هل التدخين من المفطرات في رمضان وطرق الإقلاع عنه ،حكم التدخين وكيفية الخلاص

هل التدخين من المفطرات في رمضان
وطرق الإقلاع عنه ،حكم التدخين وكيفية الخلاص منه.

التدخين من العادات السيئة التي انتشرت بين الناس، إذ إنّ له الكثير من الأضرار على الفرد نفسه وعلى أفراد المجتمع المحيطين به، فقد أثبتت الدراسات أنّه سبب رئيسيٌّ للجلطات، وأمراض القلب والشرايين، والسرطانات، بالإضافة إلى تدمير الرئتين. ويتضح الضرر من خلال تأثير مادة النيكوتين في الجسم؛ فعندما يُدخِّن الفرد السيجارة فإنّ مادة النيكوتين تتّحد مع كريات الدم الحمراء بدلاً من الأكسجين، ممّا يؤدّي إلى نقص وصول الأكسجين إلى الخلايا ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يجد المدخنون صعوبة كبيرة في الإقلاع عن تلك العادة الذميمة خلال ساعات النهار، ومن هنا يتساءل البعض هل التدخين من المفطرات في رمضان المبارك أم لا، وسنوضح إجابة هذا السؤال بالتفصيل خلال السطور التالية بإذن الله فتابعونا من منتدى عدلات
السؤال
يرجى منكم الرد على على فتوى تقول إن التدخين لا يفطر الصائم، وقد انتشرت هذه الفتوى بين الناس، ويقول مدعيها أنه يجوز للصائم أن يدخن في نهار رمضان وأن التدخين ليس من مفطرات الصيام.
1 - لأنه لا يوجد نص صحيح صريح في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يدل على أن التدخين من المفطرات ومن قال بهذا مطالب بالدليل.2 – من يقول إن للدخان جرما فينبني على قوله أن من شم عوادم السيارات و أبخرة المطاعم و عوادم المصانع أن صيامه قد بطل.3 – وإن قلنا أن له جرما فإن هذا الجرم لا يصل إلى الجوف وإنما يصل إلى الرئتين كما يقول بهذا الأطباء.4 – أن الدخان ليس من جنس المغذيات .5 – أن هذا القول فيه تيسير للأمة لأن من الناس من يترك الصيام من أجل التدخين ، فنحن نقول له صم ودخن وهذا من باب ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، وكذلك من الناس من لا يستطيع أداء عمله على الوجه المطلوب لأنه معتاد على السجائر فيكون هذا القول معينا له على العمل بالإضافة إلى أنه لا يبطل صيامه. يرجى منكم الرد المفصل كما عهدناكم فى ردودك الكريمة ..
وفقكم الله لما يحب ويرضى

الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الدخان له جرم، وتعمد تناوله يفسد الصوم ولو لم يصل إلى الجهاز الهضمي أو الرئتين من جنس المغذيات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الفتوى مخالفة لما عليه الجمهور من أهل العلم من كون تعمد وصول الدخان إلى حلق الصائم يفسد صومه ومخالفة لما صرح به الكتاب والسنة من كون الأكل يفسد الصوم وما استدل به صاحبها على صحتها وإبطال نقيضها الذي هو قول الجمهور لا تقوم به حجة ولا ينبني على أساس، فالذين يقولون بأن الدخان مفطر يستندون إلى ما هو صريح في القران و السنة من أن الأكل والشرب عمدا يفسد الصوم. وبيان ذلك أن استعمال الدخان إما أكل وإما شرب وكل منهما مفطر ولو كان المأكول أو المشروب سما أو غير مغذي.
ثم إن ادعاء كون الدخان غير جرم وأنه لو كان جرما للزم من ذلك أن شم عوادم السيارات يبطل الصوم أو أنه لا يصل إلى الجوف وإنما الرئتين أو أنه غير مغذ أقول هذا الادعاءات باطلة وهي من قبيل الخلط والخبط الذي يقصد منه التشويش على المسلمين وتشكيكهم في أمور دينهم، وإلا فإن كون الدخان جرما أمر معلوم وما أظن أحدا ينكره، ولا يلزم من قول الجمهور بأن وصول الدخان إلى الحلق يفسد الصوم أنه يفسده في كل حاله بل أنهم استثنوا من ذلك ما وصل من غير قصد وهذا بإجماع منهم، وبهذا يتبين فساد هذه الفتوى وضعف ما بنيت عليه وأن الدخان مفطر. وعليه فلا مجال للتيسير في الترخيص في شربه للصائم وإلا لكان من التيسير المقبول شرعا أن يقال لمن لا يستطيع الصوم - يوما كاملا لشدة الحر أو لطول اليوم أو لضعف الشخص - اشرب مرة واحدة أو كل مرة واحدة وأكمل بقية اليوم وصومك صحيح ولمزيد الفائدة وكلام أهل العلم في موضوع إبطال استعمال الدخان للصوم نحيل على الفتاوى ذات الأرقام التالية 55455، 55456، 38238 كما نحيل أيضا على إجابة للشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله جاءت في سؤال شبيه بهذا السؤال ونصها مع السؤال:
يعتقد بعض الصائمين الذين ابتلاهم الله بشرب الدخان أن تعاطي الدخان في نهار رمضان ليس من المفطرات، لأنه ليس أكلا ولا شربا فما رأي فضيلتكم في هذا القول؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أنه قول لا أصل له، بل هو شرب وهم يقولون إنه يشرب الدخان، ويسمونه شربا، ثم إنه لا شك يصل إلى المعدة وإلى الجوف وكل ما وصل إلى المعدة والجوف فإنه يعتبر مفطرا سواء كان نافعا أم ضارا، حتى لو ابتلع الإنسان خرزة السبحة مثلا، أو شيئا من الحديد أو غيره فإنه يفطر فلا يشترط في المفطر أو في الأكل والشرب أن يكون مغذيا أو أن يكون نافعا، فكل ما وصل إلى الجوف فإنه يعتبر أكلا وشربا وهم يعتقدون بل هم يعرفون أن هذا شرب ولكن يقولون هذا – إن كان أحد قد قاله مع أني أستبعد أن يقوله أحد – لكن إن كان أحد قد قاله فإنما هو مكابر، ثم إنه بهذه المناسبة أرى أنها فرصة لأنه سوف يكون ممسكا عنه طول نهار رمضان وفي الليل بإمكانه أن يتسلى عنه بما أباح الله من الأكل والشرب والذهاب يمينا وشمالا إلى المساجد وإلى الجلساء الصالحين، وأن يبتعد عمن ابتلوا بشربه فهو إذا امتنع عنه خلال الشهر فإن ذلك عون كبير على أن يدعه في بقية العمر، وهذه فرصة يجب أن لا تفوت المدخنين.
والله أعلم.

خطوات تساعدك على الإقلاع عن التدخين في رمضان
من أهم النصائح لترك التدخين:
_الرغبة الأكيدة، والإصرار على ترك التدخين: الرغبة هي الأساس الذي يعتمد عليه ترك التدخين، فخلال شهر رمضان يترك الشخص الدخان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذه فترةٌ جيّدةٌ لتعويد الجسم على تركه.
تذكير النفس بفضل شهر رمضان الكريم وحرماته وأنه كل الحالات يُغضِب الله تعالى، ويتنافى مع حرمة شهر رمضان.
_المشاركة مع آخرين يرغبون بترك التدخين: فذلك يزيد من العزيمة، ويقوّيها عندما تضعف، كما لا بُدّ من تعاون جميع أفراد الأسرة لتهيئة الظروف المناسبة.
_البدء بترك التدخين بالتدريج: تُعتبر هذه المرحلة هي المرحلة التمهيديّة، ويمكن اتباعها لمدّة أسبوع، فمثلاً يُمكن تأجيل السيجارة الأولى بعد الإفطار بعدة ساعاتٍ، وهذا يُقلّل من عدد السجائر التي قد يشربها الشخص، كما أنّها تعوّد الجسم على فقدان مادة النيكوتين بالتدريج.
_في البداية وقبل بدء الشهر المبارك يجب أن تبدأ في تقليل كمية السجائر التي تستهلكها
بشكل تدريجي، فإذا كنت تتناول علبة كامل احرص على جعلها نصف، وهكذا.
_لا تقم بشراء علب السجائر الكاملة، ولا تجعلها أمامك طوال الوقت، واشتري السجائر فرادى.
_اقتطاع المبلغ الذي كان يُصرف على شراء الدخان ووضعه في الحصالة أو التبرع به للفقراء والمحتاجين.

_قراءة المجلّات والمقالات العلمية التي تتحدّث عن أضرار التدخين وأهميّة تركه.
-إشغال النفس بأيِّ شيءٍ عند الشعور بالرغبة في سيجارة، فيُمكن مضغ العلكة، أو مُمارسة التمارين الرياضية لتنشيط الدورة الدمويّة، أو أخذ حمّام دافئٍ، أو زيارة الأصدقاء ممّن لا يُدخّنون.
_الابتعاد عن أماكن وجود المُدخّنين: يُمكن الذهاب إلى المقاهي والمطاعم المخصّصة لغير المدخنين.
_استبدال السجائر نهائياً بالمُلصقات والعقاقير الطبيّة الخاصة بالتخلص من مضاعفات ترك مادة النيكوتين مثل التعب، والتوتُّر، والعصبية، والصداع.


_مع نهاية شهر رمضان لا بُدّ من الالتزام بعدم العودة إلى الدخان؛ لأنّ الجسم يكون قد اعتاد فعلاً على عدم وجوده في الجسم، مع الاحتفاظ بالعادات الجيّدة التي اكتسبها خلال الشهر.
_يجب أن تبتعد قدر الإمكان عن المحيطين بك من المدخنين، وربما تكون تلك الخطوة صعبة، ولكن
قم باستغلال وقتك جيدًا ولا تجعل في يومك الكثير من أوقات الفراغ، فاحرص على ممارسة
الرياضة كثيرًا، وإنهاء يومك بحمام ساخن.
_احرص على تواجد العلكة والبونبون معك دائمًا وإذا أرت سيجارة تناول إحدى تلك الأشياء
بدلًا عنها، وتذكر أنها مجرد عادة لديك تحاول التخلص منها.
_استغل فرصة الشهر المبارك من أجل الإقلاع عن التدخين تمامًا.
_اشرب الكثير من الماء والديتوكس حتى يتخلص جسدك من السموم.
_يجب أن تتذكر دائماهدفك الأساسي وهو رضا الله، والبعد عن المحرمات لتنال الأجر والثواب، وكذلك الحفاظ على صحتك
وصحة من حولك.وفقكم الله لكل خير