أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=392148
427 1
#1

افتراضي الشخصية "الهلوعة" وسورة "المعارج"

الشخصية "الهلوعة" وسورة "المعارج"


في البداية لابد من يقين بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا فيه شفاء ورحمة للمؤمنين،
فيعرض الإنسان نفسه على آيات القرآن فيجد فيها ما كان يبحث عنه،
الإنسان خُلق من ضعف، وهذا الضعف يجعله في حالة خوف دائم، وهذا الخوف يجعله يبحث سريعًا عن سد فاقته،
وهذا الهلع سببه فراغ الجوف من مصدر القوة الذي كان يركن إليه (من مال، شهرة، سلطة....إلخ)،

في سورة المعارج نجد سؤالًا :
"أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم؟!! كلا إنا خلقناهم مما يعلمون"
دخول الجنة ليس بالطمع ، هذه مجرد أماني،

(كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ) :
فأنتم تعلمون أصل خِلقتكم وما فيها من حقارة، فما قيمة هذه النطفة لتدخل الجنة ؟ّ!
فدخول الجنة وتكريم الإنسان ليس بمادة خِلقته، بل هذه نفس طريقة إبليس التي سلكها حين قال
(أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)،
بل الأعمال هي التي تُزكي هذا المخلوق من الماء المهين، حتى تعرج به من الطين إلى الله تعالى،

وفي هذه السورة ألفاظ كثيرة تدل على الهلع والعجلة مثل:
-خُلق (هلوعًا)
-إذا مسه الشر (جزوعًا)
-كأنهم إلى نصب (يوفضون)>> كأنهم إلى أصنامهم يُسرعون ليجدوا عندهم حل لمشاكلهم.
-يومَ يخرجون من الأجداث (سراعًا)
-جمع فأوعى
-فمال الذين كفروا قبلك (مهطعين)
-ولا يسأل حميم حميما
-يود المجرم لو (يفتدي) من عذاب يومئذ ببنيه >> من هلعه يمد يده على أغلى ما يملك ليفتدي به!

حتى بداية السورة
(سأل سائل بعذاب واقع)
فقيل نزلت بسبب استعجال الكفار لنزول العذاب!
وهكذا الإنسان في بعض الأوقات من شده خوفه من الانتظار يتمنى نزول الأمر حتى لو كان فيه خطر عليه.
ثم نجد في السورة صفة لله تعالى : من الله ذي المعارج
نعمة عظيمة أن يبين الله لنا كيف نعرج إليه، وكيف نصل إليه، فمن يحب الله سيجد وسيلة يصل بها إليه سبحانه (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).





(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ )
فتعرج الملائكة بالأمر القدرى (من أعمال البشر وصحائف الأعمال وغيرها)
والبشر يعرجون إليه سبحانه بالأمر الشرعى،
وعروج البشر إليه تدريجيّ، لا في خطوة واحدة،
بل هى معارج يرتقي فيها الإنسان خطوة تعلوها خطوة وهكذا،
الطريق إليه سبحانه تدريجيّ، ويحتاج إلى صبر جميل.
فهذا الإله هو صاحب المعارج، صاحب الدرجات التي إذا أراد الإنسان أن يصل إليها فلا يصل إليها إلا به وبالإستعانه به، فهو وحده من يملكها ويتفضل بها عليهم.

"تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره (خمسين ألف سنة) >>
فالمدة طويلة
(فاصبر صبرا جميلا) إنهم يرونه بعيدا (ونراه قريبا)"
وهكذا الإنسان الذي يُسلم الأمر لله لا يرى الأشياء بعيده، فالله سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، فبه يُبصر ، فكيف يرى الأشياء بعيدة؟!
لذا قال: فاصبر صبرا جميلا
علاقته وتسليمه لله جميل، فصبره جميل
ونعود مرة أخرى للإنسان الضعيف الخائف الهلوع،

كيف عالجت السورة النفس الهلوعة (التي تُسرع) في (الطريق الخاطئ) في البحث عن الأمان؟
۱ -عالجت السرعة التي في الإنسان بحثّه على الصبر وتدريب النفس على ذلك
۲ -وعالجت توجهه السريع في الطريق الخاطئ بتصحيح سيره للطريق الصحيح
أولا: عالجت السرعة التي فيه بحثه على الصبر وتدريب النفس،
وتدريب النفس لا يكون تدريبا عشوائيا، بل بالأخلاق الإسلامية،
فجاءت السورة بأعمال يجعلها الإنسان نصب عينيه ليداوم عليها، وبالمداومة تتربى فيه "إرادة قوية" و"لياقة إيمانية" ،

"إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا* إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون * والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم * والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون * والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم بشهاداتهم قائمون * والذين هم على صلاتهم يحافظون"
وكلها صفات بدأت بالاسم الموصول : (الذين) = تدل على التمكن من هذا الأمر،
فهو في حالة تدريب مستمرة للنفس بهذه الصفات،
وبدأت وانتهت بالصلاة:
-بدأت (بالمداومة) على الصلاة = وهى المداومة على أصل الصلاة، ومعنى الدوام أن لا ينشغل عنها بشيء من الشواغل، فينزع نفسه من عالم الشهادة المنغمس فيه ليعرج بها في عالم الغيب.
- ثم انتهت (بالمحافظة) على الصلاة = وهى المحافظة على أحوال الصلاة من خشوع ومراعاة شروطها وإكمال فرائضها وسننها وأذكارها.
والذي يحافظ على الصلوات (أصلها وأحوالها) في الأوقات الصعبة، يستطيع أن يحافظ على أخلاقه في الأزمات الصعبة، فالصلاة المُقامَة على الحقيقة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر.
ثانيا: عالجت التوجه السريع في الطريق الخاطئ بتصحيح سيره للطريق الصحيح،
فوجهت السورة الإنسان أن يصحح جهته بالعروج لله بالصلاة،
فالصلاة تعرج به فيرى الأمور من أعلى، فيراها على حجمها الحقيقي، فتقر عينه ويهدأ قلبه،
فإذا كنت بشرًا ضعيفًا، ولابد لك من فزع، فافزع للصلاة كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر.
وتوكل على الحي الذي لا يموت، الحي القيوم الذي لا تأخذه سنه ولا نوم
فهو نعم المولى ونعم النصير

درس مداواة النفس الهلوعة من خلال سورة المعارج ~ بتصرف

داحمد عبد المنعم


الشخصية "الهلوعة" وسورة "المعارج"



#2

افتراضي رد: الشخصية "الهلوعة" وسورة "المعارج"

جزاكى الله خيراً
إظهار التوقيع
توقيع : ام سيف 22


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
جميع مرئيات الشيخ الإمام علي جابر النادرة من تراويح وتهجد شهر رمضان من رووية ورهوف صوتيات ومرئيات اسلامية
اسماء سور القران ومعانيها الرزان القرآن الكريم
مسابفة اليوم الأحد من المسابقة المتجددة أم أمة الله مسابقات الاقسام


الساعة الآن 02:05 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل