أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الد



الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الد
الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات،
ورفعة في الدرجات،


أيها الإخوة والأخوات، إن لله في أيام الدهر نفحات، فمن تعرّض لها يوشك أن تصيبه نفحة ولعله لا يشقى بعدها أبداً، قال عمر بن ذر: "اعملوا لأنفسكم -رحمكم الله- في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غُبن خير الليل والنهار، والمحروم من حُرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلاً للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالاً على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، فإنما تحيا القلوب بذكر الله" [التبصرة لابن الجوزي: 1/31].
إن هذه الأيام التي سنقدم عليها، وهذا الشهر الكريم الذي سيحل بنا، إنه فعلاً ضيف يحتاج إلى استعداد، إنه موسم كبير يحتاج إلى ملء الأوقات بذكر رب البريات -سبحانه وتعالى-.
وأول ما نذكره نحن في هذا الشهر كيف يكون مغفرة؟؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- وعد بالمغفرة لمن يدخل فيه فيصومه احتساباً وإيماناً، إيماناً بفرضيته، واحتساباً بالأجر فيه، يحسن الظن بالله بعدما يعمل العمل الصالح، أن الله لن يضيعه، وأنه سيقبله منه، هذا الشهر الكريم الذي فيه الثواب والأجر، الذي فيه الطمع بمغفرة الرب -سبحانه وتعالى- وعندما يكون الرب أقرب إلى عباده ينبغي على العباد أن يقتربوا أكثر من الله -سبحانه وتعالى-.
إننا نريد فعلاً أن نكون من المتقين، فإن الحصول على التقوى في هذا الشهر هو أصلاً السبب في فرضيته، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183].
هذا الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"

[سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: 1/421].
هو التقوى، "العمل بطاعة من الله، ترجو ثواب الله، وتترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عذاب الله، هذه هي التقوى، أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر" هذه هي التقوى.
[الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد: 1/474].
قال عمر بن عبد العزيز لصاحبه يكتب له وكان السلف كثيراً ما يكتبون يوصون، ونحن اليوم عندنا رسائل الجوالات نستطيع أن نتواصى بها في الحق والصبر، قال له: "أوصيك بتقوى الله -عز وجل- التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين".
[حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 5/267] .
وفعلاً، إنها عاصم في الفتنة، وحجاب عن المعصية، وستار بين العبد وبين الرذائل في الأقوال والأفعال، وما أكثرها في هذا الزمن، زمن القاذورات والفواحش، وهذه المواخير الفضائية المفتوحة على الناس بالشر ليل نهار، لقد غرق الناس بالعفن، لقد غرقوا بالملوّثات، تلوث الجو، ولا نقصد تلوث البيئة ببقايا النفط وعوادم السيارات، فإن هذا تلوث هين بالنسبة للتلوث الآخر، لقد تلوث الجو بالموجات التي تنقل هذه القاذورات، شبُهات وشهوات، هذا ما يعم به الجو اليوم أدمغة المسلمين وعقولهم، إنه ينقل إليهم هذا السُّم الناقع المبثوث في الهواء، إنك لا تراه، لكن الأجهزة تلتقطه وتبثه إلى الأدمغة، كثيرون اليوم يقولون: اشتبهت علينا أمور، تشككنا في آيات، اضطربت عندنا أحاديث.لماذا؟ قالوا: سمعنا قسّاً في قناة فضائية يقول كذا، وسمعنا شخصاً في قناة فضائية يقول كذا، ما عدنا ندري ما الحق، كيف نفهم هذا؟ ما هو التوفيق بين هذا وهذا؟ ما هو الحق في هذه المسألة؟ اضطربنا، تزلزلنا.
أيها الإخوة، إن تلويث الأدمغة، تلويث العقول، إفساد القلوب اليوم يحتاج إلى مغسلة، ورمضان مغسلة، ألم تر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في دعاء الجنازة: واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس

[رواه ابن ماجه: 1500 ، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه: 1500].
هناك دنس كثير اليوم، وهناك ذنوب وخطايا كثيرة.
نحن قادمون على شهر نسأل الله أن يجعله كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الدرجات، مغسلة، إنه مغسلة تجلو القلب، تذهب الصدأ، تزيل القسوة، أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد: 16]، يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء: 1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران: 102].
ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر.
يقول أبو الدرداء قالوا: "مه ما هذا؟ قال: "يخلو بمعاصي الله فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين"
[حلية الأولياء 1/215].
قال سليمان التيمي: "إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته، إن العبد ليذنب فيما بينه وبين الله، ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك عليه"

[الجواب الكافي: 53].
وربما يرى الصالحون في وجوه بعض الناس ما لا يراه غيرهم، فراسة الإيمان، والسعيد من أصلح بينه وبين الله، السعيد من أصلح ما بينه وبين الله، نذكّر أنفسنا بهذا ونحن مقبلون على رمضان.
كان حبيب أبو محمد تاجراً يؤجر النقود، ومعنى يؤجر النقود: يتعامل بالربا؛ لأن النقود لا تؤجر، ومن أجر النقود مرابي، فمر ذات يوم بصبيان، فإذا هم يلعبون، فقال بعضهم لبعض: جاء آكل الربا، جاء آكل الربا، فنكّس رأسه، وقال: "يا رب أفشيت سري إلى الصبيان، فرجع فجمع ماله كله، فقال: يا رب إني أسير، وإني قد اشتريتُ نفسي منك بهذا المال، فأعتقني"، فلما أصبح تصدق بالمال كله، وأخذ في العبادة، ثم مر مرة أخرى بالصبيان يوماً وهم يلعبون، فلما رأوه قال بعضهم لبعض: جاء حبيبٌ العابد، جاء حبيبٌ العابد، فبكى وقال: يا رب أن تذم مرة، وتحمد أخرى، وكله من عندك"

[تاريخ دمشق لابن عساكر: 12/48].
فالله يجري على ألسنة بعض الناس الشهادة لبعض الأشخاص بأشياء؛ لتكون موعظة.
فمن الناس من تردهم مثل هذه الأشياء إلى صوابهم، ومنهم من يزداد عتواً ونفوراً، ولا كأن أحداً تكلم بشيء، وهذا لا يؤثر فيه نصيحة ناصح، ولا تؤثر فيه موعظة واعظ؛ لأن القلب قد تحجر، والنفس إذا تبلّدت فمتى يكون التأثر؟
أيها الإخوة، الذي يريد أن يستفيد من رمضان لا بد أن يجلو قلبه، إذا أردتَ حسن الاستقبال أحسن تجهيز جهاز الاستقبال، فعند ذلك يكون البث نقياً، وإلا سيكون مشوشاً، أو لا يستقبل.
كان المسلمون يعدون العدة لرمضان، ومن إعداد العدة التوبة قبل رمضان، يرون أن جلاء القلوب بالتوبة قبل رمضان؛ لأن رمضان موسم اكتساب حسنات وطاعات وعبادات، فلذلك لابد من التجهز لاكتساب الحسنات وللعبادة قبل رمضان، لو دخلنا رمضان بهذه الأحوال من التقصير، هل سنكون مستمتعين بصلاة التراويح؟ وهل سنكون أول يوم متلذذين بالصيام؟ ربما لا، ربما استثقلنا ذلك، لكن إذا دخلنا بجاهزية من أول الشهر بتوبة نصوح وإقبال على الله، فعند ذلك يكون كثير من التأثر، ألم تر أن الإنسان قبل أن يصلي له تجهيزات أذان وترديد مع الأذان ووضوء وأذكار الوضوء وتبكير للصلاة وإقبال وأدعية للذهاب للمسجد، ودخول المسجد، والانتظار في المسجد حتى يصلي، وهناك سنة قبلية، وسنة بعدية، ورمضان له قبلُ سنة قبلية في شعبان في الإكثار من الصيام، وبعده سنة بعدية في صيام ست من شوال، وهكذا الصلاة بعدها أذكار تبدأ بالاستغفار، وتسبيحات كثيرة، فَصَلِّ لِرَبِّكَ [الكوثر: 2]، وهكذا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح: 7، 8].
على قدر أهل العزم تأتي العزائم*** وتأتي على قدر الكرام المكارم
[ديوان المتنبي].




فكيف تجهّز نفسك للشهر ستكون فيه، كيف تستعد، هكذا سيكون حالك وتكون رتبتُك، استكمال عناصر الإيمان، استكمال التوبة، ليست القضية الآن تجهيز المطبخ والثلاجة، وليست أنواع الاستعدادات التي يستعدون اليوم بها مع الأسف، إنها حقيقة أحوال مؤسفة تلك التي تحدث اليوم، ما هي أنواع الاستعدادات المطلوبة؟ استعداد بالتوبة، وما هي أنواع الاستعدادات الموجودة؟ إنها أنواع عجيبة.

الشيخ محمد صالح المنجد
الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الد

الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الد



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي تنبيه اداري

تم نقل الموضوع من قسم صوتيات ومرئيات اسلامية.
بواسطة : أم أمة الله

#3

افتراضي رد: الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في



جزاكِ الله خيراً


إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2
#4

افتراضي رد: الاستعداد لرمضان ،رمضان شهر كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في

رائع جزاكِ الله خير

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ملف شامل عن الاستعداد لرمضان اي ايمانيا و دعويا و منزليا حفيدة عائشة عدلات في رمضان
الاستعداد لرمضان للشيخ حازم شومان.كيفية الاستعداد لرمضان فيديو للشيخ حازم شومان ام مالك وميرنا عدلات في رمضان
كيفيه الاستعداد لرمضان بكل الطرق! جنان الخلد عدلات في رمضان


الساعة الآن 03:48 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل