مَن خرج مِن بيت الخلاء فبماذا يبدأ: دعاء الخروج من الخلاء أم
الانتهاء من الوضوء؟
❶
إذا خرجت من الحمام بعد الوضوء، فما الذي يجب قوله أولًا، هل نطق الشهادتين، أم غفرانك؟ وما هي المدة التي علي أن أقول فيها: غفرانك؟ لأنني أحيانًا أنطق شهادة ما بعد الوضوء، ثم تمر 5 أو 10 دقائق، فأتذكر، ثم أقول: غفرانك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا بدّ من التنبيه أوّلًا على أن قول: "غفرانك" بعد قضاء الحاجة، سنة فقط, وليس بواجب, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 135910. كما أن الذكر المأثور بعد الوضوء، سنة أيضًا, كما سبق في الفتوى رقم: 303652.
ولا شك أن ذكر الله تعالى داخل بيت الخلاء، مكروه، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 121162.
وعليه، فإذا خرجت فقل: "غفرانك" وائت بالذكر المأثور بعد الوضوء.
أما عن المقدّم منهما، فلم نقف على قول لأهل العلم في خصوص هذه المسألة.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء:
س: ما حكم ذكر اسم الله في الحمامات المعروفة حاليًا، وما حكم التهليل فيها، وهل يجب على الإنسان إذا اغتسل من الجنابة أن يتشهد وهو يصب الماء على جسده؟
جـ: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله، وآله، وصحبه، وبعد:
يكره للإنسان أن يذكر اسم الله في الحمامات، أو يهلل فيها، ولا يشرع على من يغتسل من الجنابة أن يتشهد وهو يصب الماء على جسده، لكن يسن لمن يريد أن يدخل الحمام، أو محل قضاء حاجته بولًا أو غائطًا، أن يتعوذ بالله من الخبث والخبائث قبل أن يدخل، وأن يقول بعد خروجه من محل قضاء الحاجة: غفرانك، وأن يقول بعد الفراغ من غسله، والخروج من الحمام الذي اغتسل فيه من الجنابة: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين؛ لثبوت ما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وقول: "غفرانك" من الأذكار المشروعة لأجل سبب معين, وهو قضاء الحاجة, وقد نبّه بعض أهل العلم على أن الأذكار المتعلقة بالأسباب، تسقط بالفوات, فلا يندب تداركها.
وعلى هذا؛ فإذا نسيت الذكر المذكور, ولم تتذكره إلا بعد المدة التي ذكرتَها, فإنه يسقط، ولست َمطالبًا بتداركه, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 330556.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 3376
❷
حكم ذكر الله تعالى في الحمام
السؤال هو: إذا سمع أحدا يصلى على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى
الحمام ماذا يفعل؟
الإجابــــــــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ذكر الله في المكان المعد لقضاء الحاجة مكروه، وانظر الفتوى رقم:33760.
وتكون الكراهة أشد حال قضاء الحاجة، وعليه، فمن سمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الخلاء كُره له تحريك لسانه بالذكر، بل يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بقلبه، فإذا خرج من الخلاء شُرع له أن يُحرك لسانه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، كما رد النبي صلى الله عليه وسلم السلام بعد ما فرغ من قضاء حاجته.
قال الشيخ ابن باز:
الذكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان، في الحمَّام وغيره، وإنماالمكروه في الحمَّام ونحوه: ذكر الله باللسان تعظيماً لله سبحانه إلا التسمية عند الوضوء فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمَّام ؛ لأنها واجبة عند بعض أهل العلم،
وسنة مؤكدة عند الجمهور. انتهى.
قال النووي في الأذكار:
يكره الذكر والكلام حال قضاء الحاجة، سواء كان في الصحراء أو في البنيان، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام إلا كلام الضرورة حتى قال بعضأصحابنا :
إذا عطس لا يحمد الله تعالى، ولا يشمت عاطساً، ولا يرد السلام، ولا يجيب المؤذن، ويكون المُسَلِّمُ مقصراً لا يستحق جواباً، والكلام بهذا كله مكروه كراهة تنزيه ولا يحرم، فإن عطس فحمد الله تعالى بقلبه ولم يحرك لسانه فلا بأس، وكذلك يفعل حال الجماع .
وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
مَرَّ رَجُلٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ. رواه مسلم في صحيحه . وعن المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه قال:
أَتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيّ. وقَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا عَلَى طُهْرٍ.
أَوْ قَالَ: عَلَى طَهَارَةٍ. حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة.انتهى.
وقال الحافظ رحمه الله:
والمشهور في المذهب كراهة الإجابة-أي إجابة المؤذن-
في الصلاة بل يؤخرها حتى يفرغ، وكذا في حال الجماع والخلاء. انتهى.
والله أعلم.
المراجع
اسلام ويب