أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=392197
175 0
#1

افتراضي اسألوا الله العافية (خطبة)

ايُّهَا النَّاسُ: إِنَّ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَعْظَمِهَا عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ الْعَافِيَةَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَمَا مِنْ دُعَاءٍ أَشْمَلَ وَأَعَمَّ مِنْ سُؤَالِ اللَّهِ الْعَافِيَةَ، وَالْعَافِيَةُ لَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهَا سَلَامَةَ الْأَبْدَانِ مِنْ أَمْرَاضِهَا، بَلْ هِيَ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ كَافِيَةٌ، وَعِبَارَةٌ شَافِيَةٌ وَافِيَةٌ، تَشْمَلُ عَافِيَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ عَلِمَ قِيمَتَهَا وَتَأَمَّلَ عَاقِبَتَهَا سَأَلَ اللَّهَ إِيَّاهَا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وَمَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ الْعَافِيَةَ فِي حَالِهِ وَمَآلِهِ، وَدِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَقَدْ حَازَ "نَفَائِسَ الرِّزْقِ"؛ وَالْخَيْرُ بِدُونِ الْعَافِيَةِ قَلِيلٌ وَلَوْ كَثُرَ، وَالْعِزُّ بِدُونِهَا حَقِيرٌ وَلَوْ شَرُفَ.


عِبَادَ اللَّهِ: الدُّعَاءُ بِالْعَافِيَةِ لَا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْأَدْعِيَةِ، وَلَا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنَ الْكَلَامِ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: « قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو اللَّهَ بِهِ، فَقَالَ: سَلْ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ، قَالَ: فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: يَا عَمِّ، سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ)، وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ" (حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).


وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)، وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي تَحُثُّنَا عَلَى سُؤَالِ اللَّهِ الْعَافِيَةَ كَثِيرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ، وَمِنْهَا حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ! إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ: « اللَّهُمَّ: عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ: عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ: عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»، تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي؟ فَقَالَ: « إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ » (الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ). وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّى؟ قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي» - وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلَّا الْإِبْهَامَ - «فَإِنَّ هَؤُلَاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ»؛ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).






وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ»؛ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَمِنَ الْأَدْعِيَةِ الَّتِي كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ: « اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي »؛ (صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).


وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي» (حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ). وَأَمَرَ صلى الله عليه وسلم مَنْ رَأَى مُبْتَلًى أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ وَيَسْأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: « مَنْ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيْرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ». (صححهُ الْأَلْبَانِيُّ) اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمُ بِهَدْيِ كِتَابِهِ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.


لْعَافِيَةَ بِمَعْنَاهَا الْعَامِّ كَنْزٌ لَا يُوَازِيهِ أَيُّ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الدُّنْيَا؛ وَتَبْقَى الْعَافِيَةُ لِلْإِنْسَانِ مَا دَامَ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى، الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللَّهَ بِفِعْلِ مَا أَمَرَ، وَتَرْكِ مَا نَهَى. وَقَدْ قِيلَ: "مَنِ اتَّقَى اللَّهَ لَبِسَ الْعَافِيَةَ، وَحَمِدَ الْعَاقِبَةَ"، وَكَانَ أَحَدُ الصَّالِحِينَ يَقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ تَدُومُ لَهُ الْعَافِيَةُ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ".


أَيُّهَا الْفُضَلَاءُ: سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الْإِيمَانِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدِّينِ وَالثَّبَاتَ عَلَيْهِ حَتَّى الْمَمَاتِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الْيَقِينِ وَالسَّلَامَةَ مِنَ الشُّكُوكِ وَالْوَسَاوِسِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الْجَسَدِ، وَسَلُوهُ الْعَافِيَةَ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ، فَمَا طَابَ طَعَامٌ إِلَّا بِالْعَافِيَةِ، وَلَا لَذَّ مَشْرُوبٌ إِلَّا بِالْعَافِيَةِ؛ ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، وَأَزْكَى الْبَشَرِيَّةِ؛ فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمٍ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الْأَحْزَابِ:56].


خالد سعد الشهري

شبكة الالوكة





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 2 سلمى سالم2 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 1 سلمى سالم2 القرآن الكريم
تحميل كتاب موضوعات خطبة الجمعة pdf مجاناعبدالرحمن بن معلا اللويحق أم أمة الله كتب اسلامية
خطبة عن الموت خطبة عن الموت مؤثرة جدا أسلم عليها الكثير من الناس خطبة الجمعة طُمُوحي الجنّة المنتدي الاسلامي العام
خطبة الجمعة بين الإطالة والإقصار حياه الروح 5 المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 04:25 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل