أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=370656
280 3
#1

افتراضي (ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)

(ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)





من المقرر في عقيدة الإسلام أن كلام الله سبحانه والنظر إليه، أفضل النعم التي ينعم الله بها على عباده المؤمنين يوم القيامة، ويحرمها من أعرض عن ذكره، وصد عن سبيله، واتبع هواه.





وقد أخبر سبحانه في غير ما آية نفي تكليمه لبعض خلقه، فقال في آية: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة} (البقرة:174) وقال في أخرى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله} (آل عمران:77) فهاتان الآيتان أخبرتا أنه سبحانه لا يكلم يوم القيامة الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى، ولا الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً.









ونحو هاتين الآيتين قوله عز جل: {ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون} (القصص:78) وقوله تبارك وتعالى: {فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان} (الرحمن:39) وقوله عز وجل: {إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} (المطففين:15).






بالمقابل، فقد وردت آيات كريمة، تخبر أنه سبحانه سائل جميع خلقه يوم القيامة، نقرأ في هذا قوله تعالى: {فوربك لنسئلنهم أجمعين * عما كانوا يعملون} (الحجر:92-93) ونقرأ كذلك قوله سبحانه: {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين} (الأعراف:6). فهاتان الآيتان صريحتان في أنه سبحانه سائل جميع خلقه يوم القيامة عما كسبت أيديهم، وعما قدموا من خير، وما عملوا من سوء.



إذن، نحن أمام بعض الآيات التي تنفي كلام الله يوم القيامة لبعض خلقه؛ لأعمال ارتكبوها، وطرق سلكوها، لا يرضى عنها سبحانه وتعالى، وأمام آيات أُخر تصرح بأنه سبحانه يكلم جميع خلقه يوم القيامة بلا استثناء. والنظر الظاهر في مجموع هذه الآيات يوحي أن ثمة تعارضاً بينها، فكيف السبيل إلى التوفيق بينها؟




أجاب المفسرون على هذا التعارض بأجوبة منها :

أن المقصود بالآيات التي تنفي كلام الله يوم القيامة لبعض عباده، هو بيان شدة سخط الله على الكافرين والمعاندين؛ قالوا: وإذا سخط إنسان على آخر، قال له: لا أكلمك، وقد يأمر بحجبه عنه، ويقول: لا أرى وجه فلان، وإذا جرى ذكره، لم يذكره بالجميل، فثبت أن نفي كلامه سبحانه كنايات عن شدة غضبه عن العصاة من خلقه. قال القرطبي: "{ولا يكلمهم الله} عبارة عن الغضب عليهم، وإزالة الرضا عنهم، يقال: فلان لا يكلم فلاناً، إذا غضب عليه". وقال ابن عطية: "هذه الآية بمنزلة قولك: فلان لا يكلمه السلطان، ولا يلتفت إليه، وأنت إنما تعبر عن انحطاط منزلته لديه".





وقال الآلوسي: و"ليس المراد نفي الكلام حقيقة، بل هو كناية عن الغضب؛ لأن نفي الكلام لازم للغضب عرفاً، وعادة الملوك عند الغضب أنهم يُعْرِضون عن المغضوب عليهم، ولا يكلمونهم، كما أنهم عند الرضى، يتوجهون إليهم بالملاطفة". وقال ابن عاشور: "{ولا يكلمهم الله} نفي للكلام، والمراد به لازم معناه، وهو الكناية عن الغضب، فالمراد نفي كلام التكريم".



ويشهد لهذا الجواب قوله صلى الله عليه وسلم: (من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه، لقي الله وهو عليه غضبان) متفق عليه، وقوله علسه الصلاة والسلام: (من اقتطع أرضاً ظالماً، لقي الله وهو عليه غضبان) رواه مسلم. وحديث الحضرمي والكندي، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (...أما لئن حلف على ماله؛ ليأكله ظلماً، ليلقين الله وهو عنه معرض) رواه مسلم. فهذه الأحاديث تفسير للآيتين النافيتين لكلام الله بعض خلقه يوم القيامة؛ فيكون نفي الكلام كناية عن الإعراض عنهم، والغضب عليهم.




وهناك جواب آخر للمفسرين لرفع التعارض الظاهر بين الآيات وهو أنه سبحانه لا يكلمهم بما يحبون، ولكن يكلمهم بنحو قوله: {قال اخسئوا فيها ولا تكلمون} (المؤمنون:108). وهذا الجواب اختاره الطبري.



أو أنه تعالى لا يكلم العصاة والمجرمين بكلام يسرهم وينفعهم، ويكلم عبادة المتقين بما يسرهم وينفعهم. ذكره البغوي، فقال: "لا يكلمهم بالرحمة وبما يسرهم، إنما يكلمهم بالتوبيخ".






(ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)





إظهار التوقيع
توقيع : ام سيف 22
#2

افتراضي رد: (ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)

بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
#3

افتراضي رد: (ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)

رد: (ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: (ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)

رد: (ولا يكلمهم الله) ( فوربك لنسئلنهم أجمعين)

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ضــي القمــر القرآن الكريم
أدعية شاملة طُمُوحي الجنّة المنتدي الاسلامي العام
تفسير سورة الأنبياء - تفسير السعدي رحيق العفة القرآن الكريم
سورة الحشر تفسير سورة الحشر هبه شلبي القرآن الكريم


الساعة الآن 11:44 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل