أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=42652
1694 1
#1

افتراضي الظلم


محاضرة عن الظلم لسعادةالأستاذ الدكتور:_ عبد العزيز القصَّار الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة الكويت







الظلم من الأمور التي حذرت منها الشريعة الإسلامية ، فالظلم ظلمات يوم القيامة ، وكيف يسعى الإنسان المسلم في ظلم أخيه المسلم ، فالمسلم قد نشأت مع أخيه المسلم رابطة الأخوة في الدين وهي من أقوى الروابط، قال عليه الصلاة والسلام (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُهُ )رواه مسلم .


وحرمت الشريعة الإسلامية الظلم كمبدأ عام ، حتى مع غير المسلم ، قال تعالى: لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) ] الممتحنة/ 8-9



دعوة المظلوم من الدعوات التي يستجاب لها من قبل المولى - عز وجل- ..نرجو التعليق ؟


ومن أجل خطورة الظلم والتعدي على الآخرين وحقوقهم فقد حذرت الشريعة الإسلامية من دعوة المظلوم ، هذه الدعوة إن خرجت من قلب صادق قد تفطر قلبه من حرارة الظلم ، قد وعده الله تعالى بالإجابة، فقد قال عليه الصلاة والسلام ( وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) رواه أحمد وابن ماجه.


وقال عليه الصلاة والسلام: ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )رواه البخاري.


فهاهو المظلوم الذي التجأ إلى خالقه ومولاه مضطراً، ألجأه القهر والظلم فالتجأ لخالقه الذي يرفع الكرب والظلم فنصره ولو بعد حين.







وماذا عن صور الظلم ؟



حقيقة إن صور الظلم وأنواعه أكثر من أن تذكر في هذا المقام فالظلم هو موقف أو معاملة لا يحصل أحد الطرفين فيها على حقوقه المفروضة التي نصَّ عليها العقد سواء كان العقد مكتوباً أو معروفاً ، ومن هذا المنطلق قد يكون الظلم للإنسان نفسه بشركه بالله – عز وجل – وكفره به، وكفره بما أعطاه الله له من نعم لا تعدُّ ولا تحصى ، ورغم ذلك لا يقوم بما فرضه الله عليه من العبادات والطاعات ألا يعدُّ ذلك ظلما للإنسان نفسه ؟!


ومن صور الظلم ظلم الإنسان لخادمه، فلا يعطيه ما اتفق عليه في العقد أو يحمله ما لا يطيق، ومن صور الظلم ظلم الإنسان لأخيه أو أخته في الميراث ، فلا يعطيها حقها الذي خصصه الله لها ، ومن صور الظلم ظلم رئيس العمل لمرؤوسه فقد يميز آخر عليه في المنصب والحوافز المادية و المعنوية... ألم أقل لك إن صور الظلم أكبر من أن تذكر في هذا المقام ؟.







وماذا عن عقوبة الظالم التي يجدها في الدنيا والآخرة نتيجة ظلمه ؟


لو أن الظالم علم وأيقن ما ينتظره من وعيد من الله تعالى ؛ فقد توعد الله تعالى الظالم بعقوبات كثيرة ذكرها في محكم تنزيله ومنها:


قال تعالى ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ )(غافر:18)


والله تعالى يمهل ولا يهمل: قال عليه الصلاة والسلام " إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته "ثم قرأ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) (هود:102)


فالظالم خصمه الله تعالى يوم القيامة : قال عليه الصلاة والسلام (قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يؤته أجرته ) رواه البخاري .


ومن أشد العقوبات للظالم أن الله تعالى يفضحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ؛ قال عليه الصلاة والسلام ( والله لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شيئا بِغَيْرِ حَقِّهِ إلا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يوم الْقِيَامَةِ فَلأَعرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا له رُغَاءٌ أو بَقَرَةً لها خُوَارٌ أو شَاةً تَيْعَرُ ) رواه مسلم .






هل المفلس الذي ذكره النبي – صلى الله عليه وسلم - في حديثه الشريف يدخل فيه الظالم ؟



ولنستمع إلى الحديث النبوي الشريف والذي يبين فيه حقيقة المفلس، وليس المفلس في مقاييس البشر، فمن هو ذلك المفلس؛ : قال عليه الصلاة والسلام أتدرون مَن المفلس يوم القيامة ) ؟ قالوا المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع. قال : ( إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار ) رواه مسلم .


فقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الظالم مفلسا يوم القيامة مع وجود أعمال صالحة له !





وأخيرا ..ماذا علينا تجاه الظالم ، هل للظالم والمظلوم حقوق علينا نحن المسلمين ؟


هناك بعض الأمور والواجبات الشرعية التي يجب علينا فعلها تجاه الظالم منها :


أولا : وجوب مناصحة الظالم وردعه ونصرة المظلوم : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلُومًا ) قالوا : يا رَسُولَ اللَّهِ هذا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قال ( تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ) رواه البخاري.


ثانيا : أن نعلم أن ترك الأخذ على يديه طريق لعموم عقوبة الله تعالى للجميع؛


عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قال : أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذا اهْتَدَيْتُمْ ) وإني سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ( إِنَّ الناس إذا رَأَوُا الظَّالِمَ فلم يَأْخُذُوا على يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ الله بعِقَابِهِ ) رواه أحمد وأبو داود



إظهار التوقيع
توقيع : ايمان المقصبي
#2

افتراضي رد: الظلم

جزاكي الله خير



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
اجتناب الظلم الفراشة الفراشة الحملات الدعوية
(يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) حياه الروح 5 السنة النبوية الشريفة
حكم عن الظلم ,كلام عن الظلم عشق2001 حكم واقـوال
الظلم وعقوبته يوم القيامه قوت القلوب 2 المنتدي الاسلامي العام
ماذا قال ديننا فالظلم والظالمين مريم وسام المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 09:06 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل