذات مرة حين انقضَّت على حقيبتي لتبحث فيها عن أي حلوى . .

أوقعت كتبي على الأرض . .

فصرخت في وجهها بشدة . .

و ضربتها دون أن أفكر . .!

كنت غاضبة جداً

بعد أن رفضت مدرسة علم الاجتماع إعادة الاختبار لي وتجادلت معها بحدة ..

ولم يكن ينقصني بعد يوم دراسي منهك

أن أنحني لجمع كتبي المتناثرة من الأرض .

تجمدت مرام .. ونظرت إليَّ بجمود حين ضربتها ..


دون أن تتنفس بكلمة أو حتى تتألم ..

فأسرعت والدتي تؤنبني بشدة .. حرام عليك يا سلوى !..

تضربين هالمسكينة ؟!


- أفف.. لقد مللنا هذه الأسطوانة ..

مسكينة .. مسكينة ..

وما ذنبنا نحن ؟

ولماذا تخافين على مشاعرها لهذه الدرجة ؟

انظري إليها .. إنها لا تشعر أصلاً ..!!

كنت أعلم أن كلمتي هذه ستجرح أمي التي لا زالت تعتقد أن مرام طفلة شبه طبيعية ..

وترفض الاعتراف بأنها متخلفة بالمعنى المعروف ..

صمتت أمي تماماً وهي لا تزال تحتضنها ...

بينما أسرعت أواري بصري عن المنظر بالهروب إلى غرفتي ..

لا أعرف ما الذي جرى لي .. كيف ضربتها هكذا وقلت لأمي ما قلت ..

لكن .. أنا معذورة ..

نعم

فقد مللت .. مللت اهتمام أمي الزائد والمبالغ فيه بها ..

إنها تدللها وتحنو عليها أكثر من أي فرد منا

استغفر الله العظيم ..

ليت الله يأخذ أمانته فيها لنرتاح نفسياً واجتماعياً ..

أمي لا تنفك عن التفكير طوال الوقت في مصيرها ..

ودائماً تردد أمامي وصيتها لي في الاهتمام بمرام والعناية بها، بعد وفاتها ...

إن هذا الشعور يجلب لي المرض ..

لقد مللت من هذا الحزن الذي تصر أمي على إغراقنا فيه بسببها ..

لقد حرمت نفسها من الذهاب للكثير من المناسبات الاجتماعية والنزهات والسفر من أجل مرام ..

حتى زواج ابن خالتي لم تذهب إليه لأني رفضت أن تذهب إليه مرام معنا ..

هذا ما كان ينقصنا ..

أن نأخذها لتبدأ في الضحك والسلام على كل الحاضرين بفرح وبلادة

ثم تبدأ حركاتها المضحكة ..

أمي أثارها رفضي هذا ..

وقررت ألا تذهب في حال لم تذهب مرام ..

كان بإمكانها أن تتركها مع الخادمة ولو تلك الليلة فقط ..

لكن أمي .. تصرّ على تعقيد الأمور

وبث الحزن والتعاسة في كل موضوع له علاقة بمرام ..

يا الله .. متى تقتنع أمي أن مرام المسكينة لا تفهم ولا تشعر بشيء..

إنها لم تكن لتشعر بحزن أو سعادة سواء أذهبت لذلك الحفل أو غيره أم لم تذهب..



يطرق معاذ باب غرفتي ليوقظني من النوم ..

- هيا استيقظي .. لقد أذن المغرب..


أقوم ببطء .. أشعر أني منهكة ومتضايقة جداً..

أتوضأ وأصلي ..

ثم أبدأ في حل واجباتي ..

أفتح دفتر الكشكول الخاص بالهوامش ..

فألمح على آخر صفحة منه رسمة ..

يبدو أنها إحدى (شخاميط) مرام ..

أنظر إليها بهدوء .. إنها رسمة بيت حوله أشجار ..

أدقق فيها .. لم أكن أتصور أنها تستطيع رسم صورة كهذه ..

لابد أن معاذ علمها ..

ألقي الدفتر جانباً وأبدأ في حل واجباتي الكثيرة ..

وفجأة .. أطلت مرام برأسها الكبير من طرف الباب..

ضحكت.. ماذا لديك؟

.. ادخلي..

ماذا تريدين ؟..

دخلت بهدوء ونظرت إليَّ ثم جلست على الأرض ..

يبدو أن منظر الدفاتر والأقلام قد أغراها كثيراً..

هجمت على أقلامي وأمسكتها ..

ثم أمسكت أحد الدفاتر وهي تنظر إليَّ بخوف .. أرثم ؟!..

- كلا... كلا .. إعطيني إياه .. هذا للمدرسة ..

استسلمت وتركت الأقلام من يدها ..

ثم قامت نحو مكانها المفضل .. تسريحتي..

صعدت على الكرسي .. وأخذت تطلُّ على وجهها في المرآة ..

ثم التفتت برجاء وهي تمسك أحد أقلام الشفاه ..

- ثلوى.. ممكن ؟

لا أعرف لماذا تعاطفت معها هذه المرة .. إنها مؤدبة جداً اليوم ..

- حسناً.. استخدمي هذا فقط ..

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها

وأسرعت تضع اللون على شفاهها بفرح ..

عدت لإكمال واجباتي ..

وانهمكت فيها ..

حين لاحظت بعد قليل هدوءها .. التفتّ إليها ..

فوجدتها تتأمل نفسها بعمق في المرآة ..

أخذت أراقبها .. كان تنظر بهدوء ..

مرة تبتسم

ومرة تقطب جبينها

ومرة ترفع رأسها ..

وفجأة تحدثت وهي تنظر لنفسها بصوت يائس أسمعه منها لأول مرة ..

- أنا (مو حلوة) ..!

صدمتني العبارة كثيراً.. وأخذت أنظر إليها بعمق ..

شعرت بعطف كبير عليها ..

لقد بدأت تعرف أن شكلها يختلف عن الآخرين ..




عادت بي الذاكرة إلى عشر سنوات خلت ..

حين كنا مترقبين لخبر ولادة أمي في المستشفى ..

إنها بنت.. يا سلام ..

أخيراً أصبح عندي أخت .. الحمد لله ..

أتت مرام بعد أربع أخوة ذكور ..

ففرحت بها جداً..

حتى .. وصلنا الخبر ...

إنها غير طبيعية ..

كيف ؟.

تضخم في القلب ..

و.. ماذا؟!

إنها منغولية ..

كنت لا أزال صغيرة ولم أفهم فتساءلت ...

ماذا يعني منغولية ؟..

يعني يا سلوى .. إنها مختلفة قليلاً..

سيكون من الصعب عليها اللعب كثيراً.. أو الكلام بسهولة ..

كما أن تفكيرها .. سيكون أقل من أقرانها ..؟

سكتت وأنا أنظر للدموع التي تلمع في عيني أبي ..

وحين رأيت مرام لأول مرة ..

عرفت كيف أنها مختلفة ..

كانت بيضاء وجميلة مثل كل الصغار ..

لكنها كانت مختلفة .. لم تكن تشبهنا ..

وشيئاً فشيئاً حين كبرت بدأت ملامح التخلف تظهر واضحة عليها ..

يقول الدكتور أن الأشخاص المنغوليين لا يعيشون طويلاً ..

إنهم يموتون في سن مبكرة ..

غالباً في العشرينات .. أو الثلاثينات من أعمارهم..

لكن مرام كانت منذ صغرها تعبَّر عن حلمها بأن تصبح عروسة ..

مسكينة .. إنها لا تعلم ..

كنت دائماً قاسية معها ..

كنت أشعر بأنها عبء كبير علينا ..

كما أنها تشعر ..

سواء أصرخت عليها أم شتمتها ..

فإنها لا تشعر ولا تتأثر أبداً.. بل إنها لم تبك يوماً في حياتها ..

لكن الآن .. إنها تقيَّم نفسها ..

بدأت تشعر أنها غير طبيعية .. وأن ملامحها مختلفة ..

أنا (مو حلوة) أنا (مو حلوة) ..

أخذت تتردد في ذهني طويلاً..

وشعرت بعطف كبير عليها ..

حين اقتربت مني بهدوء وهي تشير بإصبعها السبابة إلى وجهي

حتى كادت تلامسه ..

- ثلوى .. حلللوة..!


لأول مرة شعرت بأنها بحاجة لمن يضمها ..

فاحتضنتها بعطف كبير ..

فإذا بها تتمتم في صوت هامس ورأسها على رقبتي وكأنها تحادث نفسها ..

وتعيد حواراً قديماً سمعته من قبل..

- ملام.. مو .. حلوة .. لا .. لا!!

ملام مو حلوة .. ما تجي عند الحليم ..

( مرام غير جميلة .. لا .. يجب ألا تدخل عند الحريم ).



توقفت قليلاً ..

وأخذت أفكر في كلامها ..

إنها .. إنها تكرر كلامي..

نعم إنه كلامي لأمي قبل شهر حين أتانا بعض الضيوف ..

نعم .. كنت غاضبة ورفضت أن تسمح لها أمي بالدخول إلى المجلس ..

أذكر أني قلت بالحرف الواحد أمامها..

( كلا يا أمي .. لا .. لا تحرجينا أمامهم بصراحة مرام شكلها (يفشل) ..

لا تتركيها تدخل على الحريم أرجوك .. )

ولم أهتم يومها بأن مرام المسكينة كانت واقفة أمامي ..

كنت أعتقد أنها لا تفهم ولا تشعر ..

لكنها .. حفظت ذلك الكلام ..

لا زال في قلبها .. إنها تردده .. اليوم ..


مسكينة يا أختي الحبيبة ..

كل ذلك كان في قلبك الصغير المريض .. وأنا لا أعرف ..



احتضنتها طويلاً ..

وأنا ألمس شعرها ..

وهي لا تزال تردد الحوار الهامس في هدوء ..

ثم تضيف محادثة نفسها.. ( ملام .. وع.. ولا تفهم!.. )

وشعرت بدموع ساخنة تنساب على وجنتي وأنا احتضنها بقوة ..

يا حبيبتي يا مرام .. كل هذا .. وأنا لا أعلم ..

تشعرين بكل هذا وأنا لا أشعر ..

يا لي من إنسانة قاسية وشريرة ..

كيف عاملتك هكذا .. أستغفر الله ..

كيف تمنيت لك الموت ظهر هذا اليوم ..

يا حبيبتي الغالية ..

أعلم أنك لن تعيشي طويلاً ..

وإن عشت .. عشت محرومة من الكثير مما يستمتع به بقية الأطفال ..

ومع هذا أتمنى لك الموت ؟!..

كم كنت سخيفة حين كنت أخجل منك

وأشعر بالحرج من الاعتراف بوجودك للآخرين ..

أنت والله يا مرام .. أفضل وأطيب وأنبل من آلاف الأسوياء الذين تجمدت قلوبهم ..

تحملت كل تلك القسوة والجفاء مني في قلبك وتغاضيت عنه ..

أنت الأجمل يا مرام .. نعم .. أنت أجمل من الكثيرات بقلبك الطاهر البريء ..

- لا .. مرام حلوة .. حلووووة..

نظرت إليَّ بتعجب واستغراب .. ملام حلوة ؟!

- نعم مرام أجمل فتاة في الدنيا ..!

استغربت وهي تنظر إلى عيني ..

ولمعت عيناها بفرح غامر لم أرَ مثله على وجهها ..

ثم ضحكت ضحكتها الطفولية التي أراها لأول مرة بهذا الجمال

وهذه البراءة والنقاء ..

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

#16

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

جميله اوى يا سمسم تستحق التقييم
#17

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

بارك الله فيكِ يا سمسم قصة رائعة وتستحق التقييم
فعلاً ما بيصير نتساهل بمشاعر الأخرين ما نقول ما بحسو لا لا لا الناس كلهم عندهم مشاعر وأحاسيس حتى الأطفال سبحان الله
مشكورة حبيبتي وبانتظار باقي القصص

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#18

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

القصة حلوة اوى يا سمسم
فى انتظار الباقى يا عسل
واحلى تقييم لعيونك

إظهار التوقيع
توقيع : بوسى كات M
#19

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

منتظرينك يا قمر
إظهار التوقيع
توقيع : ♥ احبك ربى ♥
#20

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

ياحبيباتى ربنا يكرمكم
وطلتكم الحلوه دى هى احلا تقييم عندى والله
ربنا يبارك فيكو ويحفظكو من كل شر
وان شاء الله بالليل انزل القصه التانيه

#21

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

حلو اوي احنا منتظرين
بس ابقي فكريني لان الزهايمر عندي عالي اوي هههههه

إظهار التوقيع
توقيع : براءة
#22

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

[QUOTE=*سمسم حياتى*;281671]
هذه قصتى الاولى
معكم بانتظار رأيكم واستفاداتكم من القصه

تندرج تحت عنوان براءه وندم

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


كلا . . أنا أشعر !



- ثلوى . .! ثلوى . . هيييه . . .

هكذا تستقبلني مرام كل يوم حين أقدم من المدرسة . . ثم ترتمي عليَّ لتحضنني ..

لم أكن أهتم بها بصراحة . .


ولم أكن أرحب بهذا الاستقبال الحار الذي تستقبلني به كل يوم وأنا منهكة بعد عودتي . .



وذات مرة حين انقضَّت على حقيبتي لتبحث فيها عن أي حلوى . .

أوقعت كتبي على الأرض . .

فصرخت في وجهها بشدة . .

و ضربتها دون أن أفكر . .!

كنت غاضبة جداً

بعد أن رفضت مدرسة علم الاجتماع إعادة الاختبار لي وتجادلت معها بحدة ..

ولم يكن ينقصني بعد يوم دراسي منهك

أن أنحني لجمع كتبي المتناثرة من الأرض .

تجمدت مرام .. ونظرت إليَّ بجمود حين ضربتها ..


دون أن تتنفس بكلمة أو حتى تتألم ..

فأسرعت والدتي تؤنبني بشدة .. حرام عليك يا سلوى !..

تضربين هالمسكينة ؟!


- أفف.. لقد مللنا هذه الأسطوانة ..

مسكينة .. مسكينة ..

وما ذنبنا نحن ؟

ولماذا تخافين على مشاعرها لهذه الدرجة ؟

انظري إليها .. إنها لا تشعر أصلاً ..!!

كنت أعلم أن كلمتي هذه ستجرح أمي التي لا زالت تعتقد أن مرام طفلة شبه طبيعية ..

وترفض الاعتراف بأنها متخلفة بالمعنى المعروف ..

صمتت أمي تماماً وهي لا تزال تحتضنها ...

بينما أسرعت أواري بصري عن المنظر بالهروب إلى غرفتي ..

لا أعرف ما الذي جرى لي .. كيف ضربتها هكذا وقلت لأمي ما قلت ..

لكن .. أنا معذورة ..

نعم

فقد مللت .. مللت اهتمام أمي الزائد والمبالغ فيه بها ..

إنها تدللها وتحنو عليها أكثر من أي فرد منا

استغفر الله العظيم ..

ليت الله يأخذ أمانته فيها لنرتاح نفسياً واجتماعياً ..

أمي لا تنفك عن التفكير طوال الوقت في مصيرها ..

ودائماً تردد أمامي وصيتها لي في الاهتمام بمرام والعناية بها، بعد وفاتها ...

إن هذا الشعور يجلب لي المرض ..

لقد مللت من هذا الحزن الذي تصر أمي على إغراقنا فيه بسببها ..

لقد حرمت نفسها من الذهاب للكثير من المناسبات الاجتماعية والنزهات والسفر من أجل مرام ..

حتى زواج ابن خالتي لم تذهب إليه لأني رفضت أن تذهب إليه مرام معنا ..

هذا ما كان ينقصنا ..

أن نأخذها لتبدأ في الضحك والسلام على كل الحاضرين بفرح وبلادة

ثم تبدأ حركاتها المضحكة ..

أمي أثارها رفضي هذا ..

وقررت ألا تذهب في حال لم تذهب مرام ..

كان بإمكانها أن تتركها مع الخادمة ولو تلك الليلة فقط ..

لكن أمي .. تصرّ على تعقيد الأمور

وبث الحزن والتعاسة في كل موضوع له علاقة بمرام ..

يا الله .. متى تقتنع أمي أن مرام المسكينة لا تفهم ولا تشعر بشيء..

إنها لم تكن لتشعر بحزن أو سعادة سواء أذهبت لذلك الحفل أو غيره أم لم تذهب..



يطرق معاذ باب غرفتي ليوقظني من النوم ..

- هيا استيقظي .. لقد أذن المغرب..


أقوم ببطء .. أشعر أني منهكة ومتضايقة جداً..

أتوضأ وأصلي ..

ثم أبدأ في حل واجباتي ..

أفتح دفتر الكشكول الخاص بالهوامش ..

فألمح على آخر صفحة منه رسمة ..

يبدو أنها إحدى (شخاميط) مرام ..

أنظر إليها بهدوء .. إنها رسمة بيت حوله أشجار ..

أدقق فيها .. لم أكن أتصور أنها تستطيع رسم صورة كهذه ..

لابد أن معاذ علمها ..

ألقي الدفتر جانباً وأبدأ في حل واجباتي الكثيرة ..

وفجأة .. أطلت مرام برأسها الكبير من طرف الباب..

ضحكت.. ماذا لديك؟

.. ادخلي..

ماذا تريدين ؟..

دخلت بهدوء ونظرت إليَّ ثم جلست على الأرض ..

يبدو أن منظر الدفاتر والأقلام قد أغراها كثيراً..

هجمت على أقلامي وأمسكتها ..

ثم أمسكت أحد الدفاتر وهي تنظر إليَّ بخوف .. أرثم ؟!..

- كلا... كلا .. إعطيني إياه .. هذا للمدرسة ..

استسلمت وتركت الأقلام من يدها ..

ثم قامت نحو مكانها المفضل .. تسريحتي..

صعدت على الكرسي .. وأخذت تطلُّ على وجهها في المرآة ..

ثم التفتت برجاء وهي تمسك أحد أقلام الشفاه ..

- ثلوى.. ممكن ؟

لا أعرف لماذا تعاطفت معها هذه المرة .. إنها مؤدبة جداً اليوم ..

- حسناً.. استخدمي هذا فقط ..

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها

وأسرعت تضع اللون على شفاهها بفرح ..

عدت لإكمال واجباتي ..

وانهمكت فيها ..

حين لاحظت بعد قليل هدوءها .. التفتّ إليها ..

فوجدتها تتأمل نفسها بعمق في المرآة ..

أخذت أراقبها .. كان تنظر بهدوء ..

مرة تبتسم

ومرة تقطب جبينها

ومرة ترفع رأسها ..

وفجأة تحدثت وهي تنظر لنفسها بصوت يائس أسمعه منها لأول مرة ..

- أنا (مو حلوة) ..!

صدمتني العبارة كثيراً.. وأخذت أنظر إليها بعمق ..

شعرت بعطف كبير عليها ..

لقد بدأت تعرف أن شكلها يختلف عن الآخرين ..




عادت بي الذاكرة إلى عشر سنوات خلت ..

حين كنا مترقبين لخبر ولادة أمي في المستشفى ..

إنها بنت.. يا سلام ..

أخيراً أصبح عندي أخت .. الحمد لله ..

أتت مرام بعد أربع أخوة ذكور ..

ففرحت بها جداً..

حتى .. وصلنا الخبر ...

إنها غير طبيعية ..

كيف ؟.

تضخم في القلب ..

و.. ماذا؟!

إنها منغولية ..

كنت لا أزال صغيرة ولم أفهم فتساءلت ...

ماذا يعني منغولية ؟..

يعني يا سلوى .. إنها مختلفة قليلاً..

سيكون من الصعب عليها اللعب كثيراً.. أو الكلام بسهولة ..

كما أن تفكيرها .. سيكون أقل من أقرانها ..؟

سكتت وأنا أنظر للدموع التي تلمع في عيني أبي ..

وحين رأيت مرام لأول مرة ..

عرفت كيف أنها مختلفة ..

كانت بيضاء وجميلة مثل كل الصغار ..

لكنها كانت مختلفة .. لم تكن تشبهنا ..

وشيئاً فشيئاً حين كبرت بدأت ملامح التخلف تظهر واضحة عليها ..

يقول الدكتور أن الأشخاص المنغوليين لا يعيشون طويلاً ..

إنهم يموتون في سن مبكرة ..

غالباً في العشرينات .. أو الثلاثينات من أعمارهم..

لكن مرام كانت منذ صغرها تعبَّر عن حلمها بأن تصبح عروسة ..

مسكينة .. إنها لا تعلم ..

كنت دائماً قاسية معها ..

كنت أشعر بأنها عبء كبير علينا ..

كما أنها تشعر ..

سواء أصرخت عليها أم شتمتها ..

فإنها لا تشعر ولا تتأثر أبداً.. بل إنها لم تبك يوماً في حياتها ..

لكن الآن .. إنها تقيَّم نفسها ..

بدأت تشعر أنها غير طبيعية .. وأن ملامحها مختلفة ..

أنا (مو حلوة) أنا (مو حلوة) ..

أخذت تتردد في ذهني طويلاً..

وشعرت بعطف كبير عليها ..

حين اقتربت مني بهدوء وهي تشير بإصبعها السبابة إلى وجهي

حتى كادت تلامسه ..

- ثلوى .. حلللوة..!


لأول مرة شعرت بأنها بحاجة لمن يضمها ..

فاحتضنتها بعطف كبير ..

فإذا بها تتمتم في صوت هامس ورأسها على رقبتي وكأنها تحادث نفسها ..

وتعيد حواراً قديماً سمعته من قبل..

- ملام.. مو .. حلوة .. لا .. لا!!

ملام مو حلوة .. ما تجي عند الحليم ..

( مرام غير جميلة .. لا .. يجب ألا تدخل عند الحريم ).



توقفت قليلاً ..

وأخذت أفكر في كلامها ..

إنها .. إنها تكرر كلامي..

نعم إنه كلامي لأمي قبل شهر حين أتانا بعض الضيوف ..

نعم .. كنت غاضبة ورفضت أن تسمح لها أمي بالدخول إلى المجلس ..

أذكر أني قلت بالحرف الواحد أمامها..

( كلا يا أمي .. لا .. لا تحرجينا أمامهم بصراحة مرام شكلها (يفشل) ..

لا تتركيها تدخل على الحريم أرجوك .. )

ولم أهتم يومها بأن مرام المسكينة كانت واقفة أمامي ..

كنت أعتقد أنها لا تفهم ولا تشعر ..

لكنها .. حفظت ذلك الكلام ..

لا زال في قلبها .. إنها تردده .. اليوم ..


مسكينة يا أختي الحبيبة ..

كل ذلك كان في قلبك الصغير المريض .. وأنا لا أعرف ..



احتضنتها طويلاً ..

وأنا ألمس شعرها ..

وهي لا تزال تردد الحوار الهامس في هدوء ..

ثم تضيف محادثة نفسها.. ( ملام .. وع.. ولا تفهم!.. )

وشعرت بدموع ساخنة تنساب على وجنتي وأنا احتضنها بقوة ..

يا حبيبتي يا مرام .. كل هذا .. وأنا لا أعلم ..

تشعرين بكل هذا وأنا لا أشعر ..

يا لي من إنسانة قاسية وشريرة ..

كيف عاملتك هكذا .. أستغفر الله ..

كيف تمنيت لك الموت ظهر هذا اليوم ..

يا حبيبتي الغالية ..

أعلم أنك لن تعيشي طويلاً ..

وإن عشت .. عشت محرومة من الكثير مما يستمتع به بقية الأطفال ..

ومع هذا أتمنى لك الموت ؟!..

كم كنت سخيفة حين كنت أخجل منك

وأشعر بالحرج من الاعتراف بوجودك للآخرين ..

أنت والله يا مرام .. أفضل وأطيب وأنبل من آلاف الأسوياء الذين تجمدت قلوبهم ..

تحملت كل تلك القسوة والجفاء مني في قلبك وتغاضيت عنه ..

أنت الأجمل يا مرام .. نعم .. أنت أجمل من الكثيرات بقلبك الطاهر البريء ..

- لا .. مرام حلوة .. حلووووة..

نظرت إليَّ بتعجب واستغراب .. ملام حلوة ؟!

- نعم مرام أجمل فتاة في الدنيا ..!

استغربت وهي تنظر إلى عيني ..

ولمعت عيناها بفرح غامر لم أرَ مثله على وجهها ..

ثم ضحكت ضحكتها الطفولية التي أراها لأول مرة بهذا الجمال

وهذه البراءة والنقاء ..

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا
[/QU
ماشااااااااااااء الله عليكي ياسمسم
رائعة
في انتظار باقي الابداع

إظهار التوقيع
توقيع : sho_sho
#23

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

في انتظار يا قمر
إظهار التوقيع
توقيع : زقزقية مزقزقة
#24

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

موضوع متميز يا حبيبه قلبى
واكيد هيكون له استفاده للجميع
ولفتايتنا اولا ربنا يهدى الجميع
يارب الف شكر للموضوع الرائع ولقلمك المبدع اختى الغاليه

إظهار التوقيع
توقيع : مدام نونا
#25

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

#26

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

قصه جميله سمسم متابعه معاكى ان شاء الله
يسلمو ياقمر

إظهار التوقيع
توقيع : دمعه حائره
#27

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

برافو قصة جميلة ومميزة
تسلمى يا احلى سمسمة
وبجد الجمال جمال الروح
مش الشكل
وبعض الاطفال دول بيكون احساسهم
رهيف وحساس جداجدا
فى انتظار الباقى

إظهار التوقيع
توقيع : asmaaelsamman
#28

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

يلا يا سمسم فى انتظارك ان شاء اللة
إظهار التوقيع
توقيع : رتوجى
#29

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

فكره رائعه عزيزتي
تستحقي التقييم
وفي انتظار جديدك بشوقك
سلمت يمينك

#30

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


اقلام كتبت فأبدعت
لكن كلماتك فاقت معاني الابداع

إظهار التوقيع
توقيع : salwa libya
#31

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

شكرا يا سمسم
#32

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

يله احنا بانتظارك

#33

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

قصه جميله تسلمى ياسمسم بنتظار الباقيه

#34

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

تسلمي
إظهار التوقيع
توقيع : ĦǎḒồỘǒŜĦ Ằŋẵ
#35

2131 1168499165 رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا



الخبلة..!


حين كنت أتشاجر مع أخي نويصر- فأركض وقد خطفت شماغه في لعبة تحدّ لأختبئ خلف ستارة المجلس حيث تجلس أمي..
كانت أمي تفضحني وتدل على مكاني حين تردد وهي تحتسي
قهوتهاا ببرود..

- يا بنيتي.. اعقلي.. اعقلي هداك الله..

فيصرخ ناصر مكتشفاً أني في الغرفة ليجري نحوي ويخنقني داخل الستارة التي اختبأت خلفها..

- يمممممممممه.. الحقيني سأموت!

- تستاهلين..

وحين يأخذ شماغه ويخرج منتصراً كنت أصرخ خلفه مهددة إياه بالانتقام في المرة القادمة.. لكن ما أن يلتفت نحوي بعينيه الغاضبتين - (بمزح) – وملوحاً بعقاله. حتى أجري لأختبئ خلف ظهر أمي..

لم تكن معاركي اليومية مع نويصر أو سويلم أو سعيدان شيئاً يذكر.. كانت روتيناً يومياً بسيطاً وجزءاً من حياتي اليومية..

فقد تربيت كفتاة وحيدة بين أربعة أخوة ذكور.. وفي الحقيقة فإن لي أختاً واحدة لكنها أكبر مني بكثير فهي الكبرى وأنا الصغرى.. وهي متزوجة وتعيش في مدينة أخرى منذ زواجها.. ولا تأتي سوى في الأعياد وفترة من الصيف..



حين كنت في المرحلة المتوسطة كان واضحاً عليّ بأني أخت الأولاد.. فقد كنت لا أهتم بمظهري.. وتصرفاتي خشنة بل متهورة كثيراً ولا تليق بفتاة..

تقول أمي أن هذا لا علاقة له بكوني أختاً لفتيان.. ولكن طبيعتي – على حد قول أمي – هي الحمق والتهور..

ويرجع هذا حسب نظرية أمي البيولوجية الوراثية لانجراف جيناتي الوراثية لعمة من عمات أبي رحمها الله.. كانت مشهورة بالحمق والتهور ولها آثار شهيرة في ذلك المجال..


وفي محيط أقاربي كنت مشهورة بلقب لم أكن أكترث له وهو (الخبلة) .. فقد كانت لي العديد من المواقف الشهيرة التي انتشرت عبر أفراد الأسرة وساعدت في ترسيخ ذلك اللقب وإلصاقه أكثر فأكثر بي..


ومن تلك المواقف.. ضياعي ذات مرة في حديقة الحيوانات.. وركوبي لدراجة أخي النارية في البر والتي انطلقت بها بسرعة جعلتني أخترق خيمة الرجال!!

وضياعي في الحرم بسبب لحاقي امرأة اعتقدتها أمي.. هذا سوى المواقف التي صنعت فيها كعكة حجرية وقدمتها للنساء.. وسوى تقديمي للقهوة باليد اليسرى أو سكبي للعصير على أكثر من امرأة.. فهذه أمور عادية..


وكما ذكرت.. حتى نهاية المرحلة المتوسطة لم يكن هذا العيب يسبب لي أي حرج.. فقد كنت أضحك مثلي مثل الآخرين على عيوبي ومواقفي المضحكة..

وقد ساعدت أمي للأسف على ترسيخ تلك الفكرة عني لدى الآخرين.. وهي أني متهورة وحمقاء ولا أجيد أي شيء جاد.. وكانت تهزأ بي كثيراً وتذكر كل عيوبي وحركاتي الغبية أمام الآخرين لتضحكهم عليّ..


لكن.. شيئاً فشيئاً..


بدأ شيء ما في داخلي ينمو.. ويتغير..


منذ دخلت المدرسة الثانوية.. وبدأت أتعرف على الكثير من الفتيات المؤدبات والعاقلات وأنسجم معهن.. بدأت أشعر بأنوثتي.. وبأنني أريد فعلاً أن أكون مثلهن.. فتاة راقية عاقلة رقيقة..

بدأت أراقب تصرفاتهن المهذبة.. واهتمامهن بمظهرهن.. وحديثهن.. وشعرت بالنشوة لأني أصبحت أحاول أن أكون فعلاً فتاة حقيقية..


كانت لبعض زميلاتي اهتمامات رائعة كتبادل الكتيبات النافعة وحضور جلسات المصلى..

وأصبحت أقلدهن وأذهب معهن..


ثم بدأت.. أسمع.. أخبار خطبة فلانة.. وعقد زواج فلانة.. وما أن وصلت للصف الثاني ثانوي.. حتى بدأت أسأل أمي بحماقتي السابقة التي لم أتخل عنها بعد..

- أمي.. مممم.. ألم..

أقصد..

- ماذا قولي.. ماذا لديك؟

- أردت أن أقول.. ألم يتقدم أحد لخطبتي؟

ضحكت أمي معتقدةً أني أمزح معها.. فنثرت في وجهي بقية الماء البارد الذي كان في قاع الكأس وهي تبتسم..

- كفي عن مزحك!.. ألن تعقلي؟

- أمي! أنا لا أمزح.. فقط أسأل..

لم تصدقني أمي واعتقدت أني فعلاً أمازحها فتركتني لتكمل عملها في المطبخ..

وبعد أيام لم يكن من المستغرب أن تنشر أمي الخبر أمام أقاربها.. " سويّر" الخبلة تبحث عن عريس!

كانت أمي لا تزال تنظر إلي كطفلة صغيرة.. دون أن تعرف أنها تحرجني وتساهم في تحقير صورتي أمام الآخرين..

يوم أن أخبرتني خلود بما ذكرته أمي في الاجتماع العائلي عني.. أخذت أبكي بحرقة لأن أمي فضحتني دون أن تشعر.. وساهمت في ترسيخ صورة (الخبلة) التي تأبى أن تمسح من أذهان من يعرفونني..


تخرجت من الثانوية.. ودخلت الكلية.. لكنني كنت لا أزال أعاني من عقدة (الخبلة) فقد أدى ذلك لجعلي مهزوزة الثقة بنفسي.. ضعيفة الشخصية.. سريعة التأثر.. ومتهورة فعلاً..


كنت أخاف من الالتزام بأي مسؤولية كبيرة لأني أخشى أن أضيعها وأفسدها..

وكنت أحتقر نفسي ولا أرى أني أستحق أي فخر في هذه الحياة..


لكني كنت لا أزال أواظب على حضور جلسات المصلى التي كنت أحبها كثيراً..

وذات يوم عرضت عليّ إحدى الأخوات جزاها الله خيراً أن ألقي كلمة بسيطة..

- لاااااا.. لا يمكن.. أنا؟!!

- نعم أنت وماذا في ذلك..

- لا.. لا.. لا أصلح..

سيضحك الناس عليّ..

- ولماذا يضحكون؟ كلامك جيد ولست أقل من غيرك ولله الحمد..

- لا.. لا.. لا يمكن.. أنت لا تعرفين.. أنا.. أنا.. آآ..

وتلعثمت قليلاً لأني كدت أن أقول.. أنا (خبلة).. !!

لكنها أصرت عليّ ووضعتني أمام الأمر الواقع وذكرتني بالأجر العظيم الذي ينتظرني.. وأن الدعوة لله واجب على كل مسلم صغير أو كبير.. كما أن كل من سيستمع إلي هم بشر مثلي..

شعرت برهبة شديدة لكني تماسكت.. وأخذت أجهز لإلقاء الكلمة قبل أسبوع.. ولم أخبر أمي.. لأني كنت متأكدة أنها ستحبطني وتضحك عليّ لو أخبرتها مما قد يقلل من ثقتي بنفسي..

وفي ذلك الصباح.. كنت متوترة مشدودة الأعصاب.. كيف ستكون كلمتي؟ هل سيضحكون عليّ؟ هل سأتلعثم أم سأسقط السماعات أم سأتعثر وأقع أمامهم على الأرض..أي نوع من الحمق سيظهر أمامهن.. لكني ذكرت الله وحاولت أن أثبت نفسي..

وعندما استلمت الميكرفون وابتدأت باسم الله.. كان صوتي يرتجف.. لكنني دخلت في الموضوع..

وبدأت أتحدث عن أسباب سعادة الإنسان.. وأسباب انشراح صدره..

ووجدت نفسي أنسجم في الموضوع حتى ذكرت بعض القصص التي لم أكن قد جهزتها.. وأخذت أضرب الأمثال والجميع منصت باهتمام.. استمريت بانفعال وحماس..

وبدا من وجوه الحاضرات الاستمتاع بالكلمة.. حتى أن الساعة أشارت على بدء وقت المحاضرات لكنهن لم يقمن من أماكنهن حتى انتهيت وختمت كلمتي بالصلاة على رسول الله..


- جزاك الله خيراً..

- أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك..

كلمة طيبة ومؤثرة بارك الله فيك..


هكذا اقتربت مني بعض الحاضرات وهن يبتسمن شاكرات وممتنات بصدق..


لم أصدق نفسي.. كان ذلك شيئاً لا يصدق.. هل فعلت شيئاً جيداً لأول مرة في حياتي.. هل فعلت شيئاً يستحق الفخر؟ لا أصدق.. سارة الخبلة.. التي كانت طوال عمرها مثار الضحك والسخرية.. أصبحت قادرة على إلقاء كلمة..؟!


حينها فقط.. وأنا أمسح دموعي بهدوء دون أن يراني أحد.. عرفت جيداً.. أن الإنسان هو من يصنع نفسه إذا أراد – بإذن الله..

الإنسان هو من يقرر ما إذا كان يريد أن يصبح عظيماً أم لا..

مهما كانت الظروف من حوله تقنعه بأنه صغير..

و.. لا شيء..



**

#36

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

جميل غاليتى

ننتظر الباقى

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#37

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

قصتين بمنتهى الروعه وفيهم معانى جماليه جميله جداااااااااااااا
جزاكِ الله كل خير وبارك الله فيكِ ولكِ وعليكِ ..
ولكن لى رجاء عندك انك تحطى لينك المشاركة الخاصه بالقصه بالمشاركة الاولى
حتى يسهل المتابعه ..
فى انتظار المزيد ياغاليه ..

#38

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

نورتونى حبيباتى
وشكراً يَ حبيبة ع التنبيه هعمله ان شاء الله

#39

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

قصتان راااااائعتان
سلمت اناملكى لما سطرتى لنا
رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا
-تعلمت من القصة الاولى عدم الاستهانة بمشاعر الاخرين مهما كانت اشكالهم واحوالهم
-تعلمت من القصة الثانية الثقة فى نفسى والا اترك من حولى يستهزؤن بى ويؤثرون على بشكل سلبى

شكرااااااااا
رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


إظهار التوقيع
توقيع : ايملى فتاةالرياح
#40

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

في الإنتظار
إظهار التوقيع
توقيع : عازفة الورد
#41

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

في غاية الروعة
في انتظار ما يخطه قلمك لنا

إظهار التوقيع
توقيع : salwa libya
#42

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

مشكووووووورة يا قمر

قصة جميلة

تم التقييم

#43

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

مشكووووورة على القصة الجميلة

بانتظار جديدك

#44

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

ما شاء الله عليك قصتين احلى من بعض
في انتظارك

إظهار التوقيع
توقيع : ايمان المقصبي
#45

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

جميله القصتين ياسوما باانتظار المزيد ياغاليه
إظهار التوقيع
توقيع : حنين الايام
#46

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

جميل جدا حبيبتي

اسلوب مشوق ... في انتظار جديدك

تم التقييم

#47

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

في الانتظار المزيد من ابداعك

[IMG]https://**- /alfrasha/ups/u/27517/31924/398847.gif[/IMG][IMG]https://**- /alfrasha/ups/u/26978/31670/395854.gif[/IMG]

#48

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

قصة رائعة يا سمسم وبانتظار الباقي
بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#49

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

الله يبارك فيكم حبيباتى
بصراحه مش عارفه كيف اشكركم على كلامكم
الجميل دا لكن ان شاء الله هحط القصه التالته بعد شويه
واعذروونى جداً ع التأخير بحبكم جميعاً فى الله

#50

2131 1168499165 رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

على الشاطئ . .

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

شاطيء جدةيصبح ساحراً في أواخر الشتاء . .

الريح البحرية المنعشة تهب برقة . . محملةً برائحة تذكرني بقصص السندباد . والأضواء تتراقص على صفحات الموج وكأنها مدينة عجيبة تحت البحر . .


أفتح رئتي لأستنشق المزيد من هذا الهواء المنعش . . علّ رطوبته تروي شيئاً من ظمأ في صدري . .


فجأة . . شعرت بشيء أملس ينساب فوق خدي . . تلمسته . . إنها دموع . .

انساب المزيد منها حتى وجدت نفسي أبكي كطفل صغير تائه . . ولا أعرف كيف ولا لماذا . .


انتبهت لأصوات أخوتي وأبناء خالتي الصغار وهم يلعبون حولي . . فأخفضت صوتي . . وأخذت أنشج بهدوء . . دون أن يشعروا . .



- (سماح) .. هيا يا ابنتي .. تعالي اتعشي..


- لا أريد يا أمي..


أصرّت أمي وخالتي عليّ لكني أشرت لهما بأني شبعى ولا أريد.. وبقيت في مكاني على الشاطئ..


شيء ما كان يقض مضجعي ويحرمني السعادة والتمتع في الحياة.. شيء أعرفه جيداً..


إني أغرق فيه.. كما قد يغرق طفل في أعماق هذا البحر..


الفرق.. أن الطفل يستطيع أن يصرخ حينها ويطلب المساعدة.. قد يلوح بيده هنا وهناك طلباً للنجاة.. لكن أنا..

أغرق بصمت وهدوء.. دون أن يشعر بي أحد.. ودون أن أستطيع أن أبوح لأحد..


أشعر بالعطف على نفسي المسكينة كم تحملت وهي لم تجاوز عامها السادس عشر..


كم عانت وخافت وبكت وهي لم تزل في بداية حياتها..


كل ذلك.. بسبب (حنان) .. نعم.. إنها السبب.. هي التي زينت لي هذا الطريق الشائك.. هذه الـ..


كلا.. بل إن أمي هي السبب.. نعم.. أمي التي لم تهتم بي يوماً ولم تحبني.. لقد تركت لي الحرية المطلقة دون أن تسأل عني أو حتى تشك بي ولو للحظة.. ألا تعلم أني بشر.. ضعيفة.. لماذا لم تحتويني يوماً ولم تسألني عن مشاكلي.. لِمَ لم تسألني يوماً إلى أين أذهب مع السائق ومع من كنت أخرج؟.. لماذا يا أمي.. لماذا لا تحبيني وتحرصين عليّ..


لم أشعر أن أحداً يحبني.. حتى احتواني هو..


شعرت أني وجدت كل ما أحتاجه لديه.. الحب والحنان والرقة..


كنت غبية..


كلا! لم أكن غبية لهذه الدرجة.. أي فتاة مثلي كان بإمكانها أن تصدق ما قاله لقد كان مؤثراً في كل كلمة قالها.. كيف لي أن أعرف أنه لم يكن كذلك؟ إنه ليس ذنبي أن صدقته.. ربما.. هو ذنب.. لا أعرف!


أحببته من كل قلبي.. ومنحته قلبي البريء المتعطش.. ورغم جفائه لا زلت غير قادرة على كرهه.. فلماذا تركني.. لماذا فعل بي هذا؟ لماذا حطّم قلبي وتركني ضائعة.. أتخبط باحثة عمن يحتويني بعده؟


استمريت في البكاء مدة طويلة.. حتى مر بائع البالونات.. وحوله بعض الأطفال..

- مدام.. فيه صرف خمسين ريال..؟

رفعت رأسي.. نظرت للبالونات الملونة.. ووجوه الأطفال البريئة حوله.. تنتظر صرف المبلغ.. ابتلعت عبراتي.. وأدخلت يدي في حقيبتي.. هذه ورقة عشرين ريال.. وهذه ورقة عشرة.. مم.. ماذا يوجد أيضاً.. هذه ورقة..! أوف.. إنها صورته.. جعدتها بيدي واستمريت أبحث.. نعم.. هذه ورقة عشرين أخرى.. الحمد لله!

- تفضل..

- شكراً مدام..

وناولني ورقة الخمسين..

لحظة.. لو سمحت إديني وحدة..!!-

حملق البائع فيّ للحظة وأنا أناوله المبلغ بكل جدية.. ثم ما لبث أن ناولني واحدة.. وأكمل سيره..


كانت البالونة حمراء جميلة.. على شكل قلب.. لوهلة شعرت بأنها قلبي الضائع الذي ذاب كمداً.. أمسكتها بيدي.. ثم ساورتني رغبة طفولية في أن أدعها تطير عالياً.. وأرقبها من هنا..

نظرت إليها طويلاً وضممتها.. ثم..

أطلقت يدي وتركتها تطير..

بدأت تطير بهدوء وأنا أرقبها.. شعرت في تلك اللحظة أني أحرر قلبي من سجن هذه العلاقة..

شعرت أني أحرر قلبي من سلطانه الظالم عليّ.. حين استغل طفولتي ونقاوتي ورقة قلبي..

وجعلني أسيرة لأحرف اسمه..

ترى.. أي حب هذا كان عليّ أن أتلظى بناره خلف أسوار الخوف والتردد وتأنيب الضمير..

أكان لهذا الحب أن يعيش..؟ كان يجب أن أعلم يقيناً منذ البداية أنه سيموت لحظة ولادته.. لأنه حب كاذب وغير شرعي..


توقفت للحظة عن هذا التفكير..


وأخذت أنظر إلى البالونة وهي تطير نحو السماء.. سبحان الله.. كم هي جميلة.. ضوء القمر انساب على هذه الغيوم فأكسبها غلالة رائعة.. والبالونة تطير.. وتطير.. ثم تخترق الغيوم.. وتطير.. عاااااالياً..

حتى اختفت..


فكرت لوهلة.. وماذا خلف هذه السماوات.. ماذا هناك..


سرت في جسمي قشعريرة غريبة.. حين تخيلت أن الله فوقنا الآن.. إنه ينظر إلي.. في هذه اللحظة.. ويعلم بكل ما يتردد في سري.. فانتابتني خشية لم أشعر بها من قبل..


سبحان الله.. إنه ينظر إليّ الآن.. وقد كان ينظر إلي منذ ولدت.. وحين كنت أحادث طارق في الهاتف.. وحين كنت أخرج معه.. يا الله.. كان الله ينظر إليّ في كل لحظة.. لكنه أمهلني.. وصبر عليّ وهو الصبور الكريم.. أكرمني ورحمني.. ولم يعجّل بعقابي أو بموتي حتى أموت وأنا عاصية..


تذكرت فجأة قصة روتها لنا معلمة فاضلة.. حين قالت.. أن سيارة أصيبت في حادث ومات من فيها.. وحين أخرجوهما وجدوهما فتاة وشاب.. فتخيلوا الموقف حين يحضر الأب والأهل.. ويعلموا أن ابنتهم ماتت وهي خارجة مع شاب..! فضيحة في الدنيا والآخرة..


توقفت لوهلة وتخيلت لو كنت أنا مكانها..

كيف سأسوّد وجه أبي وأمي وعائلتي.. وقبل كل ذلك.. كيف سيكون مصيري وموقفي.. هناك.. أمام الله؟


يا الله.. الحمد لله.. أن كتب لي النجاة من هذه العلاقة.. الحمد لله أني نجوت منه قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه..


الحمد لله أن رحمني ولطف بي وأمهلني حتى هذه اللحظة..


شعرت بانتعاش يسري في قلبي وكأنه عاد للحياة من جديد.. وبدأ ينبض بصوت الحياة..


أدخلت يدي في حقيبتي.. وأخرجت صورته.. نظرت إليها طويلاً..

أيها القاسي.. كيف استطعت أن تعبث بقلب فتاة مثلي بكل برود.. كيف كنت تدعي الحب الصادق والعشق.. وأنت أبعد الناس عنه..؟!


ابتسمت حين تذكرت عبارات حبه.. وأنا أتذكر لحظة اكتشافي لعلاقته بإحدى صديقاتي في نفس الوقت!


أشعر بالعجب حقاً كيف كان لي أن أصدقه طوال تلك المدة.. وأصدق أعذاره وحججججججججججججه..


نظرت مرة أخرى.. يا الله! خلف ذلك المظهر الوسيم أكان يختفي شخص آخر.. كم كنت بلهاء حين عشقت القناع.. وبعت من أجله راحتي وهدوء نفسي.. بل بعت ديني.. حتماً إنك لا تستحق سوى الرثاء أيها الـ..


توقفت عن التفكير.. شخص مثله لا يستحق أن أخسر دقيقة في التفكير فيه..


مزقت صورته مزقتها تماماً.. إلى قطع صغيرة.. رميتها على الأرض ثم وقفت لأطأها برجلي.. شعرت في هذه اللحظة أني أرمي القيد الذي كان يكبلني ويحرمني السعادة.. الحمد لله.. يا الله.. اغفر لي وتب عليّ..


يا الله.. كم أنت رحيم وكريم.. أمهلتني وصبرت عليّ وأنا أعصيك.. فامنن عليّ بعفوك ومغفرتك وأنا عائدة إليك..


وفجأة.. شعرت بقرصة جوع، فقمت من مكاني لأجري نحو أمي وخالتي.. بقي شيء من العشاء؟ أنا جائعة!

وخلفي.. تهادت موجة ماء قوية غمرت مكان جلوسي..

وابتلعت بقايا صورته...

#51

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

كلمات رائعة للغاية
قد ابدع قلمك في الكتابة
تعجبني انها تحمل ادق التفاصيل
سلمت يمناك
في انتظار المزيد مما يخطه قلمك
تقبلي مروري وبارك الله فيك

إظهار التوقيع
توقيع : salwa libya
#52

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

رائعه
يعجز قلمي عن التعبير ولا ستطيع ان اقول غير
واصلي تألق في سماء الابداع

إظهار التوقيع
توقيع : حنين الايام
#53

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

جزاكم الله خيراً حبيباتى

#54

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

روووووووووعة يا سومة
الله يبارك فيكِ وبقلمك

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#55

2131 1168499165 رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


سامحني يا أبي . .

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا


يَ ََََََ أبـــــــــــــــــــــــــى



كنت أشعر بحاستي . . أن هناك شيء ما سيحصل . .

كل ما يدور تلك الأيام كان يدل على ذلك . . أبي ترك المنزل . . وأمي تبكي طوال الوقت . .

وهمسات تدور هنا وهناك بين خالاتي . . واتصالات جدية بالهاتف . .

ولم يطل الوقت قبل أن أصدم تماماً بما لم أتوقعه أبداً . . طلاق أمي وأبي . .!

كانت الخلافات بينهما كثيرة جداً . . وقد تعودت على ذلك منذ طفولتي . . لكن لم أتصور يوماً أن يتم الانفصال بينهما . .


لا أستطيع أن أصف شعوري لحظتها.. حين أخبرتني خالتي بذلك.. رغم أني كنت في المرحلة الثانوية.. إلا أني شعرت بأني عدت طفلة صغيرة.. لا تعرف كيف تتصرف ولا كيف تنحكم في مشاعرها..

أغرقتني نوبة طويلة من البكاء.. لم أعرف كيف أوقفها.. وبقيت أبكي طوال ليلتين متواصلتين..

لم أكن قادرة على تصور فكرة أن ينفصل أبي وأمي عن بعضهما.. أن يتركنا أبي.. ويعيش بعيداً عنا..

لم أكن قادرة على تخيل مكانه الخالي على سفرة الإفطار كل صباح قبل ذهابنا لمدارسنا.. ولا قادرة على تصور المجلس خالياً منه حين يجلس كل مساء يحتسي ق***- ه ويقلبَّ أوراق صحيفته..

كنت لا أعرف لمن أشعر بالرثاء..

لأمي المسكينة التي صبرت كثيراً.. وضحّت.. وتحمَّلت منه الكثير.. ثم تفاجأ الآن بأنه قد تركها وحيدة..

أم أشعر بالرثاء لأبي المسكين.. الذي لا أعرف أين سيذهب الآن.. من سيعتني به.. ومن سيصحبه..
لقد تحمَّل أيضاً هو الآخر من أجلنا..

لكن شيئاً ما كان يجعلهما غير قادرين على العيش معاً.. كانا مختلفين تماماً.. في كل شيء.. وكانت حياتهما معاً كمزيج من الزيت والماء.. مهما امتزجا.. فإنهما لا يختلطان معاً.. أبداً..

كنت أشعر أني ضائعة ومشتتة بينهما..

لكن الطلاق.. لم أكن أفكر به أبداً أبداً..



#56

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

* *

وفيما بعد.. بعد أن انفصلا تماماً.. عشنا فترة طويلة ونحن نشعر بفجوة كبيرة في حياتنا..

كنت أشعر بحزن كبير تجاه أمي.. وتعاطف تجاه أبي..

لكني أيضاً.. كنت أكن لوماً وعتباً كبيراً على أبي.. فقد انقطع عنا تماماً.. ولم يحادثنا أو يسأل عنا لمدة شهرين كاملين..

ولكن بعد فترة.. بدأنا نتأقلم شيئاً فشيئاً مع الوضع.. انشغلت أمي في دوامها.. وانشغلنا نحن بدراستنا وهواياتنا..

ورغم أن الجرح كان لا يزال في قلبي.. لكني بدأت أعتاد على لفجوة التي خلَّفها غياب أبي عن البيت..

وذات مرة اتصل علينا أبي.. وحادثني..

فلم أستطع أن أتحدث.. كنت مشتاقة له جداً.. وأحبه كثيراً.. لكن.. كنت أيضاً عاتبة عليه.. إذ تركنا هكذا ونسينا ولم يسأل عنا منذ عدة أشهر.. شعرت بشيء يخنقني، فلم أستطع أن أنطق حرفاً واحداً.. وأخذت أبكي وأبكي حتى سقطت السماعة من يدي..

ولم أتذكر من نبرات صوته الدافئ سوى (ربا.. كيف حالك؟.. لقد اشتقت لكم)

لم أكن أعرف من ألوم على من ألقي ذنب هذا الطلاق.. ولم أجد سوى ربي لألجأ إليه بالدعاء أن يكتب لنا كل ما فيه خيرنا..

* *

وفي المدرسة كنت أعاني من الداخل.. لم أكن قادرة على التركيز ولا المشاركة في الفصل.. لكن أي معلمة لم تقدّر ظروفي.. لأني لم أجرؤ على مصارحتهن بما حصل.. ولم يسألنني بدورهن عن أية مشاكل قد أواجهها..

ولم أعد أحب أن أجلس مع زميلاتي كثيراً.. بل أصبحت أؤثر الوحدة أو الجلوس بصمت بينهن..

كنت أشعر أن في داخلي.. تفكيراً أسود.. يجعلني أحقد أو أغار من كل زميلاتي حين يتحدثن عن آبائهن، وعن نزهاتهن الأسرية. حين تقول إحداهن: (ذهبت مع أبي بالأمس إلى..) كنت أشعر بمس كهربائي يلسعني بقوة في صدري..

وكنت أقول لنفسي كثيراً.. ما هذا يا ربي.. هل أصبحت شريرة لهذه الدرجة؟ أيعقل أن تحقدي عليهن فقط لأن لديهن آباء؟

وكنت أستغفر الله في سري دائماً.. لكن ذلك الشعور كان أقوى مني.. وكنت أشعر دون إرادتي أني أتمنى لو كنت مكان أي واحدة منهن.. أو.. أحياناً.. كنت.. كنت أتمنى لو يتطلّق آباؤهم وأمهاتهم كما حصل لي.. كنت أتمنى أن يذوقوا ما ذقته.. وأن يعيشوا مأساتي..

* *

بعد مدة.. اتصل أبي مرة أخرى.. وحاول محادثتي.. لكني رفضت.. كنت أتمنى في سري أن أحادثه وأعرف أخباره.. كنت أحبه كثيراً.. لكن.. كنت عاتبة عليه جداً.. لأنه تركنا هكذا.. بكل سهولة ورحل..

وحاول أبي عدة مرات زيارتي أو محادثتي.. لكني وبلا إرادة مني.. كنت أرفض بشدة..

وازداد تعنتي أكثر وأكثر حين علمت أنه سيتزوج..

شعرت بأنها الطعنة الأخرى التي يوجهها أبي لنا.. شعرت بأنه يفعل أمراً خطأ.. أمراً معيباً له..

كيف يتركنا ويتجاهلنا.. والآن ويذهب لامرأة أخرى؟

كان تفكيري متجمداً تماماً وغير قابل للتغيير

بدأت أشعر أن أبي هو سبب ما نعيشه من تشتت.. فصببت جام غضبي عليه..

لكن ذات مرة وبعد زواجه أصر على رؤيتنا وأخذنا معه في زيارة لرؤية زوجته الجديدة.. وحين رفضت هددنا بأخذنا من والدتنا خاصة وأننا بنات..

وانصعت لأمره.. وكان لقاء جامداً..

تجاهلته فيه تماماً.. رغم أنه كان محملاً بالهدايا لنا.. وكان المسكين مشتاقاً جداً لنا..

كنت أشعر أني حانقة عليه بشدة..

شيء لا يمكن وصفه.. أحبه.. ومشتاقة إليه.. لكن عاتبة وغاضبة إلى أبعد حدٍ عليه.. لدرجة أني لا أريد حتى رؤيته أو الجلوس بقربه..

كنت أشعر أنه لي.. أبي.. أبي لنا..

فلماذا يتركنا ويرحل.. نحو امرأة أخرى..

وحين رأيتها ومدت يدها للسلام عليّ.. أدرت وجهي عنها ومددت يدي ببرود.. وملامح وجهي تزدريها بشدة..

حاولت أن تتحدث معنا بطيبة، وأن تستدرجنا في الحديث.. لكني كنت أصوب نظراتي الحادة تجاه أخواتي الصغار حتى لا يتحدثن معها.. وكنت قد هددتهن قبل قدمونا حتى لا يتجاوبن معها ولا مع أبي..

شعر أبي بخيبة أمل.. وأعادنا بهدوء بالسيارة دون أن نتبادل حتى كلمة واحدة..

وحين وصلت إلى المنزل.. أسرعت نحو غرفتي..
وأخذت أبكي بحرقة.. كنت أعلم أني أحبه ولا أود أن أعامله هكذا.. ولكن لا أستطيع..

لم أعرف لماذا كنت أبكي بالضبط.. لكني شعرت بحرقة في صدري.. وددت لو أصرخ بشدة حينها..

تمنيت لو أفتح عيني فأجد نفسي قد استيقظت من حلمٍ مرعب.. ويعود أبي إلينا.. هنا.. كما كان من قبل.. أبي الذي نحبه ويحبنا.. ولا يحب أحداً غيرنا..

لكن.. هيهات..

* *

وذات مرة.. سمعته.. كان شريطاً رائعاً.. عن بر الوالدين.. كنت عائدة من المدرسة.. وسمعته في سيارة خالي.. شعرت بأنه هزني من الأعماق وأيقظني.. وفجأة أحسست بأني حقيرة.. وصغيرة جداً.. وأتفه من أي مخلوق على الأرض.. أيعقل ما قمت به؟

فقط لأن الله لم يكتب لوالديَّ أن يعيشا معاً.. أقرر مقاطعة أبي ونسيان كل أفضاله عليّ؟.. هل لمجرد كونه انسحب بهدوء من حياتنا فإنني أشن عليه حرباً شعواء..؟ إنه لم يسيء إلينا بأي شكل.. لم يقصر في حقوقنا.. ولا تربيتنا ولم يبخل علينا يوماً بأي شيء نحتاجه – حتى بعد أن تركنا.. بل إنه يحاول أن يرانا وأن يأخذنا لزيارته.. بينما أنا أرفض؟!! هل هذا عدل؟..

كم أنا غبية ومتعجرفة.. إنه السبب بعد الله في ظهوري لهذه الحياة.. وهو من سهر وقلق على راحتي حين مرضت وهو من حرص على تدريسي ورعايتي في الصغر.. وبعد كل هذه الأفضال.. أعاقبه لمجرد كونه اضطر لأسباب قاهرة أن ينفصل عن أمي؟!

بدأت أعيد حساباتي وأفكر من جديد..

وشعرت بحنين كبير لوالدي.. وخفت أن يقبض الله روحي قبل أن أرضيه عني.. نعم لابد أنه لا يزال متضايقاً لما واجهته به من جفاء..

وما أن وصلت إلى المنزل.. حتى أسرعت ورفعت سماعة الهاتف واتصلت عليه..
- أبي.. أبي.. أنا آسفة.. أرجوك سامحني..

- ربا.. ماذا هناك.. ما بال صوتك هكذا.. هل حصل شيء؟

- أبي.. أنا أحبك.. أقسم بالله أني أحبك.. لكن.. لا أعرف لماذا..

وانقطع صوتي لأني لم أعد أعرف ماذا أقول وشهقات البكاء تخنقني.. فصمت قليلاً ثم قال..
وأنا أيضاً أحبك يا ابنتي.. وأعرف تماماً لماذا كنت تتصرفين هكذا.. أعرف أن الأمر شديدٌ عليكن.. ولكن هذا قدر الله.. ماذا أفعل.. أنا أحبكن يا ابنتي وسأظل أحبكن.. ثقي بذلك..

- هل أنت راض عني إذاً..

- نعم بارك الله فيك..

بعد ذلك.. تغيَّرت أشياء كثيرة في داخلي.. ولم أعد أشعر بذلك الحزن وتأنيب الضمير الذي كان يخنقني.. أصبحت حياتي أكثر إشراقاً وراحة.. أصبحت أحرص على بَّر أبي وصلة رحمه وأحاول إرضاءه عني بكل الوسائل..

* *

قبل شهر أنجبت زوجة أبي طفلاً.. شعرت لوهلة بشيء من الغيرة لأنها أنجبت ولداً بينما نحن كلنا بنات.. لكن أبي قال لنا بالحرف الواحد وأمام زوجته..
- ثقي يا ربا.. أن أحمد لن يكون أغلى من أي واحدة منكن.. ووالله أني لن أفضله بأي شيء عليكن، فكلكم أبنائي ولا فرق بينكم..

فشعرت بارتياح جميل.. وكانت زوجة أبي طيبة جزاها الله خيراً حين سمحت لي بأن أضعه في حضني وأحمله بكل ثقة..

لأبدأ مرحلة جديدة من حياتي وصفحة بيضاء صافية.. لا مكان فيها للحقد والكره إن شاء الله


**

#57

افتراضي رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

رد: إعترافات فتاه>متجدد فتابعونا

إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
إعترافات شاب لـــــ ...شاب للبنات فقط A7sas منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
إعترافات مــــــــ غ ــــتربهـ *سمسم حياتى* دردشة عدلات
إعترافات زوج محب مخلص صفاء الحياة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
إعترافات تائبة .. قصه قصيره فيها موعظه صفاء الحياة قصص - حكايات - روايات
إعترافات بنات عدلات yasmen ali فتيات تحت العشرين


الساعة الآن 05:21 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل