أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=392451
68 0
#1

افتراضي الديَّـان

ٰ وهو اسم ثابت لله -عز وجل- في سنة النبي ﷺ ، روى الإمام أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد وابن عاصم في السنة ... عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: ٰ
ٰ( بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله ﷺ ؛ فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أُنيس -رضي الله عنه- فقال للبواب : قل له : جابر على الباب، فقال : ابن عبد الله ؟ قلت: نعم ، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته، فقلت : ٰ
ٰحديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله ﷺ في القِصاص، فخشيت أن تموت أوأموت قبل أن أسمعه، ٰ
ٰ
قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يحشر الناس يوم القيامة - أو قال: العباد - عراة غرلا بهما، قال: قلنا : وما بُهما ؟ قال : ليس معهم شيء، ثم يناديهم يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قرب : أنـا الملـك أنـا الدَّيَّــان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أُقِصّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قال : قلنا : كيف وإنما نأتي الله -عز وجل- عراة غرلا بهما ؟ قال : " بالحسنات والسيئات")،
ٰ
ٰزاد الحاكم: (( وتلا رسول الله ﷺ : ﴿ اليومَ تُجزى كلُّ نفسٍ بما كسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليومَ ﴾ )).
ٰ
ٰ


والديَّـان :
ٰ
ٰمعناه المجازي المحاسب، والله جـل وعلا يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة عراة ليس عليهم ثياب، حفاة بلا نعل، غرلا أي : غير مختتنين، بُهْما ليس معهم شيء من متاع الدنيا، ثم يجازيهم ويحاسبهم على ما قدَّموا في حياتهم الدنيا من أعمال، إن خيرا فخير، وإن شرا فشرّ .
ٰ
ٰقال الله تعالى : ( اليوم تجزى كل نفسٍ بما كسبتْ لا ظُلم اليوم إنَّ الله سريع الحساب ) غافر
ٰ
ٰوقال تعالى : ( ونضعُ الموازين القِسطَ ليوم القيامة فلا تُظلَم نفسٌ شيئا وإن كان مِثقال حبة من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حَاسبين ) الأنبياء
ٰ
ٰوقال تعالى : ( فمن يعمل مِثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مِثقال ذرةٍ شرًّا يره ) الزلزلة .
ٰ
ٰوقال تعالى إن الله لا يظلم مِثقال ذرة وإن تكُ حسنةً يُضاعفها ويؤتِ من لدنه أجرا عظيما ) النساء
ٰ
ٰوقال تعالى يوم تجدُ كلُّ نفس ما عملت من خيرٍ مُحضرا وما عملتْ من سوءٍ تودُّ لو أنَّ بينها وبينه أمدًا بعيدًا ويحذِّركم الله نفسَه والله رؤوفٌ بالعباد ) آل عِمران
ٰ
ٰ


ٰ
ٰٰويوم القيامة يُسمى " يوم الدِّين"؛ لأنه يوم الجزاء والحساب، قال الله تعالى :
ٰ
ٰٰ﴿ مالِكِ يومِ الدِّين ﴾، أي: مالك يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها،
ٰ
ٰيدل على ذلك قوله تعالى : ( يومئذٍ يوفيهم الله دينَهم الحقَّ ) النور
أي : حسابهم،
ٰ
ٰ
وإذا عرفَ العاقل أن الربَّ سُبحانه ديَّــان، وأنَّ يوم القيامة يومُ جزاءٍ وحِساب، وأنه سيلقى الله ذلك اليوم لا محالة، وأنه في ذلك اليوم سيجد أعماله كلها مُحضَرة خيرها وشرّها، حسنها وسيّئها؛ فإنه سيحسب لذلك اليوم حسابه ويعدُّ له عدَّته .
ٰ
ٰ
روى الإمام أحمد عن أبي قلابة، قال : قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- :
ٰٰ
ٰ" البِرُّ لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديَّـانُ لا ينام، فكن كما شئت، كما تدين تدان "
ٰ


فالكيِّس من دان نفسه وحاسبها ما دام في دار المهلة والعمل، والعاجز من أهملها سادرة في غيّها وأتبعها هواها إلى أن يفجأه النَّدَم !
ٰ
ٰروى ابن أبي الدنيا عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال : ٰ
ٰ" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ".
ٰ
ٰأولا يذكر الظالم الغشوم هولَ المطلع وشدَّة الحساب وقولَ الديَّـان سبحانه في ذلك اليوم لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أُقِصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصّه منه حتى اللَّطمة ) .
ٰ
ٰولما سأل الصحابة -رضي الله عنهم- كيف يكون الحساب حينئذ والناس إنما يقدمون إلى الله يوم القيامة عراة غرلا بهما قال : " بالحسنات والسيئات "، أي : أنه سبحانه يأخذ للمظلوم من حسنات ظالمه، فإن لم يكن عنده حسنات أخذَ من سيئات المظلوم فطُرحت عليه ثم طُرِح في النار،
ٰ




ٰ
كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال :
ٰ
ٰ" أتدرون من المُفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال : إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفَكَ دم هذا، وضرَبَ هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيتْ حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم فطرحتْ عليه ثم طُرحَ في النّـار " رواه مسلم.
ٰ
ٰ
ومن كمالِ مُجازاة الرَّب سُبحانه في ذلك اليوم أنه يجيء بِنفسِه في ذلك اليوم للفَصل بين العباد، قال الله تعالى :
ٰ
ٰ﴿ وجاءَ ربُّك والمَلَك صفّا صفّا * وجيءَ يومئذٍ بجهنَّمَ يومئذٍ يتذكَّرُ الإنســان مَا سعَى وأنَّـى
له الذكرى* يقول ياليتني قدّمتُ لحياتي ﴾ الفجر
ٰ


فتفكَّر أيها العبدُ في هذا اليومِ العظيم، وتذكَّر أن الرب سُبحانه ديَّان، وأن الحقوق ستُؤدىٰ في ذلك اليوم إلى أهلها، وأن ما ثمَّ في ذلك اليوم إلاَّ الحسنات والسيِّئات .
ٰ
ٰتذكــر يومَ تأتي اللهَ فـــــردا
ٰوقد نُصِبَت موازين القضــاء
ٰ
ٰوهُتِّكتْ السُّتورُ عن المعَاصي
ٰوجاءَ الذَّنــبُ منكشفَ الغِطاءِ
ٰ
ٰاللَّهم أجرنا من خزي يوم النّدامة، ومن الفضيحة يوم القيامة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .


[ فقه الأسماء الحسنى/ للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-]












الساعة الآن 10:59 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل